المحرر موضوع: الى اخي الفقيد اوراهم يلدا اوراهم  (زيارة 1210 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف يلدا

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 2
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الى اخي الفقيد اوراهم يلدا اوراهم
----------‐-----------
أعيش في جلبابك!           

يا اخي، من قال انك رحلت، وبانك سافرت من دون أن تعود إلينا ثانية؟! اليوم مع ساعات الصباح الأولى رحت انبش في ذاكرتي، المتعبة في هذه الايام، رأيتك جالسا على كرسيك وبيدك
(الارض الخراب)، تلك القصيدة التي الهمك صاحبها في كتابة(الموت والميلاد)، رأيتك جالسا على كرسيك عند (راس اللاين) في الحبانية، غارقا في بحر كلمات ت.س. اليوت، غير مكترثا بالآخرين، كما لو كنت وحدك الجالس هناك. كنت انت الكبير وانا الصغير في الصورة، تلك الصورة التي لا ولن تغيب عن ذاكرتي حتى مماتي. انا كنت لا زلت صغيرا، وانت كبيرا مذ ذاك وحتى اليوم. كنت السند الذي اتكا عليه طوال حياتي، في كل مرة يخط قلمي كلمة، ولم يكن بالي يطمئن، إلا بمرور ما اكتب عليك. هل تتذكر اليوم الذي سلمتك قصتي القصيرة (الشبح)، كان ذلك في بداية السبعينات. كانت عبارة عن خربشات، لكنك اضفيت عليها لونا مختلفا، في غاية الجمال، ونشرتها حينها في جريدة (المزمار). في اليوم الذي رأت القصة النور، داخلني إحساس مفعم بالفرح، الأمر الذي حفزني للكتابة في لاحق الايام. اخي، حتى في غربتك كنت قريبا جدا مني، ولا أدرك تماما ما الذي كان يشدني إليك بهذه القوة، لم انقطع عنك يوما، أبدا.
اخي اوراهم، عندما التقيتك في زيارتي الاولى، قبل عشر سنوات تقريبا، بعد غياب طويل دام نحو اكثر من ثلاثين عاما، لم ينتابني شعور بالاشتياق، لأنك كنت دوما معي، كنا على تواصل دائم. حينها امضينا سوية احلى الساعات والايام في شيكاغو، في متن مكتبك، وبين أصدقاءك، المقربين جدا اليك.
ولكن، في زيارتي الثانية للقياك، بعد مرور سنة واحدة على زيارتي الاولى، عشت الجحيم في اكمل صورته، عندما رأيتك سجين سريرك في المستشفى، بعد أن خانتك ذاكرتك، وسرقت منك كل ما لديك من كنوز المعرفة. كانت تلك الصعقة صادمة جدا لي، لم يكن بمستطاعي رؤيتك في صورة لا تضمك انت والكتاب بين يديك. كنت الصديق الوفي للكتاب، لم تخنه يوما، ولم تتركه مهملا قط.  ولكي تكون قريبا من الكتاب، رحت تدير مكتبة، تضم بين طياتها كل الكتب المحببة اليك، وكذلك محبيك من الأصدقاء.
اخي اوراهم، انت لم ترحل، ومن قال إنك في سفرة من دون عودة؟! انا اعيش في جلبابك، فلا يخطر على بالك يوما انك ابتعدت عني. انت ملهمي في كل ما يربطني بهذا العالم الذي حوالي. انت محفور اسمك في أعماق قلبي. انت صرح كنت وستبقى كذلك لأمتك التي افديتها حياتك

يوسف يلدا
yousifyalda@hotmail.com




غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2248
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ يوسف يلدا المحترم
 تعازينا الحاره لكم  في فاجعة رحيل شقيق ٍأبت شجية كلماتكم المؤثره إلا أن تقدمه لنا كتوأم لروحك غادرها بعجاله , أعانكم الرب على مصابكم ومنح لكم ولكافة ذويه ومحبيه الصبر
والسلوان .
الرحمة والذكر الطيب لفقيدكم

غير متصل كوركيس أوراها منصور

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1091
  • الجنس: ذكر
  • الوحدة عنوان القوة
    • مشاهدة الملف الشخصي
قد يكون رحيل الإنسان عن دنيانا بالأمر الطبيعي ونهاية متوقعة لسفر حياة كل إنسان.

لكن هذا الرحيل لايمكن تصديقه اذا كان الراحل قد ترك بصماته التي لا تمحو وذكرياته التي لا تزول في حياة محبيه وأهله والمقربين منه، ويكون قد خدم الاخرين عن إيمان ومحبة.

رحيل هكذا إنسان يتحول الى غم وحزن عميقين وحدث لا يمكن تصديقه من قبل محبيه الذين يتظاهرون وهم يعيشون هذا الحدث الجلل بأنهم في حلم مزعج أو كابوس مرعب سرعان ما سيفوقون منه وتعود الحياة طبيعية كما كانت قبل أن يخلدوا للنوم.

رحم الله المرحوم الراحل أوراهم وصبر العزيز يوسف على هذا الفراق المؤلم وصبر جميع محبيه، وعلينا جميعا الإيمان بحتمية الأقدار وتقبلها بمرور الوقت.

