المحرر موضوع: شبح الفراغ الرئاسي يُخيّم على لبنان  (زيارة 466 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31322
    • مشاهدة الملف الشخصي
شبح الفراغ الرئاسي يُخيّم على لبنان
لعبت الدول الأجنبية دورا تاريخيا في تحديد مصير الرئاسة في بلد كان مسرحاً للمنافسات الدولية.
MEO

إذا لم يتم الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة بحلول 31 أكتوبر فلن يكون للبنان حكومة كاملة الصلاحيات ولا رئيس
بيروت - في عام 2008 انتهى فراغ رئاسي في لبنان دام ستة أشهر باتفاق بواسطة قطرية في الدوحة وبدعم قوى أجنبية أخرى.
وعاشت البلاد في فراغ رئاسي لمدة 29 شهراً قبل انتخاب عون عام 2016 بفضل صفقة مع سعد الحريري الذي أصبح رئيسا للوزراء حينها.
وفيما يُخيّم شبح الفراغ الرئاسي اليوم من جديد على لبنان، فقد لعبت الدول الأجنبية دورا تاريخيا في تحديد مصير الرئاسة في بلد كان مسرحاً للمنافسات الدولية.
وأخفق البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس جديد للبلاد خلال جلسة عقدها يوم الخميس الماضي (29 سبتمبر أيلول) لاختيار خليفة للرئيس الحالي ميشال عون الذي تنتهي ولايته في 31 أكتوبر تشرين الأول، مما يشير إلى احتمال ترك المنصب شاغرا في الوقت الذي تواجه فيه البلاد أزمة مالية.
وأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه لن يدعو إلى جلسة جديدة إلا عندما يرى توافقا على مرشح للمنصب الذي ينبغي أن يشغله مسيحي ماروني وفق النظام الطائفي في لبنان.
وحسب الدستور فإن الانتخابات الرئاسية تستوجب حضور ثلثي أعضاء البرلمان البالغ عددهم 128 نائبا، أما الانتخاب فيجب أن يتم بأصوات ثلثي الأعضاء في الدورة الأولى وبالنصف زائد واحد أي 65 نائبا في الدورات التالية. وفي ظل الانقسام في البرلمان وعدم قدرة فريق واحد على حيازة الأكثرية فإنه من الصعب على أي حزب أو تحالف أن يفرض خياره.
وسبق أن شغر منصب الرئيس عدة مرات منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.
وتحسبا لحدوث فراغ رئاسي، يكثف السياسيون جهودهم لتشكيل حكومة جديدة بقيادة رئيس الوزراء السُني نجيب ميقاتي الذي يرأس حاليا حكومة لتصريف الأعمال، بحيث يمكن أن تنتقل إليها السلطات الرئاسية حتى يتم الاتفاق على رئيس.
وقال المحلل السياسي ونائب رئيس تحرير جريدة النهار نبيل بومنصف "كأنه كل العالم صارت متأكدين إنه ما راح ينتخبوا رئيس قبل نهاية ولاية مشيال عون.. فلا بد من حكومة تمسك بالأمر".
وأدلى نواب حزب الله الشيعي القوي المدعوم من إيران بأوراق اقتراع بيضاء، وكذلك فعل حلفاؤه نواب حركة أمل الشيعية والتيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون وبلغ عددهم 63 نائبا من أصل 122 نائبا حضروا.
وتضاءل نفوذ حزب الله في البرلمان منذ أن خسر الحزب وحلفاؤه أغلبيتهم في الانتخابات التي جرت في مايو أيار والتي تركت المجلس النيابي منقسما.
وحصل السياسي المسيحي ميشال معوض، المناهض لحزب الله، الذي اغتيل والده رينيه معوض في عام 1989 بعد 18 يوما فقط على توليه سدة الرئاسة، على دعم 36 نائبا بينهم نواب حزب القوات اللبنانية المدعوم من السعودية.
أما الزعماء الموارنة الآخرون فإنهم منقسمون فيما بينهم بمن فيهم سليمان فرنجية المتحالف مع حزب الله وزعيم القوات اللبنانية سمير جعجع المعارض لحزب الله.
ولا يرى المحللون أي مرشح وسط واضح في الوقت الحالي.
وحثت دول أجنبية، بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، على إجراء الانتخابات الرئاسية في وقت مناسب.
وقد يزيد الفراغ الرئاسي من تعقيد صنع القرار الحكومي مع دخول لبنان السنة الرابعة من الانهيار المالي.
وهذا الوضع هو الأسوأ في لبنان منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.
وإذا لم يتم الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة بحلول 31 أكتوبر تشرين الأول، فعندها لن يكون للبنان حكومة كاملة الصلاحيات ولا رئيس.
وبعد انتهاء الدورة الأولى من التصويت غادر نواب حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر جلسة الخميس قبل بدء التصويت بالدورة الثانية حيث يمكن انتخاب رئيس بخمسة وستين صوتا فقط، وهو ما أدى إلى فقدان النصاب القانوني اللازم.