المحرر موضوع: عندما يعلو صوت العقل والعقلاء على نعيق الجهل والجهلاء  (زيارة 552 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لويس إقليمس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 426
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عندما يعلو صوت العقل والعقلاء على نعيق الجهل والجهلاء
لويس إقليمس
بغداد، في 8 كانون ثاني 2023
البشرية كلُّها خليقةُ كائنٍ جبار بقدرات لا يمكن إدراكُها أو تخيّلُها في تحريك عناصرها، من أرضٍ وسماءٍ وهواءٍ وأقمارٍ وشمسٍ ونجومٍ وعناصر كثيرة أخرى وكلّ ما تحويه البيئة من غير هذه المذكورة. إلاّ أنَّ المؤكد فيها أن هذا الكائن الجبّار الذي أخذ أسماءً متعددة عبر تاريخ الشعوب والأمم والذي نسميّه اليوم "الّله"، قد خلق البشر جميعًا متساوين في الحقوق الإنسانية بكلّ أشكالها بالرغم من الميزات المختلفة للكائن البشري جنسًا وبشرةً ولونًا وشكلاً ودينًا ومعتقدًا أو خارج سياق هذا الأخير. وهذا ما يميّز البشر عن سائر المخلوقات غير الآدمية الأخرى بكونه كائنًا مخيَّرًا وليس مسيَّرًا، بالرغم من هواجس القدر والحظ التي آمنَ ويؤمن بها نفرٌ من خلائق الله عبر التاريخ. أسطوريًا، تعلمنا أن البشرية قد تكوّنت من خلق أبوينا "آدم وحواء" اللذين افترشا "جنّة عدن" التي أُهديت لهما من هذا الكائن الجبّار "الغير المحسوس". ولكن، ما هو شكلُ هذا الأخير أو لونُه أو جنسُه، فهذا خارجٌ عن قدراتنا العقلية المحدودة. والمهمّ اعتقادُنا بكونه محرّكًا جبّارًا ومقتدرًا للأرض والسماء وما فيهما وما عليهما.
هذه المقدمة الصغيرة، أردتُها أن تكون تمهيدًا لمهمّة أو مسألة أو جدلية أكبر في مفاهيم الفكر البشري ومحدّداته التي لا يمكن تجاوُزها حدودَ القدرات البشرية الضعيفة التي تتصف بها والتي حدّدها "هذا الإله" القدير لتكون عليه ضمن فترة البقاء على الأرض، فترةَ حياةٍ قصيرة لا تتجاوز سنواتٍ معدودات في حسابات الخالق والخليقة، كما قال المفكر والواعظ الفرنسي الكبير بوسيويه Bossuet في إحدى رواعه:" ما قيمة المائة سنة أو الألف سنة طالما محوُها يأتي بلحظة خاطفة". لكنّ هذه الخليقة لديها ميزة العقل والتفكير والتمحيص في التمييز بين الخير والشرّ، بين الصالح والسيّء، بين المفيد والضارّ، وهكذا. ولو أنّ البشرية قد قستْ قلوبُها بعد تكاثر عديدها عبر الزمن، بدءًا من أول حادثة قتلٍ كان لها وقعُها المأساوي لاحقًا، والمتمثلة بقتل "قائين" لأخيه "هابيل" بدافع الغيرة والحسد والحقد، إلاّ أنَ أصحاب العقول النيّرة والقلوب الطيبة في حينها قد استنكرت تلك الحادثة في حينها وعدّتها الأجيالُ جريمةً بحق إنسانٍ بريء. وهكذا توالت حوادث مماثلة عبر التاريخ وتعددت الجرائم وزاد الحسد والغيرة والحنق والعداوة بين أفراد البيت الواحد والحيّ الواحد والمدينة الواحدة لغاية تجاوزها حدود المدن والمناطق والأمم والدول كما نشهده اليوم من تمزّق وحروب وقتال في العائلة البشرية الكبيرة التي أرادها "الله" في حينه أن تنمو وتكثر وتزيد الأرض ثمرًا وحبًا وتسامحًا وتنوّعًا وتقدمّا وسعادة. كما تعاظمت مساعي إلغاء الآخر المختلف من جانب جماعات تدّعي الدّين والتديّن والحكم باسم هذا "الإله" الذي يرفض أن يُزجّ اسمُه وإرادتُه في شكل هذه الصراعات البشرية غير السوية. فهي "النفسُ الأمّارة بالسوء"، التي تأبى إلاّ أن تشذَّ عن القاعدة الإنسانية التي حباها "الله الخالق" لخليقته. وهذا ما نشهدُه اليوم من خروجٍ عن القاعدة "الإلهية" الطيبة في الجنس البشري عندما يتقاتل الإخوة لا لشيءِ إنّما لأجل السطوة والهيمنة والسلطة والنفوذ والوجاهة والكبرياء، متناسين نهاية أمر هذه القاعدة المختومة بالموت المحتوم مهما طالت الأيام وطابت الحياة وتنوعت المتع وتشكلت الذرائع.

