المحرر موضوع: كتاب «إيفين» للعراقي جورج منصور: عندما يكون الموت أمنية بعيدة المنال  (زيارة 747 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مروان ياسين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 189
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

كتاب «إيفين» للعراقي جورج منصور: عندما يكون الموت أمنية بعيدة المنال

مروان ياسين الدليمي


صدر في بغداد وبشكل مشترك بين داري الرواق والأهوار للنشر والتوزيع كتاب جديد للإعلامي العراقي جورج منصور تحت عنوان «إيفين.. حفر في الذاكرة» والإصدار من حيث التجنيس يدخل في باب كتب السيرة الذاتية. للوهلة الأولى يستدعي عنوان الكتاب «ايفين» صورا لأقبية وممرات وزنازين معتمة، تفوح منها رائحة العذاب الإنساني. تحت قهر السجانين ولذتهم أمام أنين المعتقلين. صور معبأة بالقسوة والوحشية عما يجري خلف جدران هذا السجن بسمعته السيئة. ولطالما كان إيفين يعد في نظر المنظمات الحقوقية أسوأ الأمكنة التي يحتجز فيها الإنسان، خاصة المنخرطين في عمل سياسي لا يتوافق مع النظام في طهران.

سرد مؤثر في مواجهة الرعب

جاء في تقديم الكتاب وبتوقيع الروائي زهير الجزائري: «تلمستُ جسدي مرات وأنا أقرأ هذه الشهادة التي تقول لنا نحن القراء على لسان الكاتب: كنت هناك. في هذا الجحيم الأرضي. وهذه شهادتي».
اعتمد منصور في تدوين مجريات حياته ووقائع تجربته الحافلة بالأحداث والمغامرات، لغة سردية أنيقة استبطن في مفرداتها عميق الهواجس والأفكار التي مرّت عليه خلال مراحل حياته. قاصدا في أسلوبه أن يكون مستندا إلى تقنيات السرد الروائي، في محاولة منه لإعادة تركيب اللحظات الدرامية التي عصفت به وهو يحاول الإمساك بحريته وحياته، في ظل أزمنة كانت تزداد قتامة. ويترشح منها الخوف والرعب والموت. بينما كان يتنقل بأسماء مستعارة بين بلدين تربطهما حدود مشتركة، ويخوضان حربا ضروسا امتدت لثمانية أعوام (1980 – 1988).

الأحلام في مواجهة الموت

وفي مدار استذكاره المشوِّق، يتوقف أمام موضوع الكتاب الرئيسي عندما قاده حظه العاثر ليسقط في أيدي رجال الأمن الإيرانيين. وهو يحاول اجتياز الحدود باتجاه الاتحاد السوفييتي. عند مدينة قوتشان التابعة لمحافظة خراسان رضوي الحدودية مع مدينة عشق آباد عاصمة تركمنستان السوفييتية. ليكون معتقلا في إيران للفترة من كانون الثاني/ يناير 1986 ولغاية شباط /فبراير1987، حيث قضى 240 يوما في سجن إيفين ومن ثم 125 يوما خلف جدران سجن قوجان. وهنا يقول منصور: «في سجن إيفين. وبينما أنا في عزلتي. صارت الأحلام مؤونتي الوحيدة للبقاء على قيد الحياة. ولولاها لما تمكنت من الصمود، لكنني أستطيع القول إن حلمي المفضل آنذاك هو أن أمتلك قلما وقصاصات ورق. حتى أتمكن من تحصين الذاكرة لمواجهة العجز إذا ما اقترب من أسوارها حتى أنني دائما ما كنت أتساءل مع نفسي: هل سأخرج سالما من هذه المحنة؟».

