المحرر موضوع: الآشوريون ... بين الأمس واليوم: صوم نينوى بين الاسطورة التوراتية والحقائق التاريخية  (زيارة 1659 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبرم شبيرا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 395
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الآشوريون ... بين الأمس واليوم:
--------------------------------



صوم نينوى بين الاسطورة التوراتية والحقائق التاريخية
==============================

أبرم شبيرا

يربط آشوريو اليوم أصولهم التاريخية بالشعب الآشوري الذي حكم شمال ما بين النهرين في الألف الثاني وحتى منتصف الألف الأول قبل الميلاد بجملة روابط حضارية تاريخية ومعطيات ثقافية تراثية ظلت لصيقة بهم على رغم الفواجع والنكبات التي حلت بهم طيلة تاريخهم المديد. ومن هذه الروابط ممارسات تراثية تستمد جذورها من أعماق التاريخ القديم وتمتد إلى البديات الأولى لمرحلة نشوء ومن ثم تدوين أحداث العهد القديم من التوراة وحتى يومنا هذا. ولعل الأكثر إثارة وبروزاً من هذه الممارسات التراثية هو "صوم نينوى" او كما يطلق عليه "باعوثا دنينوايه" والبعض يرتعب من أسم نينوى فيكتفي بتسمية هذا الصوم بـ "باعوثا" أو "صوم يونان"، كمن يحاول حجب الشمس بالغربال. ومن الثابت بأن هذا الصوم يقع في نهاية شهر كانون الثاني وقبل ثلاثة أسابيع من الصوم الكبير ويستمر لمدة ثلاثة أيام.  ومن الضروري أن نشير بخصوص صوم أهل نينوى بأن شعوب شرقية أخرى، كالأرمن والأقباط والأحباش، كان يلتزمون بهذا الصوم باعتباره صوماً ربانياً ومظهراً دينياً مذكور في العهد القديم من الكتاب المقدس. غير أن أمرهم كان يختلف عن الآشوريين من حيث: أولاً: لم يكن الصوم التزاماً عاماً للجميع كما كان الحال بالنسبة للآشوريين، بل كان يلتزم به رجال أتقياء ومتدينين فقط. وثانياً: لم تستمر هذه الشعوب في الالتزام بهذا الصوم حيث أصبح بمرور الزمن بحكم المنسي ولم يعد صوماً ملزماً لهم في هذه الأيام. بعكس الحال مع الآشوريين الذين لا يزال يلتزمون به حتى يومنا هذا وأدرج في تقويم كنيسة المشرق بإعتباره صوماً ربانياً يقام له قداس خاص في آخر أيام الصوم. وثالثاً: اكتفاء هذه الشعوب بالجانب الديني لهذا الصوم وما يتعلق بالنبي يونان في حين أرتبط هذا الصوم عند الآشوريين بممارسات تراثية وتاريخية واجتماعية اعتبرت ولا تزال تعتبر أهم جوانبه أثناء فترة الصوم والانتهاء منه. وهنا يجب أن لا ننسى إن أحداث هذا الصوم وقعت في قلب أراضي الإمبراطورية الآشورية وتحديداً في عاصمتهم نينوى مما كان له آثراً على جوانب تاريخية وقومية في نفوس الآشوريين للإستمرار بهذا الصوم والإحتفال به والتي شكلت هذه الترابطات والتداخلات عوامل مهمة في إحكام الربط العضوي للجوانب الدينية والقومية لحقيقة وجودهم القومي والديني.

