المحرر موضوع: حزب الله يحذر من تدويل الشغور الرئاسي وعينه على تمديد الأزمة  (زيارة 644 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31627
    • مشاهدة الملف الشخصي
حزب الله يحذر من تدويل الشغور الرئاسي وعينه على تمديد الأزمة
رغم القطيعة والخلافات، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي يلتقي برئيس التيار الوطني الحر على أمل الاتفاق على حوار بين الكتل النيابية للتوافق حول مرشح أو أكثر للرئاسة بعد فشل عشر جولات في البرلمان لانتخاب رئيس للبلاد. 
MEO

الخلافات السياسية بين الكتل النيابية حالت دون التوافق على مرشح لرئاسة لبنان
 حزب الله يحذر من تدويل أزمة الشغور الرئاسي
 باسيل يسعى لكسر طوق عزلة داخلية تحاصره بعد توتر علاقاته بحزب الله
 جنبلاط لا يرى حرجا في لقاء باسيل إذا كان الهدف كسر الجمود السياسي
 جنبلاط يقود جهود تبريد التوترات السياسية واختراق أزمة الشغور الرئاسي

 حراك لبناني لاختراق جدار أزمة الشغور الرئاسي
بيروت - رأى قيادي بارز في حزب الله أن الدفع لتدويل أزمة الشغور الرئاسي سيزيد الوضع تعقيدا والوضع تدهورا، متهما "من يدعو لتدويل الاستحقاق الرئاسي بأنه سبب الانسداد السياسي وتدهور الأوضاع المعيشية"

وقال نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله علي دعموش "إن المدخل الطبيعي للاستقرار الداخلي ومعالجة المشاكل والأوضاع المعيشية هو الإسراع في إنجاز الاستحقاق الرئاسي وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات قادرة على اتخاذ القرارات وإيجاد الحلول المطلوبة للأزمات بعيدا من الشروط والاملاءات الأميركية".

وتابع وفق ما نقلت عنه الوكالة الوطنية للإعلام "إن حزب الله دعا منذ البداية  للتوافق الداخلي في الملف الرئاسي، لأن التوافق هو الحل الأسرع لانجاز هذا الاستحقاق والخروج من حال الانسداد السياسي"، مضيفا أن "السبب في الانسداد السياسي والتدهور الجديد في الأوضاع المعيشية ليس من يدعو إلى الحوار والتفاهم بين اللبنانيين، بل من يرفض الحوار ويدعو إلى تدويل الاستحقاق الرئاسي ويراهن على التدخل الخارجي ويصر على طروحات وترشيحات وخطابات تصعيدية واستفزازية تزيد من التوتر والانقسام في البلد".

وردد دعموش التصريحات ذاتها التي يرددها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، محملا الولايات المتحدة المسؤولية عن تردي الوضع اللبناني وكل من يعمل من المسؤولين والسياسيين على استرضاء الأميركي.

وقال "الطريق الوحيد للحل في ظل التوازنات السياسية القائمة هو الحوار والتفاهم الداخلي، أما التدويل والتدخل الخارجي فلن يحل المشكلة، بل سيؤدي إلى تعقيد الأمور وزيادة الانقسامات وتعميق الأزمات".

وأضاف "لبنان يعيش أسوأ أزمة اقتصادية ومعيشية في تاريخه ويواجه أوضاعا صعبة في الغذاء والدواء والصحة والتعليم والكهرباء والنفايات وغيرها"، معتبرا أن "من يتحمل مسؤولية هذه الأوضاع والمآسي ومعاناة اللبنانيين بالدرجة الأولى هو الأميركي ومن يعمل على استرضاء أميركا من المسؤولين والسياسيين الذين عطلوا الحلول وأقفلوا الأبواب أمام المساعدات وأغرقوا لبنان بالأزمات وأوصلوا اللبنانيين إلى مرحلة الفقر والجوع والبطالة واليأس والهجرة".

واتهم الولايات المتحدة بـ"ممارسة الضغط على لبنان كي لا يكون قويا، بل ضعيفا وخاضعا للشروط الأميركية والإسرائيلية"، مضيفا أن "المؤسف هو أن بعض اللبنانيين المرعوبين من العقوبات ومن غضب الأميركي لا يجرؤون على قول الحقيقة للبنانيين بأن سياسات الإدارة الأميركية في لبنان هي السبب الرئيسي في مآسيهم وتدهور أوضاعهم المعيشية وانهيار عملتهم الوطنية وتعميق الأزمات التي يعانون منها".

وفي المقابل تتهم قوى سياسية لبنانية حزب الله بتعطيل إنهاء أزمة الشغور الرئاسي وبأنه هو من يقف وراء تمديد أزمة الشغور.

