المحرر موضوع: ج4الاخير) الجذور الآشورية العراقية للديانة الزارادشتية الفارسية  (زيارة 1343 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل دانيال سليفو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 117
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
2) كان الهدف هو التركيز على التفاصيل الأساسية لفهم النبوة الآشورية كظاهرة دينية وربطت المدونات  الآشورية بالظواهر ذات الصلة، وخاصة الزارداسترا ونبوءة العهد القديم، والغنوصية المسيانية ، والتصوف اليهودي والتلموذ البابلي. بمعنى أن كلا من اليهودية والمسيحية يشتركان في العديد من المفاهيم والسمات المتعددة الآلهة مع الديانة الآشورية ( بحسب سيمو بربولا). لا بد أن الملكة إستير عهدت لعزرا ( النبي العزير من بابل) بالكتاب الذي كتبه مردخاي ، والذي سيُطلق عليه كتاب إستير عشتار). وبالمثل فأن تأثير إستير على  الملك أرتحشستا ، يمكن أن يفسر رد فعله المفاجئ على الإحسان بناءً على طلب عزرا: كان ناسخًا ومطلعًا على شريعة موسى التي أعطاها يهوه إله إسرائيل.
ويقول فلافيا روياني في كتابه دراسات سريانية، (مع صعود كنيسة المشرق السريانية العالمية تمكنت النخب والقادة الكنسيين المشاركة في مؤسسات الإمبراطورية الزرادشتية باعتبارها مسيحيين ، وتهدف النصوص الجدلية إلى تحديد العلاقات بين المسيحيين والزرادشتيين في السياق السياسي الشامل لزيادة التعاون بين الأديان. وهذه فترات حرجة وانتقالية فترة تطور وتبلور الأديان.
3) يقول جيوفري باريندر في كتابه: الزرادشتية، ان نبوءة ( هستاسبن) ذكرها المؤلفون المسيحيون، تم التعرف اليها باعتبارها نبوءة الاله شمش (ميثرا) تتوقع قدوم الاله في نهاية العالم ليدمر الأشرار بالنار وينقذ الصالحين. وتوجد عدد من النصب الرومانية تصور مولده، كما يذكر عدد من النصوص المسيحية من القرن الخامس الميلادي وجود اسطورة ميترانية قديمة تنبأ بظهور نجم في السماء سوف يقود المجوس الى مكان مولد المُخلص. كما تتم المشاركة في تجربة هذه الهبة السماوية الأولى من خلال وجبة جماعية مشتركة فيها الخبز والخمر حيث يمثل الكاهن الاله ميترا ( اله الشمس). وأصبح ميترا نبي الديانة الميترانية وقد انتشرت في القرن الثاني الميلادي غرباً حتى وصلت الى بريطانيا، وقد رمز الى الشمس المنيعة. وحسب الروايات الاسطورية انه ولد في مغارة حيث قدسه الرعاة، وقام ببعض المعجزات في سن البلوغ وصعد الى السماء. وأستمرت الميثرانية الشمسية متناسقة مع المسيحية حتى قمعت في القرن الرابع بعد ان أصبحت المسيحية هي الدين الرسمي للامبراطورية الرومانية. وقد آمن الزرادشتيون واليهود والمسيحيون والمسلمين بيوم الدينونة، وآمن النبي زرادشت ان روح الميت تنتظر بعد الموت ثلاث ليالٍ لتواجه الحساب.
وتم ذكر اسم زرادشت في كتاب مختصرتاريخ الدول لأبن العبري (ص 83) في عهد ابن كورش :(( في هذا الزمان كان زرادشت معلم المجوسية وأصله من بلد أذربيجان. وقيل: من بلاد آثور. وقيل أنه من تلامذه الياً النبي. وهو عّرف الفرس بظهور السيد المسيح وأمرهم بحمل القرابين اليه واخبرهم ان في آخر الزمان بكراً تحبل بجنين من غير ان يمسها رجل وعند ولادته يظهر كوكب يضيء بالنهار. ويُرى في وسطه صبية عذراء. وأنتم يا اولادي قبل كل الأمم تحسّون بظهوره. فاذا شاهدتم الكوكب امضوا حيث يهديكم واسجدوا لذلك المولود وقرّبوا قرابينكم فهو الكلمة مقيمة السماء )).
وفي فترات انتقالية، من الاساطير القديمة والى الزارادشتية واليهودية والمانوية، عبر السنوات والعقود ظهر أتباع النبي ماني (مار ماني - ماني الحي ) ولد 216 م في بابل، وأخذ المانويين يقدمون أنفسهم في أيام الجور والظلم والاضطهاد كمسيحيين أو زرادشتيين. وأدعى ماني بانه حقق كل ما صبا اليه كل من زرادشت وبوذا ويسوع، وحينما يخاطب المسيحيين يدّعي بانه المخلص يسوع، وعندما يخاطب الزرادشتيين فان الانسان الأول هو أهورمزدا ( آشورمازدا). تمكن ماني من الجمع بين الأساطير القديمة مروراً بالزرادشتية، وأتبع المسيحية وآمن بكونه الفارقليط المُمهد والمُبشر بالمسيح. سافر ماني نفسه كثيرًا و شارك في النشاط التبشيري. أرسل المبشرين شرقا وغربا للتبشير.