ألأزهر يأخذ المبادرة
من هذا المنطلق بتحديداته البشرية المحتومة، يكون العقل الراجح والفكر المنفتح والرؤية الناضجة هي الفيصل في الحكم على أحداث الحياة ومتاعبها ومصاعبها ومتعها واشكالها وألوانها. وهي التي تصوّر وترسم ملامح التعايش السلمي والمحبة بين البشر مهما اختلفوا في الدين والمعتقد والمذهب والقومية والجنس واللون والشكل، ومهما تعددت طوائفُهم وطرائقُهم في الحياة والعبادة والولاء، وليس أصحاب الفكر المنغلق الذي لا يقبل الآخر المختلف عنه بل يعدّه كافرًا وخارجًا عن الطريق الذي هو عليه، ناسيًا أو متجاهلاً عمل "الله" الذي يدّعي عبادتَه، بخلق البشر جميعًا سواسية في القيمة الإنسانية العليا والعدالة الإلهية الصحيحة التي ينبغي أن ترقى إليها كلّ اعمال البشرية حتّى لو كانت بيد هذه الفئة الضالّة كلُّ سلطة الأرض وثروتها وسطوتها. فالدّين لا يمكن أن يكون ذريعة لاستغلال بني البشر تحت ستاره وبدعوى الشريعة والشرع التي ينبغي أن تكون لصالح الإنسان وفي خدمته وليس لتجريمه وقتله. ألم يقل المسيح "إنما جُعِلَ السبت لأجل الإنسان، وليس الإنسان لأجل السبت؟"(مرقس 2:27) وهذا ما اتّضحَ مؤخرًا بالصحة الحسنة والصحوة الراقية والمبادرة الطيبة لمشيخة الأزهر عندما عرضت موقفَها الأخير الناصع والصريح حيال الاحتفال بأعياد الميلاد بالردّ الرافض إزاءَ مَن تجرّا ومازال يتطاولُ بتحريم تهنئة أبناء الوطن من إخوتهم الأقباط المتشاركين معهم في تعزيز المواطنة والبناء ورقيّ البلاد، كلّ من موقعه ووفق طاقاته وقدراته الوطنية.
