الاخ الكاتب القدير يوحنا المحترم.
يجب علينا جميعا ان نثمن كتاباتك الهادفة لواقع ومستقبل شعبنا. واعتذر لعدم ردي على مقالك الرائع السابق عن زواج ابناءنا في بلاد المهجر لضيق الوقت.
كل واحد منا ينظر الى الامور من منطلق معرفته. فكما تنظر الى هذا الموضوع من الناحية الفلسفية وينظر اليها استاذنا القدير الدكتور رابي من الناحية الاجتماعية وعلم الانسان انظر اليها انا من الناحية الاقتصادية: كيف:
تشكل اسلوب العيش في بلداتنا وقرانا بأن يقوم الاباء والامهات بمسؤولية اعاشة الابناء منذ الولادة حتى النضوج وتمكنهم من الاعتماد على انفسهم اي تكون علاقتهم مرتبطة بالوالدين في كل حركة او نشاط يقومون به لذلك عندما يكبر الوالدين تتبادل الادوار فتصبح على الاولاد اعاشة الوالدين وبالمثل كما كان الوالدين يحاولون كل جهدهم لتوفير افضل ما يودون الاولاد الحصول عليه كذلك يتمنى الاولاد ان يوفروا لوالديهم افضل ما يودون ذويهم الحصول عليه.
من الجانب الاخر, في دول المهجر هنالك قوانين مدنية (حكومية) مثل قوانين الضمان الاجتماعي وخدمات كبار السن وغيرها موجودة لخدمة الوالدين تشعر الاولاد بأنهم (ليسوا مضطرين لخدمة الوالدين) لكنهم لا يتحسسون بأن الوالدين يعتقدون بأن على ابناءهم دين من حقهم ان يحصلوا عليه او ليس عليهم ان يتنازلوا عن. بل ان اغلبهم يعتقدون انهم (عاشوا المر في بلدانهم) وعلى ابناءهم في المهجر (تعويضهم) عن ذلك - اي على الابناء ان يدفعوا ضريبة قساوة العيش والحصار في العراق مثلا). ولا ننسى, الالتزامات المالية المطلوبة في دول المهجر تختلف كثيرا عن قرانا حيث تفرض على (الكنة او البنت) ان تعمل خارج البيت بدلا ان تصرف كل طاقاتها لخدمة المنزل ومن فيه.
اذا, هذا التضارب في اسلوب الحياة يخلق تناقضات في تنظيم العلاقة الاسرية ليس من السهل على الجميع السيطرة عليها او تقييمها وايجاد التوازن بينها من اجل اشباع رغبة كبار السن في العائلة في دول المهجر وارضاءهم.
ونحن هنا لا نريد القاء اللوم على الابناء فقط بل ايضا على الكبار
شكرا مرة اخرى على طروحاتك المفيدة, وعذرا لعدم تمكني من صياغة فكرتي بطريقة سلسة.
مع كامل الاحترام
نذار