 قبل الإكتشافات الآثارية التي أزاحت الكثير من الغموض والأسرار عن التاريخ القديم لشعوب الهلال الخصيب، كانت التوراة المرجع الأساسي والمهم، إن لم يكن الوحيد،  لأخبار شعوب هذه المنطقة، خصوصاً الآشوريين والمصريين واليهود، وظلت ولا يزال تأثيرها كبيراً ومحسوما في إتجاهات الكثير من الكتاب والمؤرخين الذين عالجوا تواريخ هذه الشعوب. فمن جملة ما ورد في التوراة عن الشعب الآشوري "صوم نينوى" الذي من المحتمل وقعت أحداثه في القرن الثامن قبل الميلاد وفي مدينة نينوى ودونت قصته في سفر يونان التوراتي والمعروف عند العرب بأسم "النبي يونس". ففي مدينة الموصل (نينوى القديمة) كنيسة قديمة مشيد عليها جامع يعرف بهذا الأسم ويعتقد بأنه كان معبداً آشورياً قديماً ثم شيد عليه دير تابع  لكنيسة المشرق، وهذا ما أكدته الأثار المكتشفة تحت الجامع بعد أن دمره داعش. وهناك إحتمال كبير بأن الدير ليس له صلة بيونان التوراتي بل براهب من رهبان كنيسة المشرق وأسمه يونان فكان يعتكف في هذا المعبد الذي حوله إلى دير.
 جاء في سفر يونان من التوراة والذي يعتبر أقصر سفر في التوراة ويتكون من أربعة أسفار فقط، جاء فيه أن الرب طلب من النبي يونان حمل رسالته إلى مملكة آشور، وهي المملكة التي قامت بتدمير مملكة إسرائيل، ليحذرها من الدمار والهلاك. وعندما تسلم يونان الرسالة أبت عليه عواطفه اليهودية أن يحذر مملكة هاجمت إسرائيل ونهبت كنوز معبدها وإستهانت بإلاهها "يهوا" من قضاء الله في تدمير نينوى. وبعد سلسلة أحداث وتجارب مريرة مر بها يونان بما فيها الأسطورة القائلة بأن الحوت أبتلعه وبقى في جوفه لمدة ثلاثة أيام!!! ثم بعد طرحه الحوت على الشاطئ أذعن يونان إلى أمر الرب فأنطلق إلى نينوى ليبلغ أهلها وملكها بقضاء الله وعندما دخلها بدأ ينادي قائلا "بعد أربعين يوما تتدمر المدينة"(3 – 4) فآمن الشعب بالرب وأعلنوا الصيام وأرتدوا المسوح من كبيرهم إلى صغيرهم ثم بلغ إنذار النبي ملك نينوى فقام عن عرشه وخلع عنه حلته وأرتدى المسح وجلس على الرماد ثم دعا جميع رعاياه إلى الإمتناع عن الأكل والشرب، وكذلك البهائم والغنم والبقر لا ترعى ولا تشرب ماء، وطلب من جميع الناس أن يرتدوا المسوح متضرعين إلى الله تائبين عن طريقهم الشرير وعما أرتكبوه من ظلم لعل الرب يرجع فيعفى عن إقتدام سخطه فلا نهلك (3: 7 – 9). فلما رأى الله أعمالهم وتوبتهم عن طرقهم الآثمة عدل عن العقاب الذي كان مزمعاً أن يوقعه بهم وعفا عنهم (3-10) وهذا الأمر سبب غيظ يونان وغضبه الشديدين بسبب كون الله رحيماً رؤوفاً مع الشعب الآشوري وملكه وبطيء الغضب، كثير الإحسان يرجع عن العقاب، لذلك فضل يونان الموت على الحياة (3:4) لأن الرب لم ينتقم من الآشوريين وملكهم وأن الله لم يشأ للآشوريين سوى كل الخير والخلاص، وهذا ما يؤكد حقد اليهود على الآشوريين في تلك الأزمنة. أن الذي يهمنا من هذا السفر هو تأكيد مطلق على أن عبادة الله الأحد ومخافته والتضرع إليه طلباً للغفران والتوبة لم تكن حكراً على اليهود وحدهم في تلك المرحلة، بل شملت الشعوب الأخرى أيضا وتحديداً الشعب الآشوري.
عندما تمت الإكتشافات الآثارية في المدن الآشورية المطمورة في القرون الماضية وإماطة اللثام عن بعض الغموض الذي يكتنف الشعب الآشوري وكشفت جانباً من أسرار وإلتباسات بعض الوقائع التاريخية، فإنها أكدت بعض الأحداث التي دونت في التوراة ونفت أحداثاً أخرى، بل تناقضت مع بعضها الآخر. وبقدر ما يتعلق الأمر بقصة مجيء يونان إلى نينوى وتبليغ رسالة الرب إلى الآشوريين وتحذيرهم من دمار المدينة العظيمة، كما توصف في التوراة، فإن الآثار والرقم الطينية والإسطوانات الكتابية المكتشفة في خرائب نينوى وغيرها من المدن الآشورية والتي تعد أكثر تفصيلا وتدويناً للأحداث التاريخية ووقائعها من أي آثار أخرى مكتشفة في بلاد النهرين، خصوصاً حول علاقة الآشوريين وملوكهم باليهود وأنبيائهم وملوكهم، ففي كل هذه المصادر التي لا تقبل الشك والتأويل، لا تحمل أي إشارة إلى يونان وقدومه إلى نينوى لتبليغ قضاء الرب في تدميرها، وهو حدث كبير وحاسم لا يمكن للآشوريين وملوكهم أن يتجاهلوه ولا يدونه في مدوناتهم الملكية. بل على النقيض من ذلك، نرى في المدونات تفاصيل دقيقة عن الحروب التي شنها الملك الآشوري ضد اليهود وغيرهم من الأقوام وقيامه بإنجازات كبيرة وأعمال ضخمة في البناء والتعمير، خصوصاً في مجال الري وتنظيم السقي والسيطرة على المياة وخزنها وتوزيعها في ظروف بيئية وموسمية مختلفة، وأكبر دليل واقعي في هذه الأيام هو مشروع الخازر و موقع خنز الأثاري. فكانت الأنهر والجداول تفيض في الشتاء وبداية الربيع وتشح ويجف بعضها في منتصف الصيف وبداية الخريف، مما يوحي بأن الفيضانات كانت عاملا حاسما في تهديد إستقرار الأوضاع الإقتصادية والسياسية والإجتماعية في بلاد آشور وما الدليل الحالي إلا الأمطار الرعدية التي سببت وتسبب الفيضانات في هذا الشهر من عام 2023 في مختلف مناطق بلاد النهرين. وتؤيد التواريخ الإغريقية بأن سقوط نينوى عام 612 ق.م. بيد الغزاة لم يكن ممكناً لولا فيضان هائج دمر أسوارها العظيمة، فهناك إشارة في التوراة  بالقول "بأن طوفان طام يخفي معالم نينوى" (ناحوم: 1 – 8)، ولكن بقاء معالم نينوى لحد هذا اليوم يبين عدم صدق ناحوم في تنبأته.
