المحرر موضوع: تقرير اعلامي عن ندوة التي اقيمت في ملبورن حول "مفهوم الحداثة"  (زيارة 1371 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تقرير اعلامي عن ندوة حول مفهوم الحداثة في ملبورن
للاستماع على فقرتي يرجى فتح يوتيوب على  الرابط ادناه
https://ankawa.com/forum/index.php?topic=1043505.0
نص التقرير
ضمن نشاطات مركز العلامة الأب ألبير أبونا الثقافي انعقدت ندوة أدبية في مفهوم الحداثة وذلك في الساعة السابعة من مساء يوم الخميس المصادف 2/3/2023، وهو النشاط الثالث للمركز في هذه السنة. حيث شارك أربعة متحاورون تناول كل واحد منهم جانب من جوانب الحداثة، وهم كل من: الشاعر أحمد راضي في مجال الشعر... الموسيقار رائد عزيز في مجال الموسيقى... الفنان المسرحي ثامر ميخائيل في مجال المسرح... الكاتب يوحنا بيداويد في مجال الفلسفة. حيث تكلم كل منهم مدة 10 دقائق عن الحداثة في مجاله. وقد أدار الندوة الأديب نزار حنا الديراني الذي تحدث باختصار عن مفهوم الحداثة لديه وما رافقها من ثورة ثقافية وصناعية وأهمية اللقاءات والحوارات التي كانت تجري في منتديات أوروبا في دعم المسيرة الحداثوية.
وهذا ملخص طرح المشاركين الأربعة:
1- الشاعر أحمد راضي: حيث تناول أبرز محطات الحداثة في الشعر لخصها بخمسة محاور مختصرة تعاطت مع موضوع الحداثة في الشعر: في المحور الأول عرف الباحث الحداثة لغة واصطلاحا ونشأة كما تعرض لاختلاف الآراء في انطلاقتها وبيئتها، وكذلك لطبيعة تفاعل الحداثة مع الماضي والحاضر. المحور الثاني كان الحداثة في الشعر العربي القديم والشعراء الكبار الذين نادوا بالحداثة وأدخلوا أدواتهم وأساليبهم الشعرية وجددوا بنية القصيدة العربية وشحنوها بألفاظ ومعان تنسجم مع عصرهم. المحور الثالث على الإبداع والتجديد والحداثة في الشعر المعاصر متخذاً من قصيدة التفعيلة والشعر الحر أنموذجًا. المحور الرابع مشاكل الحداثة وآثارها كالالتزام بالأصالة ورفض المنتج الغربي والشك في كل ما هو مستورد، أيضاً قصيدة النثر وطبيعتها وبعض الإشكالات التي تلازمها والفوضى في تحديد معالمها وأسسها وبنيتها. وأخيراً المحور الخامس الذي تناول نصوصًا شعرية للشعراء المحدثين من الشعر القديم والحديث مقارنة بالشعر الجاهلي والشعر القريب من عصره.
2- الموسيقار رائد عزيز: تناول الحداثة في الموسيقى قائلاً: (الموسيقى في مفهوم الحداثة ومن الناحية الفنية - تتميز الحداثة الموسيقية من خلال خصائص رئيسية تميزها عن الفترات السابقة وهي التوسع أو التخلي عن النغمة، استخدام التقنيات الموسعة، دمج الأصوات والأصوات الجديدة في التكوين، استخدام المتتابعات الايقاعية المتعددة الأوزان البالغة التعقيد، استخدام أصوات موسيقية متضاربة ونشاز في بعض الأحيان أخيراً تحرر الموسيقى العربية من أجواء التطريب التقليدية الى فضاء التجديد والحداثة من خلال مزج القوالب الغربية بالقوالب العربية). بالنسبة إلى الموسيقى العراقية فقد بدأت الحداثة تأسيس المعهد الموسيقي سنة 1936 وتأسيس مدرسة الموسيقى والبالية ومعهد الدراسات النغمية ومن ثم أكاديمية الفنون الجميلة ومن ثم تأسست هذه المدارس في عدة محافظات بالعراق وكنتيجة لهذه المؤسسات كانت:
•       ظهور جيل موسيقي جديد واعي وذو نظرة مستقبلية متجددة
•       تقديم الأعمال الموسيقية العراقية التراثية بتوزيع موسيقي اوركسترالي حديث.
