المحرر موضوع: المحبة الحقيقية هي لله أولاً  (زيارة 543 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net

المحبة الحقيقية هي لله أولاً
بقلم / وردا إسحاق قلّو
الوصية الأولى هي ( وتحب الرب إلهك بكل قلبك ، وكل نفسكَ ، وكل ذهنك ، وكل قوتك )
   الله هو خالق كل ما يرى وما لايرى ، وكل شىء في الكون تكون بأمر منه . فعلى الإنسان أن لا يفضل المخلوقات على الخالق ، أو يصنع له إلهاً ويعبده من دون الله ، لهذا قطع الله عهداً مع شعبه ونهاههم من صنع وعبادة آلهة أخرى ( خر 20: 4-5 ) ، لذلك  قال ( لأن الرب إلهكم هو نار آكلة ، وإله غيور ) " تث 24:4" .
        المحبة الصادقة يجب أن لا تكون لأجل المصلحة الذاتية ، كالذي يفضل القريب على الغريب ، إنما ينبغي أن يحب الجميع كمحبته لنفسه وبحسب قول الرب ( أحب قريبك كنفسك ) وهذه هي الوصية الثانية . أما الوصية الأولى فتخص بمحبة الإنسان لله أولاً قبل محبته لنفسه ولقريبه لأن الله هو مصدر المحبة ( الله محبة ) وهذه هي الوصية الأولى التي علنا أياها الرب يسوع بقوله ( تحب الرب إلهك بكل قلبك ، وكل نفسك ، وكل ذهنك ، وكل قوتك ) " مر 30:12 " محبتنا لبعضنا تبدأ من محبة الأبوين ، والأولاد والأخوة وهذه المحبة نفرضها على محبة الأقرباء والغرباء وبحسب ترتيب القرابة . وهذه المحبة تتضمن مشاعر وعواطف ومصالح . إذاً ليست هي المحبة التي يطلبها الله منا ، فالمحبة الصادقة حددها الرسول بولس في إنشودة المحبة ، فقال ( المحبة لا تتصرف بغير لياقة ، ولا تسعى إلى مصلحتها الخاصة .. ) " 1 قور 5:13 " .
     المحبة الحقيقية هي لله أولاً لهذا طلب منا يسوع أن نحبه فوق كل شىء ، وأكثر من محبتنا لأنفسنا ، ولكل أقربائنا ، لهذا قال ( من أحب أباُ أو أماً أكثر مني فلا يستحقني ، ومن أحب أبناً أو أبنة أكثر مني فلا يستحقني ) " مت 37:10 " . فمن أحب أهله ومحبيه أكثر من الله فأنه يتعاطى مع الموضوع بما لا يرضي الله ، والله غيور لا يرضى بأن نحب مخلوقاته أكثر منه . وحتى وإن كان الأبن الوحيد ، فمحبة أبينا أبراهيم لألهه كانت أقوى بكثير من محبته لأبنه إسحق ، فعندما طلب منه الله أن يقدم له إبن الوعد ذبيحة ، فلم يتزعزع إيمانه بل بادر في تنفيذ الطلب ، لأن محبته لله كان فوق كل شىء .
  وكما وضع الله محبتنا له ضمن شروط ووصايا ، فقال ( من يحبني ، يسمع كلامي ) " يو 24:14 " أو ينكر ذاته ويحمل صليبه ويتبعني . وهكذا بحسب الوصايا نحب الله محبةً حقيقية .
لهذا نرفع لله صلوات قلبية ونصوم ونصدق من أموالنا ونصفح لمن أذنب إلينا ، ونلتزم بالوصايا ، ونتحمل أثقال الظلم من أجل أن نجعل الله فوق كل شىء لأنه محبة ، والمحبة يجب أن نعيشها بنقاوة لكي ننال الخلاص ، لهذا قيل ( بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت السموات ) " أع 22:14 " .
   المطلوب من إنسان أن يتخطى أنانيته ن فلا يفرض مصالحه الدنيوية على الله . فالذي يقول لا أستطيع أن أحضر ساعة واحدة للقداس الإلهي في الأسبوع بسبب عملي ، فعملع صار صنماً له ، وفضل مصلحته الشخصية على الله الذي أرسل إبنه الوحيد لكي يموت من أجل خلاصه . وهناك من يعتذر من الصوم المفروض لأنه لا يتحمله ، أو لا يصلي من أجل متابعة لعبة أو لأجل النوم أو لزيارة الصديق . هؤلاء يفضلون راحتهم على محبة الله الذي يريدنا أن نصلي في كل حين . أما الذي يصلي فعليه أن ينسى العالم لكي يبقى مع الله فقط وكأنه في حضرته ، ويدرك ما يقوله لله وذلك بتركيزه بالعقل والتفكير والإحساس لكي تكون صلاته مقبولة . والمؤمن الحقيقي عندما يصلي إلى الله لا يشعر بالتعب بل بالراحة ، وتلك الراحة تأتي له من فوق ، تنبعث من روح الله السامع لصلاته القلبية . والصلاة هي الصلة بين الإنسان والله . وإذا كان ذهن المُصلّي معتماً بسبب جسده المرهق من العمل اليومي الشاق ، فذهنه سيسضيء بنور الله . فمتى خلد الإنسان للراحة والنوم بعد الصلاة فسيشعر بحضور الله المحب في حياته وبصحته فينسى أتعاب النهار .
     أخيراً نقول : الإنسان مدعو إلى أن يتخطى نفسه لكي يفضل الله على راحته ، ليعيش في راحة الضمير ، وفي سلام الله الذي فضّلَهُ على نفسه ، والله يعطيه الراحة النفسية وإن لم يبدد تعب الجسد ، إنه ينفخ من روحه القدوس في الإنسان ، وهكذا نتعلم لكي نضع محبة الله دائماً على محبتنا لأنفسنا ، وإن نتمم الوصايا بمحبتنا لإلهنا فوق كل شىء ، ومحبتنا للقريب كمحبتنا لأنفسنا ، وهكذا سنثبت في الله والله فينا . ليمجد أسم الله القدير . 
 التوقيع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) " رو 16:1"