تخبرنا المنحوتات الجدارية والإسطوانات الكتابية المكتشفة في قصر الملك سنحاريب في نينوى، الذي كان مهندساٌ رائعاً في تنظيم الري، بأنه قام بأعمال بناء ضخمة لضمان قصره والمدينة من الفيضانات التي كان يسببها نهر الخوصر أو "خو أصر" ويعني باللغة الآشورية القديمة والحديثة "عشرة أضعاف". مما يدل على أن هذا الرافد الذي كان يجتاز جوانب أسوار نينوى ويصب في نهر دجلة كان يفيض في مواسم الفيضانات أكثر من حجمه الطبيعي بعشرة أضعاف ويسبب تهديدا لأسوار نينوى وأضراراً جسيمة للبلاد ويتلف المحاصيل الزراعية، كما يسبب المجاعات وإنتشار الأوبئة وبالتالي يهدد الأمن السياسي والإستقرار الإجتماعي نتيجة هذه الأضرار والقواجع. شخصياً، في عام 1981 كنت في مدينة الموصل في موسم الربيع، أعتقد كان في نهاية شهر آذار، وشاهدتُ، كشاهد عيان، الفضيان الهائج في هذا النهر الذي كان يمر بجانب أسوار نينوى الآثارية جارفاً في تياره القوي أطيان وأشجار مقلوعة وقطع خشبية ضخمة وأنقاض هائلة لدرجة كانت المياه الجارفة تمر من فوق الجسر المشيد على النهر قاطعا طريق عبور المشاة والسيارات. فعلى هذا الأساس قد تكون قصة يونان ومجيئه إلى نينوى لتبليغ شعبها قضاء الرب في دميرها، إذا آمنا بها، مقتبسة من فيضان وإعصار عصف بنينوى والجهود العظيمة التي بذلها الملك في السيطرة عليه ومعالجة نتائجه المدمرة، وبعد ذلك تم تدوينها في سفر يونان بما يتوافق مع المنهج التوراتي في تدوين الأحداث مع التقليد اليهودي في تفسير الظواهر التاريخية. لقد كان صادقاً الأديب الكبير الشماس منصور روئيل – رحمه الله – عندما كان يطلق على يونان بـ "يونان الكذاب".
بغض النظر عن طبيعة الحدث الذي فرض قوته على الشعب الآشوري إلزام نفسه بالصوم خشوعاً للرب، فأنه يؤكد بما لا يقبل الشك حقيقية تاريخية شكلت في سياقها الزمني وإمتدادتها التاريخية ممارسة طقسية تراثية وقومية دينية أرتبطت بالآشوريين فترة  طويلة جدا سواء أكانت قبل المسيحية أو بعدها.. وبسبب إرتباط تاريخ الآشوريين وكنيستهم بالمآسي والفواجع والتشرد من أوطانهم وخضوعهم لشتى أنواع الإضطهادات، أرتبط هذا الطقس بهم طيلة تاريخهم الطويل وتتابعوا على ممارسته حتى إنتظامه سنوياً في العصور الحديثة وإدراجه في التقويم الكنسي لكنيسة المشرق بأعتباره صوماً ربانياً وحيداً في العهد القديم إلى جانب الصوم الكبير بإعتباره صوماً ربانياً وحيداً في العهد الجديد. فكان الآشوريون عبر تاريخهم الطويل ينتظرون هذا الصوم ليتذرعوا إلى الرب للخلاص من مأساتهم المستديمة والكوارث التي كانت تحل بهم، ونتذكر كيف كان الآشوريون يصمون عدة أيام أثناء الحرب العراقية -–الإيرانية ثم حرب الخليج ويتذرعون للرب لوقف هذه الحروب وإنقاذهم من دمارها، وهي حالة طبيعة للشعوب المؤمنة بقدرة الخالق في خلاصهم من المأساة والأوبئة والحروب.
 كان من الطبيعي أن يرتبط هذا الطقس الديني والقومي عبر مراحل تطوره التاريخي بجملة ممارسات وعادات بعضها أكتسب طابعاً غيبياً أسطوريا يتعلق بالتمنيات والرغبات التي لم يتمكن الآشوريون ضمن ظروفهم المأساوية تحقيقها في الواقع المادي، ولا يخلو قسم من هذه التقاليد من الطرافة والفكاهة وبراءة الإيمان بكل وسيلة ينسج حولها قوة إمكانية تحقيق الرغبات المستعصية، ومن هذه التقاليد ما يعرف باللغة ألآشورية الحديثة بـ "بوخن"، وهي بالأصل مادة غذائية تتكون من تحميص سبعة أنواع من الحبوب الشائعة الإستعمال، والتي كانت تستهلك أيضا من قبل الآشوريون القدماء، تطحن معا ثم تملح وفي الليلة الأخيرة من الصوم تؤخذ كمية منها ويتم عن طريق وضع إبهام اليد في "بوخن" وتحميل ظهر الإبهام (الظفر) ثلاث مرات بها ثم دفعها تحت اللسان والركون إلى النوم بأمل الحلم بأحلام تحقق آمانيهم المستعصية. وجانب الطرافة في هذا الطقس هو كون مادة "البوخن" مالحة وتسبب العطش وجفاف الفم وهما مصدر إحلام الشبان والشابات العازبين الذين يعتقدون بأنهم سيحلمون بشخص يروي عطشهم وسيكون فارس المستقبل أو عروس الغد لهم. وكان لا يزال بعض الآشوريين يصرون على أن ما قسمه الله لهم من نصيب في الحياة الزوجية كان مرسوماً في حلم من أحلام "صوم نينوى".
واليوم، رغم ظروف القهر والإستبداد التي فرضت على الآشوريين وتهجير القسم الأكبر منهم من وطنهم التاريخي وتشتتهم بين بين بلدان العالم، فأن الآشوريين يحاولون رغم هذه الظروف القاسية والمميتة، يحاولون التمسك بقيمهم وعاداتهم وتراثهم ولغتهم ويسعون من ممارستها الحفاظ على كيانهم القومي والديني ويأملون أن يمارسوها جميعاً في يوم ما وبأمان وحرية في وطنهم التاريخي الذي أنبثقت منه أقدم حضارة عريقة أعطى شعبها للإنسانية كثير الكثير ولم يأخذ حتى قليل القليل....
ترى هل ستحقق أحلام "صوم نينوى" آماني الشعب الآشوري، تلك الأماني التي حملها في صدره طيلة قرون طويلة من الزمن القاسي؟؟؟.


غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
اقتباس
نرى في المدونات تفاصيل دقيقة عن الحروب التي شنها الملك الآشوري ضد اليهود وغيرهم من الأقوام وقيامه بإنجازات كبيرة وأعمال ضخمة في البناء والتعمير، خصوصاً في مجال الري وتنظيم السقي والسيطرة على المياة وخزنها وتوزيعها في ظروف بيئية وموسمية مختلفة، وأكبر دليل واقعي في هذه الأيام هو مشروع الخازر و موقع خنز الأثاري. فكانت الأنهر والجداول تفيض في الشتاء وبداية الربيع وتشح ويجف بعضها في منتصف الصيف وبداية الخريف، مما يوحي بأن الفيضانات كانت عاملا حاسما في تهديد إستقرار الأوضاع الإقتصادية والسياسية والإجتماعية في بلاد آشور وما الدليل الحالي إلا الأمطار الرعدية التي سببت وتسبب الفيضانات في هذا الشهر من عام 2023 في مختلف مناطق بلاد النهرين. وتؤيد التواريخ الإغريقية بأن سقوط نينوى عام 612 ق.م. بيد الغزاة لم يكن ممكناً لولا فيضان هائج دمر أسوارها العظيمة، فهناك إشارة في التوراة  بالقول "بأن طوفان طام يخفي معالم نينوى" (ناحوم: 1 – 8)، ولكن بقاء معالم نينوى لحد هذا اليوم يبين عدم صدق ناحوم في تنبأته.
تخبرنا المنحوتات الجدارية والإسطوانات الكتابية المكتشفة في قصر الملك سنحاريب في نينوى، الذي كان مهندساٌ رائعاً في تنظيم الري، بأنه قام بأعمال بناء ضخمة لضمان قصره والمدينة من الفيضانات التي كان يسببها نهر الخوصر أو "خو أصر" ويعني باللغة الآشورية القديمة والحديثة "عشرة أضعاف". مما يدل على أن هذا الرافد الذي كان يجتاز جوانب أسوار نينوى ويصب في نهر دجلة كان يفيض في مواسم الفيضانات أكثر من حجمه الطبيعي بعشرة أضعاف ويسبب تهديدا لأسوار نينوى وأضراراً جسيمة للبلاد ويتلف المحاصيل الزراعية، كما يسبب المجاعات وإنتشار الأوبئة وبالتالي يهدد الأمن السياسي والإستقرار الإجتماعي نتيجة هذه الأضرار والقواجع.


