المحرر موضوع: حور العين .. هلوسة في مخيلة المعتقد الأسلامي  (زيارة 527 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف تيلجي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 473
  • كاتب ومحلل في مجال نقد الموروث الأسلامي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
   حور العين .. هلوسة في مخيلة المعتقد الأسلامي
موضوعة حور العين ، شغلت حيزا واسعا في المعتقد الأسلامي ، وجعلت الأراء حولها متقاطعة متضادة ، وقد أهتم بها شيوخ الأسلام عامة / يتقدمهم شيوخ الوهابية والسلفية ، وكذلك الباحثين والكتاب والدعاة ، أما الجمهور من المتنورين والعقلانيين - فقد كان لهم رأيا أخرا .. في هذا البحث سٌأقدم مجرد أضاءة حول هذا الموضوع الجدلي .
الموضوع :                                                                                                                              موضوعة حور العين متداولة في معظم المصادر والمراجع الأسلامية ، وسوف أورد مجرد نبذة مختصرة عنها ، متناولا آيتين من القرآن مع تفسيرين ، ومن ثم سأسرد حديثين لرسول الأسلام ، وسأختم بقراءتي الخاصة لهذا البحث المختصر .                                                                            * جاء في النص القرآني الآية التالية ( كَذَٰلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ / 54 سورة الخان ) وتفسيرها وفق الطبري : يقول تعالى ذكره : كما أعطينا هؤلاء المتقين في الآخرة من الكرامة بإدخالناهم الجنات ، وإلباسناهم فيها السندس والإستبرق ، كذلك أكرمناهم بأن زوّجناهم أيضا فيها حورا من النساء ، وهن النقيات البياض ، واحدتهنّ : حَوْراء . وكان مجاهد يقول في معنى الحُور ، قوله " وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ " قال : أنكحناهم حورا . قال : والحُور : اللاتي يحار فيهنّ الطرف بادٍ مُخُّ سوقهنّ من وراء ثيابهنّ ، ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهنّ كالمرآة من رقة الجلد . وهذا الذي قاله مجاهد من أن الحور إنما معناها : أنه يحار فيها الطرف ، قول لا معنى له في كلام العرب ، لأن الحُور إنما هو جمع حوراء ، كالحمر جمع حمراء والسود : جمع سوداء ، والحوراء إنما هي فعلاء من الحور وهو نقاء البياض . / نقل من موقع القرآن الكريم .  أما الآية الثانية ، فهي ( حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ / 72 سورة الرحمن ) ومن التفسير الميسر ، أورد التالي في تفسير هذه الآية - فوفق السعدي : { حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ } أي : محبوسات في خيام اللؤلؤ ، قد تهيأن وأعددن أنفسهن لأزواجهن ، ولا ينفي ذلك خروجهن في البساتين ورياض الجنة ، كما جرت العادة لبنات الملوك ونحوهن [ المخدرات ] الخفرات . ومن الوسيط للطنطاوي : وقوله ( حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الخيام ) بدل من خيرات . والحور : جمع حوراء ، وهى المرأة ذات الحور ، أى : ذات العين التى اشتد بياضها واشتد سوادها فى جمال وحسن . ومقصورات : جمع مقصورة أى : محتجبة فى بيتها ، قد قصرت نفسها على زوجها . بل هى ملازمة لبيتها ، وتلك صفة النساء الفضليات ..
* ومن موقع / أسلام ويب ، أنقل حديثين عن رسول الأسلام ، بصدد حور العين ( ما ورد في الصحيحين ، حديث أبي هريرة ، قال : قال رسول الله : أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوطون ، آنيتهم فيها الذهب ، أمشاطهم من الذهب والفضة ، ومجامرهم الألوة ، ورشحهم المسك ، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن ، لا اختلاف بينهم ولا تباغض ، قلوبهم قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشيا .. وحديث أخر : عن أنس بن مالك عن النبي : لروحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها ، ولقاب قوس أحدكم من الجنة أو موضع قيد ـ يعني سوطه ـ خير من الدنيا وما فيها ، ولو أن أمرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيه / رواه البخاري ) .                 
