المحرر موضوع: اكتشاف دير مسيحي تاريخي بجزيرة السينية بأم القيوين  (زيارة 1398 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نقلا عن جريدة الخليج الإماراتية اليومية – عدد15874 تاريخ 4 نوفمبر 2022
=============================================
اكتشاف دير مسيحي تاريخي بجزيرة السينية بأم القيوين
================================
نقله إلينا أبرم شبيرا من دولة الإمارات العربية المتحدة
أعلن الشيخ ماجد بن سعود بن راشد المعلا رئيس دائرة السياحة والآثار بأم القيوين عن اكتشاف دير مسيحي تاريخي بجزيرة السينية يعود تاريخه إلى الفترة ما بين القرنين السادس والثامن الميلاديين، وذلك بحضور نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، وزكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة.



وأوضح الشيخ ماجد بن سعود بن راشد المعلا أن البيئة التاريخية لجزيرة السينية تضم عدداً من أهم المواقع الأثرية والسياحية في إمارة أم القيوين، والتي تعد بمثابة سجل حي لمختلف المجتمعات الدينية والمجتمعات المتعددة الثقافات التي استقرت في الجزيرة على مدى القرون الماضية.
وأكد أن جزيرة السينية لعبت دوراً مركزياً في تاريخ الإمارة ودولة الإمارات العربية المتحدة ككل، منذ ما يقارب 2000 عام، واكتشاف دير السينية ساعدنا في فهم تاريخنا القديم، تاريخ غني بأمثلة من التسامح الديني وقبول التنوع البشري والثقافي، ويعد الدير دليلاً آخر على وجود الطوائف المسيحية التي عاشت جنباً إلى جنب مع المجتمع الإسلامي بساحل الإمارات قديماً.
 

وثمَّن الشيخ ماجد بن سعود المعلا دعم صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى، حاكم أم القيوين، خلال الفترة الماضية، وتوجيهاته الحثيثة في تعزيز الموروث الثقافي بالإمارة، من خلال دراسة وحفظ تاريخ وآثار الإمارة، حيث إن معرفة الأمم لماضيها يمكنها من فهم حاضرها وصياغة مستقبلها ومستقبل أجيالها المقبلة.
وقالت نورة بنت محمد الكعبي: «يحمل هذا الاكتشاف الأثري قيمة تاريخية وتراثية عظيمة لدولة الإمارات التي تبذل حكومتها جهوداً كبيرة لحماية التراث المحلي وحفظه وتعريف الأجيال المقبلة به ترجمة لنهج كرسّه المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأوصى أن تتم العناية فيه وبالمواقع التاريخية والأثرية والحفاظ عليها، ما يجعلنا نواصل التزمنا بحماية تراثنا وتاريخنا الذي نعتز ونفخر به».
 

وأكدت أن الوزارة تعمل على تقديم الدعم الكامل لدائرة السياحة والآثار في حكومة أم القيوين لتنفيذ المشروع، واصفة هذا الاكتشاف بأنه نموذج للتعاون المشترك والعمل الجماعي الذي يثمر عن تحقيق الكثير من الإنجازات، مشيرة إلى أن الشركاء في المشروع ينتمون لهيئات ومؤسسات محلية وعالمية، حيث جرى توزيع المهمات بنجاح على الجميع كل حسب تخصصه وخبراته لتحقيق هذا الإنجاز.
وأثنت الكعبي على جهود الفرق البحثية لإنجاز المرحلة الأولى من المشروع، وتمنت لهم التوفيق في المرحلة المقبلة، وقالت: «سنواصل العمل على المواقع في المرحلة المقبلة، وسنقدم كل الدعم الممكن لفرق البحث لاستكمال أعمال التنقيب عن هذه المواقع الأثرية القيّمة، ومن المهم أن نشير إلى أن هذا المشروع يعد فرصة متميّزة للطلاب المتخصصين في علوم الآثار للمشاركة في اكتشاف تاريخهم والتعرف عن قرب وبشكل عمليّ إلى أهمية علم الآثار في حياتنا وضرورته في كشف النقاب عن تاريخ عريق تمتلكه دولتنا».

من جانبه، قال زكي نسيبة: «سعدت بمرافقة نورة بنت محمد الكعبي، لحضور الإعلان عن اكتشاف مواقع أثرية جديدة في جزيرة السينية تعود إلى القرن السادس الميلادي، تضم مسجداً وديراً وآثار مستوطنات متعاقبة، وذلك بحضور الشيخ ماجد بن سعود المعلا، رئيس دائرة السياحة والآثار في أم القيوين وفرق البعثات الأثرية التي تضم فريقاً من جامعة الإمارات العربية المتحدة».
وأضاف: «يعتبر هذا الاكتشاف في الجزيرة التاريخية من أهم الاكتشافات الأثرية في المنطقة، وإذ نهنئ دائرة الآثار والسياحة على اكتشاف هذا التراث الغني الممتد على مناطق شاسعة من الجزيرة، نتمنى لها المزيد من النجاح والتألق في استكشاف آثار الجزيرة بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وجامعات الدولة للحفاظ على الموروث الحضاري لشعب الإمارات وإبرازه بما يليق به من اهتمام وحرص».
واستمرت عمليات البحث والتنقيب الأثري بجزيرة السينية لمدة موسمين متتالين من قبل الفريق المحلي بدائرة السياحة والآثار ومشاركة عدد من المؤسسات كجامعة الإمارات العربية المتحدة ومعهد دراسة العالم القديم بجامعة نيويورك والبعثة الإيطالية، وبدعم من وزارة الثقافة والشباب والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم).
ويتكون الدير المسيحي التاريخي بجزيرة السينية من مجموعة من المباني المجتمعية وكنيسة وقاعة طعام وصهاريج محاطة بغرف معزولة للرهبان. وتم بناء الدير من صخور الشاطئ المحلية وغطت الجدران والأرضيات بالجص الجيري.
ويشير الفخار والزجاج المستخرج من الموقع إلى أن سكّان الدير كانت لهم روابط تجارية دولية امتدت من العراق إلى الهند.
ويشير التأريخ بالكربون المشع لعينات الفحم ودراسة الفخار المستخرج من الموقع إلى ازدهار الدير خلال الفترة من أواخر القرن السادس إلى منتصف القرن الثامن الميلادي، ما جعل المجتمع الرهباني المسيحي في جزيرة السنية شاهداً على ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي.
ويعد دير السينية ثاني دير عثر عليه في دولة الإمارات من بعد اكتشاف الموقع الأثري لكنيسة ودير صير بني ياس في أبوظبي في أوائل التسعينات، وقد عثر حتى الآن على ستة أديرة قديمة على طول شواطئ الخليج العربي، حيث يوجد خمسة منها في دول مجلس التعاون الخليجي.
تؤكد المصادر التاريخية أن العديد من قبائل شرق الجزيرة العربية كانت تتبع الديانة المسيحية في يوم من الأيام قبل ظهور الإسلام، ويبدو الآن واضحاً بشكل متزايد أن مجتمعاً عربياً مزدهراً متعدد الأديان ظهر خلال العصر الذهبي الإسلامي الأول
وعلى صعيدٍ آخر، أفادت الدائرة بأنها ستواصل أعمال التنقيب الأثري بموقع الدير لإبراز ملامح المجتمع المسيحي الذي عاش آنذاك بالمنطقة.
 
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية