المحرر موضوع: مبدأ حق تقرير المصير استحقاق مقدس للشعوب صغيرها قبل كبيرها  (زيارة 422 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صلاح بدرالدين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 945
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مبدأ حق تقرير المصير استحقاق مقدس للشعوب صغيرها قبل كبيرها
                                                                                 
صلاح بدرالدين


     حوار مع الشركاء حول المبدأ
  هذه ليست المرة الأولى التي اناقش فيها الصديق د كمال اللبواني حول مسائل القضية السورية ، التي نتشارك جميعا في مسؤولية التصدي لها ، وقد سبق ان تحاورنا على منابر إعلامية حول شؤون ، وشجون الكرد السوريين ، وتوافقنا على الكثير منها، واختلفنا على البعض القليل الذي ظهر جزء منه في بثه الأخير ، وسيكون في صلب موضوعنا اليوم ، وذلك ايمانا مني انه ليس امام السوريين بكافة اطيافهم ، وفي محنتهم المستمرة والتي تفاقمت اضعافا منذ اكثر من اثني عشر عاما وحتى الان ، الا التحاور وصولا الى التوافقات ، وتحديد وتعزيز المشتركات الوطنية ، لاجتياز هذه المرحلة الأصعب في تاريخ البلاد .
      أخطاء منهجية في البث المباشر الأخير للدكتور اللبواني
  أولا – الخطأ الأول هو اعتبار – اجتماع دورتموند – المانيا الذي وقف من ورائه كما يؤكد هو بالذات ، – قسد ومسد وجماعات ب ك ك بمختلف المسميات – وعقد تحت اسم ( مؤتمر الشباب السوريين ) وكأنه التأم بهدف حل القضية الكردية السورية ، لان هذا الموضوع لم يكن في جدول الاعمال بالأساس ، والهدف الأول والأخير كان التسويق لمحاولات هذه الجماعات التي تتكرر منذ عامين تقريبا ، على شكل لقاءات فاشلة ، تمت في ستوكهولم ، والقامشلي ، وأماكن أخرى ، للظهور بمظهر خط ثالث ! ( وطرف وطني ديموقراطي ) ، يسعى لبناء جبهة واسعة ، يمتلك تجربة نموذجية في الإدارة الذاتية تصلح لكل المناطق السورية ،  مستغلا تراجع الثورة ، والمعارضة ، وذلك ليس من اجل اسقاط الاستبداد ، واجراء التغيير الديموقراطي ، بل لتعزيز أوراقه التفاوضية مع النظام .
  نشطاء هذه الجماعات الذين يجيدون النطق باللغة العربية ، يحاولون من اجل تحقيق ذلك الهدف ، توريط ، واغراء عناصر سورية غير كردية كانت بصفوف الثورة والمعارضة ، وبينها اعلامييون ، ومجموعات منتظمة في حلقات ، وجمعيات في بلدان أوروبا ، وامريكا ، وخصصوا ميزانيات مالية سخية لتحقيق مبتغاهم ، وأوكلوا مراكزهم ، وجمعياتهم المرخصة في أوروبا لتولي هذه المهمة ، وتنظيم فعاليات وبينها ( مؤتمر الشباب السوريين ) .
  ثانيا – البناء على الخطأ الأول أوقع الصديق اللبواني في مطبات عديدة ، من بينها اعتبار هذه الجماعات وكانها تعبر عن الكرد السوريين ، وتقود الحركة الكردية السورية ، وانها تجسد إرادة الكرد في الانفصال ، والدعوة للحرب العنصرية ، وتغيير التركيب الديموغرافي بالقوة ، متناسيا تاريخ الحركة الكردية السورية الاصلية والاصيلة منذ نحو قرن وحتى الان ، ودورها الوطني ، وتضحيات مناضليها من اجل الديموقراطية ، والاستقلال ، ومتجاهلا وقائع توافد هذه الجماعات منذ اندلاع الثورة السورية ( التي شارك فيها الكرد )، بحسب اتفاق مبرم بين مركز – قنديل – ل ب ك ك ، ومندوب نظام الأسد المقبور – آصف شوكت - .
  قد يقول اللبواني وغيره : ولكن اين الحركة الكردية الاصلية المنتخبة من الشعب ؟ وأين النخب الوطنية الديموقراطية ؟ ومامدى قوتهم على الأرض من فصائل مسلحة وخلافها ؟ والجواب هو بطبيعة الحال وقد ينبري احد ما ويتساءل وماذا يمثل السيد اللبواني في الحركة الوطنية السورية ؟ وكم لديه من مسلحين ؟ حتى يقرر مصير الاخرين ، ويحدد دستور سوريا ، ويرفض الصيغ المطروحة من حكم ذاتي ، وفيدرالية ، وخلافها ؟ علما انني لن انكر يوما نضاله ، وتضحياته من اجل وطنه وشعبه ، ومعاناته في معتقلات أجهزة نظام الاستبداد ، من جهة أخرى  هناك عشرات الفصائل المسلحة المحسوبة على – الائتلاف – ولكنها لاتمثل الشعب السوري ، بل تعيث فسادا على الأرض .
   علينا ان نعلم جميعا ان الشعب السوري يمر بمرحلة استِثنائية انتقالية ، وليس هناك مؤسسات وطنية منتخبة تمثل إرادة السوريين من العرب ، والكرد ، والتركمان ، وكل المكونات الأخرى ، وليس هناك افراد مخولون لتقرير مصير العباد ، والبلاد ، نحن نعيش فوضى هدامة ، ونحتاج الى إعادة تنظيم الطاقات ، والتفاهم عبر الحوار الخلاق ، وهو امر في غاية الصعوبة بهذه الأجواء الغائمة .
  ثالثا – الاتفاقيات ، والمعاهدات الدولية المبرمة في زمن الانتداب ، والاستعمار ومن ضمنها اتفاقية سايكس – بيكو ، وكذلك وعد بلفور ، وحتى معاهدة لوزان ، ليست منزلة من السماء لايجوز المساس بها ، فهي جاءت في ظل موازين قوى دولية معينة ، ويمكن ان تزول اذا تغيرت موازين القوى ، وهي ممكن في أي وقت ، كل ماابرم  خلال الحربين العالميتين ، ومابعدهما لم يكن بمشاركة شعوب المنطقة ، بل فرضت فرضا ، لذلك زوالها او ابطالها لن يضرا شعوبنا ، بل يمكن ان تتم إعادة الحقوق الى أصحابها .
  من جهة أخرى لااعتقد ان نفي وانكار مبدأ حق تقرير مصير الشعوب فقط بخصوص الحالة الكردية موقف عقلاني سليم ، فحجب هذا الحق المبدئي المقدس ، والمسلم به ، والمعتمد لدى جميع شعوب العالم ، يصيب نضال السوريين أيضا في سبيل تقرير مصير مستقبل بلادهم ، والنظام السياسي الذي ينشدونه .