العودة إلى الطفولة

قبل أن ينقلنا المؤلف إلى كوابيس تجربة السجن، يرتد عائدا إلى طفولته في مدينة كركوك العراقية، وهو يصغي إلى والده (1909 ـ 1998)الذي كان يحدثه عن انتسابهم إلى عائلة معمار باشي الموصلية المعروفة: «عشت حياة صعبة. فلا أتذكر والدي منصور بجو. لأنه توفي وعمري لا يتجاوز سبع سنين ولم أستوعب ما حدث» ثم يضيف والده: «لكني أتذكر والدتي شمّوني التي تنتمي لعائلة كوندا العنكاوية وصورتها لا تغيب عن بالي». ثم يأخذنا السارد إلى خمسينيات وستينيات القرن المنصرم. ليتوقف عند العقد السبعيني، حيث بدأ الوعي إزاء الحياة يتشكل في ناحية عنكاوا في مدينة أربيل، التي انتقلت إليها العائلة بعد أن تقاعد والده من العمل في شركة النفط ipc. وهنا أخذت ذاته المتأججة باليقظة تتمرد على عسف السلطة، بعد أن رُفض قبوله في كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد لدراسة الإخراج المسرحي. لأن الدراسة كانت مقتصرة على البعثيين. فما كان منه إلاّ أن يعود إلى أربيل ليكمل تعليمه في معهد إعداد المعلمين ويتخرج منه عام 1974. ومن بعدها أخذ يتنقل متخفيا ما بين بغداد وكركوك، بعد أن رفض الالتحاق بالخدمة العسكرية. ويسرد سلسلة محاولات فاشلة محفوفة بالمخاطر للخروج من العراق بجواز سفر مزور، لكنه في آخر المطاف يتمكن من النفاذ بجلده ويصل إلى العاصمة السوفييتية موسكو، حيث بقي فيها ستة أعوام (1975 – 1981) بعد أن نال شهادة الماجستير في هندسة تكنولوجيا الطباعة، إضافة إلى دبلوم عال في الفلسفة. إلاّ أن قرار الحزب الشيوعي العراقي المفاجئ بوجوب مغادرة موسكو والالتحاق بحركة الأنصار المسلحة في جبال كردستان العراق. قطع عليه طريقه في إكمال دراسته لنيل شهادة الدكتوراه، وكان ذلك أيام الحرب التي كانت مشتعلة بين العراق وإيران.

    الفصل الثاني من الكتاب جاء مخصصا للحديث عن تجربته في تأسيس شبكة الإعلام العراقي، حيث تم تعيينه في الأول من آب/أغسطس 2003 مديرا لتلفزيون شبكة الإعلام العراقي. فيسرد لنا ما واجهه من تحديات ناجمة عن طبيعة ما أفرزته المرحلة الجديدة إعلاميا من متغيرات.

هروب مرة أخرى والوصول إلى كندا

ثم ينقلنا المؤلف إلى المرحلة التي عاشها في إيران بعد أن أُطلق سراحه من السجن ومن ثم زواجه من خطيبته الإيرانية وولادة طفله الأول. ومن ثم قراره بالهرب مرة أخرى من إيران في شهر تشرين الأول/أكتوبر 1988 لأنه لم يكن يملك أوراقا ثبوتية رسمية تثبت شخصيته. وبعد مغامرة محفوفة بالمخاطر نجح في الوصول إلى مدينة تركمنستان السوفييتية ليوضع في مخيم للاجئين كان من بين أفراده معظم رفاقه من مقاتلي الأنصار. وبعد ثلاثة أشهر قضاها في المخيم تم تسفيره مع سبعة وخمسين من رفاقه في الثالث من كانون الثاني/يناير 1989 إلى العاصمة السورية دمشق وبعد محاولات وإجراءات عديدة حصلت الموافقة الرسمية على مغادرة زوجته وطفله إيران والتأم شمل العائلة في دمشق في الثاني عشر من شهر آذار/مارس عام 1989. وعلى الرغم من التأقلم مع حياتهم الجديدة في دمشق، إلاّ أنهم كانوا ينتظرون مصيرهم المرهون بيد السفارة الكندية، بعد أن قدموا طلبا اللجوء لدى مكتب مفوضية اللاجئين. وفي نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1989 تم قبولهم بصفة لاجئين مهاجرين إلى كندا وهنا يقول: «كان صباح الخامس عشر من شباط/فبراير 1990 غير عادي. كيف لا وهو اليوم الموعود الذي انتظرته طويلا كي نتخلص من حياتنا المؤقتة في العاصمة دمشق ونغادر إلى مدينة تورنتو الكندية، حيث آفاق المستقبل مشرعة أمامنا». وقبل أن يُنهي الفصل الأول من الكتاب يستعرض منصور طبيعة نشاطه الدؤوب في تأسيس ورئاسة الجمعية العراقية الكندية لحقوق الإنسان. وتحركاته خلال الفترة التي نال فيها الكرد الحماية الدولية في مناطقهم ومدنهم بعد غزو الكويت. وسعيه مع بقية القوى إلى تهدئة الصراع السياسي والعسكري الذي نشأ خلال منتصف تسعينيات القرن الماضي بين الحزبين الكرديين الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني.

