المحرر موضوع: شعلة الميلاد : الدلالات والرموز  (زيارة 902 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نمرود قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 394
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شعلة الميلاد : الدلالات والرموز 
كتابة : نمرود قاشا
•       شعلة الميلاد في التأريخ
يحتفل شعبنا عشية عيد ميلاد يسوع المسيح ظهر يوم 24 كانون الأول بإيقاد شعلة الميلاد  ( التهرا ) وتتكون من حشائش وأشواك يتم جمعها ووضعها في ساحة الكنيسة، حيث يحوم حولها المؤمنون والإكليروس بمراسيم خاصة.
مجموعة من الشمامسة بزيهم الكنسي حاملين الشموع حول الشعلة وعلى إيقاع الصنوج والألحان السريانية الرائعة، يعقبهم بعد ذلك الكاهن المحتفل حاملاً "الصليب الحي ، بعد ذلك يقومون بإيقاد الشعلة.
إن هذا التقليد يأتي للتعبير عن البهجة التي حملها الطفل يسوع للبشرية، وقد يكون لزيارة الرعاة للمغارة ليلة الميلاد "إذ جمعوا حطباً وأوقدوه لأن الطقس كان بارداً" ،  أحد الأسباب التي تعود الى أصل هذا التقليد.
 وتكون نار الشعلة هذه ترمز إلى النار التي كان يصطلي عليها الرعاة خلال سهرهم. ومهما يكن من أمر فإن هذه الرتبة موغلة في القدم وقد تكون عادة وثنية مارسها الفرس قديماً احتفالاًً بعيد إلههم (الشمس) وإن الكنيسة تبنت هذا التقليد وذلك "لإبعاد المؤمنين المهتدين عن عاداتهم الوثنية وإستقطابهم الى المسيحية ، إن النار تعني الغلبة والدفء والضياء وهو النور الذي يبدد الظلام.
وهكذا تأتي مقولة المسيح بغلبة النور على الظلمة "أنا نور العالم، من يتبعني فلا يمشي في الظلام، بل يكون له نور الحياة .
وبعد أن تخمد نار الشعلة، إعتاد البعض على تخطي هذه النار ذهاباً وإياباً للتبرك ونوال المراد "وهذا الطقس يمارسه اليزيديون أيضاً فيتخطون النار التي توقد في عيد بلندة". وهناك تقليد توارثه الخديديون أثناء إيقاد شعلة الميلاد هي أنهم يراقبون إتجاه دخان الشعلة، فإذا كان اتجاهها جنوباً حيث دير مار بهنام فهذا يعني إن موسم الأمطار جيد، أما اذا كان اتجاه الريح شمالاً فيكون مصدر إزعاج أو نحس لهم. كذلك يقومون بأخذ الرماد المتبقي من الشعلة حيث ينثر على رؤوس الأطفال وكذلك المحاصيل الزراعية أو في الحقول وذلك للتبرك.
ومهما يكن من أمر هذا التقليد، فهم يكررون في هذا اليوم ما دونه البشير لوقا قبل ألفي عام "أبشركم ... ولد لكم اليوم مخلص.
•       عائلة آل كذيا وشعلة الميلاد في بغديدي ( قره قوش )
آل كذيا ... واحدة من العوائل التي تشكل جزءً من بخديدا "قره قوش" منذ مئات السنين، وانصهرت مع العائلة الكبيرة وإن مجرد الإنتماء لهذه المدينة يشعرك بالزهو، لأنها بلدةٌ "يصعب أن تراها تبرأ من عللها، إنها جرحٌ مفتوح، فلهذا فإنها لن تموت، على الرغم من عللها والبثور الظاهرة في جسدها
آل كذيا، جذر في هذه الأرض، عاشوا تأريخ هذه البلدة بكل تفاصيلها ، قبل عيد الميلاد بأسبوع أو أكثر، تكون هذه العائلة قد دخلت في صراع مع الزمن. وذلك لأن عليها أن تهيء مادة الشعلة وتنقلها الى ساحة الكنيسة، بحيث تكون جاهزة للإيقاد أثناء الاحتفالية الخاصة بها. هذا التقليد المتوارث الذي إنتقل من جيلٍ الى آخر لا يمكن تحديد بدايته بالضبط ولكنه بالتأكيد يزيد على أكثر من مئتي عام. في اليوم الذي يتم فيه الخروج الى الحقول لغرض جمع (مادة التهرا) يتجمع المكلفون بهذه المهمة بعد أن يكونوا قد هيأوا العدة اللازمة لهذا العمل من دواب و(شخرَ ) ومناجل وفؤوس ، سابقا والان يتم استخدام التراكتور وغيرها لجمع مادة التهرا ، وقد ارتدوا أفضل ما لديهم من ثياب والتي تُرتَدى عادةً في المناسبات الدينية والأعراس.
يتحرك الموكب هذا على أصوات الصنوج ترافقه تراتيلٌ دينية وصلوات ، لا يمكن تحديد تأريخ هذا النذر، ولكنه بالتأكيد يعود الى منتصف القرن الثامن عشر، حيث أن العديد من العوائل القره قوشية نذرت أن تقدم خدمة للكنيسة فمثلاً عائلة (آل عطاالله) كانت تجلب نبات "ريخا  د أمون" الذي يتم تقديسه وتوزيعه للمؤمنين في عيد "العنصرة" أما (آل سوني) فكانوا مكلفين بجلب "أغصان الزيتون" التي يتم توزيعها في "عيد السعانين". ال كذيا أخذت هذه المهمة على عاتقها، فكان عليها توفير مادة الشعلة قبل أسبوع من المناسبة،
مواد الشعلة تتكون من (عارون، كسُب، خأتا، أزمي، قُزّح) وهي نباتات برية تكثر في الأراضي التي لا يمكن زراعتها والوديان.