المحرر موضوع: نعم للوحدة..ولكن ليس على حساب الإيمان الذي تسلمته الكنيسة من الرسل!!  (زيارة 988 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أوشانا نيسان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 322
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


نعم للوحدة..ولكن ليس على حساب الإيمان الذي تسلمته الكنيسة من الرسل!!
 
أوشــانا نيســان

"الصلاة والعمل بجد استعدادًا لليوم الذي طال انتظاره، عندما تتحقق الوحدة الكاملة بين الكنيستين". بهذه الأمنية الغالية على قلوب جميع المؤمنين، حث قداسة البابا فرنسيس أعضاء الكنيستين على الوحدة، خلال استقباله لقداسة البطريرك مارآوا الثالث رويل في الفاتيكان بتاريخ 19 تشرين الثاني 2022. علما ان حلم وحدة الكنائس المسيحية بات يداعب عقول وقلوب كثير من المؤمنين الأتقياء برسالة المسيح طبقا لقوله "ٱحْفَظْهُمْ فِي ٱسْمِكَ ٱلَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونـُوا وَٱحِداً كَمَا نَحْنُ" (يوحنا ١١:١٧).
لأن المؤمنين في كنيسة المشرق يعلمون جيدا، أن أي وحدة تعمد الى تحييد العقائد المسيحية الرسولية وعلى رأسها دور مار بطرس الرسول أحد تلاميذ المسيح الذي حمل الايمان المسيحي الى وادي الرافدين عام 33م، ودوره في بناء ثالث كنيسة على وجه الأرض وهي كنيسة كوخي، ليست وحدة من الاساس بل محض سراب. أذ على سبيل المثال، تعترف كنيسة الوحدة حسب طقوس زعيمها قداسة البطريرك بنيامين الأول عبود متروبوليت بلجيكا ورئيس أساقفة بروكسل، تعترف بسلطة البابا ولكنها ترفض أن تكون كنيسة كاثوليكية لتبقى على مسافة واحدة من جميع الكنائس..لآن كنيسة الوحدة لها هيكلتها وتنظيمها الكنسي وتترك حرية اختيار الطقوس الليتورجية لرجال الدين التابعين لها، أنتهى الاقتباس.
الواضح أن الوحدة باتت الهدف الأساسي لكل مؤمن حقيقي من مؤمني كنيسة المشرق والمغرب، لاسيما بعد تنامي ظاهرة الاصولية الاسلامية في بلدان الشرق الاوسط، تلك التي لم يفرق سيفها البتاربين رقبة الارثوذكسي، الكاثوليكي أو البروتستانتي.
معلوم أيضا أن كنيسة المشرق، باعتبارها احدى الكنائس الأولى التي شيّدت على وجه المعمورة، لا يمكن لها أن تكون سبب عثرة في طريق الوحدة، كما ورد في البيان. بل جاهدت الكنيسة بأستمرار من أجل التوحيد العادل. أد على سبيل المثال، أولى محاولات إعادة الوحدة بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر، بدأت في أواسط القرن الخامس عشر. ولكن المحاولة لم تنجح حتى عام 1687م. حينذاك قرر بابا الفاتيكان تأسيس ولاية رسولية لهؤلاء الكاثوليك الجدد ووضعها تحت إشراف الآباء الفرنسيسكان. ومن ضمن هؤلاء الأقباط، أًرسل عدد من الشبان إلى روما للدراسة بغية إعدادهم لاستلام المهام الكهنوتية لجماعتهم الناشئة/ تاريخ كنيسة الاقباط الكاثوليك.
 
