المحرر موضوع: لازالت البشرية متفرقة  (زيارة 470 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح پلندر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 125
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لازالت البشرية متفرقة
« في: 19:38 24/01/2023 »

لازالت البشرية متفرقة

 لو سألنا أنفسنا لماذا هذه التفرقة السائدة منذ بدء الخليقة في مجتمعات العالم أجمع وما سبب هذه التفرقة وكره الإنسان لأخيه الإنسان؟ هل هو الخالق له كل المجد أم الأنبياء أم كهنة المعابدأم الإنسان نفسه الذي لم يؤمن بالعيش مع الآخر وهو خائف ومن شدة خوفه آمن طواعية بالظواهر الطبيعية وجعلها له إلاها يعبدهاكالشمس والقمر والنجوم والبرق والرعد و...وأصبح عبدا لها خوفا من المستقبل المجهول بسبب جهلهم وقلة إلمامهم بما يدور حولهم، الجوابلسؤالنا : لا ندري وكل ما نعرفه إلى يومنا هذا هو أن الرب القدير وكما جاء في سفر التكوين( تك ٢٧:١) [ فخلق الله الإنسان علىصورته،على صورة الله خلقه، ذكرا وأنثى خلقهم] ولكي يكتمل وعد الرب معهم ( مع آدم وحواء) فكان كل شيء على الأرض ملكهم ولم يكنلهم منافس ولا عدو ولا وجود للسلاح ولا لأية عملة نقدية إذلم يكن هناك شيئا متداولا للبيع والشراء ومع هذا النعيم الذي أنعم الرب على آدموأولاده إلا أنهم اختلفوا وقام قايين بقتل أخيه هابيل( تك ٨:٤) وكان هذا بكر التفرقة الذي حل بين أخوين من العائلة الواحدة...وبعد أنتكاثرت البشرية زادت معها التفرقة على أساس العرق وبمرور الزمن غيرت الطبيعة عقول عدد كبير من البشر فمنهم من آمن بالله ومنهم منصنعوا لأنفسهم إلاها يعبدونه للخلاص من الخطيئة ،فعبدوا النار  الكواكب وما شابه وصنعوا لأنفسهم أصناما باشكالها المختلفة وهمبدائيون يعيشون في المغاور والكهوف الجبلية والاودية الضيقة والبراري وأحسوا بأن مصيرهم واحد في العيش والبقاء على قيد الحياةكضرورة حتمية فبرزت حاجة الإنسان إلى التكاتف وتقديم العون إلى أخيه الإنسان في أيجاد علاقات اجتماعية مناسبة فتشكلت على اثرهاتجمعات سكانية بدائية سرعان ما تعاونت فيما بينها على إيجاد المكان المناسب للعيش ومع هذا تفرقت على أساس اللون وقد مرت على هذهالحال فترة زمنية طويلة إنتقل الإنسان فيها من حال إلى حال وبتقدم الأزمنة والعصور وما تلتها من فترات زمنية بدأ الإنسان خلالها بالتطوروانتقل من مجتمع قديم إلى آخر أكثر حداثة وبالتالي دخل مرحلة جديدة من الحياة الاجتماعية عرف خلالها كيف يطور نفسه وينظم شؤونحياته اليومية وكيف يتعامل مع الآخرين ومع هذا فرقته المصالح الدنيوية على أساس الجنس...وجاء دور الأنبياء والرسل فآمن قسم منالبشر بوجود الله وعارضه آخرون وبدأ الصراع ضد البعض وإنقسم البشر إلى مؤمن وغير مؤمن الى صديق وعدو ، فبدأ التناحر والاقتتالبين أبناء المجتمع الواحد والنتيجة كانت التفرقة تصل إلى العائلة الواحدة مجددا وذهب الآلاف من خلق الله ضحية الاختلاف في المبدأواستمرت الحروب والصراعات بالرغم من وجود كتاب وقصة لكل نبي تختلف في المحتوى ولكنها موحدة تجاه كلمة الله ولكن الصراع لم ينتهبل إشتد أكثر عنفا وضراوة إلى أن وصل الأمر في قيام جيوش رافعين رايات باسم الله ضد الكفر المزعوم وأصبح صنع واقتناء السلاح منذبدايته كالسيف  والقوس والرمح ضرورة وتم الفتك بعدد كبير من البشر في سبيل الله ونتيجة لهذا الصراع تم تفريق الأوطان على أساسالدين إلى مؤمن وكافر إلى صديق ومعادي وتم تأليف قصص مختلقة عديدة وطبعت كتب مختلفة المحتوى لتكفر الآخر وظهرت حركات بأسماءمختلفة كل منها يدعي بأنه هو على صواب  والآخر على خطأ وتستمر التفرقة دون المحبة والتعاون وصدق التعامل مع الآخر وأخذت كلماتمن الكتب الدينية ذريعة لمحاربة من ليس مؤمنا بما يقره الكتاب الذي يساوي بين الناس إذ كانوا من أب وأم واحدة وليس لهم اختيار فيخلقتهم ويعلق تفاضلهم على التقوى الذي هو من اختيارهم والتفرقة زادت مع الغزوات وبارادة البشر الذي لم يتصالح مع نفسه،ومع كل هذانتهم الرب الخالق بأنه الآمر والناهي وكل ما يصيبنا هو من عنده
(المكتوب ع الجبين تشوفوا العين)،وإن فكرنا بالأمر مليا نستطيع القول : حاشا للخالق أن يكون السبب في تعاستنا أو تفرقنا لربما كثرةالأديان وضعف تفكير  المحدود للإنسان هو التي جزءت البشر الى فئات معادية للبعض وكذلك التوصيات  المذكورة في الكتب التي تمجد اللههي التي  جعلت المؤمنين مجزئين ضمن المجتمع الواحد وكل يرى بأنه على صواب.

