المحرر موضوع: إذا كنت في الربيع الأخيرمن العمر !  (زيارة 631 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل منصور سناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
إذا كنت في الربيع الأخيرمن العمر !
كلنا يعلم أن دستور الحياة  جلي لنا ، فمنذ نعومة اظفارنا ومنذ كنا اطفالاَ ، كنا نحلم أن ننمو في القامة والمعرفة ، وكانت لنا احلام الطفولة ، فقمنا بالكثير من الأعمال في سبيل الوصول إلى مبتغانا ، فندمنا لخطوات واعمال لم نقم بها ، وندمنا أيضاً لإعمالٍ قمنا بها ولم نفلح ، ولما أصبحنا يافعين ووصلنا إلى البلوغ ، صادفتنا معوقات حالت بين اهدافنا ورغباتنا  ، فكنا احياناً شبه مسيّرين ، فلا تهتموا ، فلا نستطيع إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء .
   والآن نرى اصحابنا قد تغيّرت ملامحهم ، فالبعض يتمتع بصحة جيدة وافضل منا وقسم ليس  كذلك ، ويمشي ببطء وبصعوبة وقد إنحنى ظهره ، وشاب شعره ، وقسم رحل من هذه الدينا تاركاً ذكراه بحلوها ومرّها ، فماذا نفعل ؟
  في الحقيقة : الصحة ( تاج على رؤوس الأصحاء ) كما يقال ، فهي افضل من الكنوز والأرصدة البنكية ، ولكن  !  إعمل الممكن وتمتع بيومك ، فليس هناك ضمان ، أترك أثراً طيباً لدى أقربائك ومحبيك ومعارفك ، سافر ما إستطعت إلى ذلك سبيلاً .
 أخرج  إلى الحقول والبساتين وتمتع بزرقة البحر وهيبة السماء ، تأمل الطبيعة  .
  وقد تنسى بعض اسماء الأشخاص والأماكن فلا بأس بذلك ، فكثرة الفايلات في المخيّلة كثيرة ومتشعبة ، حاول أن تمرّن الذاكرة ببعض الألعاب والقراءة والتكرار
للمعلومات وربطها ببعض الأشياء التي تعينك على التذكر ، وقد تميل إلى الهدوء والسكينة وقيلولة الظهر ، فهذا طبيعي في هذا العمر ، وقد تغفو أمام التلفزيون اوعندما تقرأ كتاباً .
   أنت الآن تحب الأغاني القديمة والأفلام القديمة ، وتميل إلى قلة الكلام وإبداء الرأي بإختصار شديد ، وتشتاق لرؤية الآصدقاء القدامى  .
   لديك الآن الكثير من المقتنيات التي تعتز بها ، كالملابس والتحف واللوحات وغيرها ، ولكن لا تحزن فنثرها وتوزيعها قد يفرح الكثيرين ، وقد لا تأتي الفرصة لإستعمالها كلها .
  وزبدة الكلام : تمتع بيومك وساعتك وحتى لحظتك ، لإنه لا ضمان كما أسلفنا ، والربع الأخير من العمر جميل إذا إستطعنا أن نستغله بحكمة ، إلى كل ما يسعدنا ويفرح الآخرين ويترك بصمة في محيطنا وعند الناس من حولنا.
  وأختمها بأشعار المتنبي في الحكمة :
وإذا كانت النفوس كباراً             تعبت في مرادها الأجسامُ
ما كلّ ما يتمنى المرءُ يدركهُ        تجري الرياحُ بما لا تشتهي السُفنُ
وفي النفسِ حاجاتٌ وفيك فطانةٌ     سكوتي بيانٌ عندها وخطابُ

                                           منصور سناطي