المحرر موضوع: من سرسبيدون إلى منكيش أجمل تحية  (زيارة 1147 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوخنا اوديشو دبرزانا

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 60
    • مشاهدة الملف الشخصي
من سرسبيدون إلى منكيش أجمل  تحية

بداية : انتهزها فرصة وألقي  تحية  على أبناء منكيش الاعزاء بالنيابة عن عائلتي وعن  جميع  ابناء ((سرسبيدون )) أحفاد أولئك الذين احتضنتهم يوما ((منكيش )) و ناسها الطيبين لا لكونهم  مسيحيين فالبون شاسع في تلك الأيام ما  بين النسطورية والكاثوليكية . لقد كان هناك شعور آخر أقوى من الرابط الديني  والإنساني . اعتقد جازماً ما كانوا يفعلون ذلك لأقوام أخر لا يجمعه معهم  دين ولغة وتراث  ومصير لقد منح اهالي منكيش الكرام دوراُ وعقاراً لجميع ابناء سرسبيدون بعد الرحيل الثاني من هكاري . لم تكن غايتهم من ذلك التبشير أو إقناعهم بالانتساب إلى الكنيسة الكاثوليكية . للتأكيد على ذلك عدم  ( تكثلك أو تكلدن) أي من ابناء سرسبيدون . عذراً من التعبير فأنا أعتز بكلدانيتي وسريانيتي واشوريتي
تنويه : ليست غايتي البحث في موضوع التسميات والسجالات السخيفة وإنما الدعوة  لاستنباط أمثل السبل لإنقاذ شعبنا المبعثر المهلهل المشرد المتواجد في محيط غير متجانس  مبتلياً  بالعشائرية والطائفية والمذهبية وبباحثين وشعراء وكتاب دعاة  أو داعمي التخندق غير مستثنى أي من رؤساء كنائسنا آبائنا البطاركة الاجلاء ويحضرني هنا  دعوة مثلث الرحمات مار عمانوئيل دلي في الاجتماعات الأولى لمؤسسة  برو أورينتي  للتخلي عن الأسماء القومية  والعودة إلى التسمية القديمة ((كنيسة المشرق)) .
أسئلة ساذجة :بعيداً عن مهزلة التاريخ بحسب مقولة  أحد  مدرسي علم الاجتماع من أبناء شعبنا وعلى ذمته إن أضحت دراسة التاريخ من المهازل !  أستميح البحاثة في علم الاجتماع عذراً بهذه الاسئلة  التي قد تبدو ساذجة  بعض الشيء لكن دعوني اتجرأ :
أ - ترى هل  دراسة الأنساب مهملة  في مناهج علم الاجتماع  ؟ أليست بعض العوائل والعشائر كنيتها تعود إلى مواطنها الأصلية ؟               لقد أفادنا  مشكوراًالدكتور  عبدالله مرقس رابي  أبن منكيش حين عرفنا في كتابة سابقة بابن  منكيش القس العلامة ((شليمون صارا))         ونسبه العائد إلى عشيرته  ((صارا)) .  لعلمكم لعشيرة ((صار )) قريتين في سوريا  على الخابور (( ܨܪܐ ܥܠܝܬܐ ، ܨܪܐ ܬܚܬܝܬܐ )) من أتباع كنيسة المشرق . إليكم بعضاً من أسماء عائلات  العشيرة ((بيث شمو وبيث نادر وبيث كوركو وبيث صادوق ….)) ومثالاً آخر كاتب هذا المقال وكنية  اسرة ((د برزانا )) تعود إلى موقع في سرسبيدون في هكاري حيث كانت تجف بعض من الينابيع في أواخر الصيف  ومن فعل (( ܒܪܸܙܠܸܗ بريزليه)) التي تعني بالعربية جف جاءت تسمية الموقع وهناك في الشمال العراقي وتحديدا ً في ديانا عائلات من ( برزانا ) التي منها الاركذياقون الدكتور كيوركيس توما راعي كنيسة مار أندريوس في إلينوي   
 ب -  في كل مجتمع ظواهر معينة يتميز بها ترى هل تؤخذ تلك الظواهر بعين الاعتبار ؟ وسأكتفي باثنتين  منها على سبيل المثال في مجتمعنا سموه ما شئتم من الأسماء   : 
1 - ظاهرة ريادة المثقفين ((السريان , الكلدان , البروتستانت ))  في انبعاث الفكر القومي الآشوري فمن السريان الارثذوكسيين الصحافي الشهيد آشور يوسف د خربوط  وابراهيم بالخ وفريد نزهة ونعوم فائق والبطريرك مار أفرام برصوم الأول  و الدكتور يوسف  أحد  مؤسسي اتحاد الاندية الاثورية في أمريكا مع سنحريب بالي وديفيد بيرلي والبروفيسور القس وليم وردا البروتستانتي  والقائمة طويلة أما قائمة الكلدان والبروتستانت ليست أقصر منها و سأكتفي  بالقس  بولس بيداري والجنرالين آغا بطرس ومالك قمبر و هرمز رسام ويوسف مالك وليس آخرهم سعيد قرياقس أحد مؤسسي المنظمة الاثورية الديمقراطية* في سوريا عام 1957 مع باقي رفاقه من مختلف الطوائف والتي تعتبر مدرسة ريادية في الوحدة القومية في زمننا القائم وأغلبهم كانوا  حملة شهادات عليا ومن جامعات مشهود لها طبعاً جامعات غير (( مؤدلجة  )) .
