المحرر موضوع: هاو دنورانى: عندما يلمس البشر "النور" الذي تخشى الملائكة النظر إليه (قصيدة مار أفرام التي ألهمت الدنيا) ܗܘ ܕܢܘܪܢܐ: ܙܝܥܝܢ ܡܢܗ: ܕܥܒܝܕܐ ܠܡܪܝ ܐܦܪܝܡ  (زيارة 3534 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هاو دنورانى: عندما يلمس البشر "النور" الذي تخشى الملائكة النظر إليه (قصيدة مار أفرام التي ألهمت الدنيا)
ܗܘ ܕܢܘܪܢܐ: ܙܝܥܝܢ ܡܢܗ: ܕܥܒܝܕܐ ܠܡܪܝ ܐܦܪܝܡ



ودي أن أدشن العام الجديد بقصيدة ليست مثل كل القصائد، شرقا وغربا، وبأي لغة كانت. هذه قصيدة التي يزيد عمرها عن 1600 سنة ألهمت الدنيا وعبرت الثقافات ولأديان والجغرافيا، منذ أن سطرتها أنامل عميد أدبنا وطقوسنا وفنوننا السريانية، مار أفرام، الذي صار اليوم ليس معلم الكنائس المشرقية وحسب بل معلم الكنيسة الجامعة وملهم التصوف في العالم.

"النور" (أم "النار" أم "العليقة") التي بحث عنها الذين سبقو ولادة "النور" وأشتاق إلى رؤيته الأنبياء ولم ولن تتمكن الملائكة من رفع ناظرها صوبه بل تعمد الى تغطية وجهها بأجنحتها النورانية، يتحدث معه مار أفرام لأنه صار في متناول يد البشر بعد ولادة "النور" (الطفل المعجزة) وحلوله وتجسده (ناسوته):

https://fb.watch/i4Yf4iq6sS/

صار البشر بعد ولادة "النور" أرفع مرتبة من الملائكة لأن "النور" حل فيهم. وهذا الحلول الذي يشرحه لنا مار أفرام بكلمات نورانية وبشعر بديع موزون بعناية فائقة ومفردات منتقاة من لغة مقدسة، هي لغة الملائكة، هو "النور" الذي يهدي التصوف والمتصوفين في الدنيا أجمع.

ولأن "النور" حل فينا نحن البشر – ومن هنا إيمان المتصوفة بمفهوم الحلول حسب الفلسفة واللاهوت الأفرامي – صرنا نحن والسماء واحد، وصار السماوييون ينزلون لتسبيح "النور" ، وصار "النور" والبشر واحدا "ليكون الجميع واحدا كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك ليكونوا هم (البشر) أيضا واحدا فينا".

هذا هو الناسوت وهذا هو الحلول الذي رفع من شأننا، وفي سبيله قدمت المسيحية المشرقية، وكنيستي، كنيسة المشرق على الخصوص، أنهارا من الدماء فحق لها لقب "كنيسة الشهداء"، وفي سبيله قدم ويقدم المتصوفة من كل الاشربة والألوان والأديان تضحيات جمة.

و"ما بين سكون الليل وظلاله" ظل المتصوف يبحث عن "النور" وأهتدى إليه وذاك "النور" نقف به والهين، متولهين، متهللين، متألهين.

كم متصوف ذاب في هذا "النور"، ولكنه دفع حياته ثمنا لذوبانه فيه.

ويرى المؤمن "النور" على المذبح ويرى كيف ان الملائكة تحوم حوله وتخشى رفع أبصارها، ولكنه يتقدم إليه ويلمسه براحته ويحل فيه  – يا لها من مكانة وحظوة وسمو ورفعة أن يلمس المؤمن "النور" بينما الملائكة تخش رفع أبصارها كي تحظى بلمحة منه. هذا باختصار شديد ما يعلمنا إياه ومعنا البشرية جمعاء ملفاننا وقديسنا وعميد ثقافتنا وأدبنا وطقوسنا وفنوننا، وشماس المشارقة أجمعين، مار أفرام السرياني.

لن أطيل عليكم أحبائي، بيد إنني أقول ليس هناك، من خلال تحليلي، قصيدة ترقى الى مصاف هاو دنورانى زيعين منه ܗܘ ܕܢܘܪܢܐ: ܙܝܥܝܢ ܡܢܗ لعملاق أدبنا السرياني ومشرقيتنا المسيحية مار أفرام ܡܪܝ ܐܦܪܝܡ .

والقصيدة جزء من تراث ثر وغني بغنى الحضارة الإنسانية، ونشترك فيه كلنا كلدانا أم سريانا أم أشوريين أم موارنة، وهو مكتوب بلغتنا السريانية المقدسة ومؤشر أننا شعب واحد وأثنية واحدة، ولا أظن أن ناطق بأي لهجة من لهجاتنا ومتضلع فيها كتابة ونطقا سيصعب عليه فهم هذا الشعر السامي والنبوي والسماوي.

والقصيدة رباعية الوزن، أي كل شطر يتألف من ثلاثة خانات، وكل خانة لها أربعة مقاطع صوتية والمجموع 12 مقطعا صوتيا. وهذا الوزن عصي إلا على عمالقة مثل مار أفرام وهو أيضا عصي على الترجمة. تحت يدي ترجمة عربية يدعي صاحبها أنها تتبع ذات الوزن الرباعي لدى مار أفرام، ولكن مع جل احترامي أنها ببعد الأرض عن السماء وهناك إخفاق شديد في المعنى والوزن والمفردة.

قمت بترجمتها نثرا مستندا الى معرفتي المتواضعة بالشعر السرياني وأمل أنني توفقت.

لننشدها سوية وأنا معكم، ولها الحان كثيرة، ولكن هذا اللحن بالذات شائع، وعلى الخصوص لدى كنيسة المشرق الأشورية بشقيها، وهو على مقام الدشت، وما ابهاه وأبدعه.