إنّ هذه المبادرة الأزهرية الرائعة تأتي ضمن ثمار اللقاء التاريخي الذي جمع شيخ الأزهر مع قداسة البابا فرنسيس بتوقيعهما لوثيقة الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك في دولة الإمارات في 4 شباط 2019، والتي وضعت سكّة شكل التسامح والتعايش في طريقها الإنساني الصحيح. وهي تستحق أن تكون خارطة طريق لجميع أتباع الأديان في المسكونة في الحوار والتفاهم والتراحم بين الأمم والشعوب. تاريخيًا، يمكننا قراءة المشهد الإنساني في منطقتنا بمزيدٍ من الرقيّ في الحكم عليه عندما نستشف من الأحداث حماية كلّ من المسيحية والإسلام لبعضهما البعض عبر التاريخ منذ قدوم الإسلام وانتشاره قبل أكثر من 1400 سنة. حتى مع أتباع الدين اليهودي، كانت هناك تفاهمات وأشكال من التعايش لا يمكن نكرانها أو نفيُها. فالتاريخ كفيلٌ دومًا بالتذكير بتفاصيله ومجرياته ووقائعه، وليس بالحكم عليه وتسييره من جهاتٍ أو أطرافٍ مدسوسة شاذّة لا تحمل غير الغلّ والحقد والحسد والغيرة والعداوة "القائينية" ضدّ المتسامحين والطيبين "الهابيليّين" ممّن يقدّسون الحياة المشتركة بين البشر ويعونَ أهميتها الإنسانية وفق النظرة الإلهية التي لا تقبل التجاوز لكائنٍ ضدّ نظيره في الإنسانية. ولعلّ ما أثلج صدور الأقباط خصوصًا والمسيحيين عمومًا في توضيح شيخ الأزهر في رسالته هذه السنة لمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية الجديدة 2023، تأكيدُه بكون "التهنئة ليست مجاملة أو شكليات، وإنّما من تعاليم دين الإسلام الحنيف وبكون التوراة والإنجيل هدىً ونورًا وعدم جواز مسّهما دون طهارة"، مضيفًا أنّه "في القرآن لا توجد أديان مختلفة، بل رسالات إلهية تعبّر عن الدين الإلهي الواحد، وأنّ العلاقة بغير المسلمين علاقة البرّ والإنصاف...".
من وجهة نظري المتواضعة، يكون شيخ الأزهر قد أغلقَ كلّ أبواب الحقد والكراهية والإلغاء والاستصغار المعتمرة في نفوس وقلوب نفرٍ شاذٍ قاصر في الرؤية الإنسانية وناقص في إدراك المفاهيم الراقية التي يحملها القرآن في طيات كلماته وآياته، لاسيّما المكّية منها، ورؤيته لشكل التعايش وإشاعة روح التسامح والأخوّة الإنسانية مع أتباع الديانات الأخرى، حمايةً للمجتمع من موجات التطرّف والتشدّد والانغلاق العقلي والفكري غير المبرّر. هذا إذا أخذنا في نظر الاعتبار تركَ جانبًا، كلّ ما حادَ وزاغَ وابتعد عن جوهر التعاليم القرآنية من تأويلات وتفاسير وإضافات خارجة عن حدود الآيات التي ترسم العلاقة المتبادلة بين الإسلام وسائر الأديان التي تعايشَ معها في فترة تكوينه وانتشاره وهيمنته. من هنا، نقف احترامًا عند تقرير شيخ الأزهر لمسألة غاية في الأهمية، وهي تغيير وجهة نظر العقلاء والناصحين والمثقفين لإغلاق مفهوم أهل "الذمّة" الذي ما زال سيّد الموقف لدى فئات لا تريد تغييره إزاء المختلفين عن أتباع الإسلام في الدين. وما تأكيدُ شيخ الأزهر بكون "هذا المصطلح وما سواه مثل مصطلح الأقليات قد أصبحت من الماضي في تاريخيتها لعدم تجاوبها مع روح العصر لكونها لا تعبّرُ عن روح الإسلام ولا عن فلسفته، بل إن المواطنة تعني المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات بحسب مفهوم الإسلام، وبكون المواطنين المسيحيين في مصر مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات". وهذا اعترافٌ واضح لا يقبل اللغط ولا الترجيح في التأويل الخاطئ، مؤذنًا بواقع جديد ورؤية واسعة المدارك للتفاهم والحوار والتعايش السلمي المتسامح المتواصل بين الأديان والمذاهب والمجتمعات. فهذه جميعُها مدعوة للتشارك في هذه الرؤية الواضحة من أعلى مشيخة إسلامية لها صفتُها ورجاحتُها وتقويمُها وتقييمُها للحياة ووقائعها الملموسة. هذا جزءٌ ممّا أوردته جريدة صوت الأزهر، لسانُ حال مشيخة الأزهر بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية الجديدة 2023 باللغتين العربية والإنكليزية، ونقلته وسائل الإعلام المختلفة.