2 -  أليست ظاهرة التوزع الجغرافي والطائفي  للعائلة  أو للعشيرة الواحدة جديرة بالأخذ بها واعتبارها من مواضيع علم الاجتماع  ؟ وهذه الظاهرة متجلية في شعبنا في كل مناطق تواجده  في ديار الاباء والاجداد . أغلبها على دراية بنسبها وشاهدي على ذلك القس العلامة ( شليمون صارا) .  ومن الشمال العراقي قرية بيرسفي الكلدانية  واغلب سكانها من  سرسبيدون  (( بيثوثا دإيشواثا ))  ومن تخوما والقوش (( آل شيخو))  ولدي من الامثلة الكثير من كل المناطق ومن مختلف الطوائف والعشائر وليعذرني قارئي الكريم من السرد, لكني لن أغفل مثلث الرحمات مار روفائيل ومقابلته مع القناة اللبنانية ال بي سي خير شاهد ودليل  وفي الوقت ذاته كان اللقاء دعوة  المتشبثين بقناعات  مسبقة  للتوافقات وما من توافق من دون تنازلات , إنه منطق الزمن الذي نعيشه وللاسف ما زلنا خارج الزمن 
تعقيب :
مشكور الدكتور عبدالله مرقس رابي تعريفنا بالثقافة أنها مجموعة القيم والتقاليد والعادات الاجتماعية والدينية والأفكار واللغة يكتسبها الفرد منذ الولادة . أستميح استاذنا الكريم عذراً  سأكتفي بعنصرين مما ذكره ((الأفكار واللغة )) وسؤالي لمقامه ألا تدخل ظاهرة ريادة المثقفين من مختلف طوائفنا في انبعاث الوعي القومي في إطار وحدة الأفكار؟ ترى الا يفند هذا سعي بعضهم  في إشادة حيطان التفرقة ؟                         
أما عنصر اللغة إن كلمة (( السورث )) هي تعريف للغتنا نسمعها من ابن الخابور وأشيثا  و اورميا ومن ابناء كرمليس والقوش ترى إلا تعتبر من مكتسبات الفرد (الكلداني الآشوري ) منذ الولادة ومؤثرة فيه ومتحولة إلى اللاشعور وتدخل ضمن ذلك  الإطار التعريفي  للثقافة حسب تعريف الدكتور عبدالله رابي  ؟ أما كلمة سورايا كدليل للانتماء القومي المشترك بين طوائفنا ليست إلا من المتحولات إلى  اللاشعور بحسب تعريف أستاذنا القدير الدكتور عبدالله مرقس رابي وكثير من الكتاب من أبناء جلدتي (الكلدان ) يدعون إلى تبني الكلمة         كحل توافقي لإشكالات التسمية  وجاهل من يعتبر كلمة ( سورايا ) دلالة على مسيحيتنا  .
أما سؤالي غير البريء إلى الدكتور عبدالله رابي ولكل دعاة التخندقات  (القوميوية ) لأي من القوميات تنسبون ابناء جلدتكم من الكنائس غير الرسولية ((البروىتستانت )) مثالاً ؟ ترى هل نتبرأ  منهم ؟
ملاحظة :
قد أتفق مع الآخذين  بالنظرية الفرنسية (( الإرادة الحرة )) المبنية على قضية الألزاس واللورين المتعددة القوميات وأختيار  الألمان في المنطقة ((فرنستهم )) لكن على الباحث الاجتماعي العودة إلى تاريخ العلاقات الدولية ودراسة الحالة السياسية والاقتصادية زمن الاختيار وخاصة بعد الحربين العالميتين إنها حالة مشابهة إلى حد ما لمن أختار من أبناء شعبنا  العروبة بديلاً تحت  شعار( أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة)
نداء:
قرائي الكرام كثير منا خان التربة دعونا الانخون الجذور . لقد أضحينا جميعاً شهود زور على زماننا  دعونا ندعم ما يجمعنا لتكن
وقفة منكيش ومواقف القوش في كل الأزمات ومواقف أبن القامشلي مع أبن الخابور أيام عطشهم وأيام سبيهم عبرة  لنا كفانا  تناطحات  نترجى الرب أن يفتح بصائرنا جميعاً . إننا جميعاً في المركب ذاته للغرق آيلون .  لنبارك جميعاً  اللقاء الأخير** لآبائنا الاجلاء راغبين إليهم الاستمرار  إن زمن الاتهامات بالهرطقة والتحريم هو ما اوصلنا لما نحن عليه  اليوم .  لم نعد نريد كرسياً انطاكياً وحيداً فلتكن أريكة أنطاكية تجمعكم على المحبة كما دعاكم الرب له المجد .
فلنتذكر جميعا كهنة وعلمانيين مؤمنين أو ملحدين أن  وحدة المأساة تجمعنا . إننا أبناء أمة الدماء والدموع
كل عام وأنتم بألف خير و نترجى لأوطاننا في شرقنا الرائع اللعين الأمن والسلام لتكون بيوتاً للجميع دعائمها العدل والمساواة وسقفها الحرية

