المحرر موضوع: قمة "اللامعجزات" تريد إخراج العراق من الفلك الإيراني  (زيارة 642 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31321
    • مشاهدة الملف الشخصي
قمة "اللامعجزات" تريد إخراج العراق من الفلك الإيراني
السوداني يرد على دعوات الحياد بتعليقات دبلوماسية فضفاضة.
العرب

العراق بديل الخليج بالنسبة إلى الأردن ومصر
عمان- استبعدت أوساط عربية أن تحقق قمة بغداد في عمّان أحد أهم أهدافها المتمثلة في إخراج العراق من الفلك الإيراني، لاسيما مع وصول حكومة إطارية برئاسة محمد شياع السوداني موالية لطهران، في حين وصف مراقبون القمة بأنها “قمة اللامعجزات”.

وعقد مؤتمر “بغداد 2” بحضور ممثلين عن 12 دولة، بعد ظهر الثلاثاء في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات على ساحل البحر الميت (50 كيلومترا غرب عمّان)، إثر دورة أولى أقيمت في العاصمة العراقية في أغسطس 2021 بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعراق.

ودعا الرئيس الفرنسي في كلمة خلال المؤتمر العراق إلى اتباع مسار آخر بعيد “عن نموذج يملى من الخارج”، في إشارة إلى إيران التي تتمتع بنفوذ كبير في هذا البلد.
وقال ماكرون “أريد أن أؤكد لكم تمسك فرنسا عبر تاريخها وعملها الدبلوماسي (…) باستقرار المنطقة”، داعيا إلى اتباع “مسار بعيد عن أشكال الهيمنة والإمبريالية، وعن نموذج يُملى من الخارج”.

وأضاف أن “العراق اليوم مسرح لتأثيرات وتوغلات وزعزعة ترتبط بالمنطقة بأسرها”، دون ذكر إيران التي يحضر وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان المؤتمر.

وتابع ماكرون أن المنطقة “ما زالت تعاني من انسداد وانقسامات وتدخلات وقضايا أمنية، ولا شك أن العراق، مع الأخذ في الاعتبار العقود الماضية، هو أحد الضحايا الرئيسيين لزعزعة الاستقرار الإقليمي”.

وأصر على أن “المنطقة لديها كل شيء للنجاح في جدول أعمال إقليمي وعالمي، لكن يجب أن ننجح بشكل جماعي في تجاوز الانقسامات الحالية”.

ويقول مدير معهد الشرق الأدنى والخليج للدراسات العسكرية رياض قهوجي إن للمؤتمر “طموحات كبيرة لكن لا أحد ينتظر معجزات”.

ويرى أن فرنسا هي بمثابة “رأس حربة للغرب في إبقاء شعرة معاوية مع الطرف الإيراني، خصوصاً على وقع الجمود في مفاوضات فيينا” النووية.

ويشارك في المؤتمر الرئيس الفرنسي والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وعدد من وزراء الخارجية العرب منهم وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.

ومن الضروري، وفق قهوجي المقيم في دبي، معاينة موقف إيران باعتبارها “العنوان الكبير” ذلك أن يدها “موجودة في كل مكان، من العراق إلى سوريا مروراً بلبنان واليمن”.

ويضيف “لا يريد الإيراني أن يتنازل عن أيّ مكتسبات، فهو يتفاوض من منطلق ما لي هو لي في هذه الدول”، معتبراً أن السؤال الأبرز يبقى “هل ستظهر إيران ليونة أكثر أو استعداداً أكثر أو تقدم نتائج ملموسة(خلال المؤتمر)؟”.

لكنه في الوقت ذاته، لا يتوقع أن “تتحلحل الأمور” طالما أن “الموقف الإيراني لا يتغير”.

وجاءت تصريحات السوداني ووزير خارجيته فؤاد حسين خلال القمة والتي ردا فيها بدبلوماسية فضفاضة على دعوات الحياد، لتؤكد توقعات المراقبين .
وقال السوداني إن بلاده متمسكة ببناء علاقات وثيقة مع كل الشركاء الإقليميين والدوليين.

وذكر السوداني أن “العراق متمسك ببناء علاقات تعاون وثيقة مع كل الشركاء الإقليميين والدوليين، وهو ينأى بنفسه عن اصطفافات المحاور وأجواء التصعيد، وينشد سياسة التهدئة وخفض التوترات”.
وأضاف أن العراق “يرفض في الوقت ذاته التدخل في شؤونه الداخلية ومس سيادته أو الاعتداء على أراضيه”.

وفي رده على سؤال حول تدخلات خارجية في بلاده قال الوزير العراقي فؤاد حسين “نحن قلنا بغداد النسخة الأولى للحوار، والحكومة العراقية تؤمن بالحوار، وهناك عمل مشترك مع دول الجوار”.

في المقابل أشارت الرئاسة الفرنسية إلى أن السوداني “يشاركنا في تنظيم المؤتمر. لذلك ثمّة رغبة في الاستمرارية من جانبه، وهذا أمر تجدر ملاحظته”.

وتضمن البيان الختامي للقمة تجديد المشاركين “دعمهم للعراق في جهود ترسيخ دولة الدستور والقانون وتعزيز الحوكمة وبناء مؤسسات قادرة على التقدم وإعادة الإعمار وحماية مقدراته”.
وشدد على “دعم العراق في تحقيق التنمية الشاملة والعمل على بناء التكامل الاقتصادي، وأهمية التعاون الثلاثي مع مصر والأردن”.

ويجد الأردن مثله مثل مصر أن العراق قد يكون وسيلة الإنقاذ الوحيدة المتوفرة لهما في مواجهة ظروف اقتصادية عصيبة يمران بها. ولكن على الرغم من علاقات طويلة مع العراق، لا يبدو أيّ من البلدين بقادر على تقديم خدمات أو منتجات تجتذب العراقيين كما كان الحال في مرحلة ما قبل غزو 2003 عندما كانت العقبة المنفذ التجاري للعراق ووفرت بغداد فرص عمل للملايين من المصريين.