المحرر موضوع: الحب وصعوبته مشاعر شخصيه  (زيارة 353 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خالد عيسى

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 338
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحب وصعوبته
 
مشاعر شخصيه

الدكتور
خالد اندريا عيسى

 
بعد خبرة ليست كبيرة وكذلك ليست صغيرة بالحياة، اكتشفت أن "الحب" فعل شديد الصعوبة، والحب هنا لا أعني به العلاقة بين الرجل والمرأة وإنما المفهوم الشامل "للحب العاطفي".
العادي في تصورنا الغير واقعي أن تحب والديك "الأب والأم"دوما وبكل احاسيسك لكن هل تحبهم رغم كبر سنهم وكونهم "مملين" بعض الشيء و "عصبيين" جدا في أحيان كثيرة، وربما يعانوا من أمراض عضال كالسرطان أو الألزهايمر وغيرها من أمراض الشيخوخة الاعتياديه.
هنا يقع الحب الفطري الغريزي كما يقولون على المحك، ويتبقي جهاد النفس لممارسة الحب في سلوكيات واضحة تجاه أولئك الآباء.
في تلك الحالة يمكن جدًا هنا أن تبدأ في التفكير في أن أبائك أرتكبوا أخطاء في حقك ،وأنت صغير وربما لا تجد سببًا وجهيًا لرعايتهم من واقع شعورك بالألم تجاههم؟ مستقبلك وحياتك.
ربما زواجك قد يحتاج منك التضحية برعاية أهلك في شيخوختهم، هل ستكون قادر على دفع فاتورة التوازن بين والديك وحياتك الجديده بعد الزواج أم ستفضل التضحية بالآباء باعتبارهم الماضي
.
كل ذلك يتطلب جهاد وتصميما لممارسة "الحب" ذلك الفعل المُكلف والمعقد.
هل يعنى "الحب" ألا نختلف مطلقًا مع من نحب؟
لأي مدى ينجح جهاد النفس والاحتمال في تخطى الخلاف وربما الاختلاف، والتسامح الحقيقي من داخل القلب والعقل والنفس.

أظن ذلك انه لأمر شديد الصعوبة فيه الإنسان يواجه ضغط  كبيرفاق نفسه وكبريائه وكرامته في كثير من الأحيان.
أمر صعب لا أعرف صفات القادرين على التحدي والقيام به، لكن متأكد من كونهم أبطال حقيقيين في نادي الإنسانية الغير مثالى.
الأسئلة تلك جميعها دارت بذهني وتداولتها مع سيدة فاضله عائدة للتو من دفن امرأة تخطت الثمانين، ظنت- الراحلة -أن الأبناء هم السند وقت الكبر والعجز والمعونه، ورغم العمر والحب أو العطاء اللا محدود لكل أبن على حدى إلا أنها ماتت وحيدة كمن لم تنجب.
 
. ماتت بدار لرعاية الكبار رغم إنها لم تكن تعانى اي خللا ذهنيًا تحتاج فيه للإحتجاز بدار رعاية.
ماتت بعد 40 يوم من ترك الجميع من أبنائها لها بدار الرعاية وللتمعن في عزلها عن الحياة منعوا زيارة من يريد زيارتها من أقاربها وكأنها سجينة أو عار يخشون أن يراه أحد
ماتت وأحد أبنائها على غضب معها لم يتداوى.
. ماتت وتركت الحياة وتلك ليست المفاجأة وإنما هو الأمر المتوقع الطبيعي إنما المفاجأة البكاء والندم من أبنائها عليها، لكن ما فائدة الندم بعد العدم؟
لا شيء.
أشعر بكثير من المشاعر تجاه تلك الراحلة الفقيده ليس من بينها الحزن، حيث أننى أؤمن أنها الأن بعالم جديد وسط الأهل والأحبه في حضره الله..

لكننى أدعو وأتمنى من كل فرد منا أن يُدرك جيدًا أن الحب فعل وجهاد وتخلي عن أمراض الذات. والانانيه. حاول أن تمارس الحب كما يحبك الله بدعمك في سقطاتك قبل نجاحاتك.
فبعد الوصول للمقبرة لا قدرة على ممارسة الحب تجاه من نحب.
فالعالم الأخر لا مجال فيه للمشاعر وجهادها كما أن الورد على المقابر هو لدعم مشاعر الأحياء وليس من أصبحوا ترابًا داخل قبورهم.

 نقص الحب دومًا ما يتبعه نقص في التربية.
 لن تحاسب عن أخطاء أو نجاحات غيرك، فلما تنشغل