المحرر موضوع: عدالة الانسان وعدالة الله..  (زيارة 405 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سلام الراوي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 639
    • مشاهدة الملف الشخصي
كيف ننظر الى عدالة يهوه القدوس؟.
×××××××
لم يعاملنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا. مزمور ١٠٣: ١٠.
:
قبل ان نحكم ونجري القضاء لنتأمّل في كلمات الآية الرائعة اعلاه. فعندما نتأمل في الطريقة التي يُجري بها يهوه الله العدل، ينبغي ألا نتخيَّله قاضيا قاسيا عديم الرحمة، والمشاعر لا تهمُّه إلا ادانة المذنبين، بل ينبغي ان نتخيَّله أبا محبا، ولكن حازما، يتعامل دائما مع اولاده بأفضل طريقة ممكنة. وهذا الاب العادل والبار، يهوه تقدس اسمه الى الابد، يوازن بين الحزم في ما هو صواب والرأفة الرقيقة نحو اولاده الارضيين الذين يحتاجون الى مساعدته وغفرانه. يذكر:-(كَمَا يَرْحَمُ ٱلْأَبُ بَنِيهِ،‏ يَرْحَمُ يَهْوَهُ خَائِفِيهِ.‏ مزمور ١٠٣: ١٣).كم نحن شاكرون لأن العدل الالهي يشمل اكثر من مجرد إصدار احكام على المذنبين!. فبحسب عدله سنتمتع بأمل رائع للغاية: حياة كاملة لا نهاية لها في عالم (يسكن فيه البر. ٢ بطرس ٣: ١٣). وإلهنا يتعامل معنا بهذه الطريقة لأن عدله يهدف الى الانقاذ لا الى الادانة. وحيازتنا فهما افضل لمدى عدل الرب يهوه تقرِّبنا فعلا اليه! فمنها نعرف ان عينيه اللتين تريان كل شيء تلاحظان الاثم، وأن ما يراه يؤثر فيه كثيرا. وهو يحمي الشخص الذي:-(لَا يَفْتَرِي بِلِسَانِهِ،‏لَا يَصْنَعُ شَرًّا بِصَاحِبِهِ،‏وَلَا يُلْحِقُ عَارًا بِقَرِيبِهِ.‏امثال ١٥: ٣). ونتشجع حين نعرف انه يسعى الى اظهار الرحمة اذا وُجد لها اساس. بالاضافة الى ذلك، نتعلم انه لا يُجري العدل بتسرُّع. وبسبب صبر الرب يهوه وطول اناته، يستنتج اناس كثيرون خطأً انه لن يجلب الدينونة ابدا على الاشرار. لكنَّ ايضا ان للصبر الالهي حدودا. نقرأ:-(فقالَ الله لِنُوح:‏ «قَرَّرْتُ أن أُزيلَ كُلَّ البَشَرِ عن الوُجود،‏ لِأنَّ الأرضَ امتَلَأَت بِالعُنفِ بِسَبَبِهِم.‏ لِذلِك سأُهلِكُهُم هُم والأرض. ‏تكوين ٦: ١٣). فخالقنا العادل يهوه القدوس، حريص على تحقيق البر. وبخلاف البشر، الذين تعوزهم الجرأة في اغلب الاحيان لإجراء العدل، لا تنقصه الشجاعة ابدا ليعمل على نصرة الحق. لذلك يمكننا التيقن انه سيتمم وعده بإزالة الظلم من هذه الارض. نعم، يمكن اختصار طريقته في الدينونة بهذه الكلمات: الحزم حين تدعو الحاجة، والرحمة كلما امكن. يذكر الرسول بطرس:-(لَا يَتَبَاطَأُ يَهْوَهُ فِي تَحْقِيقِ وَعْدِهِ،‏ كَمَا يَظُنُّ بَعْضُ ٱلنَّاسِ.‏ لٰكِنَّهُ يَصْبِرُ عَلَيْكُمْ لِأَنَّهُ لَا يَرْغَبُ أَنْ يَهْلَكَ أَحَدٌ،‏ بَلْ أَنْ يَتُوبَ ٱلْجَمِيعُ. ٢ بطرس ٣: ٩). اذًا،‏ عندما يذكر الكتاب المقدس ان الله عادل‏،‏ يقول لنا في الواقع ان الله يفعل ما هو صائب ومنصف،‏ وإنه يفعل ذلك دوما وبدون محاباة.‏ قارنوا:-(‏روما ٢:‏١١‏).‏ كما انه من غير المعقول ان يتصرف الله بخلاف ذلك.‏ قال أليهو الامين:‏-(ما ابعد الله عن الشر والقدير عن ارتكاب الظلم. ايوب ٣٤:‏١٠‏)‏. نعم،‏ يستحيل على القدوس يهوه ان يرتكب الظلم.‏ لأنه قدوس.‏ ولا حدود لطهارته واستقامته.‏ وهذا ما يجعله غير قادر على التصرف بطريقة غير بارة،‏ او غير عادلة.‏ لأن جوهر الله عينَه متميز بالمحبة غير الانانية.‏ وهذه المحبة تدفعه الى ان يكون بارا،‏ او عادلا،‏ في تعاملاته مع الآخرين.‏ أما الظلم بأشكاله الكثيرة —‏ بما في ذلك التمييز العنصري وعدم المساواة والمحاباة —‏ فغالبا ما ينبع من الجشع والانانية اللذين هما نقيض المحبة.‏ وعن اله المحبة يؤكد لنا :-(‏ يهوه عادل ويحب العدل.‏ مزمور ١١:‏٧‏).‏ ولكن السؤال هو لنا: كيف ينظر البشر الى عدالة اللّه؟.
بركة الرب يهوه مع الجميع، باسم فادينا وملكنا العادل، الرب يسوع آمين.
المصادر..
١- الكتاب المقدس .
٢- مكتبة برج المراقبة الالكترونية لشهود يهوه.