المحرر موضوع: ٢٥١ مسرحية فاشلة بكل المقاييس  (زيارة 374 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صلاح بدرالدين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 945
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
  ٢٥١ مسرحية فاشلة بكل المقاييس
                                                               
صلاح بدرالدين

       " الحقوا العيار لباب الدار "
  لم يكن خافيا عن اعين المتابعين اطلاق تلك البالونات الإعلامية الاختبارية من جانب المتنفذين في الطاقم المسؤول عن إدارة ( الانكسي ) منذ شهور أو نحوعام بشأن عقد المؤتمر الموعود ، الذي صوروه وكأنه يتوقف عليه مصير الكرد السوريين وجودا وقضية ، ومستقبلا ؟! وذلك لاسبابهم الخاصة ، من بينها :
  ١ - التخفيف من الضغوط الداخلية ، وقطع الطريق على أي انفجار ، اوانشقاق ، خاصة بعد ارتفاع أصوات من ماتبقى من قواعدهم التنظيمية في العلن تطالب بالتصحيح ، والتغيير ، والقضاء على المحسوبية ، والفساد .
  ٢ -  وكذلك التهرب من تبعات الفشل السياسي واحدا تلو الاخر ، والتراجع التنظيمي ، وانحسار النفوذ ، والتغطية على جميع الإخفاقات .
  ٣ -  ومحاولة اقناع البعض من ممثلي المجموعات الحزبية المتحالفة الأخرى المتذمرة خارج ( ح د ك – س ) بان المؤتمر كفيل بإعادة الأمور الى نصابها .
  ٤ – تصاعد موجة نشاطات الوطنيين المستقلين بالداخل والخارج ، وانتشار الخطاب الانقاذي الواقعي لمشروع حراك " بزاف " ، ومبادرات أخرى ، الهادفة جميعها الى إعادة بناء الحركة الكردية السورية من جديد عبر الحوار ، وبالطرق المدنية وبينها عقد المؤتمر التوحيدي الجامع للكرد السوريين .
 ٥ -  ومن اهم تلك الأسباب كما أرى هو الظهور امام قيادة إقليم كردستان العراق ، بانهم جادون في تادية الواجبات ، وجديرون بثقتهم ، ودعمهم المادي والمعنوي والسياسي .
  ٦ - ظهور بوادر احتمالات إعادة النظر بالملف الكردي السوري مابعد المؤتمر الرابع عشر للحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق ، وكما هو معلوم فقد وجه حراك " بزاف " مذكرة الى مؤتمر الحزب الشقيق ، طالبه فيها بإعادة النظر في الملف الكردي السوري ، لان الظروف ، والوقائع تغيرت في الساحة الكردية السورية ، منذ عشرة أعوام وحتى الان ، ولابد من عقد المؤتمر الكردي السوري كانقاذ ، وحل لازمة الحركة .
     المؤتمر ومكانه  ليس االشرطان الوحيدان للإصلاح والتغيير
  هل مسالة اصلاح ، وتطوير - الانكسي – متوقفة على عقد مؤتمره بالقامشلي ؟ والاجابة طبعا لا ، حيث بالإمكان ان توفرت النية الصادقة اتخاذ خطوات لاحدود لها في مجال الإصلاح ، والتطوير ، وترشيد السياسات ، فذلك ليس مرتبط بالمؤتمر فقط ،  كما بالإمكان عقد المؤتمر بإقليم كردستان العراق حيث حرية العمل والنشاط السياسي مكفولة ، ومضمونة ، ومعظم أعضائه متواجدون هناك ، وهنا يظهر مثلب آخر في عملية تذاكي المنتفعين من مسؤولي – الانكسي - .
  كما يلاحظ فان هناك إشكالية بشأن – هوية – الانكسي – هل هو مشارك او مرشح للمشاركة في إدارة سلطة الامر الواقع ؟ ام طرف سياسي معارض ؟ على المتنفذين فيه الإجابة الواضحة ، وضمن هذه الدائرة – السوداء – يحاول هؤلاء تجنب الخيار الآخر الأكثر جدارة ، الأقرب الى العمل الوطني الثوري ، والنضال من اجل الشعب وحقوقه ، وفي سبيل تعزيز الحركة سياسيا ، وتنظيميا ، وهو عقد المؤتمر بشكل سري ، وعلى مراحل ، وإنجاز وثائقه ، وطرحها للنقاش ، بعيدا عن اعين الرقيب ، هذا اذا لم يكن الرقيب منه ، وفيه ؟! .