أترككم مع ابيات منتقاة من القصيدة بخطوط ثلاثة: الخط السرياني، والكرشوني وثم الترجمة والتي أنشدتها على آلة الكمان:

https://fb.watch/i4Yf4iq6sS/


ܗܘ ܕܢܘܪܢܐ: ܙܝܥܝܢ ܡܢܗ: ܕܢܚܘܪܘܢ ܒܗ. ܒܠܚܡܐ ܘܚܡܪܐ: ܕܠܗܘ ܚܙܝܬ: ܥܠ ܦܬܘܪܐ.
هاو دنورانى: زيعين منه: دنحورون به. بلحما وحمرا: لهو حازيت: على پاثورا.
إن الذي يخشى الملائكة النظر إليه، ها أنني اراه على المذبح في الخبز والخمر.

ܥܛܝܦܝ ܦܪܩܐ: ܐܢ ܚܙܝܢ ܠܗ: ܝܩܕܝܢ ܡܢܗ. ܘܥܦܪܐ ܫܝܛܐ: ܟܠܝܢ ܐܦܘܗܝ: ܟܕ ܐܟܠ ܠܗ.
عطيپي برقى: إين حازينله: يقدين منه. وعپرا شيطا: كلين أپاو: كذا أخيليه.
ولابسو النار لإحترقوا لو ألقوا عيونهم عليه، وأنا التراب الضعيف اتناوله سافر الوجه.

ܐܪܙܘܗܝ ܕܒܪܐ: ܢܘܪܐ ܐܢܘܢ: ܒܝܬ ܥܠܝܐ. ܘܣܗܕ ܥܡܢ: ܐܦ ܐܫܥܝܐ: ܕܚܙܐ ܐܢܘܢ.
رازو دورا: نورا انون: بيث علايى. وساهذ عمّن: أپ اشعيا: دحزا انون.
هذه الأسرار التي منحها الابن لنا هي العليقة لدى العليين، ويشهد على ذلك (النبي) إشعيا الذي رأهم.

ܗܠܝܢ ܐܪܙܐ: ܕܐܝܬܗܘܐ ܒܥܘܒܐ: ܕܐܠܗܘܬܐ. ܥܠ ܦܬܘܪܐ: ܗܐ ܡܬܦܠܓܝܢ: ܠܝܠܕܘܗܝ ܕܐܕܡ.
هالين رازى: ديثوا بعوبا: دالاهوثا. عال پاثورا: ها مثپلغين: يلداو داذم.
هذه الأسرار التي كانت في أحضان الله، ها هي نتقاسمها نحن اولاد آدم.

ܡܬܩܢ ܡܕܒܚܐ: ܐܝܟ ܡܪܟܒܬܐ: ܗܝ ܕܟܪܒܐ. ܘܟܪܝܟܝܢ ܠܗ: ܚܝܠܘܬܐ: ܕܫܡܝܢܐ.
مثقان مذبحا: أخ مركوثا: هاي دخروى. وخريخين له: حيلواثا: دشميانى.
يشبه المذبح مركبة يئمها الكروبيون، وتتحولق حوله قوات السماويين.

ܥܠ ܦܬܘܪܐ: ܗܐ ܣܝܡ ܦܓܪܗ: ܕܒܪ ܐܠܗܐ. ܘܡܙܝܚܝܢ ܠܗ: ܝܠܕܘܗܝ ܕܐܕܡ: ܥܠ ܐܝܕܝܗܘܢ.
عال پاثورا: ها سيم پغره: دوار ألاها. ومزيحين له: يلداو داذم: عال إيذيهون.
وعلى المذبح موضوع جسد ابن الله، وأولاد آدم يحملونه على راحة أيديهم ويسبحونه.


[/quote]


متصل Adris Jajjoka

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 633
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حضرة الدكتور ليون برخو المحترم ،

تقدمة جميلة جدا و اداءك للقصيدة رائع ايضا !

غير متصل سريانية انا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 90
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ الفاضل والاستاذ الدكتور ليون برخوالمحترم
شكراً لابداعك واهتمامك بالتراث السرياني
فقط للتنويه فإن هذه القصيدة هي للشاعر السرياني مار يعقوب السروجي (451-521م) وليس لمارأفرام السرياني

مع تحياتي

غير متصل Abo Nenos

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 444
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الدكتور ليون برخو المحترم
تحية طيبة
في البداية هذا البحر يُدعى بالبحر الأثني عشر ورائده هو مار نرساي قيثارة الروح ولديه كذلك ܐܲܒ̣ܵܐ ܕܩܘܼܫܬܵܐ ، ܒܲܫܒ̣ܝܪܚܘ̣ܬܘ̣ܢ آوا وقوشتا وبَشويخوثهون على نفس البحر . النقطة الثانية لديك بعض الأخطاء في النقل : ܥܛܝܼܦܲܝ̈ ܒܲܪ̈ܩܹܐ ܠܵܐ ܦܲܪ̈ܩܹܐ ، ܓܲܠܝܵܢ ܠܵܐ ܟܲܠܝܵܢ ̣ النقطة الثالثة كلمة عطيبا تعني المتلحف او المتوشح وليس اللابس بمعنى متوشحوا البريق او المتوشحون بالابراق ، كلمة شيطا تعني المحتقر او الذليل وليس الفقير والأصل يأتي من الجذر ܫܵܵܐܸܛ  ܫܲܛ  ܫܲܝܸܛ ܐܲܫܛܵܐ ، ܫܝܛܵܐ  هو اسم المفعول من هذا الجذر . كلمة مثقَنْ يعني يصنع او يجعل من ܬܲܩܸܢ ̣
مع التحية

الشماس
نمئيل بيركو
كندا

غير متصل نزار حنا الديراني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 326
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


متصل Adris Jajjoka

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 633
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
  الأخ الدكتور ليون برخو المحترم ،
                                         
هذه وصية * مار أفرام السرياني * كما نشرتها صفحة  سوريا التاريخ  و الحضارة :
                                 
