المحرر موضوع: في عرس خديدي ، مار بندكتس يونان مطرانا لابرشية الموصل  (زيارة 1237 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نمرود قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 409
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في عرس خديدي ، مار بندكتس يونان مطرانا لابرشية الموصل
كتابة : نمرود قاشا
شهدت كنيسة الطاهرة في بغديدي ( قره قوش – نينوى ) العراق ، صباح يوم الجمعة عرسا خديديا ، انطلق بموكب من الشارع المقابل للكنيسة وعلى انغام معزوفة ترتيلة "تُو بَشْلُم" والتي عزفتها كشافة مار كوركيس التابعة لخورنة مار كوركيس في برطلي بالاضافة الى مجموعة من المقطوعات الموسيقية الخاصة بالتراتيل الكنسية.
دخل موكب غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان  كنيسة الطاهرة الكبرى برفقة السادة اساقفة كنيستنا السريانية واساقفة الكنائس الشقيقة والاباء الكهنة والاخوة الرهبان والاخوات الراهبات وجوق الشمامسة، ومشاركة المسؤولين المدنيين والعسكريين وقنصل فرنسا العام في الموصل السيد جان كريستوف أوجيه ، وحضور جمع غفير من المؤمنين من بغديدا والبلدات المسيحية الأخرى.
حيث استقبلتهم  الجماهير التي غصت بهم الكنيسة بالتصفيق والهلاهل مع اجواق كنائس بغديدي بقيادة الاب دريد بربر وترتيلة ( توبو شلوم ) فالمطران المرتسم وهو مغطى الرأس بخمار ابيض ، ليعتكف وراء المذبح حتّى بدء رتبة السيامة الأسقفية.
عاون غبطتَه في القداس والرسامة صاحبا السيادة: مار يوحنّا بطرس موشي رئيس الأساقفة السابق لأبرشية الموصل وتوابعها، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، واللذان اتّخذهما المطران المرتسم عرّابين له.
وشارك في القداس سيادة المطران ميتيا ليسكوفار السفير البابوي في العراق، وأصحاب النيافة والسيادة المطارنة وعدد من المسؤولين المدنيين والعسكرين و من الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات والإكليريكيين، من كنيستنا السريانية الكاثوليكية ومن الكنائس الشقيقة، وجماهير غفيرة من المؤمنين، الذين ضاقت بهم الكنيسة على رحبها .
المطران مار أفرام يوسف عبا القى كلمته في بداية الاحتفالية بعنوان : "هلمّ بالسلام أيّها الراعي الصالح والمدبّر الحكيم  ، بعد الإنجيل المقدّس، ألقى غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية بعنوان "أنا هو الراعي الصالح"،
قبل المناولة، ذهب المطرانان العرّابان بطرس موشي ويوسف عبّا إلى وراء المذبح حيث يعتكف المطران المنتخَب منذ بداية القداس، وهو مغطّى الرأس بخمارٍ أبيض، وأحضراه إلى وسط الخورس، ليسأله البطريرك أن يقرأ صيغة إيمانه. عندئذٍ قرأها، ثمّ وقّعها وسلّمها إلى غبطته، الذي بدأ برتبة الرسامة بصلاة البدء والأناشيد السريانية الخاصّة.
ثمّ كلّف غبطة أبينا البطريرك مطراناً لإعلان الكرازة، وتلا غبطته صلاة وضع اليد واستدعاء الروح القدس، إذ صعد إلى المذبح وبسط يديه على الأسرار المقدّسة مرفرفاً فوقها، ثمّ وضع يده اليمنى على رأس المنتخَب، وغطّاه ببدلته الحبرية، فيما حمل المطرانان المعاونان كتاب الإنجيل مفتوحاً فوق رأس المنتخَب.
