المحرر موضوع: لا تغيير في موعد الانتخابات التركية ولا نتائج مضمونة لأردوغان  (زيارة 608 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31484
    • مشاهدة الملف الشخصي
لا تغيير في موعد الانتخابات التركية ولا نتائج مضمونة لأردوغان
الرئيس التركي يعد في دعاية انتخابية بإعادة بناء آلاف المنازل المدمرة في غضون عام، لكن الأمر يبدو غير واقعي وسيستغرق عدة أشهر قبل أن يتمكن مئات الآلاف من مغادرة الخيام والملاجئ المؤقتة.
MEO

أردوغان يخوض حملة دعائية وسط موجة غضب شعبي
 هل يصوت 14 مليون ناخب من مناطق ضربها الزلزال؟
 تشكيك في قدرة هيئة الانتخابات على ترتيب الاقتراع في موعده
 توقعات بتصويت عقابي ينهي عقدين من حكم أردوغان

أنقرة - أبقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء على موعد الانتخابات المقررة في مايو /أيار، في قرار لم يعلنه بشكل مباشر لكنه ألمح إلى ذلك في كلمة أمام نواب حزبه العدالة والتنمية في البرلمان، بينما يواجه حملة انتقادات وغضب شعبي بسبب سوء إدارة حكومته للأزمة وبطء الاستجابة للمتضررين من زلزال 6 فبراير الذي شرد الملايين.

وفي تاريخ سيكون بعد ما يزيد قليلا على ثلاثة أشهر من الزلزال المدمر الذي قتل أكثر من 45 ألفا في تركيا، سيجد أردوغان نفسه أمام اختبار جدي بينما يواجه متاعب على أكثر من صعيد.

ولم تفلح الوعود التي أطلقها والتي قال فيها إنه سعيد بناء مساكن أفضل لملايين المشردين ممن دمر الزلزال مساكنهم، في احتواء غضب شعب وحملة انتقادات حادة تقودها المعارضة.

وقال الأربعاء "هذه الأمة ستفعل ما يلزم يوم 14 مايو إن شاء الله" في إشارة على ما يبدو إلى الانتخابات التي يُنظر إليها على أنها أكبر تحد سياسي يواجهه الرئيس التركي على الإطلاق.

وصدرت إشارات متباينة بشأن التوقيت المرجح لعقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية منذ زلزال الشهر الماضي، إذ أشار البعض إلى احتمال تأجيلها لوقت لاحق من العام أو عقدها في التاريخ المقرر لها يوم 18 يونيو/خزيران القادم.

وتراجعت شعبية أردوغان في السنوات القليلة الماضية حتى من قبل وقوع الكارثة بسبب ارتفاع التضخم وتهاوي قيمة الليرة التركية مما أثر على مستويات المعيشة، لكن بعض استطلاعات للرأي في الأشهر الماضية أظهرت بوادر على استعادته لبعض التأييد.

ويواجه في هذه الفترة موجة انتقادات بسبب أسلوب تعامل حكومته مع أكبر زلزال تشهده البلاد في تاريخها المعاصر من حيث عدد القتلى، لكنه دافع عن تعامل أنقرة اليوم الأربعاء مع الأزمة قائلا إنها وجدت نفسها فجأة وسط "عاصفة من الزلازل".

في كلمة مصحوبة بمقطع فيديو يظهر كل جهود الدولة للتعامل مع الكارثة قال "سنبني مباني أفضل بدلا من تلك التي انهارت. سنكسب القلوب وسنفتح مستقبلا جديدا أمام شعبنا".

وسبق أن قال أردوغان الذي يسعى لتمديد حكمه لعقد ثالث، إنه سيجري تقديم موعد الانتخابات إلى مايو لتفادي فترة العطلات في يونيو.

ويشكك البعض في قدرة السلطات الانتخابية على الاستعداد ووضع الترتيبات اللوجستية اللازمة لمشاركة القاطنين في المنطقة المتضررة من الزلزال في الانتخابات والذين يبلغ عددهم نحو 14 مليون نسمة. ويزور مسؤولون عن الانتخابات المنطقة هذا الأسبوع لإعداد تقرير عن مدى جاهزيتها لإجراء التصويت.