مسكها :
أبناء منكيش أينما كنتم لكم  من ابناء سرسبيدون في الوطن والشتات أجمل التهاني وأطيب المنى  بالميلاد المجيد وكل عام و منكيش وأهلها الرائعين بألف نعمة وخير
*إن اختيار مؤسسي المنظمة  الآثورية الديمقراطية ((مطاكستا )) التسمية الاثورية كون قضية شعبنا عُرِفت ونوقشت في المحافل الدولية تحت هذه التسمية
** اللقاء تم في لبنان في المقر البطريركي في العطشانة في لبنان افتتح بتاريخ 16 ك1 2022

يوخنا أوديشو درزانا

سكوكي 6 - 01-2023
 




غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 941
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ يوخنا أوديشو المحترم

شكرا لاطرائك لبلدة منكيش التي استقبلت بكل رحابة صدر عوائل قرية سرسبيدون في أعقاب الاضطهادات اثناء الحرب العالمية الاولى وبعدها، وكان الوقت خريفاً، وظلّت العوائل ضيوفاً على اهل البلدة الى الربيع. ثم تم منحهم أراضي لغرض البناء والزراعة الى الشرق من منكيش، فبنوا وعمّروا قرية مرجومختي وظلّوا فيها الى سنة ١٩٣٣ ورحلوا عنها بسبب احداث سميل وما رافقها من قرارات مجحفة ضد اخوتنا الآشوريين.