غير متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1834
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ يوسف يلدا
حقاً نتاسف على رحيل قامة  ثقافية بهذا المستوى
حقاُ مكانته الشخصية والثقافية لا تعوض 

تقبلوا مؤاساتنا وتعازينا

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
 اخي يوسف يلدا المحترم،

أتقدم بأحر التعازي القلبية بوفاة اخيكم اوراهم الذي كان له الأثر البالغ عليكم. الأثر الأدبي الذي تعلمته انت منه وأثر الحزن الذي غمركم بوفاته.
عرفت هنا في شيكاغو المرحوم جيداً وفي بغداد كنت اعرفه انه أديب مرموق يكتب في مجلة المثقف الآثوري وكان احد محرري هذه المجلة الأدبية التي كنت أقرأها باستمرار . وكذلك كان أوراهم مشاركاً في الأمسيات الثقافية التي كانت تعقد في مختلف النوادي السريانية في العاصمة بغداد  وكنت دءوب على حضورها.
اما في شيكاغو فقد كانت مكتبته هي منتدى لأدباء شيكاغو وكل الشغوفين بالقراءة، وكان هو يشجع الحضور فقد كانت "القوري" على النار باستمرار للضيافة. لقد كانت منزلته عندي عالية خاصة أن المواضيع التي كان يتناولها قريبة الى قلبي تتماشى مع عواطفي القروية التي كان هو الآخر شغوفاً بها، ولحد الآن اتذكر ان مرة تطرق في احدى محاضرته ان اقصر وزن في الشعر السرياني هو الرباعي البسيط والمتمثل في تلك الاهزوجة التي كان يرددها أطفال القرية لانها كانت سهلة الحفظ وكانت تقول:
يوسبٍ سيبٍا   دقنه كيبٍا
والبقية يعرفها اهل القرى الجبلية السورايي.
انا اعرف ان اوراهم لم يعيش حياة القرى لكن أتصور ان عائلته نزحت من هكاري ولا بد ان المرحومين والديه كانوا يقصون عليه عن حياة القرى التيارية في هكاري.

اوراهم كان مغرماً بمار افرام ومار نرساي وعوديشو الصوباوي و كثيراً ما كان يردد اسماءهم في المناقشات التي كانت تدور في مكتبته . كان يحفظ الكثير من  اشعارهم ويترجم المكتوب من اشعارهم الى اللغة السوادية المحكية. ولكنه لم يقلدهم في أوزان اشعارهم فقد كتب الشعر الحر فقط وكان يفتخر دوماً انه اول من كتب الشعر السرياني الحر. للأسف ان المرض اقعده وابعده عن الكتابة والنقد الأدبي. والحق يقال ان زوجته المرحومة شميرام كانت تعرف جيداً خاصية زوجها وقيمته الأدبية ولذا كانت أثناء مرضه العضال تحاول جهد امكانها لتعريف اوراهم انه أديب عالمي لذا كانت تتصل بكل من يكتب عنه ومنهم الأدباء الذي ترجموا كتابه " موثا ومولادا/الموت والولادة" او الذين نقدوا الكتاب مثل عصمت شاهين الدوسكي الذي نشر في عنكاوا .كوم حلقات تحليلية عن كل قصائد الكتاب نظراً لسمو مستواها الأدبي. بالمناسبة فإن هذا الكتاب مترجم الى العربية  بواسطة نزار حنا الديراني وبعد ذلك ترجمه الكاتب المصري حسن حجازي حسن الى الإنجليزية. وكذلك كانت شميرام تتصل دوماً بالاعلاميين والأدباء من اقرانه لمعرفة الذي يختزونه في ذاكرتهم عن زوجها. وشخصياً أكثر من مرة اتصلت بي لتعلمني عن شهرة اوراهم في العالم العربي. وقد قمنا انا والشاعر نينوس نيراري بتفقد المرحوم في بيته  اثناء مرضه وافراغ ما جعبتنا عن الذي نعرفه عن رقيٌ كتابات اوراهم يلدا اوراهم، ونينوس كان له اطلاع في الموضوع أكثر مني ولم يبخل بكل الذي يعرفه عن الأديب الذي كان عملاقاً بين الأدباء الآشوريين.
المرحومة شميرام خدمت زوجها بكل تفاني وقد تخلت عن عملها كممرضة لتخدم زوجها، لكن مشيئة الرب كانت ان يوافيها الأجل قبل زوجها بأكثر من سنة، وبلا شك كان لذلك وقع  النكبة على اوراهم الذي اضافة الى حالته الصعبة فقد راعيته الرائعة. احدى القصائد في كتابه الموت والميلاد خص بها حبه لشميرام الذي كانت نتيجته الزواج المثالي.

يطول الحديث عن قامة أدبية عظيمة مثل اوراهم يلدا اوراهم الذي كان واثقاً من مقدرته الأدبية فهو خريج كلية الآداب قسم اللغة الأنجليزية وتعلم الآرامية من المرحوم والده الذي كان شماساً بليغاً. وفي شيكاغو حين كنا نجتمع لأصدار مجلة ادبية، اصر اوراهم ان تكون المجلة باسمه ويكون هو رئيس الحرير. هكذا كان واثقاً من مقدرته الأدبية. كما واذكر حب اوراهم لتعليم السريانية وانتشارها، ومرة طلبت ان ينقح لي احدى قصائدي وبكل سرور وضع لمساته بخصوص الوزن و فصيح الكلمات لتصبح قصيدة صالحة للنشر، فصدقت يا عزيزي يوسف ان اخيك كان يود ان يرى الأخرين ينشرون نتاجاتهم بعد ان تجتاز امتحان الكفاءة.
نسأل الرب ان يتقبل اديبنا اوراهم يلدا اوراهم في الملكوت السماوي مع الأبرار القديسين وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.

             حنا شمعون / شيكاغو