الأوطانٌ للجميع
العيش الكريم والأمان والاستقرار والتمتع بجميع الحقوق والخدمات من أبجديات المواطنة الصحيحة والمشروعة في أيّ بلدٍ ولأيّ شعب. ومن غير قيام قانونٍ شاملٍ أو عدلٍ متكافئٍ لحماية المواطنين، لا يمكن العيش بأمان واستقرار والقيام بالواجبات الدينية والوطنية والإنسانية على السواء. وهذا ما نحنُ عليه في عراق ما بعد الغزو الأمريكي الجامح في 2003 عندما فقدت البلاد الأمان والاستقرار وحماية المواطن من التجاوزات والاعتداءات الكثيرة التي تعرّض لها أهل البلاد، لاسيّما الجماعات الدينية الهشة منها من أبناء ما يسمّى ب"الأقليات" جزافًا وظلمًا من مسيحيين وصابئيين وإيزيديين وبهائيين بسبب ما عانته عبر تاريخها من ظلمٍ بعدِّ أتباعها مواطنينَ من الدرجات الدنيا في تقلّد المناصب والمواقع القيادية لاختلافهم في الدين والمعتقد مع الأغلبية المسلمة المهيمنة على مقاليد السلطة منذ قرون دون مراعاة صائبة وعادلة لموقعهم وجدارتهم وقدراتهم ومواقفهم الوطنية الراسخة عبر الأزمان وتجذّرهم في الأرض أكثر من غيرهم.
عندما تحدّثَ ملك الأردن عبد الله الثاني في مقابلته الأخيرة مع قناة "سي إن إن" الأمريكية بصدد حماية المقدسات المسيحية إلى جانب مثيلاتها الإسلامية، نستشف من حديثه تلك الرؤية الثاقبة في احترام خيارات المواطنين الدينية والمعتقداتية المتنوعة، ليس في بلده فحسب بل في كلّ بقعة من أرض الله الواسعة والشرق بعمومه، ومنها القدس والبلدات ذات الطبيعة القدسية تاريخيًا. فوفق نظرة جلالته، يكون للقدس مثلاً مكانةٌ خاصة في قلوب الجميع لكونها "المدينة التي تجمع ولا تفرّق" وبغيابها لا يمكن "تعزيز الروابط بين المسيحية والإسلام" حفاظًا على الإرث التاريخي عبر الأجيال. ولكون مثل هذه الرؤية الشاملة لا يمكن أن تأتي بثمارها إلاّ بالحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق والمنطقة، لذا يترتب على السلطات والإدارات التي تتحكم بمفاتيح ومغاليق دول المنطقة والعالم أن تعي خطورة إفراغ المنطقة التاريخية من مسيحيّيها وسائر أتباع المكوّنات الدينية والإثنية قليلة العدد الأخرى التي أحالها الزمن الغادر إلى مجتمعات صغيرة وهشّة بفعل عواديه وأشكال القهر والظلم التي عانت منها عبر التاريخ ولغاية الساعة. وكما كان المسيحيون ومثلهم سائر المكوّنات الدينية الأخرى جزءً من ماضي وحاضر أهل المنطقة عمومًا، ينبغي أن يبقوا كذلك جزءً مكمّلاً ومشاركًا بالتساوي والعدل والحقوق من مستقبلها أيضًا. وهذا عين العقل والصواب في إحقاق الحق وتمتّع كلّ ذي حقّ بحقّه مشاركةً ومقاسمة وتفاعلاً في كلّ شيء وأيّ شيء. فالتعددية أيًا كان شكلُها، كانت وستبقى إرثًا مكمّلاً لشكل المواطنة الصحيحة وغنى لشعوب الأرض والأمم. من هنا، لا يمكن تجاهلُ ما تعرّض له أتباع المكوّنات الدينية الهشة عبر التاريخ الطويل من حكم الإسلام، ولاسيّما السياسيّ منه، بسبب خروج سلاطين وزعامات سياسية ودينية كثيرة عن قاعدة الدين الحنيف في جزئيات عديدة منه حين الاحتكام الصحيح إليه بأساسيات العقل وروح التسامح والعيش المشترك والحق في الحياة ووسائل المشاركة فيها.
