المحرر موضوع: وزيران تونسيان لمواجهة اتحاد الشغل ونفوذ النهضة في اتحاد الفلاحة  (زيارة 633 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31469
    • مشاهدة الملف الشخصي
وزيران تونسيان لمواجهة اتحاد الشغل ونفوذ النهضة في اتحاد الفلاحة
قيس سعيد يحصر عزوف الناخبين بتهاوي صورة البرلمان في أذهان التونسيين.
العرب

وزير جديد لتضبيط العلاقة مع اتحاد الشغل
تونس- حمل تعيين وزيرين جديدين للتربية والفلاحة إشارات واضحة على أن الرئيس قيس سعيد، وبعد إتمام خارطة الطريق التي كان أعلن عنها قبل عام بانتخاب البرلمان، يتجه الآن إلى مواجهة خصميه الرئيسيين اتحاد الشغل وحركة النهضة الإسلامية.

يأتي هذا في الوقت الذي اعتبر فيه الرئيس التونسي أن عزوف التونسيين عن المشاركة في الانتخابات التشريعية بدوريها هو موقف من البرلمان الذي اهتزت صورته بسبب صراعات السنوات الماضية داخله، وفي رسالة ضمنية أن لا علاقة لهذا العزوف بشعبيته كرئيس.

ولن تكون المواجهة باعتماد الخيار الأمني، ولكن من خلال إظهار أن الرئيس سعيد يمتلك بدوره أوراقا يمكنه أن يزعج بها خصومه الذين بالغوا في إيذائه بحملات مستمرة وفهموا صمته على أنه عجز عن الرد.

◙ مراقبون لا يستبعدون أن يغير الرئيس قيس سعيد أسلوبه في المرحلة القادمة من خلال التحرك لوضع كل طرف عند حده

وفي حركة ذكية موجهة للاتحاد العام التونسي للشغل تم تكليف محمد علي البوغديري الأمين العام المساعد السابق للمنظمة النقابية بحقيبة وزارة التربية.

والبوغديري لا يخفي خلافه العميق مع الأمين العام للاتحاد نورالدين الطبوبي بشأن تعديل الفصل عشرين من القانون الداخلي للمنظمة ما سمح للطبوبي وعدد من عناصر المكتب التنفيذي بالتمديد لأكثر من ولايتين بعد أن كان الترشح يقتصر على ولايتين اثنتين فقط.

ووصف البوغديري تعديل الفصل العشرين عبر مؤتمر استثنائي بأنه بمثابة انقلاب على قانون الاتحاد لأنه سيجلب الأذى له وسيفقده شرعيته وإشعاعه في محيطه.

وقالت أوساط سياسية تونسية إن تعيين البوغديري يوجه إنذارا ذكيا لقيادة الاتحاد، مفاده أن قيس سعيد مستعد للحوار مع المنظمة، وفي نفس الوقت سيكون قادرا على مواجهتها من الداخل عن طريق أحد القيادات المتخلية، التي تمتلك حضورا كبيرا بين منتسبي الاتحاد وهياكله.

وأشارت هذه الأوساط التونسية إلى أن البوغديري ينتمي إلى نفس الفصيل السياسي والنقابي الذي يمثله الأمين العام السابق للاتحاد حسين العباسي، وهو ما يعني أن له وزنا مؤثرا داخل المنظمة، وأنه قادر على عقد التحالفات وتحريكها بما يخدم دوره إذا استمر الاتحاد في التصعيد.
يذكر أن مجموعات سياسية داعمة للرئيس سعيد مثل حركة الشعب تمتلك ثقلا نقابيا داخل قطاعات مهمة مثل التعليم والصحة، كما أن استمرار الطبوبي والمحيطين به في طريق التصعيد قد يعرّض الاتحاد إلى هزات داخلية. لكن المرجح أن يلتقط الاتحاد الرسالة، ويستثمر وجود قيادي سابق على رأس وزارة التربية لإقامة حوار معتدل وهادئ مع الحكومة، وفتح قنوات التواصل مع الرئيس سعيد.

وكان البوغديري أحد مؤسسي مبادرة “لينتصر الشعب” التي تشكلت من شخصيات وطنية مختلفة لمساندة الرئيس سعيد وخارطة طريقه التي انطلقت قبل نحو عام وتوجت بانتخاب برلمان جديد.