•       تقديم أعمال موسيقية لمؤلفين شباب بأسلوب معتمد على أفكار موسيقية حديثة
3- الفنان المسرحي ثامر ميخائيل: تحدث عن أوجه الحداثة في المسرح قائلاً: (المسرح كفن ابداعي إنساني يخضع لقواعد وأنظمة تتغير وفقا لتغير الحضارات باعتباره إنتاج حضاري معقد تصنعه الشعوب بتجاربها عبر مجموعة من العناصر والمتغيرات التي تعطي للظواهر مدلولاتها). ففي نهاية القرن التاسع عشر شهد المسرح عملية تحول في شكله وعلاقته بالمتلقي وتم إعادة النظر في مفهوم المكان والديكور والموسيقى والعمارة المسرحية بشكل مغاير على يد ادولف ابيا، جوردن كرك، انتوان ارتو، مايرهولد وبرشت... الخ الذين ساهموا في ابتكار مقاربات جديدة للمسرح ركزت على التجريب والابتكار مما أرسى الحداثة. فالمسرح الحداثي يضعنا في مواجهة بين الذات والدراما لأنه نتاج تواصلنا مع الحضارة الحديثة. المسرح الحداثي يقوم على ثنائية نص/ عرض وان الحقيقة تظهر في الفضاء المسرحي والنص يتحول إلى جزء من البنية التكوينية للفضاء المسرحي والمكتوب هو رمز بصري يضل بحاجة إلى التجديد الصوتي والحركي فظهرت نظرية العرض المسرحي كبديل للنظرية الدرامية الكلاسيكية.
4- الكاتب يوحنا بيداويد: تحدث عن أوجه الحداثة في الفلسفة مستعرضاً المحطات التي تجلت فيها الحداثة قائلاً: (الحداثة في الفلسفة هو تيار فلسفي حديث بدأ مع بداية عصر التنوير. هدفه تحرير عقل الإنسان من هيمنة القوالب والمرجعيات والهيئات والمؤسسات القديمة، حيث اتخذ رواده من مقولة الفيلسوف كانط: "تجرأ على استخدام فهمك!" شعاراً لهم. حيث دعا إلى الخروج من عقدة الشعور بالقصور التي يرجعها إلى ذاته). كان رواد الحداثة يبحثون عن اكتشاف العالم بحسب منظور علمي حقيقي بعيداً عن الغيبيات. فنقلت الإنسان من العبودية إلى عصر الحرية والديمقراطية والمساواة. الحداثة أيضاً لكن كان لها مساوئها فتجاوزت حدود المعقولية وأصبحت فلسفة تفكيكية غير مهتمة بالموضوعية على نقيض هدفها الأصلي. لكن أمام هذه التيارات الفلسفية الهدامة لم تفقد الإنسانية الأمل، فولد تيار فكري إيجابي بل إنساني تماماً، معارض لكل هذه النظريات، والذي مثلته الفلسفة النقدية التواصلية، حيث دعا عميد هذا التيار "هابرماس" كل المؤسسات الكبيرة (الدينية والعلمية والفكرية) إلى الحوار والنقاش من أجل ايجاد طريقة او نظام لحفظ الحياة قبل ان يقضي الإنسان على نفسه.
بعد ذلك فتح باب النقاش والمداخلات حيث اشترك في النقاش مجموعة من السيدات والسادة وهم: غسان فتوحي، رفل يلدا، ناسان اسبر، د. غانم حبوبي، ناصر عجمايا، يوسف الرماوي، ألياس متي، المطران جرجيس القس موسى، مريم نزار، فاتن محمد، جولي العطري، ماري الظواهرة. بعد ذلك أتيحت الفرصة للباحثين للرد على المداخلات، حيث كانت ندوة ممتعة انعكست على الحضور للتفاعل مع الموضوع.