السوداني بين نارَين ,مطالب الشعب من جهه,وغايات الاطار الشيعي التنسيقي من جهة أخرى /شوكت توسا
قبل اكثر من ستة عقود قالها المنلوجيست العراقي المرحوم عزيز علي مخاطبا حكّام العراق يومئذ : "الركعه زغيره يا خلك الله والشك جبير, يا ناس الابره ما تحفر بير". وكأننا به اليوم يخاطب شلّة ً جيئ بها لتحكم العراق بالفساد والقتل .
ما من خير يُرتجى في مسؤول لا يحترم مقولة " لو دامت لغيرك لما وصلت اليك". على المسؤول ان يعلم بأن الأقدار التي شاءت ازاحة العديد ممن استهتروا بمقدرات الشعب, لا بد لهذه الاقدار أن تستجيب ليمتلك الشعب العراقي ناصية التغييرواسترداد حقوقه ,عندها ستكون قائمة المطلوبين للشعب و للعداله أضعاف اسماء قائمة المطلوبين في2003بعد سقوط نظام صدام .
بنظره بسيطه الى طريقة واسباب ترشيح السيد السوداني لرئاسة الحكومه,فهي لم تكن ضمن سياق الاستحقاقات المعمول بها في الانظمه البرلمانيه ,وعليه من حق العراقيين ان يشككوا في نوايا و بريق تصريحات السيد السوداني , وجنابه يدرك جيدا بان مصداقية وشفافية حكومته على المحك سواء فيما يتعلق بتنفيذ واجباتها الخدميه اوبنزاهة تعاطيها مع ملفات القتله والفاسدين وهي الأهم في نظر الشعب,من المُحال تحقيق اماني الشعب في العداله و الشفافيه ما لم ينأى السوداني بعصا سلطته عن تأثير ضغوطات الجهات التي رشحته لغايات لا تنسجم مع مطالب الشعب.
الكل يعلم ولاسباب واضحه لكل من له عقل ,بان اللملوم الميليشياوي الذي أسموه بالاطارالتنسيقي هو اول المتوجسين خوفا من عقاب الشعب على خلفية تراكمات فسادهم وجرائمهم التي اقترفوها بحق الشعب و التشرينيين تحديداً, لهذا السبب إضطرتهم فضائحهم الى ترشيح السيد السوداني ليستطيعوا من خلال سطوتهم عليه تلهية القضاء والحكومه عن محاسبة الفاسدين الكبار,وقد شهدنا ملامح هذا المسعى المخادع في تطبيلهم وحصرتركيزهم على سرقة امانات الضرائب في وزارة الكاضمي,في حين القاصي والداني يعرف حق المعرفه بأن الفساد المتجذرّبشتى انواعه كان ديدن كل الحكومات الطائفيه التي كان لعناصر الاطار ثقلهم الاكبر في ادارتها,المبلغ المسروق من امانات الضرائب ليس سوى قطره صغيره لو قورن ببحر مليارات الدولارات سُرقت في الحكومات السابقه والتي تبادلوا الادوار في التغطية عليها ,ناهيك عن جرائمهم المتنوعه بحق الشعب الذي ما زال يطالب بوطن وعيش رغيد .
على هذا الاساس نقول بأن السيد السوداني مُحاصر بين نارين , لا مجال للمهادنة بينهما, له ان يختار إما مباغتة حيتان الفساد قضائيا تحقيقا لمطالب الشعب وهو مصدر قوه له وظهير وطني نظيف ,أوالانصياع لغايات الاطار التنسيقي الولائي على حساب الشعب , وإن فعلها وإكتفى بالتلويح بعصا محاسبة سراق امانات الضرائب متجاهلا جرائم و فساد الحكومات الاخرى ,تلك فضيحه كبرى سيتحمّل السوداني وحكومته عواقبها .
الوطن والشعب من وراء القصد