المحرر موضوع: بمناسبة يوم السلام الدولي 2022  (زيارة 381 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل عبدالاحد دنحا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 207
  • الجنس: ذكر
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
بمناسبة يوم السلام الدولي 2022
يقول بيكاسو الرسام الاسباني الشهير والذي رسم حمامة السلام البيضاء في عام 1949 والتي اتخذت كرمز للسلام " أنا مع الحياة ضد الموت ومع السلام ضد الحرب".
في عام 1981، تم بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 36/67 تعيين الاحتفال باليوم العالمي للسلام، وقد احتُفل بأوّل يوم للسلام في سبتمبر 1982. وفي عام 2001، صوتت الجمعية العامة بالإجماع على القرار 55/8282 الذي يعيِّن تاريخ 21 سبتمبر يوما عالميا للامتناع عن إطلاق النار واللاعنف، ودعت فيه الناس من جميع أنحاء العالم لأن يتخذوا هذا اليوم فرصة للدعوة إلى حل النزاعات، ولرصد وقف الأعمال العدائية وإلى إحيائه بالتثقيف ونشر الوعي لدى الجمهور بالمسائل المتصلة بالسلام، فيتم الاحتفال عن طريق الحوار حيث يسمح لجميع الفئات العمرية بالتحدث وذلك في الجامعات والمدارس. أو عن طريق الوقفات السلمية، ولحظات الصمت، والجلسات التأملية الجماعية. أيضا يمكن الاحتفال بهذا اليوم عن طريق الفن، وذلك بإقامة المعارض الفنية التي تعرض أفلام عن السلام، بالإضافة إلى الحفلات الموسيقية. وذلك لتعزيز القيم الإنسانية وتمجيد فكرة السلام، للحد من الصراعات الدولية من خلال طرح حلول سلمية. وهناك منظمات دولية تهتم بقضايا السلم منها: World Beyond War (عالم ما بعد الحرب) و Pace en Bene (السلام والخير)  باللغة الإنكليزية, و حركة السلام الدائم اللبنانية باللغة العربية.
وتؤكد خطة التنمية المستدامة لعام 2030 أن "لا سبيل إلى تحقيق التنمية المستدامة دون سلام، ولا إلى إرساء السلام دون تنمية مستدامة". وانطلاقاً من هذه الروح ذاتها، اتخذ مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة قراراتهما في عام 2016 بشأن "الحفاظ على السلام".
ومما ذكره البابا فرنسيس في رسالته بهذه المناسبة في 2020 "الحرب تبدأ في كثير من الأحيان، من رفض اختلاف الآخر، ممّا يعزّز الرغبة في الاستحواذ وفي الهيمنة. تولد الحرب في قلب الإنسان، من الأنانية والكبرياء، ومن الكراهية التي تؤدّي إلى التدمير، وإلى سَجنِ الآخر في صورة سلبيّة، وإلى استبعاده وإلغائه. وتتغذّى الحرب من تحريف العلاقات، ومن طموحات الهيمنة، ومن إساءة استخدام السلطة، ومن الخوف من الآخر، ومن الاختلاف الذي يُعتَبر عقبة؛ وفي الوقت عينه تغذّي الحرب نفسها كلّ هذا. إن الرغبة في السلام مدرجة بعمق في قلب الإنسان ولا يجب أن نقبل بأقل من ذلك."
اما في رسالته لهذه السنة فقد حددها في ثلاثة "مسارات لبناء سلام دائم": تعزيز الحوار بين الأجيال، والاستثمار في التعليم، وتحسين ظروف العمل.
يقول كيرك بويد يمكن تحقيق السلام والازدهار من خلال تحقيق خمس حريات أساسية لجميع الناس في كل مكان في العالم. وهي:
حرية التعبير
الحرية الدينية
التحرر من الفقر
حرية البيئة
والتحرر من الخوف
السلام هو الأصل في العلاقات بين الأشخاص والمجتمعات الإنسانية والدول.
يتيح اليوم العالمي للسلام لكافة شعوب الأرض فرصة للانفتاح على بعضها البعض، من خلال خلق مجال جيد ومناسب من أجل أن يكون هناك تلاق بينهم حول الأفكار التي تمهد لعودة السلام الغائب عن عدد كبير من شعوب الأرض التي ترزح تحت نيران الاحتلال، والتهجير، والتعذيب في المعتقلات، والأماكن العامة، والقتل بكافة أنواع الأسلحة، فعودة السلام منوطة بتفاهم البشر مع بعضهم البعض، واحترام الآراء مهما اختلفت، والبعد عن التطرف سواء المذهبي، أو الديني، أو السياسي، أو الاجتماعي، أو أي تطرف كان.
في يوم السلام العالمي..
أن تبني وطنك هو سلام..
أن تكف الأذى عن الناس هو سلام..
أن تساند الآخرين سلام..
التعايش مع من يختلفون معك سلام..
أن تمد يدك للأخرين بالخير والإحسان سلام..
الحق سلام.., العدل سلام..
الحب سلام..
امنح السلام ليُمنح لك..