 سوريا التاريخ  و الحضارة

mJptou04aly 102u,s o203eu13i

مار أفرام السرياني ==========

من الأرض السوريه المباركه يخرج عظماء التاريخ ليقدموا للانسانيه المجد والخلود  مار افرام  عينة فريدة من رجال الله القديسين، يدعوه السريان «قيثارة الروح القدس» و«ملفان الكنيسة الجامعة»، قدم للكنيسة أناشيد روحية حملت مع نقاوة الإيمان المستقيم روح العبادة التقية وعاطفة الحب المتأجج مع عذوبة الأسلوب وحلاوته، وقد جاءت حياته في مجملها مثل سيمفونية رائعة، تحمل ألحانها النسكية الحازمة مع اهتمام بخدمة الفقراء، وحزم في العقيدة والتعاليم الكنسية يرافقه تواضع شديد. إنه القديس أفرام، من أشهر الأدباء السريان، نُعت بـ «تاج الأمة السريانية معلم العلماء وقطب دائرة الشعراء، نبي السريان وعمود الكنيسة». قال عنه القديس يوحنا الذهبي الفم: «أفرام كنّارة الروح القدس.. ومرشد الشبان وهادي الضالين..»، وهو أحد آباء ومعلمي الكنيسة الذي تُجمع على قداسته جميع الطوائف المسيحية الرسولية. ولد مار أفرام في مدينة نصيبين في مطلع القرن الرابع للميلاد شمال شرق سوريا  وقد ذكر في وصيته الأخيرة لتلاميذه: «لما كنت طفلاً رأيت في الرؤيا كرمة نابتة في لساني نمت وارتفعت في الفضاء وأينعت عناقيدها جمة وأوراقاً بلغت حدَّ الكثرة، وامتدت أفنانها وتبسطت حتى كادت تملأ الأرض جميعها وأقبلت طيور السماء فوقها وجعلت تلقط العنب من عناقيدها، وكلما التقطت منها ازدادت وكثرت»، وفسر مار أفرام هذا الحلم فقال: «إن العناقيد هي الأشعار، والخصل هي الأناشيد، مبارك من غرس الكرمة وكثر عناقيدها وخصلها». ثم تتلمذ، في شرخ شبابه، لمار يعقوب أسقف نصيبين الذي رُسم عليها أسقفاً عام 309م، وكان ناسكاً فاضلاً، أخلص العبادة لله منفرداً في مغارة قربها، واختير ليكون أول أسقف عليها، ووصف بالعلم والغيرة على تهذيب رعيته في أصول الدين المبين وارتقاء معارج الفضيلة، واعتمد مار أفرام على يديه وهو ابن ثماني عشرة سنة فأحبه هذا كثيراً واتخذه تلميذاً وكاتباً في آنٍ واحد ورسمه شماساً وألبسه الثوب الرهباني. واصطحبه عام 325م إلى مجمع نيقية، وعلى إثر عودتهما من المجمع أسس مار يعقوب في نصيبين مدرسة سلّم زمام التعليم فيها إلى تلميذه مار أفرام. وبعد انتقال مار يعقوب إلى جوار ربه سنة 338م تسلّم مار أفرام إدارة المدرسة، وفيها نظم القصائد البديعة والأناشيد الشجية التي تُعرف بـ «النصيبينية»، وتعدُّ صوراً رائعة لحياة ذلك العصر في تلك المنطقة، ففيها يصف لنا ما قاسته مدينته في الحصارات والحروب، حيث كانت بحكم موقعها على حدود الدولتين الفارسية والرومانية، تتعرض لحروب طاحنة، فتخضع لسلطان الفرس حيناً والرومان أحياناً، وقد عاصر مار أفرام هذه المآسي في الأعوام 338 و350 و359 و363م، ويظهر بكتاباته ما كان يكنه قلبه الكبير وقلب كل مواطن صالح من إيمان بالله واتكال عليه تعالى، كما أنه يقوّم ويثمّن مواقف رجالات الكنيسة المشرّفة، بتشجيع رعيتهم أوقات الحروب للدفاع عن المدينة ببسالة باذلين في سبيل ذلك النفس والنفيس كما يقرض أساقفة نصيبين وهم مار يعقوب (+338م) وخلفاؤه بابويه (338ـ349م) وولغش (349ـ361م) وإبراهيم (361م). وعندما سلمت نصيبين إلى الفرس سنة 363م هجرها مار أفرام وبرفقته نخبة طيبة من أساتذة مدرستها وتلامذتها جاؤوا إلى الرها التي كانت من أشهر مدن بلاد ما بين النهرين العليا ومركزاً للتجارة بين بلاد العرب وآسيا الوسطى، وتسمى اليوم أورفا وهي تحت الحكم التركي. وكان مار أفرام تارة يتنسك في مغارة في جبلها المقدس، وتارة يتفرغ للتدريس في مدرستها الشهيرة التي كانت قد أسست في فجر المسيحية والتي تخرج منها برديصان الشاعر الكبير (154-202م)، ووافا الفيلسوف وأسونا العالم، فجدّدها مار أفرام وصحبه وازدهرت على أيديهم، ودامت حتى عام 489م. وكان تلامذتها ـ وأغلبهم من بلاد فارس ـ يتلقّون دروساً في شرح الكتاب المقدس بعهديه معتمدين بذلك على تفسير مار أفرام وهو أقدم من فسّر الكتاب المقدس عند السريان، كما كانوا يأخذون عنه العلوم اللاهوتية لإثبات حقائق الدين المبين ومناهضة تعاليم طيطيانس ومرقيون وبرديصان وماني وأريوس. فعُدت كتاباته مثالاً للتعاليم اللاهوتية في الكنيسة السريانية. واهتمّت مدرسة الرها أيضاً بتدريس الفلسفة على مذهب أرسطو و تلقين طلابها العلوم اللغوية والأدبية باللغتين السريانية واليونانية. وقيل أن مار أفرام قد زار الأنبا بشواي وغيره من النساك في مصر. كما زار بعدئذ القديس مار باسيليوس أسقف قيصرية قبدوقية (+379م)، ويستبعد بعض النقاد هاتين الزيارتين. أما وفاته  فعندما حلّت المجاعة في الرها في شتاء عام 372 ـ 373م، ومات عدد غير يسير من أهلها أخذ مار أفرام يطوف دور الأغنياء ويحثّهم على أعمال الرحمة ويجمع منهم الصدقات ويوزّعها على الفقراء. كما أسس دوراً جمع فيها ثلاثمئة سرير وقيل ألفا وثلاثمئة سرير صارت ملجأ للعجزة، وكان يشرف بنفسه على الاعتناء بهم. وعلى إثر الجوع انتشر وباء الطاعون، فانبرى مار أفرام في تطبيب المرضى ومواساتهم حتى أصيب بدوره بداء الطاعون واحتمل صابراً آلامه المبرحة، وفاضت روحه الطاهرة في 9 حزيران عام 373م ودفن في مقبرة الغرباء في ظاهر مدينة الرها بناء على وصيته، وبني على ضريحه دير عرف بالدير السفلي ثم نقلت رفاته الطاهر إلى مقبرة الأساقفة في كنيسة الرها الكبرى، وقيل أنه نقل عام 1145م إلى أوروبا مع ذخائر بعض القديسين وعيّدت له الكنيسة شرقاً وغرباً. وصيته وفي الساعات الأخيرة من حياته المجيدة، وفي لحظات احتضاره الرهيبة، أملى على تلاميذه وصيته الأخيرة شعراً فاهتموا بتدوينها حالاً، وقد ترجمت إلى اليونانية بعد وفاته بمدة وجيزة، واستشهد بها القديس غريغوريوس النوسي (+396م) خمس مرات في تقريظه لمار أفرام السرياني. وقد اعترف مار أفرام بوصيته هذه بإيمانه، وبيّن تمسّكه بالعقيدة المسيحية، وحثّ تلاميذه على التشبه به. وجاء فيها ما تعريبه بتصرف: «أنا أفرام مائت لا محالة وأدوّن وصيتي هذه لتبقى من بعدي ذكراً لكل إنسان، الويل لي فإن أيام حياتي قد أوشكت على الانتهاء، لقد نفد الزيت في السراج وقرب يوم الموت، إنَّ الأجير قضى ساعة عمله ودنا موعد رحيل الغريب وأوبته إلى وطنه. ويلك يا أفرام من يوم الدينونة حيث إنك ستقف أمام منبر الابن ويحتاط بك من عرفك (في العالم السابق)، فتذوب خجلاً، أسألك يا يسوع ألا تدع سواك يدين أفرام لأن من كان ديَّانه الله لابد من أن ينعم عليه بالرحمة. هلمّوا يا تلاميذي وأغمضوا أجفاني فأنا مائت لا محالة. يا تلاميذي: اتخذوا مني مثالاً لكم، إنني لم أشتم ولم أخاصم أحداً البتة، ولكني كنت على نزاع دائم مستمر مع الكفرة، ذلك أنَّ الحكيم لا يبغض أحداً، وإن أبغض فإنما يبغض الجاهل، أما الجاهل فلا يحب أحداً أبداً، وإن أحب فإنه يحب رفيقه الجاهل. إنني لم أرْتَبْ بالعقيدة ولم أشكك بحقائق الإيمان، لم أملك كيساً ولا مزوداً ولا عصا إتماماً لوصية الرب. اقرئوني السلام يا أخوتي وسامحوني لأرحل عنكم [مطمئن البال]، اذكروني بصلواتكم وطلباتكم... استحلفكم يا أبناء الرها قسماً لا حل فيه ألا تحيدوا عن وصاياي ولا تبطلوا شرائعي، لا تدفنوا جسدي تحت المذبح ولا في الهيكل، ولا مع الشهداء. لا يضع أحدكم على جثماني ثوباً فاخراً بل واروا جسدي التراب بثوبي وقبعتي وذلك في مقبرة الغرباء لأني غريب نظيرهم وكل طير يأوي على شكله. لا يجدر البكاء على الصالحين عند رقادهم... إنما يليق بكم أيها الأخوة أن تسكبوا الدموع على أمثالي ممن بدد حياته بالأباطيل. أستودعكِ السلام أيتها الأرض، ولتحل النعمة على سكانك، صلاتي إلى الله أن يتوب الخطاة وينال التائبون برارا. هلم بسلام يا ملاك الموت يا من تفصل النفس عن الجسد، هلم افصلهما عم بعضهما حتى يحين موعد البعث».