     هل هناك اتفاق ضمني بين طرفي الاستقطاب ، لتمرير الخطة ؟
  الكثير من المتابعين الكرد السوريين يعتقدون ان هناك نوع من التفاهم الضمني غير المباشر ، بين المتنفذين من مسؤولي – الانكسي – من جهة ، ومصدر القرار في إدارة – ب ي د – لاخراج موضوع المؤتمر بالشكل الذي تم ، حيث يرى هؤلاء وجود مصلحة ثنائية مشتركة بذلك ، وجملة من القرائن تعزز فرضيتهم وبينها :
  ١ – أحزاب الطرفين ليسا بوارد الاعتراف بضرورات إعادة بناء الحركة السياسية الكردية السورية ، او قبول عقد مؤتمر كردي سوري جامع يكون فيه المستقلون القوة الأساسية الغالبة ، وباالتالي تخلص الجميع من الاحراج امام الشعب عبر ادامة التوتر الظاهري ، وإظهار ان هناك قرارات المنع ، والتهديد ، أدت الى عدم التمكن من تحقيق إرادة الجمهور الكردي الواسع في تحقيق الوحدة ، والبناء ، واستعادة الشرعية .
  ٢ – من دون توجيه الاتهامات لاحد بعينه ، هناك حقيقة لايمكن القفز فوقها ، وهي تعرض الوسط المسؤول في – الانكسي – خلال الاعوام العشرة الماضية الى الاختراق من جانب أجهزة سلطة الامر الواقع ، وذلك خلال اعتقال البعض ومساءلتهم ، او شراء ضمائر البعض الاخر عبر وسائل مختلفة ، هذا بالإضافة الى ان البعض الاخر – آبوجي – قلبا وقالبا ، وكل ذلك يرجح دور اليد الطولى لادارة – ب ي د – في تعيين مسؤولي – الانكسي – من جهة ، ويسهل عملية التفاعل ، ويمرر التفاهمات ومن ضمنها اخراج موضوع المؤتمر بالشكل الذي تم فيه .
  ٣ – كل مااوردناه أعلاه لايتناقض مع ادعاءات ان – مظلوم عبدي – وافق على عقد المؤتمر ، وان الامريكان واكبوا ذلك ، وان الجميع راضون عن النتيجة خاصة في ظل سكوت تلك الأطراف المعنية حقيقة ام افتراضا ؟ .
     ولكن هل كان الإخراج المسرحي متقنا ؟
  لست ادعي في هذه العجالة انني على اطلاع على معلومات سرية دقيقة من مصادر قرار أحزاب طرفي الاستقطاب ، ولنقل اعتمد على سير الوقائع ، والخلفية التاريخية ، والقرائن المستحدثة ، وصولا الى الاستنتاج العلمي الموضوعي عن هزالة المسرحية التضليلية ، وتمادي مسؤولي الأحزاب في الاستهتار بوعي ، ومشاعر الجماهير الكردية ، مما يدفع ذلك الوطنيين المستقلين خصوصا من الشباب نساء ، ورجالا الى المزيد من اليقظة ، والتماسك ، والاستمرار في محاولاتهم من اجل التوصل الى تعزيز صفوف الكتلة التاريخية المنقذة ، والتوافق على المشروع البرنامجي الكردي السوري ، وصولا الى توفير شروط عقد المؤتمر الجامع .
  فليعلم مسؤولو أحزاب طرفي الاستقطاب ان لسان حال الغالبية الساحقة من شعبنا يتلخص في : سيان ان عقدت مؤتمرات الأحزاب أم لم تعقد ، فهي لاتمثل الشعب ، ولاتعبر عن ارادته وكفى استهتارا بالقيم والمبادئ ، ولو كنتم تملكون أي شعور بالمسؤولية لاعلنتم عن فشلكم ، واعتذاركم للشعب الكردي ولكل السوريين ، وافساح المجال للغالبية بمعالجة الازمة ، ووضع الحلول لها ، لقد افرغتم مناطقنا ،ولاتساعدون في عودة من تهجر ،  وتشجعون على الهجرة ، واوصلتم شبابنا الى حالات الانتحار الذاتي في متاهات الجبال والبحار ، والمحيطات ، وقسمتم الشعب الى شيع وأحزاب متصارعة ،ودفعتم الناس الى الاحتماء بالروابط المناطقية والعشائرية ،  ورسختم نهج تلقي  المال السياسي ، والتبعية للخارج ، وتستمرون في التضليل ، واخفاء الحقائق عن الشعب ، لقد اوصلتم شعبنا الى مرحلة يائسة ، ومحبطة قد يفكر البعض فيها الى ان اسقاطكم بات المهمة الأولى والاساسية .