قبل بضعة سنوات كنت في زيارة الى البلدة، وكان لي جولة في مخطوطات كنيسة منكيش، وشاهدتُ كتاب توركامي وسوغياثا (التراجم والاناشيد) وفي الصفحة الاخيرة كان مكتوب بالخط الشرقي ما ترجمته:

كُتب هذا الكتاب في قرية منكيش، قرية الشهيد مار كوركيس الظافر، وبشفاعة العذراء القديسة مريم، ونُسخ بيد كاهنَين اثنين، الشقيّين والضعيفين(للتواضع) والمقيمين في الغربة بسبب صروف الزمان لتكتمل المقولة: وصل الينا آخر الزمان، واسميهما: القس توما ابن القس إشعيا والقس نثنيئيل ابن الشماس عوديشوع من قرية سرسبيدو.
عيد ميلاد مجيد وسنة جديدة مباركة لاهل سرسبيدو ومنكيش التوأمتين. تقبّل تحياتي...

غير متصل د.عبدالله رابي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1273
  • د.عبدالله مرقس رابي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الكاتب الهادئ الوقور يوخنا اوديشو دبرزانا المحترم
تحية وكل عام وانت وأهالي قرية سربيدون بخير وعافية

تبين بعد قراءتي لمقالك الجميل هناك عدة تساؤلات موجهة لي شخصياً في ضوء مقالي الأخير.
اشكرك لاهتمامك بالموضوع، وكما اشكرك على مشاعرك الجميلة تجاه أهالي مانكيش وذلك لما لمستموه من آبائهم واجدادهم في عام 1924 اثناء قدومكم الى مانكيش واستقبالكم من قبل اهلكم فيها والاهتمام باهل قريتكم واستقرارهم ضمن عقار مانكيش بعد تخصيص منطقة لهم. وهذا ما ذكرته في كتابي الأخير الموسوم (مانكيش بلدة الجمال والعطاء/ دراسة اجتماعية انثربولوجية) الذي أصدرته مؤخراً.
قدمتم الى مانكيش في عهد المختار ميخو بكو وهو والد ريس حنا بكو المعروف، ومكثتم شتاء العام المذكور الى الربيع بين اهاليها، وخصصت لكم أراضي الى الشرق من القرية للبناء ولزراعة الأرض وسميت (مرجمخت) بحسب طلبكم والان تسمى رسمياً (ملجمخت) ويسكنها عوائل من عشيرة الدوسكي/ فخذ الهومبي.
 هذه الحالة كانت دائماً الجارية في مانكيش فالوافدون اليها من المسيحيين من مناطق أخرى كان المختار واشتهر من بينهم هرمز خنجرو من عشيرة خنجرو وحنكرا من عشيرة نازي يستقطع جزء من الأرض ويمنحها للعائلة الوافدة لتكسب معيشتها.
مع الأسف ما حدث في عام 1933 وأدى الى ترحيلكم قسراً ولجوئكم الى أراضي الخابور الا بدافع غريزة البقاء، وفعلا كان يوما مؤلماً وحزينا لأهالي مانكيش عندما غادرتم قرية مرجمخت، وتوجهتم الى مانكيش في طريقكم الى الخابور في سوريا، ومكثتم مخيمين جنوب القرية بالقرب من عين جركو المعروفة لمدة عشرة أيام وتحت حماية أهالي مانكيش من كورد المنطقة توقيا من الاعتداء عليكم وأنتم في طريقكم.
كان والدي يحدثني وهو من مواليد 1901 بقصة الّمتهُ كثيرا هو وأخي الأكبر داود وكان عمره خمس سنوات حيث رافق والدي بعد ظهر أحد الأيام ليوصلوا حملٍ من الزبيب وبعض المتيبسات الأخرى من الفواكه الى أحد اصدقائهم في قريتكم الجديدة مرجمخت (يؤسفني لعدم حفظ اسم الصديق) وقال: وصلنا القرية ورأيناها مهجورة، اذ هجروها في الفجر، وتألمنا كثيرا، وعند المساء وصلنا الى مانكيش في عودتنا الى البيت شاهدنا مخيم اهل مرجمخت جنوب قريتنا.
على كل حال أنتم اهلنا وكلنا اهل للبعض سواء كنا كلدان ام اشوريين ام سريان معاصرين كلنا أبناء بلاد النهرين وتسري في عروقنا دماء بعضنا البعض.

