المحرر موضوع: هنا البصرة ، هنا العراق .... وما أدراك ما البصرة!  (زيارة 411 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نمرود قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 407
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هنا البصرة ، هنا العراق .... وما أدراك ما البصرة!
كتابة : نمرود قاشا
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي والوكالات والصحف بمئات الاخبار عن الافتتاح المبهر لخليجي 25 ، فقد اثبت اهلنا في البصرة ان الاصالة لا يمكن ان تتغير مهما قست عليها الظروف،  وان الربيع قادم مهما انحبست الغيوم..
عراقيون رجالاً ونساء  ،تزدحم بهم مواقع التواصل الاجتماعي وهم يغنون مع رضا علي حارس الروح البغدادية "مركب هوانا من البصرة جانا"، وكأنهم يرددون النشيد الوطني فتلمع العيون بدمع واحد، والوجوه بشجن عراقي.. حتى يخيل إليك أنهم يعيدون اكتشاف العراق الكبير الذي يريد له البعض أن يرقد تحت ركام من سياسات غير مسؤولة، وخطب وشعارات سيئة الصيت والسمعة.
أنظر إلى وجوه أبناء البصرة، وأتذكر كلمات نزار قباني :
" يستوقفني قمر البصرة
هل أبصرتم قمرا يصهل مثل المهر
كيف أمشط شعر البصرة بالكلمات ..
افتتح خليجي 25 بأوبريت حمل عنوان: «هنا البصرة» شارك فيه أبرز الممثلين العراقيين الذين تألقوا على خشبات المسرح  ، وقد تحدث الأوبريت عن تطور الحضارات في أرض الرافدين بطريقة متميزة وجميلة جعلت الجمهور الكبير الذي ملأ مدرجات ملعب «جذع النخلة»، يشعرون بالمتعة ويتفاعلون مع ما يقوله الممثلون من كلمات تعيد الجميع إلى التاريخ العراقي العريق، كما تناول الحضارات في الدول الخليجية المشاركة في خليجي 25.
العراقيون والعالم  يصغون جميعاً إلى البصرة، أعجوبة العراق التي جمعت بين الجاحظ الذي علمنا معنى الشغف بالكتاب وإلى السياب الذي لن يكتب الشعراء من بعده مثل "غريب على الخليج".. ولن يعاتب عاشق وطَنَه بمثل ما عاتب وطنه، وليس انتهاء بفؤاد سالم وسيتا هاكوبيان ومحمد خضير ومحمود عبد الوهاب وكاظم الحجاج والمئات من الذين رسموا مسرات وأحزان العراقيين.
انها البصرة ..  التي يحاول البعض الباسها ثوب الطائفية والتشدد وحب الموت بدل الحياة،ستبقى عصيةً عليهم وستزدهر لا بشيوخها الذين يذكرونها بل بشبابها الذي اريده ان يسمع حكاياتنا عنها كي يبني بصرةً اجمل وابهى واكمل.
مهما عبرت عن حبي للبصرة ، فلن أستطيع ايفاء حقها  ، فانا من جيل يجد دوماً في مدينة الفراهيدي ، الوان من الفرح ، ومتع من الحنين.