المحرر موضوع: بلد سرقته بعض العمائم و السماحات و صار نهبا للصوص و عديمي الشرف و النكرات 26 12 2022  (زيارة 401 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل طعمة ألسعدي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 98
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بلد سرقته بعض العمائم و السماحات و صار نهبا للصوص و عديمي الشرف و النكرات 26 12 2022
كانَ ألعهد الملكي ألزاهر خير عهود العراق لحدِّ الآن، حيث نشأَ على قيَمٍ إداريةٍ عادلةٍ رصينة، و أُسِسٍ تطبِّقُ مقولةَ ألرجلُ المناسبْ في المكان المناسبْ. و كان ألملوكُ و أكثر رؤساء الوزراتِ بسطاء يتعاملون مع المواطنين (على ألأغلب كإخوة و أصدقاء)، و ليس محقود عليهم أو أعداء كما تصرَّفَ الشيوعيون و ألبعثيون مع المواطنين بعد الإنقلابات. و أكبر مثال على بساطتهم ألمغفور له نوري السعيد ألذي صوَّره الشيوعيون على أنه طاغية لأنّه و كل منظومة العهد الملكي كانت تعتبرُ الشيوعيةَ من المبادئ الهدّامة، و تعتقل نشطاءَهم لأنهم كانوا يجاهرون برغبتهم بالقضاء على ألملكية و إقامة دولة شيوعية بدلها. و كانوا يُحرِّضونَ جَهلةِ الناسِ، و سقطَ ألمتاعِ، و هم الأغلبية السائدة آنَئِذٍ، على معاداة ألحكومة و كان شعارهم (أحْمَرْ عَلَمْنَهْ بي منجل وﭼاكوﭾ أحمَرْ عَلَمْنَهْ) و هذا هو علم الإتحاد السوفيتي وقتئذٍ مما يَدُلُّ على عمالتهم، فإنطبق عليهم ألمثل (مِنْ فمِكَ أُدينُكْ). و صدق تصنيف العهد الملكي لهم بأنَّهُمْ منْ أصحابْ ألمبادئ الهدّامة، و أكبر دليل على ذلك عدم إستمرار و سقوط الإتحاد السوفيتي، و تحوُّل ألدول الشيوعية الأوروبية إلى دوَل تطبِّق الأنظمة الرأسمالية ألديمقراطية. و كانت هذه الدول  تعتبر ألأنظمة ألديمقراطية الغربية، أنظمة رجعية متخلفة.
و كان ألمغفور له نوري ألسعيد من أبرز من ساهموا بالمشاركة في تأسيس دولة العراق الحديثة ألتي أسسها ألمغفور له ألملك فيصل ألأوَّل إبن ألشريف حسين. و أُغتيلَ يوم الخامس عشر من تمّوز على أيدي رُعاعٍ في أحد شوارع ألبتاويين في بغداد، و قام هؤلاء المجرمون بتقطيع أجزاء من جثته و سحلوها في شوارع بغداد بكل خِسَّة و همجية منافية لقيم الأخلاق، و ألتربية ألبيتية ألأصيلة لأشراف ألناس، و تعاليم الأديان ألسماوية و ألوضعية. كان هذا ألشهيد من أبسط الناس، و تتناول وسائل الإعلام ألآن، بعدَ أكثر من 66 سنة على إستشهاده، قصصاً كثيرة عن تواضعه و تواصله مع المواطنين دونَ تكَلُّفٍ و تعالٍ أو تّكّبُّرْ فكان لا يتردد عن دعوة موظفين صغار لتناول وجبة طعام معه، كموظفي الإذاعة أو ألتلفزيون فيما بعد، و غيرهم منَ ألمواطنين العاديين الذينَ لا يعرفهم. و لِعلمِ الأجيالِ ألحاضرة، كان ألمرحوم نوري السعيد يتسوق أو يسير في شوارع بغداد و يتحدث مع المواطنين و الباعة دون