وإنتشرت المانوية في جميع الشعوب التي تبنت الزرادشتية، من بابل وميشان ( ميسان والبصرة ) وخوزستان الأحواز والى الهند وبختريا ( أفغانستان)، وأربيل ونينوى وحتى أواسط أوربا واليونان ورومية ، وأورميا ومحيطها التي كانت أهم مراكز الزرادشتية. يعتقد الباحث عن المانوية غاردنر، أن الجذور الأساسية للمانوية يجب أن تكون في المسيحية الشرقية، وخاصة المجموعات اليهودية المسيحية والغنوصية. وقد ظهرت هذه البوادر عند مرقيون وبرديسان، وكذلك القديس أوغسطين الذي تحوّل عنها وانتقدها، وكذلك مار أفرام السورياني ( كنارا دروخا)، الذي انتقدها بشدة وأبتعد عنها في رسائله وميامره. كما يمكن أيجاد مفردات عديدة  من التراث الآشوري وباسم الزرادشتية والمانوية في الديانيتين اليزيدية ( الدسانية ) والمندائية.
الخلاصة: البحث عن التراث الحضاري الآشوري العراقي، عملية ليست باليسيرة، وتتطلب الكثير من الجهود المضنية. خصوصاً ان ثقافات الشعوب لم تكن معزولة، بل بالعكس التواصل والاتصال بين الشعوب كان سبباً مباشراً للتطور والتقدم والانفتاح. وعملية البحث عن الذات والتعرف على ماهيتها وحقيقتها، من الأمور المهمة ما دمنا نمارس حركات تطالب بالحقوق وأثبات الوجود والقدرات في خضم التفاعل الوطني والقومي الإنساني، ومقاومة الإلغاء والتهميش وتزيف التاريخ وتزوير الهوية. وهذه دعوة مخلصة للمهتمين بهذا الشأن، والعمل الجدي في تجميع الصور الصغيرة وترتيبها مع بعضها البعض لأكمال الصورة الكبيرة الشاملة للحقيقة، مثل لعبة اللغـز Puzzle، والأفكار والآراء قابلة للنقاش والنفي والإثبات.
وبالمختصر: تتمحور هذه الدراسة حول أصول الزرادشتية وجذورها. وتوّضحت الأمور من خلالها بان شعب بين النهرين كانوا يؤمنون بانهم أبناء عشتار ( زاراتشترا - بر زرعا دعشتار)، والاله أشور- الحكيم ( أهورمازدا) حاكماً على الأرض، مع الايمان بوجود اله خالق في السماء مهيب وغامض، متخذاً اسم الواحد ـ أي آشـا بالترقيم الآشوري. والغاية من هذا البحث تبيان وكشف الحقائق الموروثة المتعلقة والضائعة بالذات القومية  والارتباط الأصيل بارض العراق. 
المراجع:
- ZOROASTER - PROPHET OF ANCIENT IRAN, WILLIAMS JACKSON.
- The Chaldean Oracles of Zoroaster.
- Queen Esther wife of Xerxes Chronological , Gérard GERTOUX.
- THE Cologne Mani Codex And Life Of Zarathushtra, Albert De Jong.
- Zoroastrian influence upon Jewish Afterlife : Valts Apinis.
- ZOROASTRIANS AND CHRISTIANS IN SASANIAN IRAN: A.V. WILLIAMS.
- Zoroastrians: Religious Beliefs and Practices, ROUTLEDGE & KEGAN PAUL.
- A HISTORY OF ZOROASTRIANISM, MARY BOYCE.
- Ištar of Arbela, Martti Nissinen.
- AHURA Mazda  Armaiti, Heaven And Earth, In The Old Avesta. Harvard   University .

- موسوعة تاريخ الأديان، فراس السواح- الزرادشتية: جيوفري بارندر.
- تاريخ مختصر الدول_ ابن العبري.
اقرأ الاجزاء 1 و2 3 بالنقر:
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1039308.0.html
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1039375.0.html
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1039432.0.html



غير متصل قيصر شهباز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 412
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي دانيال سليفو،
عمل بحثي وتحليلي عظيم، لقد خلق أجداد العراق، آنذاك، كل ما يحتاجونه لحياتهم اليومية، من قوانين وزراعة وبناء، منذ آلاف السنين، وصدروا إلى العالم جواهرهم، بينما يعتمد الأحفاد الآن على الواردات من المعرفة والغذاء والتصنيع وفن البناء، وقامت الأمم الأخرى المحيطة بالإمبراطورية الآشورية/البابلية بنسخ الإنجازات،  وفي حالة مقالتك الدين.
إنني أحييكم وأثني عليكم على العمل الرائع الذي نتج عن فكركم اللائق ، بارك الله فيكم.
 قيصر