المحرر موضوع: الكَهَنة الشّباب وموّاعظ اليوم  (زيارة 922 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 الكَهَنة الشّباب وموّاعَظ اليوم
من حسّنات مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الإنترنت بكافة أطيافها وأشكالها المختلفة إنها توصل الحدث بساعته وحينه، سواء كان ندوة أو مؤتمر أو موعظة في قداس.
مواعظ كثيرة متوفرة على محرك شركة اليوتيوب لكُهان شباب وفي مقتبل خدمتهم الكهنوتية، وهذا جيد فعلًا وخاصة في هذا العصر الذي باتت فيه الشبكة العنكبوتية تستحوذ وبشكل كبير على مفاصل حياتنا اليومية وتدخل في العديد من المجالات بشكلٍ مباشر في أحيان كثيرة وغير مباشر في مرات آخرى. ولكن مع هذا يوجد بعض السلبيات في مواعظ هؤلاء الشباب القساوسة والتي تجدر الإشارة إليها ربما بغرض التنويه لا أكثر، فبعض المواعظ تأخذ منحى ماديًا اجتماعيًا أكثر من اللزوم وهذا يأتي بالطبع على حساب الروحي واللاهوتي للكلمة المراد طرحها. على سبيل المثال لا الحصر، الحديث عن الفارق في مجالس التعازي بين الفقراء والأغنياء، وحضور جمهرة غفيرة الى تعزية الغني بينما الفقير حينما يموت بالكاد يحضر أحد. وإحترام الاغنياء وجلوسهم في صدور الديوان، بيننا الفقراء يوزعون القهوة والشاي، والى ما هنالك من هذه التفاصيل التي لم ولن تنتهي مادامت تشرق شمس على البشر.
في كل مجتمع هنالك أغنياء وفقراء، وهذا من الطبيعة البشرية ومن ركائز حركة المجتمع، ومن فضاءاتها الواسعة، وأيضًا من أسئلة الكون الغامضة فهي جزءً من الأسئلة الكبرى التي يواجهها الإنسان بالحياة، شخص يولد غنيًا جدًا وأخر على بعد خطوات منه مُتَسَرْبِلٌ برداء الفقر والعازة بالكاد يجد لقيمات يتناولها، لذلك نجد تعريفاتٍ عديدة لهذا الموضوع، منذ فلاسفة الإغريق وحتى كانط وجون لوك وروسو ونيتشه، وغيرهم. الغني الناس توده لنفوذه وماله وسلطته، وهذا شيء طبيعي وعادي، وحتى عندما وصلنا الى دول المهجر الغربية بانت التفارقات الاجتماعية بشكل جليَّ، حيث هنالك متوسطي الدخل وفقراء، وأيضًا اغنياء، وهذا ما يدعى الطبقات المجتمعية، ليس من اليوم بل من وعيَّ الإنسان الأولي بذاته وبيئته ومجتمعه، وأنقسم على هذا النمط الناس وبات هناك فئات متفاوتة في الكفاءات والإمكانات والمكانة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. هذه هي معادلة الكون منذ فجر التاريخ حيث تخضع لصوابية العامل البشري.
مع الأسف يُصار اليوم الى تعويمّ وتسطيح الفكر المسيحي والذي هو بالأساس فكر عميق ويحتاج لإيمان وصدق ووعي لفهم المغزى الحقيقي لهذا العمق. الله لم يره أحدٍ، قال القديس يوحنا الرسول الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الكائن في حضن الآب هو خبر" أي هو الذي أعطانا خبرًا عن الله، عرفنا الله. فهناك فكرة مغزاها أن الله قد تجسد بالكلمة وصار إنسان وجاء على الأرض متخذًا شكل بشري من خلال يسوع المسيح الناصري، وهذه فكرة عميقة وتحتاج لفهم واسع، فقد تحولت هذه الشراكة بين الله والإنسان الى علاقة صداقة وحب وتضحية مبنية على رؤية مشتركة بين البشر والله. بمعنى آخر صار تحول جذري من الميتوس الأسطورة إلى  اللوغوس الكلمة عقل الله الناطق. فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ، يوحنا. هنا نحتاج لتلك حبة الخردل التي تكلم عنها المعلم، لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل، لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذِهِ الْجُمَّيْزَةِ: انْقَلِعِي وَانْغَرِسِي فِي الْبَحْرِ فَتُطِيعُكُمْ، لوقا.
يجب إعادة النظر في المفاهيم المتعلقة بطرح العقيدة وإعطاء جرعات لاهوتية أكبر سواء في المواعظ أو الندوات أو المحاضرات التي تقام بشكلٍ أسبوعي أو فصلي. وألا في نهاية المطاف يفرغ المحتوى الرئيسي للمسيحية من مضمونه ونبقى دائمًا على حافة الهامش ندور وندور في حلقة مفرغة من المواضيع السطحية التي تحدث كل يوم وفي كل زمان ومكان.
إن دور الواعظ والكاهن مهم وحساس في إيصال كلمة الله الحية مع عمق روحي وإيمانًا حقيقيًا ينبع من بعد لاهوتي مبني على العقلانية والمنطق، وأن يكونوا بمستوى المسؤولية المناطة على عاتقهم كيما تستفيد منه الأجيال الجديدة.


غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5233
    • مشاهدة الملف الشخصي
إن رجـل الـدين ( ويخـصـنا المسيحي ) هـو أوّل مَن يُـفـرّق بـوضوح بـين موقـفه وإحـتـرامه للغـني أكـثر من الـفـقـيـر .... والسبب واضح لأنه يستـفـيـد من هـباته الشخـصية له ، وليس للكـنيسة ,,,,, هـذا واقع حال ,,, العـتـب عـلى المؤمنين الـين ييحـتـرمون هـكـذا رجـل دين .

غير متصل owl7

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 36
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
تحية طيبة أستاذ سلوان،
لقد ذكرت في مقالك أعلاه هذه الجمل:
"في كل مجتمع هنالك أغنياء وفقراء، وهذا من الطبيعة البشرية ومن ركائز حركة المجتمع، ومن فضاءاتها الواسعة، وأيضًا من أسئلة الكون الغامضة فهي جزءً من الأسئلة الكبرى التي يواجهها الإنسان بالحياة، شخص يولد غنيًا جدًا وأخر على بعد خطوات منه مُتَسَرْبِلٌ برداء الفقر والعازة بالكاد يجد لقيمات يتناولها، لذلك نجد تعريفاتٍ عديدة لهذا الموضوع، منذ فلاسفة الاغريق وحتى كانط وجون لوك وروسو ونيتشه، وغيرهم."
هل لك أن توضح لنا ما القصد في ادخالك لمفكرين، وما هي أهم النصوص التي استعنت بها كي تصل إلى برهانك .
إن كان هؤلاء الفلاسفة قد تطرقوا قبلا إلى إشكالية الغنى والفقر والمراتب الدينية.
الرجاء اعطاء نصوص حقيقية مع مراجع. لأن هؤلاء المفكرين ليسوا نكرة كي تذكرهم بهكذا طريقة. لا بد أن لديهم عبارات تؤكد كلامك.
تحية
جميل