غير متصل sardar kurdi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 178
    • مشاهدة الملف الشخصي
فقط للتنويه فإن هذه القصيدة هي للشاعر السرياني مار يعقوب السروجي (451-521م) وليس لمارأفرام السرياني

هاهااههااهاهاه
ولكن وثائق موقق ديسكو غير شكل :) :) :) :)
هذا الجواب هو هدية خاصة لادريس ججوكا الذي يؤيد الدكتور ليون برخو عندما يقول بالرد ادناه



 
حضرة الدكتور ليون برخو المحترم ،

تقدمة جميلة جدا و اداءك للقصيدة رائع ايضا !


ههاهااهاهاهاه
هسة ما عرفنا القصيدة لمن تكون .... يمكن تكون للشاعر  ؟؟؟؟؟؟

تدري يا ادريس انتو طلعتو اشوريين وليس سريانيين هذا الرابط يقول
https://www.facebook.com/Furkonocom


متصل Adris Jajjoka

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 633
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اعزائنا القراء المثقفون المحترمون ،


1 ~ التراث كله سرياني  و يعني " تراث الشعب الارامي السرياني " حيث لا يوجد غيره و يعني الشعب و تاريخه و لغته و ثقافته بما في ذلك كل ما نفكر به من الشعر و الأدب و العادات والتقاليد والأمثال و الزجل والغناء و الطبخ و الازياء و كذلك المعتقدات و ...

2 ~  في الرابط التالي  مختصر تاريخ الامة * الارامية السريانية * المجيدة  و هو تاريخ شعبنا منذ  الألف الثالث ق.م.  و المحفور علئ الواح التنقيبات و المتواصل حتئ الان كما نشرناه في مختلف المواقع الالكترونية  و هو يفضح كل من يحاول ان يخدع شعبنا بالكذب :

                                                                                                 http://baretly.net/index.php?topic=80345.msg128027&fbclid=IwAR2l6ZT5XoEAvwbv8ulzoHFK4UaULcOT3RJIAIWgPsApbcpySYL9xI_Ywzo#msg

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


تقدمة جميلة جدا و اداءك للقصيدة رائع ايضا !