حماية، شأنه شأن ألكثير من كبار مسؤولي ألدولة، و بضمنهم ألمغفور لهم الملوك، و رأيتُ بعينيَّ ألمغفور له جلالة ألشهيد الملك فيصل الثاني يقود سيارته وحيداً في شارعِ السعدون، و كان ذاهباً لحضور مجلس فاتحة في جامع ألمغفور له ألملك فيصل ألأوّلْ، في ساحة الفردوس (وقتئذٍ) في العهد الملكي الزاهر ألذي أدّى الإنقلاب عليه إلى تسَلُّط ألعِسْكَر على مقاليد الإمور، و قتلَ بعضُهمْ بعضاً، بعد ثلاثة إنقلابات خلال عشر سنوات (من 1958 إلى 1968)، علماً أنه جرتْ محاولتين إنقلابيتين في سنتي 1936 و 1941 فقط. و منذ إنقلاب 1958 إلى يومنا هذا لم يتولى الحكم في العراق إلا من أتى راكباً دبابة، أو راكباً على ظهرِ راكبِ الدبابة مثل المقبور صدام حسين أحقر دكتاتور في كل العصور ألذي أتى به إنقلاب 1968 بإسنادٍ من قريبه أحمد حسن البكر، حيث أتاح له السيطرة على حزب البعث بجناحيه المدني و العسكري، فقتل أكبر قادات ألإنقلاب كحردان عبدالغفار التكريتي، و صالح مهدي عمّاش و غيرهم من العسكريين و المدنيين كفؤاد الركابي مؤسس حزب البعث في العراق و آخرهم أحمد حسن البكر (ألأب ألقائد ألمغفل ألذي أتى بصدام) فكان أحمد حسن ألبكر كأم عمرو ألتي ربَّت جروَ ذئب فلما كبر ألجرو قتل شاتها ألتي كانت ترضعه من حليبها فقال الأصمعي في ذلك مخاطباً ألذئبَ:
(بَقَرتَ شُوَيهَتِي وَفَجَعتَ قلبي**وأنتَ لشاتِنا ابنٌ ربيـبُ
غُـذِّيـتَ بِـدَرِّها ورَبـيـت َ فينا**فمن أنبأكَ أنّ أباك ذيبُ
إذا كان الطـبـاع ُ طـبـاعَ سـوء ٍ**فلا أدبٌ يُفيدُ ولا طبيبُ)
و غدر حكام ما بعد الإحتلال الأميركي ألذين سلَّمَ لهم ألأميركان ألحكم عالمين أنهم مجاميع من اللصوص و قليلي الخبرة، و سيخرِّبون أكثر مما يُعمِّرون، فغدروا بشعبهم و وطنهم و سرقوا ثرواته ألتي قدَّرها البنك الدولي ب ترليون (ألف مليار) و300 مليار دولار، و هذا مبلغ بإمكانه أن يحوِّل ألعراق إلى سويسرة ألشرق الأوسط لو كان بيد علمانيين شرفاء أو بيد إخوتنا ألمسيحيين الأمناء.
و من أجلِ الإعمار و تشغيل الأيدي العاملة و القضاء على البطالة، لم يبنوا دوراً، أو مستشفياتاً، أو مدارس لائقة بأطفالنا، أو بنى تحتية عملاقة كمصافي النفط ألكبرى لتصدير المشتقات النفطية بدلاً من ألنفط ألخام، كما ناديتُ مراراً و تِكْراراً، أو مصانع متعددة متنوعة  تفي بإحتياجات ألعراق و تصدير الفائض من إنتاجها. أو مشاريع بنى تحتية أخرى كمجاري مياه الأمطار، وسدوداً عند كل مجرى سيولً قادمة من حدودنا الشرقية، أو من الجبال والهضاب شمالاً و غرباً و جنوباً،  و مجاري ألمياه ألثقيلة، و الشوارع ألعريضة ذات ما نسميه الجزرة الوسطية المزروعة بنباتات الآس كما كان شارع السعدون قبل عام 1958، و أرصفة شوارع عريضة مناسبة مشجرة بأشجار أليوكالبتس كما كان الأمر في العهد الملكي، أو بأشجار ألنخيل و الزيتون بأنواعهما.