كما يواجه الحزب الشيعي الذي يمتلك نفوذا سياسيا وعسكريا قويا، اتهامات بمحاولة ارتهان لبنان للأجندة الإيرانية وبأنه يعمل على توسيع المنافذ للتغلغل الإيراني في لبنان والمنطقة.

وتقول مصادر لبنانية وغربية إن لبنان بات عالقا في صراع إقليمي وحرب بالوكالة يخوضها حزب الله على أكثر من جبهة وهي ما تسبب في عزوف دولي وعربي عن مساعدة البلاد للخروج من أزمتها. 

ووتقول الجماعة الشيعية المدعومة من إيران في العلن إنها مع الحوار بين الكتل النيابية حول شخصية توافقية لإنهاء الشغور الرئاسي، معتبرة أن الدفع لتأويل الأزمة يفتح الباب للتدخلات الخارجية ويزيد الوضع تعقيدا.

لكن خصومها السياسيون يتهمونها بأنها هي من يعرقل المسار التفاوضي من خلال اشتراطات ومواصفات معينة للشخصية المرشحة لتولي المنصب وهي مواصفات تخدم أجندة حزب الله.   

وقد يسار في النهاية إلى مرشح التسوية لإنهاء الشغور الرئاسي وذلك باجراء تعديلات تسمح لقائد الجيش بالترشح للرئاسة وهو سيناريو لجأت له القوى السياسية في أزمة سابقة حين اختارت العماد ميشال سليمان لتولي المنصب كشخصية توافقية في العام 2008 بعد نحو عامين من الشغور الرئاسي بسبب الخلافات السياسية بين المعارضة والمولاة في تلك الفترة.

وتتواصل أزمة الشغور الرئاسي في لبنان وسط سجالات واتهامات متبادلة بين القوى السياسية بينما لا يبدو في الأفق نهاية قريبة لهذه الأزمة التي تطيل حالة الجمود السياسي وتعطل إصلاحات اقتصادية تشترطها الجهات المانحة للإفراج عن هبات وقروض بمليارات الدولارات.

ويقود الزعيم الدرزي وليد جنبلاط جهودا لتبريد التوتر واحتواء التصعيد من قبل التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل الوزير السابق وصهر الرئيس السابق ميشال عون، في خطوة اعتبرت مصادر لبنانية أنها لن تخترق حالة الجمود والتوتر الكامن ولن تنتهي إلى حوار يرغب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في عقده بمشاركة كل القوى لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي، بينما هاجم حزب الله من وصفهم بدعاة تدويل أزمة الشغور الرئاسي وحذّر من ارتدادات المضي في ذلك المسار.

وليد جنبلاط يقود جهودا لتبريد التوترات السياسية وكثير منها أحدثها جبران باسيل
وبحسب تقرير أوردته صحيفة 'اللواء' اللبنانية، فإن جنبلاط عقد مؤخرا لقاء مع باسيل مع "تنامي المخاوف من الآثار المدمرة للسلوك الشاذ لفريق التيار الوطني الحر الرافض لعقد أي جلسة جديدة لمجلس الوزراء والغموض الذي يكتنف موقف حزب الله الذي ينصح بعدم إثارة مشكلات جديدة".

وقالت الصحيفة اللبنانية إن اللقاء جاء وسط مساع يبذلها جنبلاط للمساعدة على التجاوب مع دعوة بري لعقد حوار بين الكتل النيابية من أجل التفاهم على مرشح أو أكثر للرئاسة، بينما كان رئيس مجلس النواب قد أعلن في السابق عن تراجعه عن دعوته للحوار بسبب الانقسامات والخلافات العميقة التي حالت دون التوافق على مرشح أو أكثر لخلافة الرئيس السابق ميشال عون.

وبحسب المصدر ذاته رأى التيار الوطني الحر أن اللقاء بين باسيل وجنبلاط "يأتي في إطاره وفي سياق سعي رئيس التيار الوطني الحر لانتخاب رئيس للجمهورية"، لكن مصادر محلية رأت أنه لا يمكن التعويل هذا اللقاء لحلحلة الأزمة، مشيرة إلى تبدل في توجهات الفريقين.

واعتبرت أن اللقاء ربما كان ضروريا فقط من أجل احتواء أو تخفيف التوتر الناشئ بعد موقف باسيل من الحكومة فقد حمل بشدة على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وعلى حزب الله أيضا، فاتهم الأخير بنقض العهود ونعت ميقاتي بأنه تحول إلى خادم لحزب الله وندد بعقد جلسة للحكومة باعتبارها انتهاكا للدستور، مشيرا إلى أن حكومة تصريف الأعمال انتهت صلاحيتها بتوقيع الرئيس السابق (ميشال عون) مرسوم أقالتها في اللحظات الأخيرة قبل مغادرته قصر بعبدا. 

