المحرر موضوع: عشرون سنة ضائعة من الزمن العراقي  (زيارة 670 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31322
    • مشاهدة الملف الشخصي
عشرون سنة ضائعة من الزمن العراقي
عاد المالكي سيدا للعبة السياسية بقدرة مقتدى الصدر.
MEO

أهلا بكم في حكومة المالكي 3.0
"كأننا لا رحنا ولا جينا". عاد نوري المالكي منتصرا وبدأ بتصحيح المسار السياسي الذي انحرف بعد غيابه حاكما مطلقا عام 2014 وهو العام الذي سقطت فيه الموصل بيد التنظيم الارهابي داعش وهرب المالكي إلى إيران مستنجدا بها خشية أن يُحال إلى القضاء.

عاد يومها من إيران وبيده الضمانات التي تكفل سلامته غير أنه تلقى النصيحة بأن يُريح العراقيين من طلته البهية ويرتاح في قصره بالمنطقة الخضراء. لم تكن تلك النصيحة لتشبع تطلعاته لحكم العراق مدى الحياة وشعاره المعلن في ذلك "لن أعطيها". طُرد الرجل من منصبه ولم ينسحب وهو الذي كان يخطط لولاية ثالثة. أما هزيمة جيشه في الموصل التي ما كانت لتقع لولا فساد دولته فقد ألقى بأسبابها على المؤامرة التي حيكت ضده وضد العراق باعتباره دولة مقاومة.

أعتبر المالكي نفسه زعيم المقاومة في العراق ولقبه المنتفعون من فساده بـ"مختار العصر" تذكيرا بتوزيعه العراقيين بين معسكري يزيد والحسين. زعيم المقاومة هو رجل طائفي من طراز خاص. ولقد تميز من بين رفاقه أفراد الطبقة السياسية الحاكمة بأن اسمه كان يتردد في هتافات المحتجين الشباب في التظاهرات المليونية التي عمت المدن العراقية عام 2019 وكادت أن تسقط النظام باعتباره رأس الفساد لولا تدخل عدوه مقتدى الصدر في آخر لحظة.

مقتدى الصدر الذي أنقذ النظام الطائفي الذي قاده المالكي لسنوات طويلة ووضع خطط فساده طويلة الأمد هو نفسه مَن أعاد المالكي إلى الحكم من خلال واجهة صورية تتمثل في رئيس الحكومة العراقية الجديد محمد شياع السوداني الذي يدين بالولاء للمالكي، كونه كان زعيمه لسنوات طويلة يوم كان عضوا في حزب الدعوة وممثله في حكومات سابقة.

بعد أقل من ثلاث سنوات من حكم مصطفى الكاظمي الذي لم يستطع العراقيون أن يفرقوا خيره من شره عاد المالكي سيدا للعبة السياسية بقدرة مقتدى الصدر الذي أهدر أصوات العراقيين بعد أن تخلى عن فوزه من أجل عيون مرجعه الإيراني الذي نصحه بتقليد السيد خامنئي، الولي الفقيه ومرشد الثورة وتأجيل صبيانياته إلى زمن آخر قد يقع في مكان آخر.

عاد المالكي هذه المرة مرشدا. عادة ما يُصاب زعماء حزب الدعوة بجنون العظمة والاكتئاب. كان ابراهيم الجعفري معلما في ذلك المجال وهو مدرسة في اللغو والانفصال عن الواقع. يوما ما كان المالكي يعتبره سيده في الدرس غير أنه بعد أن تآمر عليه وأزاحه عن زعامة حزب الدعوة وجعل منه وزيرا للخارجية نجح في أن يقفز إلى مرحلة الشعور بمس العظمة. غير أن المضحك في الأمر أنه اضطر لمواجهة عدوه التقليدي مقتدى الصدر فخرج بملابس النوم حاملا مسدسه الشخصي للدفاع عن نفسه وهو يتوقع أن العراقيين لن يرحموه إذا ما وقع بين أيديهم ضعيفا.   

الرجل الهارب من القانون بسبب فساده، المهزوم الذي ستظل هزيمة جيشه تلاحقه، الطائفي الذي يقول خبراء تاريخ المذابح الأهلية أنه يتفوق على كل الطائفيين الذين قادوا تلك المذابح، الفاسد الذي قال خبراء الاقتصاد العالميين أن فساده لم يقع منذ ظهور آدم على الأرض هو من سيكون في إمكانه أن يلغي عشرين سنة من حياة العراقيين ويقول لهم "سنبدأ من جديد".

لقد صنع الأميركان نظاما سياسيا لا يمكن أن يفارق نقطة ولادته. سياسيا تُسمى تلك النقطة بالمربع الأول. ليست هناك عودة إلى الوراء. فالزمن بالنسبة للمالكي ولأتباعه من أعضاء حزب الدعوة لا يتحرك. هم اليوم في ظل الحكومة الجديدة يعيدون الكرة إلى الملعب القديم في سياق قانون اللعب الذي وضعه الأميركان. ذلك القانون الذي يعتمد مبدأ المحاصصة الحزبية.

كما لو أن العراق لا يزال في السنة الميلادية الطويلة التي ظهر فيها الحاكم المدني الأميركي بول بريمر الذي تعمد الأميركان أن يهينوا العراقيين من خلاله. فهو رجل تافه لم يجد أمامه سوى مجموعة من الانتهازيين الذين شعروا أن مجلس الحكم الذي أسسه هو فرصتهم لحكم العراق ونهب ثرواته وإذلال شعبه.

عاد العراق إلى سنة الاحتلال الأولى. اشربوا عصير ديمقراطيتكم إيها العراقيون. عالجوا جروحكم بوهم الحرية التي جاءت من النوافذ وغادرت من الأبواب. ضحك عليكم السيد مقتدى فلم يعد في إمكانكم أن تقفوا في انتظار مَن يضحك عليكم مرة أخرى.

أيها العراقيون لقد ضاعت عشرون سنة من عمركم هباء فهل لديكم عشرون سنة أخرى تضحون بها من أجل المالكي؟

متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3051
    • مشاهدة الملف الشخصي
قد لا يكون عنوان المقاله منسجما مع موضوع المقال ولا يصح من زمن الحدث
ليس عشرون سنة ضائعة ضائعة من عمر العراق فحسب، ولكن مائة سنة من التخلف الى الوراء