المحرر موضوع: ماذا تعرف عن تيمورلنك ( 1405 -1335 )  (زيارة 716 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوآرش هيدو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 33
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ماذا تعرف عن تيمورلنك
( 1405 -1335 )   
   
كتابة/ يوآرش هيدو

ولد تيمورلنك  في سوبز Subz  من بلاد قش سنة 1335.  كان أبوه رئيس قبيلة برلاس ،  إحدى القبائل التركية  علىنهر اوكسس   Oxes .
ولم يبدأ تيمورلنك  فتوحاته  الكبيرة الا في الخامسة والاربعين  من العمر.


لكن المعارك التي خاضها بدأت وهو في الثانية عشر من العمر .
ففي غارة فاشلة   على إحدى القبائل أصيب بجرح  في قدمه، عاد بعدها  وهو يعرج.
‏ومن هذا الحدث اكتسب لقبه "لنك"  وهي  لفظة مغولية تعني الأعرج.
‏استطاع تيمورلنك ، بعد سلسلة من الحروب المتواصلة أن يجعل من نفسه حاكماً "لثلاثة  أجزاء من العالم" المعروف لديه.
وقد  اقسم انه إذا قدر له أن يعيش ما فيه الكفاية فإنه سيخضع الجزء المتبقي من العالم لسلطانه أيضا .
وقال: " كما أن  في السماء إله واحد ، كذلك يجب أن يكون هناك حاكم واحد فقط على الأرض".
‏في كل حروبه  وحملاته  لم يعرف تيمورلنك الهزيمة،
 لقد كان كالسيل الجارف  الذي لا يصده شيء.
كان  عليه. قبل كل شيء ان يلم  شعث عشيرته ويوحدهم ليتبعوه  وقد نجح في ذلك تماماً.  ويقال أنه وزع عليهم كل ممتلكاته باستثناء سيفه وفرسه   . وبعد أن ضمن ولاءهم له شرع بحملاته التي فاقت  تلك التي قام بها سلفه
 جنكيز خان ، في وحشيتها وهولها ودمويتها  .
‏لقد كرر تيمور لنك مقولة جنكيز خان المتبجحة ‏"
حيثما تطأ قدما فرسي، ‏لن ينبت العشب أبدا".
‏لقد كان تيمور لنك  مدمراً كالإعصار ومرعباً كالطاعون ومهولاً  كالزلزال . وكان عديم الضمير تماماً وقاسياً  لا يعرف  للرحمة معنى  .كان مسلماً    في الظاهر  الا  أنه في معظم الأحيان لم يكن يميز بين المسلمين  وغيرهم،  بل انه كان ، أحيانا يعامل المسلمين على نحو  أسوأ  من معاملته  لغيرهم .
وقد استسلم له سكان سيواس sivas وهم مسلمون بعد أن وعدهم بأنه لن يريق  قطرة دم واحدة .
و وفاء  بوعده ولكي " لا يريق  قطرة دم  واحدة !". دفن هؤلاء المساكين احياءً ، قبل أن يتقدم  لنهب  المدينة وتسوية  مبانيها  مع الارض. ولم يسلم  ‏حتى مواطنيه من غضبه ووحشيته.
 فقد شن حملة شعواء على أبناء قبيلة" أق قوينلو "  اي
 " ‏الخروف الأبيض"  وذبح منهم ستمئة الف  مشيداً   من جماجمهم ‏ هرماً  ليكون  دالة  او علامة لأعضاء الوفد المرسل إليه من قبل ملك (كاستيل)  ليجدوا طريقهم إليه عبر السهل.
‏كانت سمرقند عاصمة ملكه. استولى على  كشكر  وخوار زم ثم فتح خراسان  وفرض الجزية على هراط وسائر المدن المجاورة وكانت الضريبة باهظة  الى حد  أن الناس ماتوا  جوعاً  .  ثم اخضع  قندهار وكابول وسيستان  ومزندران  وحتى المدن التي كانت تستسلم من دون قتال  لم  تسلم من السلب والنهب والذبح .
في سنة 1390 اجتاح بلاد فارس وأطاح   خلفاء هولاكو ودمر عاصمتهم ثم انقض على جورجيا وبلاد التركمان ودمر  مدينة  وأن  واستسلمت  أصفهان حال وصوله ‏مشارف المدينة وفرض الجزية عليها.
 وما  كاد  يغادرها حتى انتفض  الاهلون بوجه الحامية التي تركها فيها وقتلوا  ثلاثة  آلاف  من أفرادها . ولما بلغ الأمر. تيمور لنك، ثأرت ثائرته   وعاد ليثأر .  اقام  تيمور لنك أهراما  من سبعين  الف  جمجمة في قلب المدينة.
‏اجتاح بغداد وأقام   فيها اهراما ً من تسعين الف  جمجمة  وأباد  الحامية التي كانت ترابط في قلعة تكريت ثم زحف إلى دمشق فدمرها  وعاث فيها فساداً.
وبعد ان  اكتسح أراضي  آسيا الصغرى اجتاح روسيا ودخل موسكو  وانزل  بها القتل والنهب والدمار  . ثم عاد مصممًا  على اجتياح الهند.
وقبل  ان يدك حصون دلهي1398 ،  اعدم مئة الف نسمة  ترويعاً لسكانها ثم انقض عليها انقضاض
الصقر على الحمل ومزقها شر ممزق.
o   واخيراً، عزم  تيمورلنك  على احتلال الصين  وافنائها  عن بكرة ابيها  في معركة جهز لها اضخم ما عرفته الحروب القديمة في الارض من  تجهيزات ، وذلك غيضاً  من خان الصين الذي تجرأ ان يرسل  وفدًا  يطالب تيمورلنك  بدفع الجزية فأجابه تيمورلنك : " اذهبوا و قولوا  لخان  الصين  أنني ارفض دفع الجزية ،  لا بل أنني واثق  تماماً  من انه  سيصبح من اتباعي   وخاضعاً لي وساجعله يركع  امامي   ".  وعلى الفور ، زحف تيمورلنك  على راس  جيش قوامه  مليون وثمانمئة الف رجل، الى الصين . ولكن وبعد مسيرة شهر كامل ، ولحسن  حظ  الصينيين والبشرية جمعاء ، فتك داء عضال  بتيمورلنك  فهلك  في  اوترار على مسافة   ستة فراسخ  منسمرقند  وذلك في الأول من نيسان  1405 .
وبهلاكه استراح العالم  من سفاح  قلما شهد التاريخ له نظيراً .  وعلى الرغم من وحشية تيمورلنك ودمويته  وقسوته، فقد  كان مثالاً للمثابرة والثبات   والارادة التي لا تلين .  وكانت النملة ودأبها العنيد المتواصل  لبلوغ  مراميىها بمثابة امثولة له في حياته  ومعاركه .

