المحرر موضوع: راس السنة الجديدة ... توديع سنة وإستقبال أخرى  (زيارة 550 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net

راس السنة الجديدة ... توديع سنة وإستقبال أخرى

بقلم / وردا إسحاق قلّو

  الشمس تشرق في بلدان الشرق الأدنى أولاً فتحدد اللحظات الأخيرة لإنتهاء السنة في تلك البلدان فتعلن الساعة ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة خبر إنتهاء السنة فيتم إطفاء النور في كل بيت ومن ثم إعادته في الثواني الأولى من اليوم الجديد للسنة الجديدة . وفي الخارج تطلق الألعاب النارية لتزين السماء بألوان جميلة تبهرالعيون وتزرع البسمة في الصغار والكبار ، وللشباب والأطفال أيضاً ألعاب نارية يطلقونها نحو السماء . بعض الدول تستعد لهذه المناسبة لكي تفوز مدنها في تزيين أجوائها والبنايات العالية والشوارع أيضاً .
  الكثير من العوائل تفضل قضاء الليلة في البيت مع الأهل والأقرباء فتعد أشهى أنواع الأطعمة والمشروبات مع تقديم الألعاب والهدايا ، وعوائل أخرى تقضي الليلة في حفلات التي تعدها النوادي والقاعات على أصوات الموسيقى والأغاني والرقص إلى ساعات متأخرة من الليل  . وهناك من يفضلون البقاء أمام شاشات التلفزيون ليشاهدون أهم الأحداث التي وقعت خلال السنة ، وكذلك من يتابع الشاشة لكي تعلن وقت بداية السنة الجديدة في بلدان أخرى لمشاهدة النشاطات التي تقوم بها مدنها لأستقبال لحظة بداية السنة المقبلة . وعلينا أن لا ننسى هواتف المنزل أو الهواتف المحمولة التي تبدأ ترن لكي تنقل لنا تهاني الأقرباء والأصدقاء .  ومواقف كثيرة كهذه تبرز في تلك الليلة ، وهناك من يعتكف مع ذاته أمام الكأس ليتذكر أهم الأحداث المفرحة والحزينة التي مر بها ، والتخطيط لما سيعمله في السنة الجديدة فيرسم له خطة لحياة أفضل يتجاوز فيها كل الأخطاء والصعوبات التي مرت عليه والتي صارت من الماضي . 
  ماتت السنة القديمة كما يموت الإنسان فيودعه الأهل والأقرباء والأصدقاء ، وموت كل إنسان فيه رسالة سماوية لكل الحاضرين ، وخطواتهم نحو المقبرة لدفن الميت تقربهم من ساعة الموت هم أيضاً . ولنتذكر أيضاً نهاية العمر للدخول في عالم جديد كما ندخل في سنة جديدة.

كيف نستعد لتوديع السنة لندخل في أحضان السنة الجديدة ؟

  أولاً علينا أن نشكر الخالق الذي حفظنا وغمرنا بإحساناته وفضائله وأعطانا الصحة لنعيش إلى تلك اللحظات فنرفع له صلوات الشكر مع أبناء العائلة والحاضرين معنا ، وبعد إطفاء النور وإشعاله نبدأ أولاً بقراءة نص من الكتاب المقدس ، وبعدها فترة من الصمت لنعلن توبتنا أمام الخالق عن كل ما أقترفناه من زلات في الأيام الماضية ، والكتاب يشدد على موضوع التوبة لكي نتحرر من أسر الخطيئة ، قيل ( الله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا ، متغاضياً عن أزمنة الجهل ) " أع 30:17 " . 
   في نهار اليوم الأول الذي هو يوم عيد ختان الرب يسوع علينا أن نستعد لحضور القداس الإلهي الذي يدعونا لتناول خبز السماء لكي نتحد مع المسيح منذ اليوم الأول من السنة الجديدة ، وفي الكنيسة نرفع له الشكرعلى كل عطاياه لنا في الماضي لنعيش الفضيلة منذ اليوم الأول من السنة ، كما علينا ان نقدم أعمال الرحمة لنكلل العام الجديد بأعمال الخير المقرونة بمحبتنا الصادقة لمن نسعفه بصدقاتنا . وهكذا نبدأ مع الله في مسيرة جديدة ، وصفحة جديدة ندوِّن عليها كل أعمالنا التي تتتفق مع وصاياه . كما نقدم العهد لله في اليوم الأول بأن نعيش حياة التوبة والطهارة ، وحياة مثمرة طالبين معونة السماء لكي لا تضعف يوماً عزيمتنا أو تبرد حرارة إيماننا . وعلينا أن لا نتذكر أخطاء الماضي التي أعترفنا بها ، ولا ننظر إلى الوراء كإمرأة لوط لكي نصلح للدخول إلى ملكوت الله ( لو 62:9 ) . نرفع الصلوات اليومية وقراءة بعض النصوص من الكتاب المقدس ومن ثم التأمل بكلام الله لكي نعيش وفق وصاياه . وإن إقترفنا الخطيئة فعلينا اللجوء إلى كرسي الإعتراف لتطهير الذات طول أيام السنة ، وأفضل الأعمال التي يجب أن نعملها لنقدمها هدية إلى الرب هي مغفرتنا لمن أساء إلينا وهكذا نرسخ فضيلة المحبة في حياتنا ونسير مع الأيام نحو الله الذي ينتظرنا لكي يقدم لنا التكريم اللائق في منازل الحياة الأبدية .
                                 
وكل عام وأنتم بخيروفرح