إن مجتمعنا البشريّ يحمل، في ذاكرته وفي جسده، علامات الحروب والصراعات التي حدثت وقد ازدادت قدرتها التدميرية، والتي ما زالت تصيب بشكل خاص أفقر الناس وأضعفهم. حتى إن دول بأكملها تكافح كي تتحرّر من سلاسل الاستغلال والفساد التي تغذّي الكراهية والعنف. ويُحرَم الكثير من الرجال والنساء والأطفال والمسنين، حتى في أيامنا هذه، من الكرامة والسلامة البدنية والحرّية. وخاصة في وطننا العراق الذي دمره ارهابي داعش وقبلها الحروب العبثية التي قادها نظام صدام الدكتاتوري وخلفت ملايين القتلى والارامل والمعوقين وتم اهدار المليارات من اموال الشعب العراقي. ولازالت معاناة الشعب العراقي في ظل الحكام الفاسدين ومعهم الإسلام السياسي والأحزاب الطائفية والمليشيات المسلحة المنفلتة وبروز دور العشائر.
تبني وترسيخ ثقافة السلام من خلال حفظ حقوق الإنسان، وتقبل الآخر، وقيم التسامح، والتعددية، والتنمية الاقتصادية، والتربية والتعليم، بالإضافة إلى تحقيق التوافق بين الفرد والبيئة، وبين الفرد والمجتمع
تحديات السلام في العالم المعاصر يواجه العالم مجموعة من المعوقات التي تعرقل عملية حفظ الأمن والسلم في العالم المعاصر، نذكر أبرزها: الصراعات الناشئة بين أقطاب العالم: والتي تملك حق النقض في مجلس الأمن، فهذه الدول تقدم مصالحها على مصالح أمن العالم واستقراره. التعصب العرقيّ والدينيّ: التي ينتج عنها الكثير من الاضطرابات وأعمال العنف وتولد التطرف والإرهاب. أطماع الدول الكبرى: وصراعها للسيطرة على المصادر الطبيعية والاقتصادية للدول النامية. اختلال النظام الاقتصادي العالمي: مما ينتج عنه وجود مجتمعات فقيرة جداً بجانب وجود مجتمعات غنية، مما يؤدي إلى حالةٍ من الحقد والتذمر. نقص الموارد المائية وزيادة السكان: إنَّ ندرة الموارد المائية المتجددة والارتفاع المتزايد لعدد السكان، أدى إلى بحث الدول عن أساليب جديدة في تطوير مصادر المياه التي تمر في حدود دولها دون مراعاة احتياجات الدول المجاورة لها.
السلام ليس فقط لحل النزاعات والحروب، فهو أيضاً مهم في الدول المستقرة، لأن نقيض السلام يمكن أن يُخلق في أي مكان سواء في المدرسة أو في البيت أو في الشارع أو بين الدول، لذا يجب حماية فكرة السلام والدفاع عنها وتطويرها، ومن خلال الاحتفال بهذا اليوم يتم تذكير الناس حول العالم بأهمية تحقيقها بين الشعوب.
للأسف بدأ هذا العام بنظرة قاتمة بشكل خاص في أعقاب الحرب بين روسيا وأوكرانيا. لم تكن منظمة "سيأتي السلام يومًا" أكثر أهمية من أي وقت مضى. هل يمكن التفاوض على وقف إطلاق النار ليوم 21 سبتمبر؟ هل الأشخاص الذين بدأوا هذا الانتهاك الرهيب ضد النوايا الحسنة والإنسانية يعرفون أو حتى يهتمون بـ "سيأتي السلام يومًا"؟ من السهل أن تشعر باليأس والإحباط في مواجهة مثل هذا العداء، ولكن مع ذلك، يجب على جميع الأشخاص الذين يحبون السلام ويطمحون لممارسة السلام في حياتهم أن يهبوا منبع القوة الداخلي والعزم على متابعة هذه الأهداف النبيلة، ان حرب روسيا مع أوكرانيا زعزع الامن العالمي فلقد كثر الحديث في هذه الأيام من احتمال استخدام السلاح النووي التكتيكي من قبل روسيا، فإذا حدث هذا فسيكون تطوراً خطيراً في مسار هذه الحرب، لقد تسببت هذه الحرب في زيادة ملحوظة في الانفاق العسكري، فأنّ ما تنفقه الدول في حالات الحرب من أموال تنفقها في تسلحها العسكري، أو في ترميم ما نتج عن حروبها من دمار وأضرار تستطيع أن تسخّره في تطوّرها في كافات المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية في حالة السلام، فإن اهتمت كل دولة في السير نحو السلام حُلّت الأزمات العالمية الكبرى التي تعدّ سبباً لهلاك الموارد والأفراد، وتبديد الطاقات البشرية.
ان الحواجز التي تحول دون تحقيق السلام شائكة وشاهقة ولا يسع أي بلد تجاوزها لوحده، بل يتطلب الأمر ابتكار أشكال جديدة من التضامن والعمل المشترك.
موضوع الامم المتحدة لعام 2022 لليوم الدولي للسلام هو ❞إنهاء العنصرية. وبناء السلام. ❝ وبهذه المناسبة قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش "السلام يتعرض للهجوم اليوم". و"إن سم الحرب يصيب عالمنا، ويعرض حياة الملايين للخطر، ويقلب الناس ضد بعضهم البعض، ويحرض أمة على أمة، ويقوض الأمن والرفاهية، ويعكس مسار التنمية. كما أنه يدفع بأهدافنا المشتركة للمستقبل أبعد وأبعد (عن المتناول)".
مع تحياتي