انت لا تمثلني لذلك …
اياكُ ان تتحدث باسمي
بطرس نباتي ان تدعي بانك تمثل نفسك ، وما يصدر عنك من اراء ، اتصور او تتهيأ لك انها في صالح الغير او في غير ذلك. فهذا يخصك وحدك ، وهو عائد اليك شخصيا ، ولا يختلف عليه احد لان ما تعبر عنه هو رأيك قابل للاخذ به او رده ، اما ما تطرحه من راي او ما تقترحه من مبادرة تخدم شخصك بالذات ، تعمل جاهدا أن تملي ما تؤمن به انت لتعميمها على الاخرين ، غيرك ، او تضغط عليهم بان يقبلوه فهو الغباء بعينه ، بعد الاطاحة بالنظام السابق فسح بعض المجال امام المواطنين من مواجهة الجهات المسؤولة سواء الرسمية او غيرها ، وراح البعض يستغل هذه الفرص ليتحدث حتى امام الهيئات الدولية والمسؤولين ، وكانه يمثل طائفة او قومية بجميع افرادها ، ويظهر نفسه وكانه ممثلهم الحقيقي ، او ناطق باسمهم ، هذا فرض الذات واظهار الشخص لنفسه وكانه يتحدث باسم المجموع اعتقد الغاية منه محاولة ذلك الشخص الحصول على منصب او نصب نفسه وليا او وكيلا للغير ، فهذا غباء بعينه ، لانه يظهر لحد الان لم تسد رمقه تلك المناصب التي تولاها ، ليعلم الذين يراجعون المسؤولين او حتى بعض المؤسسات سواء كانت حكومية او مؤسسات الامم المتحدة كما حصل موخرا هولاء لا يمكن ان يتحدثو الا بصفتهم الشخصية ، فهم لا يمثلون غير انفسهم ، فمثلا لا يمكن تعميم ما يطالبون به ويجعلونه من المسلمات او من الاشياء والامور العامة وكأنه الذي كُلف بان يتحدث باسمه الشخصي يريد ان يظهر نفسه وكأنه يتحدث عن الجميع بدون ان يستفتى هذا المجموع هل انهم راضون بان يمثلهم الشخص هذا ؟ ، لان يظهر من خلال بعض التسريبات من هذه اللقاءات بان بعض الاشخاص ممن يلتقون بمثل هذه المنظمات يحاولون بشتى السبل النيل او تسقيط الاخرين نتيجة اختلاف وجهات النظر بينهم وبين من يحاولون النيل من الاخر ، هذا السلوك السيء من المعيب جدا ان نجده عند بعض الاشخاص للاسف ، لست هنا في مجال نقد من يراجع في سبيل تحقيق هدف سامي مثل حقوق اهالي عنكاوا في الاراضي الزراعية ولا من اجل المحافظة على ما تبقى من اراضي او معالجة المشاكل التي تعاني منها عنكاوا او قرى وقصبات شعبنا ، ، لكن من خلال هذه اللقاءات او المراجعات او حتى ان يكون القصد منها سياسيا او متعلقا بالانتخابات ليعبر كل شخص عن رايه الخاص بدون ان يفرض رايه ويدعي بانه يمثل جميع المسيحين لان لابد ان يحصل اختلاف في الاراء وتباين في الطرح حتى بين العائلة الواحدة فما بالك اذا كان ما يطرحه احد من هولاء يمس مجموعة كبيرة من البشر لهم اراء متباينة وتوجهات تختلف باختلاف اصحابها ، تقرأ عبر ما يدونه البعض في رسائل التواصل الاجتماعي ما يعبر فيها انه زار مع مجموعة من الاشخاص لا يمثلون سوى انفسهم حيث طرحوا مسائل تتعلق بالانتخابات في ما تسمى كوتا المسيحيين ، على ممثل للامم المتحدة في اربيل. ، براي مثل هذه المسائل الحساسة تحتاج قبل الاقدام عليها التشاور والاطلاع على مختلف الاراء والخروج برأي مشترك او يمكن حتى اجراء استفتاء بخصوص هذه القضايا الملحة ولكن للاسف بعض التسريبات من هذا الاجتماع بان كان هناك بعض المشاركين كان هدفهم تسقيط و انتقاد الاخرين الغير المشاركين في تلك الزيارة ، وكأن الحقيقة الوحيدة هم الذين يتمتعون بمعرفتها ولا احد غير هولاء يستحق ان يمثل المسيحيين ، يا ترى من اعطى لهولاء الحق ان يتحدثوا باسم المسيحين ؟ ، ومن الذي رشحهم ليكونوا متحدثين باسم المسيحيين ؟
إن اختيار ممثلينا في الكوتا لا تاتِ عبر عرض عضلات التي يمارسها البعض على صفحات الفيس بوك ، الغاية منها كسب الولاءات ، لان مثل هذه الحالة بحاجة الى معالجة جذرية وفعالة و لا يمكن ان تجرى كما الان. حيث لا ندري من اختار هولاء كي يمثلون المسيحيين في التحدث باسمهم ؟ كي يهرولوا امام بوابات المنظمة الدولية ، يا ترى من هي الجهة التي رشحتهم ؟ ومن هم الذين اختاروا هولاء الاشخاص ؟ كي يلتقوا مع جهات دولية ، ويتحدثوا عوضا عنا. هناك امور اخرى عديدة كان يجب مراعاتها ، قبل التوجه الى لقاء المنظمة الدولية او المحلية ، اولها البدء من الداخل اي من داخل البيت ، اي ان تناقش هذه الامور داخل الكيانات السياسية ثم ان تعقد ندوات ولقاءات مع القانونيين واعضاء البرلمان والسياسيين و الاطلاع على كل الاراء سواء تلك التي تؤيد ذلك او ترفضه ثم من الممكن اجراء استفتاء لبعض الشرائح من شعبنا للتعرف على ما هو ملائم ثم وضع بعض اليات التنفيذ من اجل السعي لتحقيق ما هو مقبول ومتفق عليه من قبل الجميع .
هذه مجرد اسئلة واقتراحات اضعها امام المسؤولين في المنظمة الدولية ومعها جميع من يهمهم ما حصل .