هذا من جهة ومن الجهة الثانية، فأن كنيسة المشرق هي كنيسة رسولية وضع حجر زاويتها مار شمعون بطرس، أحد رسل السيد المسيح الاثني عشر: " تسلم عليكم جماعة المختارين التي في بابل، ومرقس ابني" (رسالة بطرس الاولى 5: 13) . أما التقليد السائد في الكنيسة الكاثوليكية يقول بأن القديس بطرس هو مؤسس كنيسة رومية وأول أسقف عليها، وأنه أقام بها 25 سنة من سنة 42 إلى سنة  67 م. علما أن عقائد الكنيسة الكاثوليكية نفسها تؤكد، أن بطرس قد صلب رأسًا على عقب أو على صليب مقلوب أيام الامبراطور نيرون عام 67 م، إذ إنه لم ير نفسه أهلاً ليموت بنفس الطريقة التي مات بها يسوع المسيح.
 
جذور الخلاف بين الكنيستين 
منذ الانشقاق الكبير بين كنيسة المشرق والكنائس الغربية تحت زعامة روما بسبب مخرجات مجمع أفسس الأول عام 431 م والمجمع الخلقيدوني عام 451 م، أصبحت  معظم كنائس الشرق تُعرَف بالكنائس"الأرثوذكسية"، وكنائس الغرب سميت بالكنائس الكاثوليكية. رغم كل المحاولات التي جرت وتجري بهدف توحيد كنائس المسيح تحت راية واحدة عنوانها" الاعتراف بابن الله الذي صار أنسانا حتى نصبح أبناء الله بنعمته". ولاسيما بعد أن حٌمّلت كنيسة المشرق، أرث الخلاف التاريخي بين نسطور من جهة  والبابا كيرلس من الجهة الثانية، حول جدل النسطورية / ثيوتوكس في كاتدرائية أفسس المسماة باسم " العذراء والدة الإله" عام 431م. حيث تصلي كنيسة المشرق الى العذراء مريم بصفتها "والدة المسيح" وليس والدة الإله / ثيوتوكس. في ضوء هذا الإيمان نفسه، يخاطب التقليد الكاثوليكي مريم العذراء بصفتها "والدة الإله" وأيضًا باسم "أم المسيح". الإيمان الذي يعتبر جذوة الخلاف التاريخي الذي حُمّلت كنيسة المشرق تبعاته 1591 عام. حيث بدأت جلسات مجمع أفسس في كاتدرائية أفسس المُسمّاة باسم " العذراء والدة الإله "، وتم حرمان نسطور بطريرك القسطنطينية وقطعه من درجته ومن أي شركة كهنوتية بالاضافة الى منع تعاليم مدرسة الرها المقربة منه أيضا. وبسبب عدم أعتراف كنيسة المشرق بمخرجات مجمع أفسس، وصفت بالنسطورية حتى اليوم.
ومن هذا المنطلق نعيد نشر مقتطف من كلمة نيافة المطران الآنبا بيشوي مطران دمياط في محاضرة بعنوان" التجسّد عند كيرلس الكبير بتاريخ 6 كانون الأول 2017 أنه، " يجب على الأشوريين (الكنيسة الآشورية) أن يقبلوا قرارات مجمع أفسس، ويقوموا بالتخلي عن تقديس نسطور (أي اعتباره قديسًا)، وألا فلن نقبل انضمامهم لمجلس كنائس الشرق الأوسط لكونهم نساطرة".
بمعنى أخر، رغم مرور 1591 عام على مخرجات مجمع أفسس، فأن بعض أتباع روما وفي مقدمتهم أتباع كيرلس في كنيسة مصر، مستمرون على نهج مقاطعة كنيسة المشرق ورفض التعامل معهم، رغم نداء روما الاخير وقول قداسة البابا " من أنه:
 " عندما وقع مثلث الرحمات ماردنخا الرابع مع قداسة مثلث الرحمات البابا يوحنا بولس الثاني الاعلان الكريستولوجي المشترك، وضعت الوثيقة حدا لسجال عقائدي حول مجمع أفسس دام ألف وخمسمائة سنة"، أنتهى الاقتباس.