حقًا، لقد دقّ ناقوس الخطر منذ سنين بتسارع وتيرة الهجرة من مختلف شرائح الوطن، ولاسيّما أبناء الديانات الهشّة التي شعرت بأشكال متعددة من التمييز من أطرافٍ تسعى لإفراغ عموم بلدان المنطقة من هؤلاء الأتباع المسالمين الذين لا يمكن نكران أو تجاهل ولائهم لأوطانهم وأرضهم والتمسّك بجذورهم. ولكن عندما تضيق بهم دائرة العيش والكرامة والحقوق يحق لهم إعادة التقييم والمراجعة والبحث عن الأفضل ببلدانٍ وأمم وشعوب تحترم خياراتهم وتخدم حاجاتهم وتعزّز من قدراتهم المتنوعة. ولا شيء غير التكامل الإقليمي الجاد والعادل بوسعه الحفاظ على الوجود المجتمعي للجميع وذلك بكسر الحواجز ووضع أسس صحيحة وعادلة للجميع من دون تمييز ولا تفرقة ولا عنصرية. فالفكر المتشدّد مازال مستشريًا ولم يغادر عقول بعض أصحاب الأفكار المنغلقة بالرغم من دحر تنظيمه الذي قاتلَ أتباعَ المكوّنات الدينية المختلفة وجارَ عليها بهدف محو وجودها وجذورها التي لا يمكن تجاهلُها ومغادرتها. 
ختامًا، دروس التاريخ كثيرة، وآخرها ما قرأناه في التصريحات الوافية الصادرة من جانب مشيخة الأزهر بخصوص العلاقة بين الإسلام والمسيحية التي ينبغي أن يكون لها صدى واسعًا في أوساط عموم المسلمين للتحلّي بالفروسية المتسامحة التي تحلّى بها شيخ الأزهر بكلّ جرأة وإقدام بفضل رؤيته الراقية في قراءة التاريخ وقرائنه العديدة التي رسمها القرآن الكريم لأتباعه من دون تشدّد ولا تغوّل ولا استعلاء على الغير المختلف معه. تلكم هي طريق المصالحة مع الذات ومع الآخر المختلف عندما ترتقي علامة السلام والمصافحة والمحبة بين شركاء الوطن تحت راية الأوطان فوق أي مسمّى آخر لتبقى الهوية الوطنية أرقى في أولويتها على اية هوية فرعية أخرى. وهنا فقط، يمكننا ترقب حصول تغيير وتحوّل في الرؤية والوطنية والفكر عندما يعي كلّ مواطن وكلّ فردٍ دوره في بناء مجتمعه وترقّي بلده وتطوير محيطه باحترام شرعيةِ الدولة وسيادتها وهيبتها، والحفاظ على أمنها واستقرارها، وصيانة ثروتها من التبديد والفساد والسرقة والهدر في المال العام، والأهمّ بمحاسبة المتسبّبين بالكوارث المجتمعية والجرائم الوطنية والاقتصادية التي تُفقرُ الشعب وتعود به إلى الوراء نكايةً بحضارته وتاريخه وتجاهلاً لسمة التعددية الجميلة والعميقة التي يتسم بها.