مونديال قطر انجاز تاريخي تنغصه انتقادات حقوقية لا تهدأأمير قطر يشيد بنجاح بلاده في تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم في نسخته 2022 مع اختتام أول وأكبر فعالية كروية على أرض عربية شكلت الاستثناء بكل المقاييس.
MEO
أمير قطر يُلبس ميسي البشت العربي لحظة تتويجه بالكرة الذهبية ولحظة تتويج الارجنتين بالكأسالدوحة - اختتمت قطر أمس الأحد فعاليات أكبر تظاهرة كروية في العالم بتتويج الأرجنتين بطل كأس العالم في نسخته 2022 على حساب فرنسا، في نجاح تنظيمي لقي استحسان دول العالم لكن الانجاز نغصته قضايا حقوقية لا يبدو أنها ستنتهي مع تعرض الإمارة الخليجية الغنية بالغاز لانتقادات عنيفة قبل المونديال وأثنائه بينما يتوقع أن تستمر لاحقا مع بقاء ملف تعويض الضحايا من العمال في المنشآت الرياضية معلقا وسط رفض قطري للانخراط في هذه الآلية رغم الضغوط الدولية.
وأعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الأحد أن بلاده وفت بما تعهدت به بتنظيم كأس عالم "استثنائية" في كرة القدم، معربا عن شكره لكل من ساهم في نجاح هذه البطولة.
وبارك في بيان على تويتر لمنتخب الأرجنتين فوزه بكأس العالم 2022 وللمنتخب الفرنسي وصافة البطولة، كما تقدم بالشكر للمنتخبات المشاركة والجماهير التي شجعتها بحماس والاتحاد الدولي لكرة القدم.
وقال الشيخ تميم "ومع الختام نكون أوفينا بوعدنا بتنظيم بطولة استثنائية من بلاد العرب، أتاحت الفرصة لشعوب العالم لتتعرف على ثراء ثقافتنا وأصالة قيمنا".
وأنفقت قطر أكثر من 200 مليار دولار على الملاعب والبنى التحتية الجديدة قبل استضافة أول كأس عالم تنظمها دولة عربية وصفها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جياني إنفانتينو بأنها "الأفضل" بين كل النسخ السابقة.
لكن الإمارة الخليجية واجهت منذ منحها الاستضافة انتقادات قاسية بشأن سجلها في حقوق الإنسان ومعاملة العمال الأجانب.
واعتبرت قطر أن هذه الهجمات ما هي إلا محاولة للتشكيك بحق العالم العربي في تنظيم مثل هذه المناسبات الكبيرة.
وفي ختام المباراة النهائية التي فازت فيها الأرجنتين على فرنسا بركلات الترجيح، ألبس أمير قطر في بادرة لافتة ليونيل ميسي الذي قاد بلاده إلى لقبها الثالث رداء "البشت" العربي التقليدي، قبل أن يرفع الأخير الكأس الذهبية.
وكان يمكن لقطر أن تنهي كل السجالات القائمة وتضع حدا لحملة الانتقادات لو أنها بادرت بمعالجة مسببات الحملة وقطعت الطريق على منتقديها بتعويض ضحايا العمل في المنشآت المونديال.
ولا تنكر الدوحة وقوع انتهاكات حقوقية لكنها تعتبر أن هناك حملة موجهة ضدّها لأسباب أبعد من مجرد حوادث عمل، مؤكدة على ما أنجزته من تحسينات في سوق العمل وهو أمر قالت إنه لم يحظ بالاهتمام الذي يستحقه في حين كانت جهات دولية بعينها تركز على أحداث حقوقية جانبية لا تخلو من التضخيم.
وجاءت قضية الفساد المالي في البرلمان الأوروبي والتي يقول محققون إنها على صلة بقطر لتفاقم حملة الانتقادات رغم نفي الدوحة نفيا قاطعا أي صلة لها بتلك الفضيحة.
لكن إشهار الدوحة ورقة الغاز في بيان نفي صلتها بالفضيحة، زاد من الشكوك حول دور المال القطري في شراء الذمم ومحاولة التأثير على دوائر صناعة القرار في الاتحاد الأوروبي.
ومع انتهاء المونديال وضجيج الانجازات من المتوقع أن تأخذ القضية بعدا آخر في حال ثبوت منح قطر أموالا ضخمة لعدد من المسؤولين في البرلمان الأوروبي بينهم ايفا كايلي نائبة رئيسة البرلمان المحتجزة على ذمة التحقيقات والتي جردت من جميع مهامها.