و لم يفلح هؤلاء الحكام و أحزابهم إلا بالسرقة، و تصنيف أموال الشعب على أنها مجهولة المالك، و كأنَّ ألعراقَ خالٍ من السكانْ. ففي كل وزارة هيئات إقتصادية للأحزاب (كما ذكرت في مقالات سابقة) مهمتها تقسيم ألسرقات لرؤساء الأحزاب ألذين يستحقون أقسى ألعقوبات مِنْكَ أيُّها ألشعب النائم على الضَيمِ،  و اللصوص الجبناء يسرقونك نهاراً جهاراً، ولن ينهي سرقاتهم إلا ثورة شعبية تَكْسَحُهُمْ و تكنُسَهُمْ كَنْسَ القاذورات ألنتنة و الأوساخ ألمسببة للأمراض، و تكشّهم كشَّ الذبابِ إن كان لديكم إرادةً يا أولي الألبابِ.
سرقوا كل شيء و لم يرفعوا من ألمستوى المعاشي للشعب، و تركوا أكثر من 30% من مواطنيه دون مستوى خط ألفقر، و ألمصيبة أنهم إسلاميون شيعة و سنة، حجّوا بيت الله عزَّ و جَلْ و قبرَ الرسول (ص)، و منهم من يضع صورة (نعلﭼة) على جبينه دلالةً على تقواه وحجِّه إلى بيت ألله.
   
من ألوم و لكل حزب، في كل وزارة، عصابة لصوص و ظيفتها نهش حصة حزبها من ميزانية الوزارة كما تفعل الكلاب السائبة عندما تنهش جثة هامدة، فأثرى ثراءً فاحشاً قادةُ الأحزابِ و خنازيرُهم، و لا أقول كلابُهُمْ لأنَّ ألكلبَ أوفى مخلوق لصاحبِهِ، و العصابات مِمَّنْ كان لا يملك شروى نقير، وكانت كل مؤهلاته رعي النعجة و المعزى أو إعلاف البعير. و أكثرهؤلاء الجهلة إشتروا شهاداتهم من سوق مريدي و الجامعات الوهمية ألتي تبيع شهادة الدكتوراه ب 500 دولار أو أكثر لبنانية كانت  أو عراقية و حيثما يعلم سماسرةُ ألشهادات ألفاسدون ألمجرمونِ، فحصلوا على الوظيفة و المنصب بالغُشِّ و بفضلِ عصابات تدعي الإسلام. و من يقولُ عنها إنها عصاباتُ مافيا لا فُُضَّ فوهُ و لا يُعاتَبْ أو يُلامْ. أولئك اللصوص أصبحوا نواباً في البرلمان، فكيف سيرعى الذئاب مصالح الشعب يا أيها ألأنام؟
هل رأيتم أكداس الذباب متكدسةً على إناءٍ فيه بقايا عسلٍ أو سُكَّرٍ مذابٍ تلتهم فيه دونَ إنقطاع؟ او قطعانَ الذئابِ التي تنهشُ لحمَ فريسةٍ دماؤها تسيلُ من كل جانب؟ ذلك ما فعلته الأحزاب اللا إسلامية و قياداتها المجرمة بأموال الشعب، و ذهبت ميزانيات هائلة تبني بلداناً أدراج المصارف الأجنبية و منها لبنانية خسروا فيها ودائعهم، و تركوا البلاد بلا مشاريع تهيء فُرَصَ العمل للشباب و الأيدي العاملة المتزايدة في كل يوم. و لا إنماء في المرافق الحضرية و مشاريع الإسكان العملاقة ، أو إنشاء محطات الطاقة الكهربائية الكبرى ألتي أنادي بإنشائها منذ أكثر من عشرينَ عاماً و التي تفي بحاجة البلد في الحاضرِ و المستقبلِ و يجب أنْ تزدادَ طاقاتها سنويا بما يتناسب مع إزدياد الحاجة، لأن توفير الطاقة الكهربائية يزيد عجلة المشاريع الصناعية و الخدمية و حتى الزراعية و السياحية وغيرها و يوفر عملاً للعاطلين عَنْهُ.