واما عن تساؤلاتك:

قبل كل شيء اود التوضيح عن (مهزلة التأريخ)، هنا اقصد من تكراري لها لدراستي المصادر التاريخية واخص بالذكر القديمة منها والمكتوبة دون منهجية علمية وتلك المكتوبة من قبل رجال الدين لمختلف الأديان والمذاهب ومن السياسيين المؤدلجين الذين كتبوا ويكتبون تحت تأثير عواطف انتمائهم الديني والمذهبي والقومي والجغرافي وحتى الجندري (ذكور واناث) والطبقي والسياسي. ولهذا كشفت عدة تناقضات واختلافات حادة في تدوينهم لنفس الظاهرة وعليه اشك في كل ما يكتبونه، وشخصيا لا اعتمد عليهم الا في حالات نادرة ولمعلومات عامة، فاقصد هنا (مهزلة التأريخ) وليس التاريخ أي مهزلة من يدون التاريخ، فالتاريخ ليس مهزلة فهو عبارة عن احداث منوعة وقعت في المجتمعات فعلا ويأتي المؤرخ ليعمل منها مهزلة، هذا الذي اقصده وأحيانا للسرعة اكتب تاريخ أي الالف بدون همزة واسف على ذلك. ارجو قد وصلك ما اقصده.

موقف علم الاجتماع من مسالة الانساب: موضوع دراسة الانساب الذي يخص بالدرجة الأساس مجتمعات الشرق الأوسط وبالذات العرب الذين بحثوا عن الانساب للتفاخر ومعرفة خصال المجد والبطولات والكرم وما شابه، وعليه اسسوا علم الانساب، وقد تبنى في العصور المتأخرة البعض مسالة البحث عن النسب لترسيخ اتجاهات سياسية او طائفية مذهبية.
النسب يقود الافراد الى العصبية في الانتماء واكثرهم اهتماماً بهذا الموضوع هو (ابن خلدون)، مؤسس علم الاجتماع عند العرب، ولكن في نفس الوقت هناك شك في كتابة الانساب لخلط فيها الخيال والاسطورة وبالأخص في الازمنة القديمة، اذ قد تكون بعضها وهمية لا أساس لها.
اما في علم الاجتماع هناك اهتمام لدراستها كمؤشر للعصبية القبلية وتأثيراتها الإيجابية والسلبية، ودراسة القرابة، والتضامن والتماسك الاجتماعيين، ولكن دون اللجوء الى متابعة انساب العوائل وانما كظاهرة اجتماعية لها وظيفتها الإيجابية والسلبية. وقد اشرت في كتابي ملخصاً عن عشائر مانكيش، فوجدت لبعضها علاقات مع عشائر في بلدات وقرى أخرى منها صحيحة وأخرى وهمية، كما وجدت هناك ذات التسميات ولكن بعد الاستفسارات المعمقة تبين لا صلة بينهم. قد تكون جاءت تسميتها صدفة ولتكرار الأسماء في مجتمعاتنا بحكم الدين الواحد والجغرافية والاختلاط المستمر. وكنت ناقلاً لما هو متداول ومعروف وليس ناسباً ومتتبعاً.

