المحرر موضوع: مصر تخشى من إقحام حماس والجهاد في حرب بالوكالة لصالح إيران  (زيارة 781 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31552
    • مشاهدة الملف الشخصي
مصر تخشى من إقحام حماس والجهاد في حرب بالوكالة لصالح إيران
التنسيق بين القاهرة والدوحة هدفه إغراء حماس باستمرار تدفق المساعدات القطرية واستمرار إعادة الإعمار في القطاع.
أحمد جمال

حماس لديها مصلحة مباشرة في التواصل مع مصر
القاهرة- وصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى القاهرة الأربعاء للاجتماع مع عدد من المسؤولين بعد أيام من انتهاء زيارة مماثلة قام بها وفد من حركة الجهاد الإسلامي ضمن مساعي القاهرة لمنع خلط أوراق القضية الفلسطينية وإعادة استخدام الفصائل في صراعات بالوكالة قد تأخذ منحى تصاعديا الأيام المقبلة بين إسرائيل وإيران.

وتخشى مصر من تداخل عوامل عديدة تقود إلى حرب جديدة بين إسرائيل وفصائل فلسطينية في قطاع غزة، لأن خروج التصعيد عن السيطرة في الضفة الغربية سيؤدي إلى تصعيد آخر عبر إطلاق صواريخ من قطاع غزة على مناطق متفرقة داخل إسرائيل، ما ستكون له انعكاسات سلبية يمكن أن تقود إلى انهيار الهدنة التي تم التوصل إليها بعد حرب مايو 2021، ما يزيد من صعوبة مهمة القاهرة في إعادة ضبط الأمور مرة أخرى.

وتستهدف القاهرة اللعب على أوتار مختلفة نتيجة العلاقات المتعددة لحركة حماس التي تعمل على إرضاء إيران وقطر وتركيا ومصر أيضا.

أيمن الرقب: القاهرة تعمل على تجنب رد فعل من جانب حماس على العملية الإسرائيلية الأخيرة في أريحا
وتساهم حالة التقارب الدبلوماسي بين مصر وقطر في تنسيق الجهود نحو دفع حماس إلى عدم التصعيد المحتمل في غزة.

وأكدت حالة الود الظاهر في أول اجتماعات لجنة التشاور السياسي بين القاهرة والدوحة الأحد أن زخم التقارب يعد مقدمة لضبط مجموعة من الملفات على رأسها الأوضاع في قطاع غزة، وتدرك القاهرة أنها في حاجة إلى جهود عربية أخرى تدعم تحركاتها لكبح حماس وبقية الفصائل.

ويؤكد متابعون للملف الفلسطيني أن التنسيق بين القاهرة والدوحة يضمن وصول المساعدات التي تقدمها قطر لحماس والمواطنين في القطاع، والتأكيد على استمرار وصولها بنفس الاتفاقات مع الحكومة الإسرائيلية السابقة عبر الأراضي المصرية، واستمرار الضغط على حماس لعدم التصعيد بما يساعد في استمرار المنح وعملية إعادة الإعمار، وهناك قناعة مصرية بأن الحركة التي تتولى زمام الأمور الأمنية في القطاع قادرة على وقف أيّ ضربات تنطلق من غزة.

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أيمن الرقب إن زيارة هنية تتضمن التطرق إلى مطالب الفصائل لمنع الانزلاق إلى العنف من داخل القطاع، وإن القاهرة تعمل على تجنب رد فعل من جانب حماس على العملية الإسرائيلية الأخيرة في مخيم عقبة جبر في أريحا.

ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية في مخيم عقبة جبر الاثنين أدت إلى مقتل خمسة من عناصر الجناح العسكري لحماس، في وقت لم تكن القاهرة انتهت من لقاءاتها مع وفد الجهاد، وسط استعداداتها لعقد لقاءات مع هنية.

وأضاف الرقب في تصريح لـ”العرب” أن القاهرة تخشى من إقحام الفلسطينيين في حروب بالوكالة نيابة عن إيران، وتسعى لثني حركة الجهاد عن التشبه بلعب دور حزب الله ضد إسرائيل وإعادة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.

وكشفت حماس أن وفدها القيادي سيناقش مع المسؤولين المصريين “ملف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وبحث الآليات التي تعزز العمل الوطني”.

طارق فهمي: حماس لديها مصلحة مباشرة في التواصل مع مصر وفقًا لحساباتها الداخلية
ولم يحقق اجتماع المسؤولين المصريين مع وفد حركة الجهاد تطوراً يمكن البناء عليه لاستمرار التهدئة في غزة، إذ تمسكت الحركة بموقفها الخاص بوقف الحكومة الإسرائيلية ممارساتها واقتحاماتها لمخيمات ومدن الضفة الغربية، وطالبت بأن تكون التهدئة في الضفة في إطار اتفاق واضح وليس مجرد تفاهمات عامة.

وأكد الخبير المصري في الشؤون الفلسطينية طارق فهمي أن حماس لديها مصلحة مباشرة في التواصل مع مصر وفقًا لحساباتها الداخلية لأنها تتخوف من سحب البساط من تحت أقدامها لصالح الجهاد التي دخلت المواجهة السابقة مع الاحتلال الإسرائيلي، وتريد التأكيد على أنها صاحبة اليد العليا عبر سيطرتها على الأجهزة الأمنية في غزة وأن لديها معلومات بشأن أيّ محاولة لإطلاق الصواريخ.

وأوضح فهمي في تصريح لـ”العرب” أن زيارة هنية تأتي في إطار استكمال الجهود المصرية لمحاولة تثبيت الوضع الراهن وضمان عدم حدوث تطورات مخيبة وتعمل على مسارات مختلفة عبر التشاور مع الفصائل الفلسطينية الداخلية بقطاع غزة والانفتاح على السلطة الفلسطينية.

ولدى مصر رغبة مباشرة وراء تلك المشاورات لتفويت الفرصة على إسرائيل لإيجاد مبررات تدفعها نحو التصعيد والضغط عليها بكافة السبل وبدعم من الإدارة الأميركية، كما أنها تخشى عدم السيطرة على التصعيد لو دخلت إيران على خطه بأيّ صورة من الصور.

وشدد فهمي على أن القاهرة لن تطرح مبادرات جديدة للحل لكن جهودها تتركز على توحيد الموقف الفلسطيني والوقوف على مسافة واحدة من مختلف الأطراف منعًا لاختلاف الأهداف بين الفصائل، وبناء استحقاق متكامل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتعمل على تقديم المزيد من المغريات من بينها أن تثبيت التهدئة سيقود إلى تطوير جهود إعادة الإعمار.