أراء في أنكار العلاقات الجنسية في الجنة :                                                                                                         * أنكر الكثير من الباحثين وحتى من شيوخ الأسلام ، أي علاقات جنسية في الجنة ، فقد ذهب الدكتور أنور ماجد عشقي ( رئيس مركز الشرق الأوسط الاستيراتيجية والقانونية ) إلى أن الحور العين ليسوا للمتعة الحسية ، وذلك لأن الدوافع الجنسية غير موجودة في الجنة وآدم لم يغادرها إلا بعد انكشاف سوءته ، وأن الاستمتاع بالحور ليس جنسياً بل هو معنوي لا ندرك مداه بعقولنا الدنيوية . وأوضح عشقي في مقال كتبه في ملحق ” الرسالة ” الجمعة سبب تناوله هذا الموضوع لأمرين : أولها - استغلال الإرهابيين للشباب من المراهقين ، والإيحاء لهم بأنهم إذا قاموا بعملية انتحارية وقتلوا ودمروا فإنهم يصبحون شهداء ، وحال موتهم تستقبلهم الحور العين في الجنة . والأمر الثاني - الذي دفعه لتناول هذا الموضوع : أن عدداً من طلبة العلم وكبار المثقفين ، يعتقدون بوجود الممارسة الجنسية في الجنة ، وأضاف : حتى بلغ الشطط ببعضهم أن ألف كتاباً وأفتن في هذا التصور العدمي ، فقال بأن ( الولدان المخلدون ) الذين وردوا في القرآن الكريم هم لأهل الجنة الذين كانوا يميلون بشهوتهم في الدنيا إلى اللواط ومنعوا أنفسهم من ممارسة ذلك الشذوذ ، فإن الله سيكافؤهم في الجنة بالولدان المخلدين ، وهذا ما يشوه صورة الجنة في أذهان المسلمين ، ويبعث على السخرية من قبل أعدائهم .                         * ومن موقع الكنانة ، أورد مقالا للكاتبة / ســـوسن محمـــود ، بذات الصدد - نافية أي علاقات جنسية في الجنة ، أنقل مقتطفا منه : شهدت الأوساط المصرية جدلاً كبيراً بعد نفي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وهو الداعية " خالد الجندي " فكرة ممارسة الجنس في الجنة جملة وتفصيلاً في حلقة ضمن برنامجه " لعلهم يفقهون " ، قال الجندي : الحالة الجنسية والإخراجية المعروفة بتنتهي ، ولن يكون هناك إنجاب ، والأدوات التناسلية ستنتهي لأن وظيفتها تُعوَّض بأخرى ، ومفيش علاقات جنسية في الجنة ، بالمعنى المعروف لدينا ، والجنة منزّهة عن العلاقات الجنسية الموجودة في الدنيا .                                                                     

القراءة :                                                                                                                                  1 . سوف لن أناقش ما كتبه الصحابة والتابعين والفقهاء والأئمة ، وذلك لأنهم جميعا متفقون بالكثير من المشتركات ، وهي الأستحقاقات والصفات والأوصاف المذهلة لحور العين ، وهذا ديدنهم . وأذا كان هناك من أختلاف فهو أختلاف شكلي غير جوهري ، وهم يكتبون بما تجود قريحتهم به - ويسطرون من المخيلة المعتقدية للأسلام ، ولأجل موافقة نهج محمد . 2 . لكني سأتوقف فيما يتعلق بالذات الألهية ، ففي آية { إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ / 55 سورة يس } / مثلا ، وتفسيرها " وفق أبن عباس وغيره ، قالوا في تفسير قول الله تعالى / أعلاه ، أي في افتضاض الأبكار ، وأفرد أبن القيّم باباً في ذكر نكاح أهل الجنة ووطئهم والتذاذهم بذلك أكمل لذة ." وهذا نموذج واحد على سبيل المثال وليس الحصر .              * والتساؤل ، هل الله بهذا المقام الأباحي ، لكي يصف / بلسانه ، عملية جنسية حميمية تامة ، وهي " افتضاض الأبكار ، و نكاح أهل الجنة ووطئهم والتذاذهم .. " . وهل من مهام الله وصف ما يجري في الجنة من أفعال مقيتة ، وهل الجنة مسرحا موبوءا بالجنس واللذة الجسدية / التي تركها بني آدم في حياته الدنيوية ، أن هذا لتجاوز على صورة الله ، وهو القدوس . 3 . ورسول الأسلام ينهج نهج القرآن ، وذلك بتأكيده على الوجود الجنسي في الجنة (( حيث وردت أحاديث صحيحة يشير ظاهرها إلى وجود علاقة جنسية في الجنة ، ومن ذلك ما رواه أبو هريرة عن رسول الله ، قال ( قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! هَلْ نَصِلُ إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ ؟ فَقَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَصِلُ فِي الْيَوْمِ إِلَى مِائَةِ عَذْرَاءَ ) ، وعن انس بن مالك النبي قال : ( يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع ) ، قيل يارسول الله او يطيق ذلك ؟ قال : يعطى قوة مائة )) . ورسول الأسلام لا يتكلم من هواه لأنه (( " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى / 3 سورة النجم " ، وتفسير ذلك ، يقول تعالى ذكره : وما ينطق محمد بهذا القرآن عن هواه ، " إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى " يقول : ما هذا القرآن إلا وحي من الله يوحيه إليه / نقل من القرآن )) .      4 . أذن محمد بن عبدالله ورب القرآن ، يتكلمون بذات المنطق وبذات النهج ، وهذا مما يؤكد من أن النص القرآني والحديث النبوي ، ينطلقان من نفس المصد فكرا ورؤءا ونهجا ، أحدهما يكمل الأخر ، وكان المبتغى من حور العين ، في الحقبة المحمدية ، هو جذب القبائل العربية / الجاهلية الوعي ، في صف محمد ـ بأغوائهم بهلوسات وطأ حور العين في الجنة ، بحال أستشهادهم في الغزوات .
خاتمة :                                                                                                                                    أولا - أن المهم ، بل الأهم ، هو العمل على الحد من أغواء شباب المسلمين - المخدوعين بنيل حورالعين في الجنة حال أستشهادهم بالعمليات الأنتحارية ، وأيجاد السبل لنهرهم من الأنضمام بالمنظمات الأرهابية / القاعدة وداعش .. ، وهذا الأمر يحتاج الى خطاب واضح من قبل مؤسسة الأزهر، وذلك لأن مرجعية هذه المنظمات الأرهابية هو أهل السنة والجماعة ، فالواجب يقتضي من الأزهر أن " يلغي أو يحجر / موضوعة حور العين ، من كل النصوص القرآنية ، ومن كل الموروث ذات الصلة وحذفه من أدبيات الأسلام ، وذلك من أجل الحفاظ على الأجيال الواعدة ، الذين يعتبرون عماد نهضة الأمة " .           ثانيا - ووددت أن أختم بحثي المختصر بالأضاءة التالية : أن رب القرآن / النصوص ، وما ينطق به محمد / الأحاديث ، قد أبتدعا من المخيلة العقدية للأسلام ، نوعا من الجنس ذو الخلفية الدينية ، وهو وطأ حور العين في الجنة / كان مخصصا في الحقبة المحمدية - لقتلى غزوات الرسول ، ومن ثم خصص لاحقا - للأنتحاريين من المنظمات الأرهابية الأسلامية ، وكل هذه الأمور أبعد ما تكون من عقائد أي دين من الأديان السماوية ، ولا حتى من الأديان الأرضية .. نقطة رأس السطر.