وأشارت المصادر المحلية أيضا إلى أن جنبلاط أراد تخفيف حدة التوتر والتشنج بعد الضغوط التي مارسها باسيل كذلك من أجل منع التمديد لضباط المجلس العسكري ومن بينهم رئيس هيئة الأركان في الجيش اللواء أمين العرم المحسوب على الزعيم الدرزي.

ونقلت صحيفة اللواء عن مصادرها أن باسيل شرح لجنبلاط موقفه وأنهما تحدثا في ملف الشغور الرئاسي وتداعياته على عمل المؤسسات الدستورية.

وحتى اللقاء ذاته فقد جرى بينما لا تزال الخلافات قائمة وشديدة بين زعيمي الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر على خلفية تداعيات ممارسات 'العهد' التي يصفها سياسيون بينهم جنبلاط بـ"السيئة" وكذلك ممارسة وريث العهد (باسيل) الذي زرع فجر أزمات مع مختلف الأطراف السياسية.

واستبعدت المصادر ذاته أن يحقق اللقاء بين الزعيمين أي اختراق محتمل للقطيعة القائمة بينهما والناجمة عن تراكم الخلافات ومن ضمنها تلك المتعلقة بـ"أحداث قبرشمون المؤسفة ومسلسل الإساءات والخصومات التي تسبب بها باسيل مع كافة الأطراف السياسية".

وحادث قبرشمون هو حادث إطلاق نار وقع في 30 يونيو/حزيران 2019، حين تعرض موكب وزير الدولة اللبناني لشؤون اللاجئين صالح الغريب لإطلاق النار أثناء مروره في منطقة قبرشمون-قضاء عالية بجبل لبنان والموالية لفصيل درزي. ونجا الوزير حينها بينما لقى اثنان من مرافقيه مصرعهم.

وأدلى باسيل حينها بتصريحات اعتبرها الجمهور الدرزي بزعامة جنبلاط، تذكيرا بحقبة الحرب الأهلية، فمن المعروف أن الرئيس (السابق) ميشال عون هو أحد جنرالات تلك الحرب. والمسيحيون الموارنة عموما وتحديدا حزب القوات اللبنانية تورط في الحرب الأهلية في سفك دماء الدروز بالجبل والذين ردوا بدورهم بمجازر طالت المسيحيين وأسفرت عن تهجيرهم لسنوات. وانتهت الأزمة بمصالحة عقدها جبنلاط مع البطريرك الماروني نصرالله صفير عام 2000.

كما لا يخلو اللقاء من محاولات يخوضها باسيل لكسر طوق عزلة يواجهها في الداخل بعد التوتر الشديد في علاقاته بحليفه حزب الله وخسارته مكاسب كانت توفرها له ولاية عون الرئاسية رغم أنها كانت عهدة خالية من الانجازات السياسية بالنسبة للدولة اللبنانية.

وتقول صحيفة 'اللواء' انه في مقابل هذا الوضع بدا أن جنبلاط الذي يتبنى منطق الحوار لا يجد حرجا في اللقاء مع باسيل رغم الخلافات المتأصلة بين حزبيهما، وأن الزعيم الدرزي يسعى لتبريد التوترات بين جميع الأطراف على أمل تحقيق انفراجة والتوصل لتفاهمات للخلافات بين القوى السياسية تكون مخرجا للأزمة مقبولا من الجميع.

لكن المصادر اللبنانية ذاته استبعدت أن يذهب جنبلاط بعيدا في حواره مع باسيل إلى حدّ التوصل لتفاهم على مرشح رئاسي واحد يتم الاتفاق عليه، موضحة أن ذلك راجع لعدة اعتبارات منها أن الزعيم الدرزي لن يغامر بإفساد علاقاته مع حلفائه الآخرين وأيضا لأنه لا يمكنه الوثوق بوعود أو التزامات من قبل رئيس التيار الوطني الحر.

وقالت الصحيفة اللبنانية إن المصادر من حزبي التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر تكتمتن على مكان عقد اللقاء، إلا أنها ذكرت أنها علمت من مقربين أنه عقد في منزل صديق مشترك لعون وباسيل، مرجحة أنه منزل داليا ابنة جنبلاط وبدعوة من صهره جو بيار الضاهر وبواسطة وترتيب من النائب فريد البستاني.