بالنسبة الى اسباب هزيمة الامبراطورية الاشورية فانا شخصيا اميل للدراسة التي ساضعها ادناه. ولكن قبل ذلك اقول :

من بين اكثر المواضيع التي تشغل تفكير العلماء المهتمين بالتاريخ هو موضوع هزيمة الامبراطورية الاشورية. فهذه الهزيمة عند العلماء هي ليست محسومة الاسباب وانما هي يتم اعتبارها عن اهم لغز يشغل تفكيرهم. وتقريبا كل البعثات التنقيبية في السنوات السابقة كانت مهتمة بايجاد حل لهذا اللغز. اللغز حول كيف لجيش صغير ان يهزم امبراطورية عظيمة مثل الامبراطورية الاشورية بجيشها وقدراتها وتطورها في عدة مجالات العلمية ومن ابرزها التوسيع الزراعي وتنظيم انظمة الري... الخ هذا بالاضافة الى الرياضيات باخذ مثلا قطع متساوية في الطول ليستخدموهابنسبة 8 للقطر الى 25 قطعة لتشكل النسبة الثابتة ليصمموا عجلة يستخدمونها لصنع عربة تجرها اربعة خيول وتحوي مقاتلين وتجري في طرق وعرة...الخ الخ من تطور رهيب...