بالعودة الى جذور الإيمان نستشرف مستقبل الكنيسة !!
لغرض انجاح أمنيّة القديس بابا، يفترض بالحوار المنطلق بين الكنيستين منذ عقود، أن يتأسس على الخلفيات والتقاليد الليتورجية المتجانسة، وتحديدا تلك التي تعود بجذورها الى العصور القديمة الجليلة. ومن الواقع هذا، لا يجوزمطالبة ثالث أقدم كنيسة شرقية وضع حجر أساسها مار بطرس الرسول، بتصحيح عقيدتها  وليتورجيتها لتتفق مع كنيسة وجدت 300 سنة بعدها؟
حيث يعرف قارئ التاريخ والباحث فيه، أن كنيسة المشرق كانت الاولى في التواصل مع روما وتحديدا في عهد غبطة البابا نيقولاوس الرابع (1288-1292)، من خلال الراهب برصوما الذي كان مساعدا للجاثليق مار يهبالاها الثالث المغولي (1291-1317 ) .لآن توحيد الصفوف وتشكيل جبهة مشتركة من أجل أنقاذ الأراضي المقدسة، كان مطلب الملك المغولي أرغون خان وزعيم كنيسة المشرق على حد سواء. وفي روما احتفل برصوما بالقداس في كنيسة مار يوحنا اللاتراني وبحسب الطقس المشرقي، حضره البابا وتناول القربان من يديه. حيث بواسطة برصوما، تعرّفت الدوائر الرومانية أيضا على كنيسة المشرق التي لم تكن معروفة لديهم كثيرا.
ولأجل زيادة  الفهم واستنباط المعاني الكامنة وراء التعابيرالمجازية التي لجأ إليها قداسة البابا فرنسيس في خطابه يوم السبت الموافق 19 تشرين الثاني 2022، نستعين بقوله وأشادته:

"وفي الفقرة المتعلقة بضرورة تحسين العلاقات بين الكنيستين يؤكد قداسة البابا فرانسيس بقوله:
" لقد أثمرت اجتماعاتكم وحواراتكم ، بعون الله ، ثمارًا جيدة وعززت التعاون الرعوي لصالح مؤمنينا، "مسكونية رعوية" هي الطريق الطبيعي نحو الوحدة الكاملة"، أنتهى الاقتباس.
ولآجل تفادي التفسيرات الخاطئة حول "مسكونية رعوية"، ننشر أدناه النص الكامل للتوجيهات الرعّوية المسكّونية وعلى الرابط أدناه.   
https://cms.abouna.org/sites/default/files/2021-11/Guidelines%20AR%201%208.pdf

"مهما كانت اختلافاتنا الكريستولوجية ، فإننا نختبر أنفسنا اليوم متحدين في الاعتراف بنفس الإيمان بابن الله الذي صار إنسانًا حتى نصبح أبناء الله بنعمته"، النص المقتطف من وثيقة الإعلان الكريستولوجي المشترك التي وقعها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني وقداسة البطريرك مار دنخا الرابع قبل 28 عام. أي بمجرد التوقيع على الإعلان الكريستولوجي عام 1994، تم غلق ملف الجدل أو الخلاف التاريخي حول الآثارالكريستولوجية قبل 1563 عام. " وإن الأمل الصادق للجنة المشتركة هو تسريع اليوم الذي ستتمكن فيه الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الآشورية من الاحتفال سويًا بالافخارستيا ، كعلامة على الشركة الكنسية المستعادة بالكامل"، كما جاء في الإعلان الموقع من قبل صاحب السيادة الكاردينال كورت كوخ / رئيس المجلس الحبري لتعزيز الوحدة المسيحية وصاحب الغبطة مار ميلس/ متروبوليتان أستراليا ونيوزيلندا ولبنان بتاريخ 24 نوفمبر 2017.

