أنجيل كندو وداعاً !!
لم يكن من عادتها ورفعة أخلاقها عدم الرد على الاتصالات كائن من كان المتصل لكنها توانت بعض الشيء في الأشهر الثلاث الأخيرة كانت تعبة لكنها كانت مكابرة على وعكتها . في الثلاثين من الشهر الفائت كان الاتصال والرد الأخير قائلة بنبرة يائسة ((خوني يوخنا )) أنا تعبة جعلتني أشعر بأسى ولسان حالي لماذا يا الله !!
يوم شاركت أهلها والاصدقاء بنشر الخبر الفاجعة (( النعوة )) على صفحتي الشخصية على الفيسبوك اتصل بي عدد من أصدقائي مستفسرين من تكون هذه الآشورية المعطاءة الفاضلة فهي غير معروفة بالنسبة للكثيرين . قلائل من يعرفون مآثرها والسبب ببساطة لأنها لم تبحث يوماً للبروز وإن كانت الغائبة الحاضرة في انجازاتها . وما يؤسف حقاً أن تلك الإنجازات قيدت زوراً وبهتاناً على سجلات الآخرين الذين أغدق عليهم أباؤنا الكهنة الأجلاء التبريكات وكلمات الاطراء وحاك على منوالهم كتاب وشعراء وبحاثة ومسؤولي مؤسسات سياسية واجتماعية نتيجة التعتيم وحتى الافتراء أحياناً . وما الإعانات المالية التي حصلت عليها بعض الكنائس والمؤسسات إلا بفضل وجهود هذه الراقدة اليوم على رجاء القيامة . نعم إليها يعود الفضل الأول في تحصيلها . أما الانجازات التي أعنيها فهي برامج المجلس القومي الِاشوري في ولاية اللينوي (( متوى)) ذات المردود المادي الوفير وأهمها برنامج الرعاية الصحية وهذا اعتراف من كل الذين قابلتهم الاحياء منهم والاموات .
دموعها كانت تسبق كلماتها كلما تذكرت كل من المرحومين (( صليبا إيليو وهرمز ريس )) الذين لم يقلا عنها عطاء و فضلاً في رفع شأن المجلس القومي الآشوري . كتأكيد على إمكانياتها استطاعت الحصول لنفسها على برنامج الرعاية الصحية ذات المردود العالي فها هي مؤسستها الخاصة ((أورهاي)) عملها يوازي إلى حد ما عمل ((متوى)) رغم أنه في بدايته . كعادتها عطاءاتها بعيدة عن الضجيج الإعلامي .
رحلت وهي في قمة العطاء . اليوم جميعنا سنبكي شبابها ودماثة خلقها وتفانيها , نبكي ولسان حالي مقولة أحد أبناء هذه الأمة : أننا أمة الأطفال تبكي لعبها الجميلة عندما تكسرها أو عندما تضيعها ارقدي بسلام الرب أيا صاحبة ((أورهاي )) غداً سنودعك بألحان وميامر شعرائها الرهاويين (( السروجي ونرساي )) .
لروحك نترجى الرحمة والسلام الأبدي في (( اورشلم عليثا)) مع البررة والصديقات والصديقين والصبر للأهل والأصدقاء ولكل المحبين على الفراق الاليم وعزاؤكم جميعا مآثرها الطيبة ܪܝܫܟܘܢ ܗܘܐ ܒܣܝܡܐ
سكوكي 27كانون 2 2022
يوخنا أ دبرزانا