المفتاح
بولص آدم تقدم رجل مجهول نحو الزوج والزوجة، باغتهما بغبطة غير مألوفة، وبدون ادنى شك. كان الرجل متأكدا مما يفعل وقال:
- يسعدني أن اهديكم منزلاً أملكه في هذه المدينة، تفضلا، هذا هو المفتاح !
مَسحا هيئته باستغراب، تتوزع على قسماته اخاديد ألأنشراح، رجل مجهد كما يبدو من اعتصار عينيه، منتظرا كلمة قبول أو رفض.
- تفضلا .. هذا هو مفتاح منزل سيكون لكما وبدون مقابل، ان شئتما خذاه وان لم تصدقا، سيكون ذلك المنزل من نصيب انسان مجهول آخر، لو شاء تقبل هديتي وتلقف المفتاح الثمين هذا .
تبادلا نظرة متقاربة في لون تعجبها واتساع بقعتها على لوحة الموقف المعروض على شاشة الأستغراب.
- أرجو المعذرة، لن أكرر ما تفضلتما بسماعه الى مالانهاية. مرة ثالثة.. هل تسمحان بتقبل هذه الهبة المتواضعة التي أعرضها عليكما في هذا المطار، أم أرحل واترككما لتكملة اجراءات السفر، والتحليق عاليا مسافران بسلام.. نعم أم لا ؟!
- نعم.
- شكرا. أتمنى لكما سكنا هانئا في منزلكما منذ هذه أللحظة، يلزمني معرفة موعد العودة، لأكون بانتظاركما، ينفع طبعا معرفة كاملة بالمنزل وموقعه و.. عقد التمليك و.. الخ.
- في الثامنة مساءً، ألأحد التالي، بعد أسبوع تماما.
- شكرا، لن أقول وداعا بل الى اللقاء.
غادر الرجل المجهول وفي تمام الساعة الثامنة، أقلعت طائرة تقل الزوجين .
وزع الرجل عشرات المفاتيح لعشرات ممن صادفهم في الأيام التالية وفي اماكن مختلفة.
في تمام الساعة الثامنة بعد أسبوع، هبطت طائرة الزوجين.. وعند باب المطار كان واهب المفتاح بالأنتظار :
- هل تسمحان باعادة مفتاح المنزل؟ لاداعي للتعجب والأسف، على ألأقل اتحت لكما فرصة مجانية للحلم، ولو لمدة أسبوع واحد فقط !
- لانستطيع إعادة مفتاحك، فنحن بدورنا، قبل ان تعيدنا الطائرة الى هنا، أهدينا ذلك ألمفتاح لأحدٍ ما، في مطار تلك الجزيرة .