تحديات إعلامية واغتيالات بعد عام 2003

الفصل الثاني من الكتاب جاء مخصصا للحديث عن تجربته في تأسيس شبكة الإعلام العراقي، حيث تم تعيينه في الأول من آب/أغسطس 2003 مديرا لتلفزيون شبكة الإعلام العراقي. فيسرد لنا ما واجهه من تحديات ناجمة عن طبيعة ما أفرزته المرحلة الجديدة إعلاميا من متغيرات. كلها اصطبغت بملامح الخلافات المذهبية بين القوى السنية والشيعية، لعل في مقدمتها عدم الاتفاق حول مسألة الأذان بين الطائفتين في الإعلام، إضافة إلى حالة الفوضى الأمنية التي كانت تسود العراق، وكان من نتيجتها أن تعرض عدد من العاملين إلى الخطف والاغتيال، في مقدمتهم المذيعة لقاء عبد الرزاق، كما تم اغتيال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة سرجيو دي ميليو عند تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد بتاريخ 19 أغسطس 2003. وتتالت عمليات الاغتيال لتطال زعماء دينيين مثل محمد باقر الحكيم بتاريخ 29 أغسطس 2003. وعقيلة الهاشمي عضو مجلس الحكم المؤقت في العاشر من شهر أيلول/سبتمبر من العام نفسه. ورغم ذلك فقد عمل على وضع دراسة لتنظيم الموارد البشرية والمادية والإدارية، وبعد أسبوع من العمل أصبحت ساعات البث عشرين ساعة يوميا. تضمنت برامج تعنى باهتمامات المشاهد العراقي، وهنا يوضح منصور وجهة نظره حول الإعلام: «لم تكن مهمة تأسيس إعلام عراقي حر ومستقل عملية سهلة. فقد تأسست الشبكة بقرار من الاحتلال. وحاولتُ جاهدا أن لا تتحول القناة إلى أداة دعائية لسلطة الإئتلاف. وأردتها أن تكون عراقية صرفة، إلا أن العوائق التي كانت تواجه عملنا ليست بسبب قلة الملاك المتخصص.. ولا الوضع الأمني المتردي.. والوضع المعيشي للملاكات، بل بسبب الحراس الأمنيين من شركة بلاك ووتر الأمريكية. إذ كانوا يتعاملون بخشونة غير معتادة وسلوك غير لائق ولا إنساني».
ويختتم سرده بالحديث عن دوره في تأسيس قناة «عشتار» الفضائية في النصف الثاني من عام 2005. كما أرفق في الصفحات الأخيرة مجموعة صورٍ ووثائق شملت أبرز المحطات التي سردها المؤلف. أما عن الغلاف الثاني لهذا الإصدار فقد تصدرته كلمة للروائي علي بدر جاء فيها: «هذه واحدة من أكثر السير بلاغة في التعبير عن الأحداث التاريخية العاصفة التي مرت بها منطقة الشرق الأوسط».

كاتب عراقي


غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيد مروان ياسين المحترم
بعد التحية
وانت لا يشغلك بال وهم اخر في الوطن، الا ان تكتب وتكتب وتمتدح بلا كلل وملل وتختار الكلمات والجمل المناسبة لمديحك عسى ان تقابل بمديح مقابل.
لا اتصور انك كنت غائبا عن مشهد سنوات الواحد والتسعين من القرن المنصرم، او لم تسمع عن تلك الايام التي حولها المحسوبين على الحزب المخضرم الشيوعي العراقي طليعة الجماهير يومها وليس بعد، خاصة الايام القليلة ايام الرعب التي حكم فيها الميليشات المحسوبة على الحزب الذي تنتمي اليه وتمتدح افعالهم ضمنا، هؤلاء المحسوبين على هذا الحزب للاسف جلهم حرامية وسراق ومارسوا الارهاب من اوسع ابوابه وافعاله وحولوا منطقتنا الى سجن ايفين كبير (سجن ايفين عنكاوا الكبير) خاصة مع كل من لم يكن يتفق مع عقيدتهم فاعتبروه عدوا وهناك خفابا لا اريد طرحها لاعتبارات تتعلق بمؤلف كتاب ايفين في الذاكرة.
انا لم اسمع واشاهد في حياتي ان يكيل شخص المديح للاخر مثلما انت فاعل وحولت الشخص لاله قد تعبده يوما وتعمل له تمثالا تضعه في غرفتك.
يا حبذا واكرر يا حبذا يا اخي مروان ياسين ان تسال اكثر من شخص عن سجن ايفين عنكاوا وتكتب عشرة اسطر عنه وعن الارهابين الجبناء الذين فروا في اول يوم لدخول الجيش ولم يعودوا حتى لزيارة الوطن

https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1038517.0.html
تحيتي وتقديري