المدرسه****المدرسه****المدرسه
اجتهاد حر
الدكتور
خالداندريا عيسى يا احبتي القراء أقسم لكم بأننى– كمواطن وتربوي متقاعد مهتم بتطوير بلده وتقدمها للأمام –
أتفهم جيدا اجتهادكم وجهودكم للتعامل مع تفاقم الهروب من المدرسه، ومع ما تلاها من ظهور طيور الاجرام الشابه في الشوارع التى أزاحت جانبا المدارس والتعليم، وفرضت نفسها على المواطنين الابرياء، وما صاحبها من إثراء تجار الجرائم والفساد، على نحو لا يحتاج مزيدا من التفصيل.
غير أن هذا الإحلال السافر لهذا الانفلات محل المدرسة سعادتها المستقبليه،
يا يها الاحبه، ينطوى على مخاطر تربوية واجتماعية جسيمة وبعيدة المدى من الانفلات والتشرذم في الشوارع مكان لتلقى الدروس، أى للتعليم، وقد يعمل به مدرسون ماهرون وهم اصلا اباء يجذبون إليهم ابنائهم.
أما المدرسة فيفترض أنها مصدر نور للتربية والتعليم والخلق وذلك جوهر واساس اختلافها عن اي مكان اخر!
المدرسة يفترض أنها مكان للتنشئة والبناء الاجتماعي والوطني والتربوي لكل شباب الوطن فى مراحلهم العمرية المبكرة!
الطلاب فى الشارع لا يقفون فى طابور للصباح، ولا يحيون علم بلدهم، ولا يهتفون باسمها، ولايستمعون للإذاعة المدرسية وكلمات الصباح!
الشباب فى الشوارع، لا يحيون حياة مدرسية طبيعية مع زملائهم فى المدرسه والمحتمع: يتنافسون ويتناقشون. الطلاب فى الشارع لا يستمتعون بنمو طبيعي وتربوي بحصص المدرسه المتنوعه أو الألعاب كما كنا نسميها لممارسة ألعاب السلة وتنس الطاولة وكرة القدم ونشاطات المكتبه والمسرح. وهنا سوف يصرخ الناس فى وجهى: اين هذه المدرسة التى تتحدث عنها..؟
كان هذا فى أيامكم يا أستاذ!
أقول لهم إنها لاتزال موجودة، ولكن فى مدارس اللغات والمدارس الخاصة عالية المصاريف مع الاسف! أما المدارس الحكوميه العامة (المجانية!) التى يتعلم فيها أبناء الغالبية العظمى من ابناء الشعب، فقد أصبحت مثل خيالات المآتة، موجودة فقط اسما لكى يسجل التلاميذ فيها أسماءهم... قبل أن يتوزعوا على الصفوف فيها حساسيات فى مجانية التعليم التى أصبحت للأسف شعارا خاويا، خاليا من أى مضمون، وليكن ذلك أيضا مدخلا لعودة واجبة ومستحقة للمدرسة كمؤسسة رائده شاملة للتربية والتعليم