التفرقة التي نعيشها اليوم هي السبب في تغيير خريطة الأرض التي نعيش عليها حيث قامت دول عدة متمكنة بصنع أسلحة مختلفة وفتاكةوظهرت في المجتمعات المتمدنة أحزاب سياسية مختلفة كلها تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان والحيوان معا وتحت شعاراتها الوطنيةالزائفة قتلت إلى يومنا هذا وبشكل ممنهج الملايين من البشر ولم نفهم إلى الآن صراع البشرية من أجل ماذا ، هل هو من أجل الدين الذيهو واضح في المعنى والهدف والغاية ويدعو إخراج الناس من الظلمات إلى النور أم من أجل الإقتصاد والسيطرة على العالم أم من أجلالإنسان نفسه في عدم القبول بالآخر وعدم الاعتراف بالعيش المشترك.
لو رجعنا إلى كتب التاريخ كما نقرأها اليوم القديمة منها والحديثة لوجدنا في طياتها ظهور حركات دينية متطرفة في الشرق كما في الغربوسادت معها التفرقة نتيجة الظلم الذي يمارس ضد الآخر فكانت نتيجتها الحروب والدمار والقتل وتهجير مئات الألوف من العوائل باسمالدين والسلطة وخلفت الملايين من اليتامى والأرامل والمعاقين وكل جماعة بنت لنفسها جيشا من المرتزقة وغمروا البشرية بغطاء من الحقدوالكراهية فاستفادت مجموعة من القادة وتسلقت أخرى على الأكتاف وأصبح قسما آخر عبدة أصنام ، واليوم جاؤا بالأحزاب السياسيةلتتصارع من أجل الكراسي وحب السيطرة وكأنهم لا يدرون أنهم من التراب وإلى التراب يعودون ويتركون كل شيء من دون أن يعرفوا  منسيتمتع بما تركه ،فيقتل الإنسان بني جلدته بعد أن يسرقه وينهب ممتلكاته ويتجاوز كل المحرمات من الكذب والحيلة والنفاق ويشهد شهادةالزور دون وازع من ضمير  وأمست التفرقة ومن يغذيها في زمننا هذا نزعة سياسية غير مشروعة ، وتجاوزت أعمال العبد الخائن القذرة أكثرمن أعمال الشيطان نفسه في الكذب والحسد والنفاق ...فكيف بالرب الذي خلق كل شيء على شاكلته وخلق الأرض والسماء ليتمتع بها عبدهالصالح ليمجد اسمه يكون سبب تفرقة البشر، ولكن العبد العاق جل تفكيره في ملذاته الدنيوية لا غير  وعندما يصاب العبد الضعيف بمكروهعندها يدعو إلى الخالق بالنجدة والنجاة وينسى كل ما قام به من الأعمال في التفرقة الغير مرضية للخالق الذي خلقه على شاكلته والنفسالإنسانية التي لا تساوي بين الخير والشر ، عليها التفريق بينهما، وتفضيل الخير على الشر  وعندها يجب أن تنفر غاية النفور من ترفعالأشرار وخفض الأفاضل ، وترى العدل كل العدل ينزل كل شيء منزلته وعندها ستكون التفرقة في طريقها للزوال ...    .
بقلم صباح پلندر