الأخ ادريس ججوكا المجترم

شكرا للكلمات الطيبة، بيد أن هناك من يؤديها أفضل مني بكثير. ربما ما كتبته عنها يختلف، وكذلك أظن أن الترجمة ربما هي أقرب الى النص الأصلي من أي ترجمة أخرى، هذا وفقا لقرأتي.

الأهم، أن نحافظ على هذا التراث، وهو تراث ثمين وثر وغني ويشكل هويتنا القومية والثقافية واللغوية والفنية والطقسية، وبدونها لا وجود لنا والذي يهمشها او يستبدلها او ينتحلها او يزورها أو يلغيها، كما يفعل البعض مع التراث، فإنه يقترف خطيئة كبرى، لا بل خيانة عظمى بحق شعبه وأصله وكنيسته وهويته.

تحياتي

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

في البداية هذا البحر يُدعى بالبحر الأثني عشر ورائده هو مار نرساي قيثارة الروح ولديه كذلك ܐܲܒ̣ܵܐ ܕܩܘܼܫܬܵܐ ، ܒܲܫܒ̣ܝܪܚܘ̣ܬܘ̣ܢ آوا وقوشتا وبَشويخوثهون على نفس البحر . النقطة الثانية لديك بعض الأخطاء في النقل : ܥܛܝܼܦܲܝ̈ ܒܲܪ̈ܩܹܐ ܠܵܐ ܦܲܪ̈ܩܹܐ ، ܓܲܠܝܵܢ ܠܵܐ ܟܲܠܝܵܢ ̣ النقطة الثالثة كلمة عطيبا تعني المتلحف او المتوشح وليس اللابس بمعنى متوشحوا البريق او المتوشحون بالابراق ، كلمة شيطا تعني المحتقر او الذليل وليس الفقير والأصل يأتي من الجذر ܫܵܵܐܸܛ  ܫܲܛ  ܫܲܝܸܛ ܐܲܫܛܵܐ ، ܫܝܛܵܐ  هو اسم المفعول من هذا الجذر . كلمة مثقَنْ يعني يصنع او يجعل من ܬܲܩܸܢ ̣
مع التحية


الشماس نمئيل بيركو المحترم

تحية طيبة

شكرا للتعليق، وبداية أقول نعم أنا قد أخطأ، وهذا وارد والذي يؤشر الى خطأ اقترفته أشكره شكرا جزيلا. فلك الشكر الجزيل، ولكن ليتسع صدرك:

اولا، انا قلت في متن المقال أن الوزن الشعري يتألف من ثلاث خانات كل خانة فيها ثلاثة مقاطع لفظية أو صوتية syllable والمقطع يتألف من حرف متحرك أو صوت علة  vowel  مع توابعه من السواكن consonants، وكتبت المعادلة وقلت إن مجموع المقاطع 12. بمعنى أخر نطلق عليه الأثني عشري، وأضفت أنا وبتواضع ضمن اختصاصي في علم اللغة مفهوم الخانات ، لأن الشعر السرياني خانات (مجموعة مقاطع لفظية) ومجموعة هذه الخانات تشكل البحر الشعري، وهنا مجموعها إثنا عشر، ولهذا الأثني عشري، وإن كانت سبعة أطلقنا عليه المسبع، وإن كانت ثماينة أطلق عليه المثمن وهكذا دواليك.

وأشكرك على الإتيان بمعاني بعض المفردات، ولكن بودي تذكيرك أن المعاني التي أتيت بها معجميا صحيحة ولكنها ناقصة، والترجمة لا يجوز أن تكون معجمية بل سياقية. فمثلا "توشح" باللغة العربية تعني "لبس" والأختيار بين المفردتين يقرره السياق، وليس المعجم.

وتذكر مفردة "الفقير" وتنسى أن "الفقير" بلسان الضاد من الأسماء التي تطلق على التصوف والمتصوفين والدارويش وكذلك على الذي لا قوة ولا فعل له وهذا بالضبط ما يقصده مار أفرام في قصيدته التي كما قلت ألهمت الدنيا وصارت منارة للتصوف.

وأشكرك مرة أخرى، أولا لسعة صدرك، وثانيا، للنقاط التي ذكرتها والتي انتجب حوارا مفيدا.

تحياتي


غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الى سريانية أنا مع جزيل الاحترام

أولا أسف على التأخير في الرد على التعقيب المهم حول مؤلف هذه القصيدة الرائعة والرائدة في أدبنا السرياني وذلك لظروف قاهرة.

منذ نشري لهذه القصيدة، والحديث يدور حول مؤلفها إن كان مار أفرام او مار يعقوب السروجي. وكنت في نقاش مع بعض الأخوة السريان بينهم صديقنا العزيز العلامة في لغتنا السريانية الدكتور بشير الطوري.

يبدو لي أن البيت الأخير من القصيدة هذه والذي يرد فيه ذكر لمار يعقوب موجود فقط في الطقس السرياني وغير متوفر في النسخ الأصلية كما اتتنا في المخطوطات.

وهذا البيت على الأرجح أضيف لاحقا، لأن لم يكن من شيمة ابائنا وملافنتنا السريان في الفترة حتى القرن العاشر ذكر اسمائهم أو اضافتها الى نصوصهم كما يحدث في البيت الأخير من القصيدة في الطقس السرياني حيث يرد ذكر اسم مار يعقوب.

هذا الأسلوب دخل ادبنا كما قلت بعد القرن العاشر، حيث صار المؤلفون يطلبون من المنشدين والقراء الصلاة من أجلهم ويذكرون اسمهم بصورة صريحة.

فمثلا، لو قرأت ميامير مار أفرام ومار نرساي ومار يعقوب لأ اظن سترى أن أي منهم يذكر او يكتب اسمه في مياميره. ومن هنا الشكوك كبيرة في أن القصيدة هذه من تأليف مار يعقوب.

تبقى مسألة إن كان مار أفرام قد استخدم البحر الشعري السرياني 4 + 4 + 4= 12 . هنا لا أظن في إمكان أي باحث الجزم لأن ما كتبه مار أفرام من القصائد والميامير قد لا يحصى فبعضه ضاع وبعضه لا زال حبيس المخطوطات ونحتاج الى مجموعة بحثية كاملة لتقرير ذلك.

وعلى أية حال، أرى أن ما هو أهم من هذا وذاك أن نحافظ على هذه الرائعة او التحفة الشعرية التي تعد في رأي رائدة ليس في ادبنا السرياني بل الأدب العالمي من الضياع وننشدها ونتشبث بها لأنه الشعر والأداب والفنون من ارقى ثمار الحضارة الإنسانية وتشكل ركنا مهما من أركان الهوية لأي أمة حية تحترم نفسها وتراثها وهويتها.

تحياتي



الأخ الفاضل والاستاذ الدكتور ليون برخوالمحترم
شكراً لابداعك واهتمامك بالتراث السرياني
فقط للتنويه فإن هذه القصيدة هي للشاعر السرياني مار يعقوب السروجي (451-521م) وليس لمارأفرام السرياني

مع تحياتي

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
تسلم دكتور  ليون على تقديمك لهذه الانشودة الرائعة سواء كانت  للسروجي او لمار افرام  تبقى محتفظة بقوتها معانيها الايمانية   وجزالتها الشعرية ولغتها الارامية السريانية الثرة   ، منذ صغرنا ونحن نعرف ان القصيدة تعود الى مار افرام 
تقبل محبتي

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الفنان والآديب ليون برخو
أنت مبدع بكل معاني الكلمة ... تحية لابداعك

الأستاذ نزار حنا الديراني المحترم

شكرا لطيب الكلمات، وأنتم المبدعون أيضا ولكم أرفع القبعة لما تقومون به من نشاط للحفاظ على لغتنا وتراثنا وأدابنا وطقوسنا وفنونا، التي هي من أرقى ثمار الحضارة الإنسانية والتي بمجملها تشكل هويتنا القومية وخصوصيتنا الكنسية المشرقية.

نحن لسنا أمام تراث وطقوس ولغة وفنون عادية. إنها أسمى ما انتجته القريحة البشرية، وهي أعمق ما لدى الإنسانية حيث كل نشيد وكل قصيدة وكل لحن عميق بعمق حضارة وادي الرافدين.

تحياتي


غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تسلم دكتور  ليون على تقديمك لهذه الانشودة الرائعة سواء كانت  للسروجي او لمار افرام  تبقى محتفظة بقوتها معانيها الايمانية   وجزالتها الشعرية ولغتها الارامية السريانية الثرة   ، منذ صغرنا ونحن نعرف ان القصيدة تعود الى مار افرام 
تقبل محبتي

الأستاذ بطرس نباتي المحترم

شكرا لتعقيبكم المقتضب. وأتفق معك أن الجدال حول مؤلف القصيدة لا طائل منه. المهم أنها قصيدتنا وبلغتنا وأنها رائدة وتمثل فتحا ليس في الشعر السرياني بل العالمي وعلى الخصوص في الجنس الشعري الخاص بالتصوف.

ونعم منذ صغرنا ننشدها ونسمعها، وهذا الشعر والأدب والطقوس والفنون من أرقى ثمار الحضارة الإنسانية وتشكل في مجملها ركنا مهما من أركان هويتنا القومية وخصوصيتنا الكنسية.

ومن هنا، يأتي نقدي القاسي لحملة التأوين الهوجاء وعرابها لأنها تلغي كل هذا التراث – أي تطمس هويتنا – وتقوم بتعريبه وتزويره وتشويهه وإدخال نصوص هجينة ركيكة لا تصلح للقراءة حتى في صف ابتدائي.

خطورة أمثال هؤلاء على شعبنا أكثر من خطورة الأعداء لأنهم قادة والقائد لا يخون الأمانة وليس هناك قائد يشوه ويزور وينتحل أدب وفنون وطقوس شعبه وكنيسته كما يحصل لدينا اليوم. إنهم يقترفون الخيانة العظمى بحق شعنبا وكنائسنا المشرقية.

تحياتي


غير متصل Abo Nenos

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 444
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الدكتور ليون المحترم
في البداية لم اقل أنك أخطأت لكن الخطأ كان في نقل بعض الكلمات لربما خطأ مطبعي ، في البيت الثاني لديك حرف الباء يجب ان يكون مكان حرف پ فی برقي بدلاً من پرقي ونفس الحالة في كلمة كلين يجب ان تكون گلین .
بالنسبة للوزن الشعري كلامك صحيح لكننا نطلق الوزن على ما تسميه بالمقطع ومقطع الكلمة هو عبارة عن حرف علة مع توابعه ونسميه بلغتنا هغيانة ܗܸܓ̣ܝܵܢܵܐ انظر الى قاموس بن بهلول ص 605 قاموس توما اودو ص 221 وقاموس منا ص 166 وأصل الكلمة مشتق من الفعل ܗܓ̣ܵܐ بمعنى تهجأ ومنها نقول هوگایا بمعنى التهجأ .
بالنسبة للشعر بصورة عامة كان الأسلاف في البداية لا يهتمون بمسألة القافية لكن الأهتمام جاء لاحقاً بتأثير صيغة الشعر العربي ولكنهم أهتموا كثيراً بمسألة الأوزان في قصائدهم ومن خلال الأوزان كان يتم تلحين القصائد .
االقصيدة الشعرية كانت معروفة بالأبيات والبيت يتكون من الشطر والعجر ، قد تكون الأوزان متساوية في الشطر والعجز او قد تكون مختلفة بمعنى الشطر يكون بوزن والعجر بوزن آخر لكن الخاصية تكون مشتركة في كل ابيات القصيدة . هنا في البحر الأثني عشري يظهر لنا شئ جديد اطلقنا عليه اسم الوسط في البيت الشعري فيكون لنا الشطر والوسط والعجز في كل بيت من ابيات القصيدة . والمقطع في القصيدة نطلقه على عدد الأبيات الذي يحتوي المقطع الواحد فمثلاً قد يكون كل بيتين يشكل مقطعاً او ثلاثة ابيات او اربعة . هنا في هذه القصيدة هي رباعية اي كل اربعة ابيات تشكل مقطعاً واحداً واللحن يكون نفسه في كل مقطع لكنه يختلف في ابيات المقطع الواحد . لا ادري اذا كانت الكنيسة الكلدانية قد حافظت على تراتيل التي تسبق قراءة رسالة بولص في القداس وقراءة الأنجيل لكن في كنيسة المشرق ستجد هذه التراتيل موجودة ليومنا هذا وهي تبدأ بآو دَمهيمنين وهي على نفس هذا الوزن وتختلف بحسب القداس وهناك ترتيلة ثابتة للأيام العادية وكلها ستجدها قصائد بقافية لذلك يتضح انها كُتبت لاحقاً ، في السنوات الأخيرة كتب مثلث الرحمات بعض القصائد والتي تستخدمها الكنيسة الآشورية حالياً في القداس ومن ضمنها قصيدة تسبق قراءة الانجيل في الايام العادية باللغة الاشورية المعاصرة بنفس هذا الوزن ولكن المقطه هنا يتكون من بيتين لكل مقطع هذا الرابط تستطيع ان تقرأ وتسمع هذه القصيدة المتكونة من ستة مقاطع والتي تبدأ بأيوخ مهومني مع التحية .
https://www.youtube.com/watch?v=G7Yv-8O6Lzw
الشماس
نمئيل بيركو
كندا

