سلسلة روحية للصوم الكبير المقدس 5
تحدثنا باختصار عن عدد من الفضائل التي لو نجح المؤمن عبر الزمن لاقتنائها سيصل حتما نحو فضيلة الوداعة
الوداعة فضيلة يتحلى بها المؤمن وبدونها يكون المؤمن مزاجي صعب المزاج يسيطر عليه الغضب ونسمع قول الرب :
"اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ." متى 11 : 29
هذه الوداعة نتعلمها من الرب نفسه الذي كان هادئا وديعا ولطيفا أشغف قلوب العالم وبالمقابل هذه الوداعة ألهبت قلوب أعدائه فزادتهم حنقا وغضبا .
يطلب منا الرب أن نسلك مثله بروح الوداعة واللطف
نحتاج الوداعة في إصلاح ذات البين بين الناس بحسب أمر الرسول بولس حين يقول : "أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا." غلاطية 6 : 3
حتى التأديب الكنسي من الكاهن أو الأسقف يجب أن يكون بروح الوداعة خارجا عن الغضب.
"مُؤَدِّبًا بِالْوَدَاعَةِ الْمُقَاوِمِينَ، عَسَى أَنْ يُعْطِيَهُمُ اللهُ تَوْبَةً لِمَعْرِفَةِ الْحَقِّ،" 2 تيموثاوس 2 : 25
الوداعة والهدوء تساعد في ضبط الأعصاب
متى هدأت الأعصاب بالوداعة هدأت الصحة وازددنا بهاء وتألقا فترة الصوم
وهكذا فلنقبل نحو الوداعة خلال الصوم لنزداد هدوء وتأملا ونستقبل قيامة الرب بالجسد فتزداد التقوى