كان تيمورلنك  كبير البنية طويل القامة ،  ذا جبهة  عريضة  وشعر ابيض منذ الولادة .ما كان تيمور الأعرج  يبتسم للنور  ولا يفرح لفرح وكان يرى   اماني الناس  كلها مجتمعة  ريشة في مهب الريح بالمقارنة مع حلمه  وطموحه  العظيمين  في ارتقاء عرش العالم وهو القائل: " عندما  وشحت  نفسي  بثوب الإمبراطورية  أغمضت عيني  عن كل سلامة وكل راحة يجدها المرء في فراشه الوثير .
لقد قهرت ممالك وتغلبت على إمبراطوريات  وأقمت المجد لاسمي ."
ولكن  اي مجد هذا الذي  يتحدث عنه هذا السفاح  الأعرج  الذي شيد عرشه على الجماجم   و العظام ؟
ستظل البشرية  تلعنه الى ابد الآبدين  كواحد من اشد الحكام وحشية  وبربرية عبر التاريخ كله.



المصادر
————
١- ايشو مالك  خليل جوارو  ، الأشوريون في التاريخ ، ترجمة وإشراف  سليم واكين، بيروت 1962.

٢- دبليو. أي . ويكرام، الآشوريون وجيرانهم، لندن 1929.


٣-أوستن  هنري لايارد ، نينوى وبقاياها  المجلد الاول 1854،لندن

٤-مصادر اخرى متفرقة .