تساؤلك عن ظاهرة ريادة المثقفين من السريان والكلدان والبروتستانت في ترسيخ الوعي القومي الاشوري، اخي الفاضل، هذه مسالة شخصية ترجع للفرد نفسه ولا يخص المجموعة البشرية التي ينتمي اليها، فهو قد يرى ذلك ولكن لا يُشترط ان يراها غيره، وقد درست هذه الظاهرة في كتابي المعنون (الكلدان والاشوريين والسريان وصراع التسمية) الصادر قبل أربعة أعوام، وتبين ان اغلبهم قد تكون دوافعهم هي لإثبات الوجود او الذات او لهم دافع سياسي او اداري او منفعي او تأثر في بيئة اجتماعية معينة. فرايهم وممارستهم لا تمثل المجموعة التي ينتمون اليها بقدر ما هي شخصية. عندما أقول مؤدلج لا يعني انه درس في جامعة مؤدلجة، بل هو شخصيا قد تاثر بانتماء أيديولوجي معين.

نعم اعتبرت التوزع الجغرافي للعوائل والعشائر تحت تسمياتها ان كانت حقيقية او وهمية اوجدتها الصدفة مؤشرا للهجرة والتنقل لأسباب متعددة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا في بلاد النهرين، واعتبرتها مؤشراً مهما لإثبات نظريتي (التلاقح الحضاري بين شعوب بلاد النهرين وتمازج الدماء على مر العهود)، وعليه في عروقنا دماء مشتركة من الكلدان والاشوريين والسريان وبل من شعوب أخرى حكمت بلاد النهرين، ولما كانت مسالة نقاوة العرق ضرب من الخيال بحسب الدراسات الانثروبولوجية الطبيعية، عليه تبقى مسالة الشعور للانتماء هو الفاصل لجماعة الأفراد والذي يترسخ عبر التنشئة الاجتماعية الاسرية، ولهذا اسمي نحن أبناء بلاد النهرين ثلاث اثنيات معاصرة، وطالما في عروقنا دماء مشتركة لنرسخ التضامن والتماسك، ووحدة القرار واحترام مشاعر بعضنا الانتمائية، والمهم هو ان نشعر لنا مصير واحد. وبالأخص من هم في بلد الام العراق.
 وارجو ان لا تعتبرني (متخندقا قوميا). شخصيا لست قوميا ولا أُأمن بالقومية بل باحثاً في الشؤون الاثنية القومية وهناك فرق شاسع بين الحالتين.

اما تساؤلك عن عنصر الأفكار ودور المفكرين لتوحيدها لتبقى ثقافة موحدة (سؤال مهم)، هي المشكلة بعينها بين الاثنيات الثلاث، فالمفكرون لهم اتجاهات مختلفة نحو الظاهرة الانتمائية وهي بالأساس تجعل من الثقافات الثلاث ان تتميز عن بعضها، فعندما تتوحد، تلقائيا تتوحد الثقافة، فهي عنصر مهم في دفع والتأثير على افراد كل مجموعة للتفكير عن ان انتمائهم هو للكلدان او للآشوريين او للسريان او غيرهم. فهي تكوّن نسق من الأفكار تخص كل اثنية.

اما بالنسبة الى مصطلح (السورث) شخصيا اتحفظ من استخدامه كمصطلح ليطلق على مجموعة بشرية الا بعد اجراء دراسات اثنثربولوجية اجتماعية ميدانية لتثبت المقصود به بدلالة انثروبولوجية وليس لغوية.

 اما ما هو مصير أبناء جلدتنا في المذاهب البروتستانتية قوميا، لا يحتاج اجتهاد في المسالة، الجواب يعتمد على الشخص نفسه، ماذا يرى نفسه وما هو شعوره الانتمائي اشوري، كلداني، سرياني، ارامي، عربي، كوردي هذه قضيته الشخصية وليست قضيتنا اخي الكريم، اعرف جيدا من الاخوة البروتستانت اشوريين ومن الأنجيلين كلدان وسريان واشوريين وهكذا، المذهب شيء والقومية شيء آخر، وفي الكنيسة الكلدانية نفسها فيها اشوريين وكلدان، وفي كل المذاهب في الكنيسة الشرقية فيها هنود او كورد او عرب.

اسف على الاطالة وارجو إني وُفقت في الاجابة عن تساؤلاتك
دمت اخا مرحبا بك وبأهالي سربيدون الأحباء.
محبتي