المحرر موضوع: الدنمارك تكيل بمكيالين - تساعد ضحايا الزلزال في تركيا ولكنّها تغض النظر عن ضحاياه في سوريا  (زيارة 719 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شابا ايوب

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 58
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
نشرت جريدة الشيوعي (*) في عددها الثالث - آذار  2023 المقال التالي

الدنمارك تكيل بمكيالين - تساعد ضحايا الزلزال في تركيا ولكنّها تغض النظر عن  ضحاياه في سوريا

يظهر من سياسات الدول الغربية أن "الإنسانية" الغربية مُستعدة لفسح المجال للبربرية.
 
 هناك قناعة لدى أغلب الدنماركيين بأن الدنمارك تحب مساعدة الناس المُحتاجين في جميع أنحاء العالم، ولكن بعد الزلزال العنيف ، الذي أودى بحياة  36000 في تركيا و 6000 في سوريا(١) ، إختارت الحكومة الدنماركية مساعدة الضحايا في تركيا فقط. أمّا الضحايا في الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة السورية فقد ظلّوا بالفعل ضحايا للحصار اللا إنساني الذي مارسته الدنمارك و بقية الدول الغربية.
إن السوريين جميعاً عانوا ولا يزال  يعانون من الحرب المستمرة منذ ما يقرب من 12 عامًا ، والتي تَركتْ محافظة إدلب التي ضربها الزلزال في أيدي آخر بقايا القوات "المتمردة" ، والتي تتكون في غالبيتها من ميليشيات إسلامية وكردية. وهذه الميليشيات فشلت في تحسين أوضاع المجتمع على الرغم من مساعدة الغرب لها. والآن هناك مشاكل كبيرة في وصول المساعدات للكوارث التي حلّت بالمنطقة ، لأن المدخل الوحيد اليها هو المعبر الحدودي السوري التركي بالقرب من مركز الزلزال.
 
اتفقت الأمم المتحدة والحكومة السورية على فتح معبرين إضافيين أحدهما في الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة السورية والثاني في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة بالقرب من منطقة وقوع الكارثة، بحيث يُسهلان إدخال المساعدات من دون رفع  العقوبات الشديدة عن سوريا.

وذكرت وسائل الإعلام أن ما يقارب  5.3 مليون شخص قد تشرّد بعد الزلزال في سوريا ، لكن من غير الممكن تقديم المساعدات اللازمة لهم ، لأن العقوبات على سوريا تنص على حظر بيع مواد البناء.

وأوضح ممثل سوريا لدى الأمم المتحدة بسام الصباغ ، أن العقوبات الغربية مَنعتْ هبوط الطائرات في المطارات السورية. "لذا  فحتى الدول التي تريد إرسال مساعدات إنسانية سريعة إلى سوريا لا يمكنها إرسال المساعدات الطارئة عبر الطائرات بسبب هذه العقوبات".

وفي السادس من شباط (فبراير) ، طرق سمع إخواننا وأخواتنا في تركيا وسوريا  بأن عمال البناء في شمال يولاند(٢) سوية مع الوسيط  رشا خليفة(٣) سيجمعون الأموال لدعم أعمال الإغاثة في تركيا وسوريا عن طريق
MobilePay 146847.

وأوضخ رئيس الهلال الأحمر السوري  خالد حبوباتي لوكالة أسوشيتيد برس ، إن العقوبات الغربية  على سوريا فاقمت الوضع حيث لا يوجد بنزين للقوافل بسبب الحصار والعقوبات.

ويقول المقرر الخاص للأمم المتحدة إن "العقوبات الغربية المشينة ضد سوريا تخنق ملايين المدنيين وتُعتبر جريمة ضد الإنسانية".

إنّ ما لا تستطيع الولايات المتحدة والغرب تحقيقه بالوسائل العسكرية ، يحاولون تحقيقه من خلال فرض عقوبات قاسية وشديدة على أعدائهم، وتؤثر هذه العقوبات في المقام الأول على السكان المدنيين.