وستضاف رسالة التحذير الموجهة للاتحاد إلى الخطوة الحكومية بتفعيل مبدأ التعدد النقابي، وهي ورقة ستزعج النقابة، وتهدد قوتها المالية التي اكتسبتها خلال العقود الماضية من خلال الاعتراف بها كجهة نقابية وحيدة لدى السلطة.

باسل الترجمان: الوزراء السابقين للفلاحة لم ينجحوا في أداء مهامهم خصوصا في ملفات الأراضي الدولية والسدود
وبالتوازي مع رسالة التحذير الموجهة للاتحاد، يستمر الرئيس قيس سعيد في تفكيك نفوذ حركة النهضة الإسلامية داخل مؤسسات الدولة، وهذه المرة بتعيين أمير اللواء منعم بلعاتي المتفقد العام للقوات المسلحة وزيرا للفلاحة، وهي الوزارة التي تعتبر منطقة نفوذ كبيرة للحركة.

وتتهم أطراف مقربة من اتحاد الفلاحين لوبيات موالية لحركة النهضة في قطاعات حساسة وخاصة إنتاج اللحوم والبيض والألبان بعرقلة الإنتاج بهدف إدامة الأزمة وإثارة الغضب في الشارع على الرئيس سعيد وحكومته.

ويمكن لوجود شخصية عسكرية حازمة أن ينظم الوزارة ويفكك مجموعات النفوذ المختلفة كما حصل عند تعيين شخصية عسكرية على رأس وزارة الصحة في قلب أزمة جائحة كوفيد ما مكن تونس من تطويق الأزمة والخروج منها بأقل الأضرار.

وقال المحلل السياسي باسل الترجمان إن الوزير الجديد “رجل مسؤول ودقيق في قراراته ومهني ومشهود له بالكفاءة”.

وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن وزراء الفلاحة السابقين لم ينجحوا في أداء مهامهم خصوصا في ملفات الأراضي الدولية والسدود.

ولا يستبعد مراقبون أن يغير الرئيس قيس سعيد أسلوبه في المرحلة القادمة من خلال التحرك لوضع كل طرف عند حده خاصة الذين سعوا لاستثمار نتائج الانتخابات لمهاجمته والزعم بأن شعبيته في تراجع، وهو ما نفاه الاثنين حينما اعتبر أن العزوف عن الانتخابات لا يخصه كرئيس للجمهورية، وإنما هو ردة شعبية على البرلمان.

وقال الرئيس التونسي إن عدم إقبال نحو 90 في المئة من الناخبين على المشاركة في الانتخابات التشريعية الأخيرة “سببه أن البرلمان لم يعد يعني لهم شيئا”.

◙ تعيين البوغديري يوجه إنذارا ذكيا للاتحاد مفاده أن قيس سعيد مستعد للحوار معه، وهو أيضا قادر على مواجهته من الداخل

جاء ذلك في مقطع فيديو نشرته الرئاسة التونسية عبر حسابها على فيسبوك، عقب لقاء جمع سعيّد مساء الاثنين برئيسة الحكومة نجلاء بودن في قصر القصبة بالعاصمة.

وفي أول تعليق على تدني نسبة المشاركة في الانتخابات قال سعيّد “نقرأ الأرقام بنسبة العزوف لا بنسبة الإقبال على التصويت، لأن التونسيين باتوا يرون البرلمان في السنوات الماضية مؤسسة عبثت بالدولة”.

وأضاف أن “العزوف عن التصويت في الدورتين الأولى والثانية للانتخابات التشريعية المبكرة هو رد فعل، فضلا عن أن هذه الانتخابات لا يوجد فيها المال السياسي الفاسد، والأرقام يجب أن تُقرأ بشكل مختلف”.

وأردف “علينا قراءة هذه الأوضاع (العزوف الشعبي)، ولنبين تمسكنا بدولتنا ومؤسساتها التي يجب دعمها، ولن نولي التعليقات اهتماما”.

وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات في تونس الاثنين أنّ نسبة الإقبال على التصويت في الدورة الثانية للانتخابات النيابية التي جرت الأحد بلغت 11.4 في المئة وفقاً للأرقام النهائية.

وبلغت نسبة المشاركة في الدور الأول من الانتخابات التشريعية 11.22 في المئة، واعتبرتها أحزاب سياسية “فشلا”، ودعت على إثرها إلى انتخابات رئاسية مبكرة.