واخر محاولات لحل هذا اللغز تم شرحه بالتفصيل في الرابط ادناه والذي يحوي كل التفاصيل عن تحليل الرواسب الكلسية لصواعد الكهوف او التقاطر التي تنتصب على ارضية الكهف بمرور الزمن وذلك في كهف kuna ba على بعد 300 كم من مدينة نينوى. حيث يرى العلماء بان هزيمة الجيش الامبراطوري كان له علاقة بالتغيرات المناخية التي حدثت للمنطقة وتعرضها للجفاف ومن ثم الحاق ضرر كبير للزراعة  والتي تسببت بالتالي الى اضعاف الامبراطورية.

الموقع ادناه يمثل احدى المواقع العلمية المهمة، والدراسة هي بعنوان:
Role of climate in the rise and fall of the Neo-Assyrian Empire


https://www.science.org/doi/10.1126/sciadv.aax6656

انا براي العلماء سيبقون يبحثون عن حل لهذا اللغز المحير جدا.






غير متصل منصـور زندو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 203
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
رابي أبرم الحبيب .
فقط أترك لك سطر عن شخص تاريخي ،يرجى البحث عنه ,وصورة من تاريخ شعبي الآشوري.

هناك شاهد تاريخي آخر ،كتبه بيروسس Berosus ،وهو كاهن معبد في بلاد الرافدين ،أيام حملة الأسكندرالمقدوني وصل أثينا ،وعاش في آسيا الصغرى ،كتب عدة كتب في القرن الثالث قبل ميلاد المسيح ،ويتكلم في أحد كتبه ويكتب عن الإله Oannes.
لك محبتي
منصور زندو

غير متصل نبيل دمان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في باعوثا نينوى الشهيرة
نبيل يونس دمان
     في باعوثا نينوى كان اول من جدد صيامها في العصر الحديث هو البطريرك مار يوسف السادس اودو (1790- 1878) . من خلال هذا النص الشعري الذي الفه الشماس اسحق مقدسي عام 1872، عندما غرق اثنان من شباب القوش هما: ميّا رئيس وخرسا شوشاني في وادي الكنود بين قريتي الشرفية وتلسقف.
مطلع القصيدة:
بيشوع مشيحا محيانا يا آلاها مرحمانا
بآيا شاتا مشيحيثا دألپا وتمانيئما گو شوئي وتتي بمنيانا
بأو يوما دشپثا ومطرا وتلكا وپوخا زربانا بطريركا مپقلي پگدانا
تد آريلا بئوثا أشتا يومي بمنيانا
&&&&&&&&&&
ܒܝܼܫܘܥ ܡܫܝܼܚܵܐ ܡܲܚܝܵܢܵܐ ܝܵܐ ܐܵܠܵܗܵܐ ܡܪܲܚܡܵܢܵܐ ܒܐܵܝܵܐ ܫܲܢ݇ܬܵܐ
ܡܫܝܝܼܚܲܝܬܵܐ ܕܐܲܠܦܵܐ ܘܬܡܲܢܝܵܐܸܡܹܐ ܓܘ ܫܘܐܹܝ ܘܬܸܬܹܝ ܒܡܸܢܝܵܢܵܐ
ܒܐܵܘ ܝܲܘܡܵܐ ܕܫܵܒܬܼܵܐ ܕܡܸܛܪܵܐ ܘܬܲܠܓܵܐ ܙܲܪܒܵܢܵܐ ܕܦܲܛܸܪܝܲܪܟܵܐ
ܡܘܦܸܩܠܹܐ ܦܘܿܓܕܵܢܵܐ ܬܲܕܐܵܪܹܠܵܐ ܒܵܥܘܼܬܼܵܐ ܐܸܫܬܵܐ ܝܘܿܡܹ̈ܐ ܒܡܸܢܝܵܢܵܐ
&&&&&&&&&&
بيسوع المسيح المحيّي ايها الرب الرحيم
في تلك السنة المسيحية الف وثمانمائة واثنتين وسبعين بالعد
في ذلك اليوم السبت والمطر والثلج والرياح الشديدة، البطريرك
سنّ قانونا ان يكون صيام باعوثا ستة ايام بالعد.
&&&&&&&&&&
30 كانون الثاني 2023
 


غير متصل منصـور زندو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 203
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
تعليق ال ..رابي يوسب سليمان الحبيب ،على باعوثا د نينوايي.