المحرر موضوع: ماذا لو أنهم إستعدوا للكارثة؟!!  (زيارة 875 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رياض شابا

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 16
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ماذا لو أنهم إستعدوا للكارثة؟!!
 

      رياض شابا
                                         
     لم اكن انوي نشر سطوري هذه عن " زلزال القرن " ، كما اسرع البعض الى اطلاق هذه التسمية على الزلزال التركي السوري الذي اذهل العالم ، لانني تساءلت في سري : ما الذي يمكن ان اضيفه الى هذا الكم الهائل من المعلومات والتقارير والصور والتعليقات والمشاعر ، وتحليلات من كل نوع ولون ، اكتظت بها اجهزة الاعلام والمواقع بانواعها ،في شرقي الكرة الارضية وغربيها ؟..
ساحتفظ باحاسيسي اذن و اكتفي بالمراقبة.

  الا ان ما جعلني اغير رايي ، كان التصريح " القنبلة " الذي اطلقه عالم جيولوجي تركي معني بطبقات الارض ، هو البروفسور الدكتور  ناجي غورور عضو هيئة التدريس في جامعة ااسطنبول التقنية - قسم الهندسة الجيولوجية ، في لقاء اجرته معه " حياة اليماني " ، ضمن برنامج " المسائية " على قناة "الجزيرة " مباشر ، يوم 11 شباط 2023 في الساعة 11:52 صباحا " مكة المكرمة ".
  شدتني العناوين منذ اللحظة الاولى وانا اتابع و اقرا مانشره موقع القناة على شاشة الحاسوب ، ثم وانا اصغي لتفاصيل اللقاء التلفزيوني مرة ، ثم مرتين ، فثلاث :
"الزلزال كان يصرخ " : أنا قادم.
جيولوجي تركي توقع "الكارثة " منذ 2020 و يحذر من خطر جديد (فيديو) ..
عالم جيولوجي تركي .. " حذرت كثيراً من الزلزال لكن  لم يستمع الي أحد.

تحذيرات قبل وقوع الزلزال

   وفي التفاصيل ، وفي الجزء الاخير من المقابلة المحررة والمطبوعة قرات ما نصه : اوضح البروفسور غورور انه كان قد حذر من وقوع زلزال بولاية الازيغ شرقي تركيا ، و عندما حدث الزلزال بالفعل عام 2020 ، قام بتحذير المسؤولين من وقوع زلزال مدمر في كهرمان مرعش ، لكن تحذيراته لم تؤخذ على محمل الجد ، مضيفا " كان الزلزال يصرخ : انا قادم ، لكن احدا لم يتجاوب مع التحذيرات  ما تسبب بكل هذا الخراب الذي رايناه".

   اما في مقابلته الحية بالصوت والصورة مع المذيعة " حياة " و التي كانت تترجم فورياً، فقد قال البروفيسور غورو : " كنت أحذر الأدارة المحلية  ، و كذلك الحكومة و المسؤلين و الشعب، و لكن رغم ذلك لم يكن هناك تجاوب من الأدارة و لا من الشعب مع الأسف الشديد " .. " و كان الجميع لديه علم ، أنه سيكون هنالك زلزال".
   و الى آخر المقابلة ، التي اثارت دهشة الكثيرين حد الصدمة ، و الغريب ان الامر كله قد مر مرور الكرام ، رغم خطورة ما ورد من معلومات ، نترك تقييم مدى صحتها و موضوعيتها لذوي الشان من مسؤولين و معنيين و مختصين.
  والسؤال الذي يطرح نفسه الان و بالحاح : ماذا لو ان تلك المعلومات علمية و حقيقية و دقيقة فعلا ؟. ماذا لو انهم انتبهوا الى تحذيرات البروفسور واخذوا بطروحاته ؟. كم من الارواح كان بالامكان انقاذها من ذلك الموت الرهيب ؟. وكم من البشر ما كانوا يعانون الجوع والتشرد والنوم في العراء ؟.
  و لن نسال عن كيفية تفادي الخسائر في الماديات ، فذلك شان اخر ، شان ثانوي ربما ، اذ يبقى البشر الاغلى والاهم في كل زمان ومكان.
  ماذا .. وكيف .. و لماذا..؟. تحاصرنا الاسئلة ، و تنهشنا الحيرة ، و يتخيل كل واحد منا الاحوال لو ان الناس استعدوا للكارثة وتدبروا امر تفادي نتائجها.
  اما السؤال الاخر فهو : بعد كل ما حصل ، هل استوعب العالم الدرس بلدانا وحكومات ومنظمات و مؤسسات ؟. وهل سيعمل الجميع على معالجة الثغرات والنواقص سواء كان ذلك قبل وقوع الحدث و اثناء وقوعه ثم خلال التصدي لنتائجه ؟. و لما يسببه من حزن وهلع وقلق والم ؟.
  والم الروح والنفس يكون اشد قسوة في حال كهذه، عندما تعرف ان صرخات هنا وصيحات هناك ظلت تتعالى منبهة الى ان الامكانات كانت دون المستوى منذ الوهلة الاولى، وان عراقيل من كل نوع اخرت الدعم والعون والمساعدات، وان كل ساعة تاخير كانت تعني موت خمسين شخصا من بين اولئك المسحوقين تحت الواح الكونكريت والحجارة والحديد !!.
  وان الحديث عن صور الماساة يطول و يطول، بل هو اعجز من ان يعبر عن فظاعة ما جرى ، لكن ورغم كل شئ ظلت صورة الامل تكبر وتكبر مع الجهود الجبارة لابطال الانقاذ حاملين عجائز و مسنين واطفالا امضوا اكثر من مائة ساعة بل و مائتي ساعة تحت الركام والبرد والظلام، لتبقى اسماؤهم مشاعل ترمز الى انتصار الانسان، انتصار ارادة الحياة .. ولا اظن ان احدا سينسى يوما عنقاء الزلازل، و طفل الموزة و عمو " طالعني ".. واطفال الحطام .. و غيرهم كثير ممن كتبت لهم حياة جديدة في ملاحم اشبه ما تكون بالمعجزة.