المحرر موضوع: في عالم السياسة .. هل المعارض للسياسة و للحكم ، خائن وعميل ؟  (زيارة 1001 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
في عالم السياسة .. هل  المعارض للسياسة و للحكم  ، خائن وعميل ؟ 
بطرس نباتي
الفلاسفة اليونانيين منذ القديم عرفوا السياسية بانها  فن حكم الناس هذا ما عبر عنه سقراط  ، اما افلاطون فهو قد اضاف بان هولاء الافراد المحكومين يشترط ان  يكون  الحكم برضاهم ، وليس  مفروضا عليهم بالقوة والاكراه ، واليوم  تعرف  السياسة  ايضا بانها فن الممكن ، وهذا ما اختلف معه ، لان السياسي لا يجب ان يرضى بالممكن  انما عليه ان يسعى من جعل الغير ممكن ممكنا  ، لانه يقود  ولان له فكر وعقل يستطيع الابداع ،  في غير الممكنات  هذا  ما راه  في السياسي الذي يقود  بلد او مجموعة من الناس ،  وقد يختلف مجموعة على طريقة الحكم التي يمارسها السياسيون في ادارة البلد ، فيعبرون عنها بمختلف الوسائل   ، هولاء في منطق الحكم الرشيد ووفق المنهج الديموقراطي  في الحكم يدعون بالمعارضة ، والمعارضة بانواع مختلفة منها سلمية اي تتخذ من بعض الفعاليات الشعبية  ، كأستخدام الاعلام  والتعبير الحر عن رايها المعارض او  تنظيم  التظاهرات والمسيرات والاعتصامات ومنها ثورية ومنها من  تتخذ الكفاح المسلح اذا  وجدت بان الاساليب السلمية لا تفيد  في تقويم الحاكم  وسياسة البلد وانما تزيد من بطش الحكام والمتنفذين السياسيين ، السؤال الذي دائما يتبادر الى الذهن   ، هل ان من يرضى بالسياسيين  او الحكام ويتملق لهم  هولاء هم من الناس المخلصين للوطن ؟  وكل معارض  مهما تكن  اشكال معارضته  خائن وعميل وغيرها من التوصيفات التي يطلقها  عليه  الحكام ،  لنسلم بان الامر هكذا ( اي ان من يعارض  خائن وعميل ويستحق  السجن وغيرها )   وفق  هذا المنطق  الذي  يؤمن به  بعض من السياسيين   ويطبقونه ،  رغم  انهم  لو جاءوا الى الحكم عن طريق عملية ديموقراطية     ، فهل يعني ان معارضيها او معارضي سياساتها وطريقة حكمهم يعتبرون خونة او هم   عملاء للاجنبي ؟  ، هل يعني هذا ان اي انتماء  اخر لغير سياسة الحكام يعتبر خروجا على القانون ؟ يتوجب   زجهم  في المعتقلات وملأ السجون بهم   ، او تصفيتهم جسديا  كما حدث عندنا في السابق ويحدث الان ايضا     راودتني هذه الافكار   والاسئلة وانا استعيد في ذهني آحدى حلقات  مسلسل رافت الهجان وكيفية اعداده كجاسوس مصري في اسرائيل  ، لا يهمني ان كان المسلسل من صنع  خيال  رجال المخابرات  المصرية او كان حقيقة ما جاء به من احداث في اختراق الموساد الاسرائيلي ، يهمنا هنا توضيف جزء مهم من هذا المسلسل  ، حيث يدل على سعة افق  مؤلفه (صادق مرسي)  ، في احدى الحلقات يشرح رأفت الهجان لضابط المخابرات المصري احوال اصدقائه من  مجموعة ضباط وسياسيين اسرائلين يحاول كسبهم الى جانبه ويستعملها كجواسيس  داخل اسرائيل ، حيث ذكر اسم معارضة سالينا اهاروني كونها من اشد المعارضين لحكومة بلدها ثم ذكر للضابط مجموعة اخرى مع النظام من ضباط وسياسيين وتجار وغيرهم الضابط المصري الذي كان على ارتباط مع رافت الهجان قال له بالحرف الواحد ( اوعا تفاتح اهاروني هذه ) تعجب رافت من هذا التحذير وقال بان هذه المرأة معارضة جدا للنظام ومن السهولة كسبها كجاسوسة ولكن الضابط المصري حذره قائلة كل هولاء الذين ذكرتهم والقريبين من النظام هم مستفيدين من النظام واذا انت اعطيتهم المزيد يمكن كسبهم  كجواسيس الا سالينا اهاروني فهي معارضة للنظام ولكن ( مش ممكن تخون بلدها ) ولانها تحب اسرائيل لذلك تعارض نظام فاسد لا ترضى عنه
هذه العبارات الرائعة تنطبق اصلا على اكثر المعارضين النزيهين فهم  نتيجة  تعلقهم ببلدهم ومجتمعهم ، يعارضون نظاما يرون فيه انه لا يخدم الوطن الذي  لا يمكن ان يخونه مهما كانت  الاغراءات المقدمة لهم ، وليسوا ابدا كهؤلاء  السائرين في ركب السياسيين ومعهم مهما  كانت اخطائهم هولاء المتملقين الراكضين وراء المصالح يمكن ان يخونوا وبسهولة اذا ما  قُدمت لهم ما يفوق ما يحصلون عليه .
في حكاية اخرى رواها لي احد الاخوة الخليجين  عن شيخ زايد  ، ولا ادري مدى صحتها  ،  قال  في الامارات العربية في زمن هذا الشيخ الفطن (رحمه الله)   حدثت اضطرابات  مثل اعتصامات ومظاهرات   ، في داخل بعض المدن استفسر الشيخ عن من يقود هذه المعارضة قالوا له انها  امرأة اماراتية درست في الاتحاد السوفيتي  حصلت على شهادة عالية هي التي تسبب بهذه الاوضاع ، قرر شيخ زايد مقابلتها والاستماع لها  ، اصغى اليها جيدا وبعد المقابلة ، امر الشيخ ان تعطي للمرأة هذه صلاحيات واسعة في ادارة الحكم وخاصة في مجال الثقافة والارشاد والتربية فهدأت الاوضاع حيث سعت المرأة المعارضة بتطبيق ما تعلمته من علوم على ارض الواقع حسب توصيات الشيخ لها ، مستفيدا منها ومن فكرها ، كم معارض يتعرض للتصفية الجسدية وكم من المعتقلات تضم اليوم معارضين للحكم ولكنهم محبين وعشاق اوطانهم   ، والحالمين بغد افضل ، فهم  بحاجة  الى فسح المجال لهم   والاستماع  الى ما يطالبون به  ،  بدل محاربتهم  ، فهل يفعل حكامنا ما فعله  شيخ زايد  يا ترى ؟ 


غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3051
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيد بطرس نباتي المحترم
تحية
عنوان جميل ولكن لو كنت انا لعدلت في العنوان المنشور ( في علم السياسية.. هل المعارض للسياسة والحكم، خائن وعميل؟
وكتبت بدلا عنه في علم السياسة هل المعارض لسياسة الحكام خائن وعميل؟؟
ليس بالضرورة ان كل المعارضين للحكم هم شرفاء و وطنيين ويهدفون الى خدمة الوطن، بل معظم هؤلاء يهدفون الى خدمة اسيادهم ومن يمولهم وخدمة جيوبهم بعد ان يتورطون باعمال اجرامية لا يقدرون ترك عمالتهم.
المعارضة في علم السياسة تعني تحقيق هدف تحسين الاوضاع نحو الافضل وما يعجز حكم السلطة تحقيقه لاسباب غالبا تكون اقتصادية او سياسية قمعية تمارسها السلطة اي رفض سياسة واجندة السلطة الحاكمة، بغية اخراج البلد من الوضع السئ الى حالة افضل من السابق. وهنا هذا النوع من المعارضة هي لاجل التغيير نحو الاحسن ونابعة من اهداف الشعب ورغبته في تحسين الاوضاع العامة في البلد وهذه يمكننا ان نطلق عليهم بالوطنيين. 
في العموم ان الحكام والسلطات الحاكمة لا تحبذ اي نوع من المعارضة حتى وان وضعت هذه المعارضة كل امكانياتها بين ايادي الحكام وخدمتهم.
حتى في احسن الانظمة الديمقراطية فان المعارضة البرلمانية غير مرغوب بها وتحصل صراعات مستمرة تستعر بين الذين يتولون السلطة وبين الذين يخسرون السلطة ويتخذون مواقع المعارضة الديمقراطية البرلمانية وهؤلاء وطنيين ولا يمكن اطلاق عليهم بالخونة.
اما في العالم الثالث فالمعارضة غالبا ما تكون مدعومة من الخارج وتتخذ الاسلوب العسكري نهجا واسلوبا للتغيير وغالبا ما يكون هؤلاء عملاء يقومون باعمال التخريب ويمارسون القتل والاختطاف والاعمال العسكرية ضد مواطنيهم بهدف الضغط على السلطات، هؤلاء هم على قمة الخيانة والعمالة ، هدفهم تخريب البلد وتاخير تطوره واسقاط كل السبل الى عدم تقدم البلد علميا واقتصاديا وتاخير النهوض بامكانياته.
أما في العراق فنحن نواجه هذا النوع من المعارضة خونة الشعب والارض من الدرجة الاولى حاصلين على اوسمة مدنية وعسكرية مخلة بالشرف وشرف الوطن، لصوص، سراق جيوب المواطنين، مهربي النفط، سراق الرواتب، وتخريب عجلة الاقتصاد ومهربي معامله ومصانعه وثرواته.
اختار اي نموذج في اية بقعة في عموم العراق وابحث عن تاريخهم ستجدهم  سراق قتلة يهدفون الى اقامة انظمة ثيوقراطية متخلفة.
اكتفي بهذا القدر
تقبل تحيتي


غير متصل owl7

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 36
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
حضرة الاستاذ
مع التحية
لقد ذكرت اسماء  فلاسفة كسقراط وافلاطون بشان الموضوع
هل لك ان تذكر ما قالوه بالضبط والمصادر التي استخدمتها لان هكذا موضوع حساس احتاج الى الذهاب الى تلك المصادر والتعمق اكثر
انتظر استاذي الكريم بعص مقتطفات كتبها هولاء الفلاسفة مسنودة بمراجع رصينه.مع الشكر الجزيل
جميل