المحرر موضوع: دمشق ترفض منح أردوغان نصرا مجانيا قبل الانتخابات  (زيارة 645 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31477
    • مشاهدة الملف الشخصي
دمشق ترفض منح أردوغان نصرا مجانيا قبل الانتخابات
ثلاثة مصادر مطلعة تقول إن الحكومة السورية تقاوم ضغوطا روسية لعقد لقاء بين الرئيسين التركي والسوري بعد عشر سنوات من العداء، في الوقت الذي تريد فيه دمشق انهاء الاحتلال التركي لأجزاء من أراضيها.
MEO

التدخل التركي في سوريا أنقذ الاسد من السقوط وقلب موازين الحرب لصالحه
بيروت - تقاوم دمشق ضغوطا روسية ضمن وساطة تقودها موسكو لعقد لقاء بين الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان برعاية نظيريهما الروسي فلاديمير بوتين فيما لا تبدي دمشق حماس لمثل هذا اللقاء الذي قد يعطي أردوغان نصرا مجانيا قبل الانتخابات، وفق ما ذكرت اليوم الجمعة ثلاثة مصادر.

وتدعم حكومة أردوغان مقاتلي المعارضة الذين حاولوا الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، وتوجه اتهامات للرئيس السوري بممارسة إرهاب الدولة، وقالت في وقت سابق من الصراع إن جهود السلام لا يمكن أن تستمر في ظل حكمه.

ويقول الأسد إن تركيا هي من يدعم الإرهاب من خلال مساعدة مجموعة من المقاتلين بينهم فصائل إسلامية فضلا عن القيام بتوغلات عسكرية متكررة في شمال سوريا. وتستعد أنقرة لعملية محتملة أخرى، بعد إلقاء اللوم على مقاتلين أكراد سوريين في تفجير في إسطنبول.

وساعدت روسيا الأسد على قلب دفة الحرب لصالحه وتقول إنها تحاول وضع نهاية سياسية للصراع وتريد عقد محادثات بين الزعيمين.

وفي تصريحات بعد أسبوع من مصافحته للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الشهر الماضي، قال أردوغان إن تركيا يمكن أن "تضع الأمور في مسارها الصحيح مع سوريا"، بينما كان يردد في السابق أنه لا يمكنه مقابلة زعيم وصل إلى السلطة في انقلاب. ودأبت تركيا التي تدعم جماعة الاخوان المسلمين على وصف النظام المصري بـ"الانقلابي".

وأوضح أردوغان في نقاش نقله التلفزيون في نهاية الأسبوع أنه "لا يمكن أن يكون هناك ضغينة في السياسة"، لكن ثلاثة مصادر مطلعة على موقف سوريا من المحادثات المحتملة قالت إن الأسد رفض اقتراحا لمقابلة أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال مصدران إن دمشق تعتقد بأن مثل هذا الاجتماع قد يعزز موقف الرئيس التركي قبل الانتخابات في العام المقبل، خاصة إذا تناول هدف أنقرة بإعادة بعض من 3.6 ملايين لاجئ سوري من تركيا.

وقال أحدهما "لماذا نمنح أردوغان نصرا مجانيا؟ لن يحدث أي تقارب قبل الانتخابات"، مضيفا أن سوريا رفضت أيضا فكرة عقد اجتماع لوزيري الخارجية.

وقال المصدر الثالث وهو دبلوماسي مطلع على الاقتراح، إن سوريا "ترى أن هذا الاجتماع عديم الجدوى إذا لم يأت بشيء ملموس وما يطالبون به الآن هو الانسحاب الكامل للقوات التركية".

وقال مسؤولون أتراك هذا الأسبوع إن الجيش يحتاج إلى أيام قليلة فقط ليكون جاهزا لتوغل بري في شمال سوريا، حيث نفذ بالفعل قصفا مدفعيا وجويا.

لكن الحكومة قالت أيضا إنها مستعدة لإجراء محادثات مع دمشق إذا ركزت على أمن الحدود، حيث تريد أنقرة إبعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية عن الحدود ونقل اللاجئين إلى "مناطق آمنة".

وقال مصدر مطلع على نهج تركيا في التعامل مع هذه القضية، إن عقد اجتماع بين الأسد وأردوغان قد يكون ممكنا "في المستقبل غير البعيد"، مضيفا "بوتين يمهد ببطء لذلك.. ستكون بداية تغيير كبير في سوريا وستكون لها آثار إيجابية للغاية على تركيا. ستستفيد روسيا أيضا... نظرا لأنها مشغولة في العديد من المناطق".

وتعمل موسكو على ترتيب لقاء بين الأسد وأردوغان في موسكو، وفق ما أعلن اليوم الجمعة الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف.

وقال لافرنتييف في تصريحات لقناة 'العربية' إن روسيا ترى في انعقاد لقاء بين الأسد وأردوغان أمرا ايجابيا ومفيدا، مضيفا أن على تركيا أن تنظر في عقد هذا اللقاء، مضيفا "نحن نعمل في هذا الاتجاه".

وتحدث المسؤول الروسي عن لقاء ثلاثي من الممكن أن يجمع الرئيس الروسي بنظيريه التركي والسوري لكنه أوضح أنه "من الصعب الحديث عن عملية تطبيع واضحة متى وكيف ستبدأ؟" بين أنقرة ودمشق، باستثناء الرسائل المتبادلة بين الطرفين"، لكنه شدد على أن إمكانية اللقاء متاحة دائما وأن بلاده تؤيد ذلك.

ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية اليوم الجمعة عن أورهان ميري أوغلو عضو هيئة القرار والتنفيذ المركزية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا قوله "إن العلاقات بين دمشق وأنقرة قد تدخل منحنى جديدا قبل الانتخابات التركية المرتقبة في يونيو من العام 2023".

وأضاف "ترغب دمشق في بدء المحادثات بينها وبين أنقرة لا سيما الرئيسان أردوغان والأسد في بلد ثالث، ومن المرجح أن يكون روسيا".

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن نائب وزير الخارجية السوري أيمن سوسان قوله إن تركيا لا تلتزم بتعهداتها وفق صيغة اتفاق أستانا، مضيفا أنه يمكن لصيغة أستانا "أن تحقق إنجازات أكبر إذا اتبع النظام التركي جميع التوصيات والتفاهم المتبادل الذي تم التوصل إليه مع الأصدقاء الروس"، مضيفا "المشكلة هي تركيا التي لا تفي بالتزاماتها رغم موافقتها عليها".

وتابع "العالم يشهد المزيد من التصعيد بفعل عقلية الهيمنة والتفرد بالقرار الدولي الذي يقود سياسات الإدارة الأميركية، وسوريا عانت من هذه السياسات لفرض الوصاية والتبعية عليها ومصادرة قرارها الوطني".