وتولى أردوغان السلطة قبل 20 عاما في وقت كانت تعاني فيه تركيا من أزمة اقتصادية حادة في عام 2001 وفساد مزمن أصاب المؤسسات بالشلل. وواجه الائتلاف الحاكم آنذاك اتهامات بالفشل في إدارة أزمة زلزال 1999 المدمر.

والآن عليه أيضا أن يرد على انتقادات تعامله مع الزلزال في منطقة حظي فيها عادة بالتأييد. وحصل في انتخابات رئاسية جرت في 2018 على 55 بالمئة من الأصوات في 10 أقاليم ضربها الزلزال كما حصل حزبه والأحزاب الشريكة له على ذات المستوى من التأييد في انتخابات برلمانية.

وعبر بعض الأتراك في أحد أكثر المناطق تضررا من الزلزال عن إحباطهم اليوم الأربعاء من طريقة تعامل الدولة مع الكارثة التي قالوا إن تأثيرها كان سلبيا على آراء الناس في الحكومة.

وقال صاحب متجر في بلدة نارلي التي تبعد نحو 20 كيلومترا عن مركز الزلزال الأول "الجميع هنا يصوتون لحزب العدالة والتنمية بشكل عفوي لكن المساعدة وصلت لنا متأخرة جدا. يفكر الناس في تغيير رأيهم".

وقال مزارع من قرية في المنطقة "لا أعتقد أن المعارضة أيضا على قدر المهمة المطلوبة. لكننا نحتاج لتغيير جذري".

وفي وقت سابق اليوم الأربعاء قالت إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) إن عدد القتلى في تركيا ارتفع إلى 45089، ليصل إجمالي عدد الضحايا بما يشمل سوريا إلى نحو 51 ألفا. كما بلغ عدد المصابين 108 آلاف في تركيا.

وتواجه أنقرة تحديا كبيرا في إصلاح الدمار الهائل الناجم عن الزلزال والهزات الارتدادية التي دفعت الملايين للاحتماء في خيام أو للسعي للانتقال إلى مدن أخرى.

وتعهد أردوغان بإعادة بناء المنازل في غضون عام، لكن الأمر سيستغرق عدة أشهر قبل أن يتمكن الآلاف من مغادرة الخيام والملاجئ المؤقتة والتوقف عن الانتظار في طوابير يومية للحصول على الطعام والانتقال إلى مساكن دائمة.

وقال إن أكثر من 200 ألف من المباني إما دمرت أو تضررت بشدة جراء الزلازل، بينما أوضحت إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) أنها سجلت نزوح نحو مليونين من المنطقة المنكوبة التي تعرضت لأكثر من 11 ألف هزة ارتدادية.

ويرجح متابعون للشأن التركي أن يكون التصويت خلال الانتخابات التي ستجري في مايو/ايار تصويتا عقابيا.

وأظهرت تقارير ومقاطع فيديو انتشرت في الفترة الأخيرة احتقانا خاصة في الولايات الـ11 التي تضررت بشدة من الزلزال الأخير. وانتقد كثيرون ما اعتبروه تراخ من الحكومة في مساعدتهم وكيف أنهم تركوا في الأيام الأولى لزلزال 6 فبراير/شباط وحيدين بينما عجزوا عن انقاذ ذويهم من تحت الأنقاض.

وتحمل العارضة التركية ومؤسسات المجتمع المدني، الحكومة المسؤولية عن مقتل عشرات اللآلاف بسبب عدم جاهزيتها للتعامل مع مثل هذه الكوارث، بينما يحملها البعض المسؤولية عن الحصيلة الكارثية بسبب منحها قبل سنوات إعفاءات لمئات آلاف الملاك والمطورين العقاريين من قانون صارم للبناء، ما تسبب في انهيار آلاف من تلك المباني لعدم مطابقتها للمواصفات والمعايير المطلوبة للبناء في مناطق بها صدع زلزالي معروف.