المحرر موضوع: عقدة الزواج بين الشبيبة في المهجر  (زيارة 1006 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2493
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عقدة الزواج بين الشبيبة في المهجر

مقال جديد
بقلم يوحنا بيداويد
ملاحظة
نشر المقال في العدد الاخير (36) مجلة نسمة الروح القدس التي تنشرها كنيسة نسمة الروح القدس للسريان في ملبورن





في نقاش عميق مع صديق قديم قال لي:" اشبه قرار الزواج بالقرار الذي اتخذناه يوم هروبنا من الحرب ونحن لا نملك اي نموذج او اجازة او عدم تعرض، وعبرنا الحدود العراقية التركية بعد رحلة ثلاث ايام وثلاث ليالي في الجبال تحت الامطار والثلوج، فلم نكن نعرف هل سننجح في قرارنا، وحينما دخلنا الاراضي التركية قضينا ثلاث ايام وثلاث ليالي اخرى في يد الجيش مهددين بالضرب او القتل ان لم نرجع الى بلدنا. لكننا اصرينا على اللاعودة ، ها نحن بعد 31 سنة نعيش في استراليا مع جميع افراد عوائلنا واغلب اقاربنا واصدقائنا". ثم توقف صديقي برهة، ثم رفع راسه ونظر الي ثم قال: " هكذا يجب ان يكون  قرار الزواج ايضا، قرار حازم وصريح، لانه مصيري ومهم، ولكن لا بد ان يتخذه شبيتنا، فهم في المهجر بحاجة الى امتلاك الشجاعة واحيانا القدرة على المجازفة مثل هذا القرار، النجاح حليف المجتهدين والشجعان.
اصبح واضحا ان مجتمعنا الشرقي يعاني من عدة مشاكل اجتماعية بسبب الاختلاف الثقافي والقوانين وغيرها. لكن من اهم هذه المشاكل هي عقدة الزواج، حيث نجد عدد كبير من الاناث والذكور يعانون، بل يجدون الصعوبة في ايجاد الشخص الملائم لمستواهم الدراسي او الثقافي الاجتماعي او الذي يتوافق معه. سوف نحاول القاء النظر على اهم القضايا المتعلقة بهذه القضية.
الزواج هو اقتران بايلوجي بين ذكر وانثى في كل الكائنات الحية، الهدف  منه هو حفظ النوع او العرق عن طريق التكاثر. بالنسبة للانسان تعد العائلة هي الركن الاساسي لوجود الامم والمجتممعات الناجحة. مرت هذه العلاقة في مراحل كثيرة لحين تطورت عند الانسان كما هي الان، حيث نجد فقرات خاصة عن حقوق كل فرد داخل العائلة في اقدم الشرائع التي وضعتها الحضارات القديمة خاصة شريعة حمورابي في حضارة وادي الرافدين.  تم وضع قوانين وتقاليد وعادات وقيم اخلاقية لتحديد مسؤولية الرجل ومسؤولية المراة في كل الديانات والعقائد.
في المسيحية تعتبر العائلة الحجر الاساسي في تعليميها، حيث يصفهم الكتاب المقدس بعد الزواج يصبح "الرجل والمراة جسدا واحدا ."
بعد موجات الهجرة واختلاف البيئة والقوانين والعادات وتقاليد المجتمعات الجديدة التي اختلط بها مجتمنعا العراقي نلاحظ هناك زيادة نسبة الطلاق، زيادة نسبة الشبيبة غير المتزوجين، زيادة نسبة الخيانة الزوجية، وظهورعلاقات وممارسات غير الشرعية دينيا او اجتماعيا على العلن. هذه اهم عقد ومشاكل تواجه الشبيبة في زواجهم:
1-   قلة الخبرة  تقف عائقا امام الخطيبين او الحبيبين دائما،  كذلك عدم استماع الى نصائح الكبار التي قد تحفظهم من الوقوع في المشاكل، قلة اللقاءات الاجتماعية بين العوائل والشبيبة التي تخلق فرصة للتعارف وجها لوجه، الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي في البحث عن القرين الامر الذي لا يساعد على كشف حقيقة كل طرف.
2-   عدم اعطاء اعتبار او اي اهمية للقيم الاجتماعية  والتقاليد والتعاليم الدينية الامر يجعل ذلك الزواج هش غير متجذر او مبني على القواعد اجتماعية تساعده على مواجهة المصاعب .
3-    في السابق كان الغرض من الزواج هو التكاثر وحفظ النوع، وكذلك امتلاك قوة بشرية للعمل وللدفاع عن الذات او عن العائلة او القبيل. اليوم اصبح الزواج عند البعض فقط للاستمتاع بالحياة الجنسية.
4-   الكلفة الباهضة لاتمام مراسيم حفل الزواج (القاعة، شراء اثاث وتاجير بيت او شراء  خاص بالخطيبين، والمحبس، والفديو كليب والتصوير والفرقة والمغني من الدول الاخرى، والفستان والديكور، وشهر العسل، والحفلات الجانبية خلال اسبوع الزواج مثل الحنة واخذ الجهاز الى بيت العريس وغيرها
5-   في بعض الاحيان يتهم احد الاطراف الاخر بالاستغلال المادي او الزواج طمعا بمال الطرف الاخر، او يحتفظ كل واحد منهم بحسابه الخاص (استقاليته او انانيته) لوحده، الامر يعطي نظرة عدم تماسك العائلة كليا، وبالتالي يؤثر على تربية الاطفال.
الان ناتي الى اهم اسباب الطلاق :
1-   قلة الثقة المتبادلة بين الزوجين، وعدم مصارحة احدهما للاخر عن علاقاته السابقة بكل امانة.
2-   تدخل الاقرباء بالاخص الامهات من كلا الجانبين في الحياة الزوجية.
3-    قلة الموارد الاقتصادية التي لا تكفي لسد ديون المتراكمة بسبب حفل الزواج في بعض الاحيان.
4-   احيانا الاستبداد  في الراي عند احد الطرفين، وتصل المشكلة الى مرحلة الضرب والتعدي من قبل الزوج على زوجته في اغلب الاحيان.
5-    مرض القمار  والشرب وعدم التركيز على مستقبل العائلة، كل واحد يفكر كيف يستمتع اوقاته لوحده. عدم تحمل المسؤولية في تربية الاطفال.
6-   عدم وجود اندية اجتماعية  تبادل الخبرات كي تولد احتكاك  بين العوائل كي يتعلم الناس من خبرات بعضهم البعض الاخر.
7-   قلة المعلومات التي يكتسبها الخطيبين من الدورة المخصصة من الكنيسة للمتزوجين، بسبب الغياب او قلة الاهتمام، حيث ان هذه الدورات توفر معلومات مهمة من الناحية الروحية والقانونية بالاضافة الى الخبرات وكذلك الاطلاع على القيم والعادات والاخلاق السائدة في الحياة الاجتماعية لذلك المجتمع.