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


الشماس نمئيل بيركو المحترم

شكرا لتعقيبك الذي ينم عن معرفة معمقة بالشعر السرياني وأراه إضافة تغني الموضوع الذي نحن في صدده، وكذلك عذرا للتأخير في الجواب لظروف قاهرة.

وتعليقا على ما أتيت به من أراء ومواقف أقول:

أنا لست معصوما من الخطأ أبدا؛ بل أخطأ وأشكرك وأشكر كل قارىء يؤشر على خطأ قد أقع فيه.

فقط لدي تصحيح مفاده أن المقطع الصوتي syllable الذي يعد أساس الشعر السرياني لا علاقة له بحروف العلة ܗܸܓ̣ܝܵܢܵܐ ، لأن كثيرا من المقاطع الصوتية تتألف من السواكن consonants وحسب، فالمقطع الصوتي الأول في كلمة ܗܸܓ̣ܝܵܢܵܐ المتألفة من ثلاثة مقاطع صوتية ليس فيه حرف علة. وهناك الكثير من المقاطع في قصيدة مار أفرام هذه ليس فيها حرف علة.

ونعم، لم يكن أسلافنا حتى حوالي القرن العاشر يهتمون بالقافية. فالشعر السرياني الأصيل غير مقفى، وهو يعد فتحا في الشعر العالمي وأقرب الى الشعر الحر الذي لم تعرفه أوروبا إلا في القرن الثامن عشر ولم يعرفه العرب إلا في القرن العشرين.

أما عن التراتيل التي تنشد قبل قراءة الإنجيل، فأظن أنك تشير الى تفاسير مار عبديشوع الصوباوي التي، واليوم حسب الفاتيكان، تعد من أسمى التفاسير الإنجيلية طرا، واشد على أيدى كنيسة المشرق الأشورية وكنيسة المشرق القديمة للحفاظ حتى الأن على هذا التراث الذي هو أقرب الى المسرة والبشارة من أي تراث كنسي أحر.

أما بالنسبة الى مؤسسة الكنيسة الكلدانية، فقد ضربها زلزال قبل حوالي ثلاث عشرة سنة أطاح بأسسها وخصوصيتها وتراثها وهويتها ولغتها وطقوسها وريازتها وفنونها وموسيقاها الكنسية التي تأخذ بالألباب.

ما يحدث في مؤسسة الكنيسة الكلدانية ومع الأسف الشديد في سنيها العجاف هذه أمر غير مقبول حيث تمر في فترة عصيبة ويرأسها، ومع كل الأسف، شخصية لا تتورع عن تشويه وتزوير وانتحال التراث وتعريبه بشكل فج ومسيء وكتابة نصوص تذكرني  بمسلسل موسى الحلاق وحجي راضي وهو يقرأ رسالة "نحباني للو" ولأنكى يفرضها كصلوات بعربيتها المكسرة على الكلدان ومؤسستهم الكنسية وليس هناك من يحرك ساكنا.

مؤسسة الكنيسة الكلدانية في فوضى عارمة، وهناك اليوم عدة كنائس كلدانية وقائمة القسس (الكهنة) الذين هربوا منها او الذين تخلوا عن دير الرهبنة الكلدانية بالعشرات، أما الذين يغادرون مؤسسة الكنيسة الكلدانية ويلتحقوق بكنائس أخرى او لم يعد يرتادون الكنيسة فهنا حدث ولا حرج.

كنت اتمنى الا تثير السؤال حول إن كانت مؤسسة الكنيسة الكلدانية تنشد لمار عبديشوع الصوباي. إنها تنشد ما يسطره من هزيل الكلام عراب التأوين، عراب التزوير والانتحال والتعريب.