في حين يعرف القاصي والداني، أن أية كنيسة تريد ان يكون لها شركة كاملة مع الكنيسة الكاثوليكية والاحتفال سويًا بالافخارستيا، فعليهما الاتفاق والتوقيع سويا على ثلاث نقاط جوهرية:
1-الأتفاق على الكرستولوجيا
2-الأتفاق على اسرار الكنيسة
3-الأتفاق على قبول أسقف روما (البابا) كرئيس لتلك الكنيسة التي ترغب في الاتحاد معها.
وهذا ما جرى مع الكنائس الشرقية الاخرى، كالكنيسة الكلدانية، السريانية، القبطية، والأرمنية،التي اتحدت وانظمت الى كرسي روما قبل عقود.

أما بقدر ما يتعلق بكنيسة المشرق الأشورية، فأنها وقعت المرحلة الاولى مع الكنيسة الكاثوليكية عام 1994. والمرحلة الثانية عام 2017. لكن يبقى السؤال هنا كالتالي:
إذا ارادت كنيسة المشرق الأشورية في يوم من الايام، أن تكون لها الشركة الكاملة مع الكنيسة الكاثوليكية والاحتفال سويًا بالافخارستيا، يا ترى هل ستستثنى من قبول أسقف روما (البابا) رئيسا لها ؟
 
وفي الختام اتمنى ان يسهم جهدي المتواضع في اظهارحقائق تاريخية قد تكون غائبة عن أذهان المختصين بتاريخ فجر انتشار المسيحية في وادي الرافدين، خدمة لكنائس سيدنا المسيح. هذا الجهد الذي نختتمه بـ "شفاعة الشهداء والقديسين الذين اتحدوا بالفعل في السماء ، يشجعون تقدمنا هنا على الأرض"، يؤكد قداسة البابا خلال تقديمه مارآوا روئيل الثالث، هدية من ذخيرة القديس توما الرسول المرتبطة بتأسيس الكنائس في آشور، والتي ستقام في الكاتدرائية البطريركية الجديدة لكنيسة المشرق الآشورية في الشرق في أربيل - العراق.
علما أن اغلب مؤرخي الكنيسة يعتبرون مار توما أحد الرسل الاثني عشروبحسب التقليد المسيحي، أول مبشر بالمسيحية في بلاد ما بين النهرين وتركيا وايران وسوريا وبلاد الهند التي أجرى فيها أعاجيب قبل أستشهاده ودفنه. حيث ينشر مارسويريوس زكا في دائرة الدراسات السريانية، أنه " بتاريخ 3 تموز 394 م نقلت الجالية السريانية الرهاوية رفات مار توما الرسول من الهند الى "الرها" فوصل إليها في 22 أب من نفس السنة"، أنتهى الاقتباس.
أدناه التساؤلات المنطقية التي تطرح نفسها ولم تجد إجابات شافية لها بعد:
- كيف وصلت ذخيرة أول مبشّرللمسيحية في بلاد المشرق وهو القديس توما الرسول المرتبطة بالكنائس في آشور الى الفاتيكان ولم تطأ قدما القديس توما الرسول ثرى الفاتيكان؟
- كم من الوثائق الكنسية والتاريخية الاخرى والمتعلقة بفجر حملات التبشير المسيحي لكنيسة المشرق، توجد على رفوف الأرشيف السري للفاتيكان والكنوز الدفينة التي تم غلقها في روما لأكثر من ألف عام؟



غير متصل يوسف شيخالي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 177
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أعتقد، إذا وافقت كنيسة المشرق الآشورية قبول أسقف روما (البابا) رئيسا لها، كما هي الحال مع 27 من الكنائس الوطنية، منها الكلدانية، والسريانية، والارمنية المتكثلكة، ستكون نهايتها (كنيسة المشرق الآشورية) سريعة ومؤلمة. وسيلتحق معظم الآشوريين بكنيسة المشرق القديمة.

غير متصل قشو ابراهيم نيروا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4732
    • مشاهدة الملف الشخصي