ويُضيف المحرر منتقداً الفكرة السائدة لدى الغرب ومُفادها أن الأشخاص الذين يتضورون جوعاً ، أو الذين يُحرمون من الحصول على الأدوية الحيوية ، أو  على مصادر الطاقة أو نقص في مياه الشرب النظيفة ، سيبدأون في تقبّل وتبني "القيم الغربية" ، وبسبب عجزهم سينهضون ضد  الدكتاتور أو النظام الذي يرغب الغرب في التخلص منه.

أصبح واضحاً عندما تفشل الحروب التي يَشنها الغرب أو محاولاته في تغيير الأنظمة ، يتبعها بالخطوة التالية، وهي محاولة تدمير عدوه من خلال العقوبات. يُحاول الغرب في البداية الحصول على موافقة الأمم المتحدة، ولكن عندما يفشل في الحصول على دعم من الأمم المتحدة يبدأ  التصرف بمفرده.

وتنفرد الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبعض مؤيديهم في تحويل سياسة العقوبات الإقتصادية  إلى سلاح سياسي. ويضيف المحرر: "لنكن واضحين طالما لم تتم الموافقة على العقوبات من قبل مجلس الأمن الدولي ، فهي غير قانونية بموجب القانون الدولي نفسه". إن الشعب السوري يُعاني من هذه العقوبات فقط لأن رئيس بلاده هو بشار الأسد.

زارت ألينا دوهان وهي من بيلاروسيا ، وأستاذة في القانون الدولي والمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالآثار السلبية للتدابير القسرية أحادية الجانب ، زارت سوريا في أكتوبر ونوفمبر لمعرفة عواقب العقوبات. و في 10 تشرين الثاني (نوفمبر) 2022 ، قدمت تقريرًا دعت فيه إلى "رفع العقوبات الأحادية الجانب و طويلة الأمد التي  تُجوّع الشعب السوري".

وكتبت دوهان تقول: "لقد دمرت العقوبات قدرة الدولة على تلبية احتياجات المواطنين ، خاصة للفئات الأكثر ضعفا ، ويعيش الآن  90٪ من السكان تحت خط الفقر".

لقد تقلص الاقتصاد السوري بنسبة 90٪ منذ عام 2011، ومنذ عام 2019 زادت الأسعار بنسبة 800% ، وفُقدت مئات الآلاف من الوظائف ، وتمنع العقوبات استيراد المواد الغذائية والأدوية وقطع الغيار والمواد الخام والمواد اللازمة لإحتياجات السكان وإعادة بناء اقتصاد البلاد.
وقالت: "إنني مندهشة من الأثر الحقوقي والإنساني العميق للتدابير القسرية أحادية الجانب المفروضة على سوريا ومن العزلة الاقتصادية والمالية الكاملة لبلد يكافح شعبه لإعادة بناء حياة كريمة بعد حرب استمرت اثني عشر عامًا".
وأشارت دوهان إلى عدم كفاية الغذاء والماء النقي والكهرباء والسكن والطاقة للطهي والتدفئة والنقل والخدمات الصحية للسوريين، وحذرت  من أن البلاد تواجه هجرة  هائلة للعقول بسبب الصعوبات الاقتصادية المتزايدة.

مع تدمير أكثر من نصف البنية التحتية الحيوية و تضررها بشدة ، أدى فرض العقوبات أحادية الجانب على القطاعات الاقتصادية الرئيسية ، بما في ذلك النفط والغاز والكهرباء والتجارة والبناء والأعمال الهندسية ، إلى انخفاض حاد في الإيرادات الوطنية وتقويض جهود إعادة البناء الاقتصادي وإنعاشه.

واختتمت ألينا دوهان بالقول: "في ظل الوضع الإنساني المأساوي الحالي والمتدهور باستمرار ،  حيث يعاني فيه 12 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي ، أدعو إلى الرفع الفوري لجميع العقوبات الأحادية الجانب والتي تمس حقوق الإنسان وتُعيق أي جهد لإعادة الإعمار".
و في ختام المقال يقول المحرر " نحن أيضاً نعتبر العقوبات الدنماركية غير قانونية ، وعليكَ أيها المواطن ان تنسَى كل ما سمعته عن "الإنسانية" الغربية وعن "القيم" الغربية، فالحكومة الدنماركية تساهم في نشر "البربرية" الغربية. وبإنضمامها إلى العقوبات اللا إنسانية ضد سوريا ، والتي بدأتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومن دون دعم من قبل مجلس الأمن الدولي ، فإن الدنمارك تعتبر متواطئة فيما "قد يرقى إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية".