أما عن الطاقة الشمسية فحكامنا الجهلة من أبناء مدينة الثورة و الشعلة وقرى المحافظات و أمثالها لا يعرفون عنها أكثر من معرفة حنون في قرية من قرى العمارة عن الكون و مجراته و توسعه بسرعة هائلة لا يتصورها العقل في كل ثانية، و في جميع الإتجاهات منذ الإنفجار الهائل قبل ما يقارب 14 مليار سنة و إلى الأبد (شيءٌ مُذهِلٌ حقّاً)، و العراق من أكثر الدول تنعماَ بطاقة الشمس على مدار العام. القوم نائمون و جاهلون و مغفلون لا يعون أن نفطهم و غازهم نافذان قريبا كما ينفذ قدح الماء الذي يشربونه، فمِمَّ سيسرِقون؟؟؟؟؟
وهم فوق ذلك لا يفعلون شيئا لشحةِ مياه مميتة قادمة ينعدم بسببها الزرعُ و يموتُ جرائِها الضرعُ. غافلون غفلة أبي الهول، و ليس لديهِمْ ما يؤهلهم لإدارة البلاد لا عِلمٌ و لا حولٌ، و لا طول.
الشعب يتكاثر، و المتخلفون أبناء القرى الذين أصبحوا الطيف السائد في بغداد (التي أصبح أهلها الأصائل قلة)، و يتكاثر ألقرويُّونِ تكاثرَ الذبابِ على ألمزبلة، و الحاجة إلى المياه تتضاعف، وكما تأتينا الخيرات و الأموال خيراتِ البصرة، فمستقبلنا مرهون بمياهها الممتدة إلى الخليج العربي. فعلى البلاد إقامة مشاريع هائلة لتحلية المياه، من الآن و ليسَ غداً، و إنشاء محطات ضخ مياه عملاقة، فسيأتي يوم تصعدُ فيه المياهُ بعكسِ إتجاهِها الحالي صعوداً (لا سَيْلاً) من الخليج إلى الشمال بإتجاه الهضاب و التلال في مختلف المحافظات منَ ألبصرة إلى بغدادَ و ما عَلِمَ ربّي. فهل سيعي قادة عصابات الأحزاب ألأمر، أم أنهم في سبات أدمغتهم نائمون، و لا تهمهم مصلحة ألشعب ما داموا على كراسي الحكم جالسين. ألا ليت ألله ينهي حكمهم، لينالوا جزاءهم ألمُدَمِّرْ القاسي ألعاجلْ، جرّاءِ ما كانوا يفعلون. و الأمر لك يا ربّ العالمين. إنّك تُمْهِلْ و لا تُهْمِلْ، و تثيبُ و تعاقب، و لا تنسى و لا تُغفِلْ، فكلِّ عملٍ لإبنِ آدمَ مكتوبٌ في كتاب، عادلٍ لا ينحازُ لإبنٍ أو أخٍ أو أبٍ أو غريب ٍإلى يومِ الحساب. و لكُلٍّ كتابه، فيه آثامه و ثوابه، و الحكم لربِّ العالمين، يومَ لا ينفع مالٌ و لا بنون، فهل ستنفعكم أموالُ ألشعب ألتي سرقتموها و أنتم عظام مكدسة في القبور أيها ألحكام الطغاة أللصوص، لعنكم الله في الدنيا و الآخرة. 
طعمة عزيز السعدي/ لندن 27 12 2022