( طقوسُ الحَطب ) ..... صحوةٌ لمسرحٍ من نوعٍ اخر
كتابة : نمرود قاشا
الحطب ، (كُل ما جفّ من زرع وشجر تُوقَدُ به النارُ) ، فإذن هو ما يَحترقُ ويُحرِق أشياءً أخرى .
( طقوس الحطب ) عنوان مسرحية قدمتها فرقة مسرح قره قوش ( بغديدي ) عصر يوم الجمعة 21 تشرين الاول 2022 وعلى خشبة فرقة مسرح قره قوش .
طقوس الحطب ، من تأليف ابراهيم كولان وإخراج د . نشأت مبارك ، العنوان بحد ذاته يكفي لان يكون قصيدة وجع ورسالة مأساة وطن غرق في اتون هذه النار منذ عقود التي اتت على الاخضر واليابس ، واغرقت الاجيال في بحر من الدم والفساد والالم ، وتبقى ( الرؤوس ) تغني على تلة بان الوطن يحتاج الى الدماء .
طقوس الحطب ، رحلة أكثر من نصف قرن من الجهل والظلام والبيروقراطية استطاع المؤلف ان يوظفها في مشاهد شدت المشاهد بحث لم تدعه يلتقط أنفاسه ليتحول من مشهد الى اخر اقوى وأكثر تأثيرا .
الغريب والجميل والممتع ، عندما وظف المؤلف أو المخرج الطقوس السريانية لصلوات وتراتيل وأدعية تقال في مناسبات ( دفن الموتى ، الحزن والفرح ، بداية او اثناء القداديس ، تراتيل كنسية ) بلغة غير اللغة التي قدمت بها المسرحية ، وهي تجربة جاءت منسجمة جدا مع العرض وحركات الممثلين .
الدكتور نشأت مبارك ، مخرج هذا العمل ، استطاع ان ينتزع الصمت من جمهور اكتظت به مدرجات المسرح ، وهو يتابع بشغف غير اعتيادي مشاهد المسرحية ليتحول من مشهد الى اخر اكثر أثارة ، وقد كان موفق جدا في ترجمة النص الى فعل درامي أو يضيف اليه .
جماليو العرض ، الفنانون : شوقي حكمت ، صدام سالم ، وسام بربر ... هذا الثلاثي الرائع الذي نقل بمهنية ومهارة واقتدار ما اراد ان يقوله الكاتب ، وكيف يتعامل المخرج من أدواته ، فكانت كل حركة أو تعبير أو اداء لحناً ينسجم برِقة ، ونهرا رقراقاً صافياً يتغللُ بهوءٍ وحذر الى افئدة الجمهور .
الموسيقى والمؤثرات والاضاءة وبقية التقنيات المسرحية ساهمت بشكل كبير في انجاح العمل .