التوصيات
 هنا نضع بعض الاقتراحات  لعلها تفيد المتزوجين الجدد الذين نتمنى ان يعيدوا التفكير في اسباب مشاكلهم لا سامح الله ان وجدت، لعله تفتح انظارهم على بعض الملاحظات لم ينتبهوا اليها، وكذلك نطلب من الشبيبة المقبلين على الزواج  يطالعونها بإهتمام، كما نطلب من الاباء ان يفكروا في مساعدة الخطيبين في كيفية بناء عائلة مسيحية متماسكة:
1-   المصارحة التامة كل طرف للاخر بكل شيء، وعدم اخفاء او تأجيل اي فكرة قد تخلق سوء ظن في المستقبل.
2-   التفاهم التام في كيفية حل القضايا و بالاخص في ادارة البيت وتحمل المسؤولية باتجاه واحد للاخر ولاطفالهم، على الطرفين ان لا يسمحوا لاي شخص التدخل في حياتهم الخاصة حتى من اقاربهم، الا اذا كانا كلاهما متفقان على شخص ما سيقدم مقترحات او مشورة ونصائح  صالحة.
3-   عدم الاسراع في الحكم واتخاذ القرارات السريعة نتيجة حالة الغضب والاتهام، لا توجد عائلة مثالية ليس لها مشاكل، لكن المهم في كيفية ايقاف الخلاف وايجاد الحلول.  في نهاية كل يوم يجب ان تدفن مشاكل واختلاف وكل متعلقاته في مساء ذلك اليوم مع اختفاء نوره.
4-   اقامة علاقات طيبة وصريحة على الاقل مع عائلة احد اصدقاء امناء برضى الطرفين لطلب المساعدة عند الحاجة كذلك للمشاركة معا في الحياة الاجتماعية مثل السفرات.
5-   التقليل من المصاريف الحفل وكل انواع الترف بقدر الامكان والاحتفاظ بالضروريات والرموز المعنوية في تحضيرهم لحفلة الزواج.
في النهاية لا بد ان نقول ان قرار الزواج ليس سهلا، ولكن ليس معقدا الى درجة التي يخاف منها الانسان.  لكن لنتذكر كيف كان ابائنا واجدادنا يتحملون مسؤولية العائلة ويعملون ويكدون ليل نهار من اجل سعادة اولادهم وتعليمهم وصحتهم وسعادتهم. على الجيل الجديد ايضا يسير على خطى ابائهم، ان يتحملوا نفس المسؤوليات واكثر بكل رحابة الصدر.
في الختام قرار الزواج مهم في حياة كل فرد، النجاح والفشل يعتمد على طريقة المعالجة من كلا الطرفين. هكذا يجب ان يصر كلا الزوجين على انجاح زواجهم مهما كانت الصعوبات التي تواجهم، فليس هناك عائلة لا يحصل سوء تفاهم بين الزوجين، ولكن بلا شك اذا كان هناك استعداد عند كلا الطرفين للتراجع عند نقطة ما  والتضحية من اجل العائلة سوف يجد الحلول. والكتاب المقدس يخبرنا بقول جميل بهذه الصدد :"من يضع يده على المحراث يجب ان لا ينظر الى الوراء". فمن يتزوج يجب ان يسد عيونه من مظاهر الاغراءات او التجارب في الحياة اليومية.