تحياتي


غير متصل Abo Nenos

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 444
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الدكتور ليون المحترم
أشكرك على الرد مرة أخرى ولي تعقيب بسيط على كلامك أتمنى أن يتسع صدرك له .
التراث شئ جميل فأنا أعرف التراث الكنسي لكن يجب علينا مراعاة عامة الناس في طبيعة التراتيل فليس من الطبيعي ان نبقى أسرى للتراث الذي لايستوعبه الكثيرون وخاصة في الأجيال الحالية ، لهذا لا استطيع أن أتهم الكنيسة لأنها تحاول ان تواكب التطور ولكن تبقى المسألة تعتمد على مدى تفاعل عامة الناس مع التراث . حالياً حتى في الكنيسة الآشورية هناك تغييرات كثيرة والغاية هي في ادراك العمق الايماني في التراتيل . لا ادري ان كان بالامكان في الكنيسة الكلدانية أجراء مثل هذا التغيير ام فالمسألة تعتمد على المواهب والقدرة اللغوية ولكن ما اراه في طبيعة أبناء شعبنا الآشوري أنهم يتفاعلون بشكل اكبر مع التراتيل الجديدة التي يتم ترتيلها باللغة المعاصرة لأنها مفهومة . هناك الكثير من التراتيل التي تم تأليفها على نفس الألحان التراثية الجميلة وتُرتل في القداس وما لاحظته في الجيل الجديد أنها تتفاعل معها وبدأ الكثير يتعلمون اللغة من خلال الكنيسة وهناك خامات شابة تمتلك مواهب لكتابة الشعر وكتابة الأغنية ولا تنسى بأن التراث الكنسي هو جزء مهم من التراث الادبي .
الكنيسة الكلدانية لا تستطيع ان تكون مثلما تريد لأن طبيعتها هكذا فيجب ان تكون هناك من يدعم اللغة ويعلمها للأجيال الجديدة كي تستطيع ان تحافظ على التراث وهذه هي مسؤولية النخبة المثقفة من ابناء الكنيسة التي من واجبها ان تحاول فتح مدارس او تعليم اللغة من خلال الجمعيات المدنية الكلدانية ولكن لا يوجد أهتمام من عامة الناس لذلك تراها تتحول الى العربية وحالياً الى لغات أخرى بحسب ما يقطن ابنائها .
لو تراجع التاريخ الجديد للكنيسة وخلال المئة سنة الماضية ستجد أن أغلب كتابات اباء الكنيسة باللغة العربية من كتب المطران ادي شير الى سلسلة كتب تاريخ الكنيسة المتنوعة والسبب تغيير ثقافة ابنائها والتحول للثقافة العربية . أنت تحدد الخطأ خلال العوام الثلاث عشر الماضية ولكن برأيي أن الحطأ يسبق ذلك بسنين طويلة فمن الصعوبة ان تستطيع الكنيسة ان تحل المعضلة التي تراكمت عبر السنوات الطويلة لو لم تكن هناك جهود كبيرة ودعم كبير من قبل ابنائها هذا اذا كانت هناك رغبة من أتباع الكنيسة وتقبل تحياتي

الشماس
نمئيل بيركو
كدا

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الشماس نمئيل بيركو المحترم

شكرا لتعقيبك الثاني ومرة اخرى عذرا للتأخير في الرد لكثرة المشاغل.

لا يجوز اتخاذ حجة عدم فهم التراث وعدم استيعابه عكازة لإلغائه. لو فعلت الأمم الحية ذلك، كما يفعل عراب التأوين لدى الكلدان ومؤسستهم الكنسية، أي هدم وتدمير التراث واللغة بحجج واهية مثل هذه، لما بقيت هوية في الدنيا، ولخسر العرب مثلا شعرهم وفنونهم وآدابهم وأعلامهم وكذلك الفرس والانكليز والأتراك والفرنسيون وقس على ذلك أي أمة حية أخرى.

لا يجوز الهروب من التراث وهدمه بحجة أننا لم نعد نفهمه. المعلقات والموشحات والمقامات  والأندلسيات والغزليات وغيرها ومن الاجناس الأدبية بالعربية مثلا صعبة ولكن يدرسها الناس ويتغنون بها الى يومنا هذا ويقومون بتدريسها وإنشاهدها.

عندما تعود الأمم الى تراثها وتحيه وتحدثه بلغته فإنها تحي نفسها وهويتها؛ هي بهذا لا تعيش في الكهوف كما يقول عراب التأوين في تسفيهه وتسطيحه وهجومه غير المبرر لهدم التراث الكلداني.

مواكبة التطور للحفاظ على الهوية هو من خلال اللغة الأم ،وأزيدك علما ان لدى الكلدان تراث غني ضخم بلهجتهم المحكية ولكن حتى هذه يزدريها عراب التأوين ويفضل الغريب والدخيل والهجين محلها وبلغة عربية ركيكة تجعل من كاتبها ومع الأسف مثالا للتندر.

ودعني هنا ومن محب لكنيسة المشرق الأشورية أحذر – وبتواضع – من  محاولات التلاعب بالتراث – هي في بدايتها ولكن ستكون لها عواقب وخيمة.

أمامي نسخة من الأنشودة الخالدة "ماران إيشوع" باللهجةالأشورية، أقول جازما إنها لا تستحق أن تتلى في الكنائس لأن الترجمة غير محكمة والوزن لا يتطابق مع الأصل، ومن ثم وفي عصرنا الخوارزمي (الرقمي) هذا هناك  وسائل ناجعة وعملية للحفاظ على التراث وإحيائه، وإن الأنشودة بلغتها الأصلية وبشعرها ونصها الأخاذ ووزنها الدقيق قريبة جدا من لهجاتنا الحالية.

وكم كنت أتمنى الا تذكر المطران الكلداني أدي شير في ما يبدو لي أنه مقارنة مع عراب التأوين. شتان بين هذا وذالك, الأول، كان همه إحياء تراث شعبه وكنيسة، والثاني ما هو إلا pretender على شعبه وكنيسته غايته هدم التراث واللغة والفنون الكلدانية واللجوء الى التزوير والانتحال والتعريب والدليل إن كراريسه وكتبه الطقسية بالعربية ما هي إلا سرقة من اخرين ولا يخشى ولا يتورع من وضع اسمه عليها كمؤلف، رغم أنها كانت تراجم ركيكة كانت غايتها المساعدة على فهم النصوص التراثية ولكنه جعلها كتبا طقسية رسمية.

أما أن نكتب باللغة العربية أم الانجليزية، فاليوم من النادر ان ترى عالما او متبحرا في أي علم لا يكتب في أكثر من لغة. أن أكتب مثلا باللغة الانجليزية او العربية فهذا لا يعني أنه علي أن أهدم أركان تراثي ولغتي وفنوني وآدابي وأستبدلها بالعربية؛ فقط الشعوب التي هي على هامش التاريخ وصارت عبئا على نفسها ولم تعد تكترث لهويتها تفعل ذلك.

تحياتي