(*) جريدة شهرية يُصدرها الحزب الشيوعي في الدنمارك
(١) هذه الأرقام لحد يوم إعداد المقال
(٢) يولاند هي شبه جزيرة دانمركية تقع في غرب الدنمارك وملاصقة للحدود الالمانية( المترجم)
(٣) تُعتبر الجسر الرابط بين الفلسطينيين في المدينة وسكان مدينة أولبورغ في شمال شبه جزيرة يولاند

ترجمة: د. شابا أيوب


غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
اخي العزيز الدكتور شابا ايوب شابا المحترم
بعد التحية
في حقيقة الامر ان الموضوع وخفاياه لم تعد خافية حول هذه الممارسات الغربية ، فالدانمارك ليست المرة الاولى التي تخرج عن الاطار الانساني المعرف به، فالحكومات الدانماركية ومعها الغرب النيتو وبسبب تواجد القوات الروسية في سوريا قد اصبحت عدوا لهم جميعا هكذا يصورون الامر وهذا هو انطباعهم لا بل هكذا يريدون، وبما ان الحرب في اوكرانيا هي مع روسيا معناها هي الغرب جميعا فدول الغرب ليست مستقلة بل هي تابع غبي لاميركا التي تشترط عليهم وتقرر مصيرهم وهي التي تحركهم وتدفعم وتاخذ فلوسهم متى ما تريد عبر شراء اسلحة اميركية، فتلاشت الانسانية والرحمة والعطف والشرف الغربي سقط عندما يمدون يد المساعدة للجهة دون الاخرى وهذا ايضا يشمل حتى في الملاعب الرياضية
هذا كان بالامس عندما ساندوا وايدوا اميركا حول وجود اسلحة للدمار الشامل ولم ولا سيعثروا عليها يوما لانها اوهام فتلك الاسلحة ليست موجودة وقتلوا الشعب العراقي خلال عشرون عاما من الحصار الجائر
يطبقون انسانيتهم بشروط يرونها هم وليست بالشروط الانسانية غير المنحازة المستقلة ذو الرؤى المجردة البعيدة عن المفهوم الغربي النيتوي
محبتي وتقديري

غير متصل شابا ايوب

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 58
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأستاذ وليد حنا المحترم
شكراً لقرائتك المنشور وشكراً على إضافتك التعليق.
أتفق معكَ بخصوص إزدواجية المعايير عند الدول الغربية.
لقد تغيّرت الكثير من السياسات والممارسات والإجراءات الحكومية في هذه الدول منذ أن تفكك الإتحاد السوفياتي وهيمنة الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو على الساحة الدولية وعلى كل الصعد السياسية والإقتصادية والعسكرية، وباتت الولايات المتحدة تتصرّف كشرطي على العالم بحجة الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وتعاقب من تشاء من الأنظمة التي تُعارض سياساتها وتدعم الأنظمة الموالية لها وتسكت عن ممارساتها العنصرية والإستبدادية.
للأسف بدأت الدول الأوروبية بقضم تدريجي لمكتسبات العمال والشغيلة التي حققتها نقابات العمال في السبعينيات والثمانينيات حين كان العالم يشهد توازناً بين قوتين عظميين، وإنتعشت الرأسمالية في أوروبا وجرى خصخصة القطاع العام وزيادة الإنفاق العسكري ، وربط الدول الأوروبية( بما فيها دول اوروبا الشرقية) بحلف الناتو ، وكان من نتائج هذه السياسات ضعف قوى اليسار في أوروبا وإنتعاش اليمين واليمين المتطرّف.
لذلك ليس صدفة أن أكثر الدول الأوروبية منخرطة في الحرب الدائرة بين الروس والأوكرانيين.