المحرر موضوع: روعة الأحتفال بعيد الصليب وتذكار مار سابا الشهيد  (زيارة 477 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوآرش هيدو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 33
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
روعة الأحتفال بعيد الصليب وتذكار مار سابا الشهيد
بقلم : يوآرش هيدو
من المعروف ان الصليب هو رمز من أهم الرموز عند المسيحيين إن لم يكن أهمها على الأطلاق . فبموت يسوع الكفاري على الصليب تحقق الدور المرسوم له كفاد للبشرية ومخلصها .
ولمسيحيي المشرق عيد خاص يصادف في الثالث عشر من أيلول وهو اليوم الذي اكتشفت فيه هيلانة والدة الأمبراطور الروماني قسطنطين الكبير صليب المسيح في أورشليم عام 326 . وتفاصيل القصة معروفة عند المهتمين بتاريخ الكنيسة .
في القرية الآشورية ( عين نوني ) أو ( كاني ماسي ) كما تسمى على النطاق الرسمي أو ألأداري ، وهي القرية المركزية لناحية برواري بالا التابعة لقضاء العمادية ، يحتل ( عيد الصليب ) مكانة خاصة بين الأعياد بالنسبة لأهالي هذه القرية .
وهذه الخصوصية متأتية من توافق مناسبة أخرى مهمة مع عيد الصليب وهي تذكار القديس الشهيد ( مار سابا ) أحد قديسي كنيسة المشرق الآشورية . وبما أن ( مار سابا ) هو شفيع قرية ( عين نوني ) ، وتذكاره يصادف في الرابع عشر من أيلول ، اي في اليوم الذي يلي يوم عيد الصليب مباشرة ، فقد أدمج أهالي القرية تذكار القديس مع عيد الصليب فيقام قداس مهيب في الكنيسة التي تحمل اسم ( مار سابا ) إحتفاء بالمناسبتين في آن معا .
مع بزوغ الشمس ﺻﺒﺎﺡ يوم الثالث عشر من ايلول من كل عام يتوافد أهالي القرى الآشورية المجاورة الى قرية ( عين نوني ) ليتناولوا القربان المقدس في كنيسة مار سابا ويشاركوا إخوانهم من أهالي عين نوني إحتفالهم ويقاسموهم أفراحهم .
بعد الأنتهاء من القداس يذهب الجميع الى قاعة الكنيسة لتناول الفطور . انه يوم متميز حقا . أعداد غفيرة من الناس رجالا ونساء ، شيبا وشبانا قد اجتمعوا معا في هذا اليوم السعيد .
بعد تناول الفطور يذهب البعض للتنزه في الحقول والبساتين النضرة للأستمتاع بجمال الطبيعة الآسر وإستنشاق الهواء النقي المنعش ، بينما يذهب آخرون لزيارة أقاربهم أو أصدقائهم ومعارفهم ويتبادلون التهاني والأحاديث الممتعة ويستعيدون ذكريات السنين الخوالي .
بعد ساعتين أو ثلاث يعود المحتفلون الى قاعة الكنيسة من جديد لتناول الغداء . ها هو ذا الكل فرح ومستبشر . الأبتسامة تعلو الوجوه . البهجة تغمر قلوب وأرواح الجميع . يا له من مشهد رائع !! إنه يذكرنا بكلمات المرنم : " ما احسن وما اجمل ان يجتمع الأخوة معا في وحدة !!"(مزمور 33 : 1 )
حوالي الساعة الثامنة مساء يذهب المحتفلون الى القاعة الجميلة المشيدة شرقي القرية والمعدة للأحتفالات والمناسبات المختلفة ليواصلوا الأحتفاء بعيد الصليب وتذكار مار سابا ويصرفوا سويعات حلوة على أنغام الموسيقى وبذاك تكتمل فرحتهم . وعند إنتصاف الليل ينصرف المحتفلون وقد طاب لهم اللقاء بالأصدقاء والأقارب وأمتلأت النفوس بالرضى والبهجة والسرور . كل عام ومع حلول كل عيد وأهالي ( عين نوني ) الطيبون وإخوتهم أهالي القرى القريبة والبعيدة بخير . وليكن رب المجد مع الجميع . ﺁﻣﻴن