وبعد إعلان رسامة المطران الجديد، منحه غبطة أبينا البطريرك الاسمَ الأبوي "مار بنديكتوس يونان"، تيمّناً بالمثلّث الرحمات البابا الراحل بنديكتوس السادس عشر، والذي توفّي في روما في 31 كانون الأول 2022.
ووضع غبطته على رأس المرتسم المصنفة، وألبسه الغفّارة والأمفوريوم أي البطرشيل الكبير، وسلّمه صليب اليد، وألبسه التاج.
وبعدها أجلس غبطتُه المطرانَ الجديدَ على كرسي، فحمله كهنةٌ رافعينه ثلاث مرّات، وفي كلّ مرّة يعلن غبطته: "أكسيوس" أي مستحقّ، ويجيبه الإكليروس والشعب: "إنه أهلٌ لذلك ومستحقّ"، وسط تصفيق الحضور وأهازيج وتهاليل الفرح والسرور. وقرأ المطران الجديد إنجيل الراعي الصالح. وأجلس غبطتُه المطرانَ الجديدَ على كرسي الأبرشية، منادياً "أكسيوس" أي مستحقّ.
بعدئذٍ تلا سيادة المطران يوسف عبّا كتابَ التولية الشرعية الذي وجّهه غبطته إلى المطران الجديد، وفيه يعلن غبطته عن رسامة المطران الجديد وتوليته شرعاً على أبرشية الموصل وتوابعها، حسبما تقتضيه القوانين الكنسية المرعية، مستعرضاً أهمّ مراحل حياة المطران الجديد وخدمته، مسلّماً إيّاه مقاليد المسؤولية ورعاية الأبرشية، وموصياً إيّاه بالتعاون مع الإكليروس والمؤمنين في إدارة شؤون الأبرشية، بروح الراعي الصالح والخادم الأمين.
وبعد المناولة، أكمل المطران الجديد القداس الإلهي، وألقى كلمة شكر بالمناسبة، أعلن فيها شعاره الأسقفي "لا تخف فأنا أنصرك" وشكر العزّةَ الإلهيةَ، وغبطةَ أبينا البطريرك، والأساقفةَ، والكهنةَ، والرسميين الحاضرين، وجميعَ أبناء الأبرشية، حاثّاً إيّاهم على العمل معاً والتكاتف لما فيه خير الأبرشية.
ثمّ، وببادرة امتنان وعرفان بالجميل، قام سيادة المطران الجديد يونان حنّو بتكريم كلٍّ من صاحبي السيادة المطران بطرس موشي الذي رعى الأبرشية لسنوات عدّة في أحلك الظروف وحفظها برعاية أبوية صالحة، والمطران يوسف عبّا الذي دبّر شؤون الأبرشية منذ أيلول 2021 حتّى تاريخه بمحبّة وتضحية وتفانٍ. وطلب المطران حنّو من غبطته أن يُلبِس كلاً من المطرانين موشي وعبّا، باسم أبرشية الموصل وتوابعها، خاتماً كهدية، عربون محبّة وتقدير، وسط التصفيق الحارّ والتهليل والاستحسان الكبير من الحاضرين جميعاً لهذه البادرة النبيلة.
ثمّ تُلِيَت رسالة التهنئة التي وجّهها الوزير تريستان أزبيج مسؤول برنامج مساعدة المسيحيين في الشرق في الحكومة الهنغارية، ثمّ رسالة التهنئة التي بعث بها سيادة المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى الزائر الرسولي في أستراليا ونيوزيلندا.
وبعد البركة الختامية، تقبّل المطران الجديد التهاني من الحضور جميعاً في جوٍّ عابقٍ بالفرح الروحي والشكر للربّ الذي وهب كنيسته مطراناً شابّاً ممتلئاً بالعطاء لخدمة الكنيسة.
 نتتقدم بأحرّ التهاني للمطران الجديد مار بنديكتوس يونان حنّو، مع الدعاء له بخدمة صالحة لما فيه خير كنيستنا السريانية وأبرشية الموصل وتوابعها.