المحرر موضوع: احداث مختارة من الشرق والغرب.. ح 1  (زيارة 438 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماجد ايليا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 491
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
احداث مختارة من الشرق والغرب.. ح 1
الصحفي \ ماجد ايليا
سنسرد في هذه الزاوية الروائية للاحداث على شكل حلقات نتمنى ان تنال اعجابكم وبما تخدم المجتمع:
(صديق ونص)
حدث في مدينة عريقة في احدى هضاب الشرق، اتى رجل حكيم وسال ابنه البكر عن عدد اصدقائه وكيف هي اخلاقهم وطبيعتهم معه، بغية الاطمئنان على ولده ومع من يسير ويخالط..
اجابه ابنه البكر:
تقريبا يا ابي عددهم 50 صديقاً، واما عن اخلاقهم وطبيعتهم فحدث ولا حرج.
الحكيم: وهل عاشرتهم وجربتهم جيدا؟!
الابن: لا تقلق يا ابي.
فرد الحكيم: يا بني انا وبهذا العمر املك صديقاً واحداً ونصف.
فاستغرب الابن لهذا العدد والتسمية (صديق ونص)، فاستفسر عن قصة الصديق و النص من ابيه.
فاجابه الحكيم: ساعرفك يا بني الليلة على اخلاق اصدقائك ومكانتك عندهم وانت احكم هل ينفعونك ام لا.
فقبل الولد واتفقا على تلك الليلة بمعرفة الحقيقة ومواقف اصدقائه الخمسون..
فجلب الوالد دجاجة منزل وذبحها ولطخ ملابس ابنه بدمائها وقال له: يا بني الان وبهذه الليلة اذهب واطرق باب كل اصدقائك واحد تلو الاخر وقص عليهم هذه الحادثة:
اعذروني يا اصدقائي فلقد تشاجرت الليلة مع احد الاغراب للدفاع عن نفسي بعد ما اراد ان يسرقني في الطريق وانا عائد لمنزلي وبدون قصد قتلته بسكين صغيرة كان يحملها الغريب ولا اعلم ماذا افعل وانا خائف ان اعود للبيت ويراني ابي بهذه الحالة فاذا امكن ان ابيت عندكم فقط هذه الليلة وفي الصباح رباح.
وبالفعل ذهب الولد وجرب الخمسين صديق وقص عليهم هذه الحادثة وللاسف صدم الابن برد جميع اصدقائه وتخوفهم بايوائه لديهم لئلا يجلب لهم المشاكل والعداوات، لا بل طرده بعضهم وانكروا معرفتهم به وبكل سهولة.
فعاد الابن خائب حاملا بجعبته الم وغدر الاصدقاء له وغير مصدق من ما جرى، وقص على والده الحكيم ما حدث وكان يعلم الوالد بحقيقة اصدقائه الكثر والذين هم كثيرين بعددهم ولكن معدومي الافعال والوقفات بجانب اصدقائهم، فهون الوالد عليه وحدثه عن (صديقه والنص) قائلا:
اذهب يا بني الى فلان فهو نصف صديقي وبهذه الليلة وقص عليه ما حدث من حادثتنا المسرودة بالخفاء وقل له انا ابن الحكيم فلان وعٌد بعدها وحدثني بما حصل.
فوافق الابن ورحل، ولدى وصوله الى الـ (نص صديق والده) قص عليه ما حدث، وفي الحال ادخله وخبئه في العلية وطلب من ابنائه السبعة بان يكرموا ضيفهم ويغتسل وان يحرس 3 من ابنائه في الخارج لئلا ياتيهم من يطارد الضيف المفجوع اثر ما حدث له، وفي الصباح الباكر ساله المضيف ضيفه: ابن من تكون يا غالام؟
اجابه الصبي: انا ابن الحكيم فلان واناس كانوا يعلموا بصداقتكم منذ زمن دلوني عليك وها هي قصتي ولا اعلم ما انا فاعل؟!
فطمئنه صديق والده الحكيم، وقال له بكل ثقة: اكرام الضيف 3 ايام يا بني ولا تقلق فان اتى الغرباء وارادوا ايذائك فتاكد انا وابنائي السبعة سنحميك ويجب عليهم قتلنا جميعا للوصول اليك فاطمئن ولا تقلق.
وبعد انتهاء الضيافة شكر الصبي صديق اباه الوفي وعاد وقص لابيه ما حدث وهو في قمة التعجب من ولاء النص صديق لصديقه الحكيم وابنه.
فضحك الحكيم قائلا: هذكذا يكون الاصدقاء وهذا من رعاك وحماك في بيته كان مجرد نص صديق فما بالك بالصديق الاخر لو كنت احتجته في ازمة ما؟!!! ............. انتهى.
وهنا نستلهم من هذا الحدث، الصداقة والاخوة ليست بالعدد وانما بالنوعية وكما قيل: الف عدو ولا صديق خائن.