سلسلة روحية للصوم الكبير المقدس9
الصعود
من الفضائل التي ترتقي بالمؤمن ذهنا وعقلا وقلبا ليُحلق بروحه في ذُرى العلى .
في حادثة تجلي الرب على جبل تابور يصعد الرب بتلاميذه فوق مستوى الأرض ليعطيهم درسا عظيما فمن سيعاين الرب متجليا يجب أن يترفع عن كل الأرضيات وتكرر الأمر حين صعد بعد القيامة إلى السماء فقد جمعهم على جبل الزيتون لكي يعاينوا مجدا إلهيا فائق الوصف لا يمكن لمن يتشبث بالأرضيات أن يعاينه .
والرب هنا يؤكد ما جاء في العهد القديم وفي المزامير بالذات حيث يقول :
"أَرْفَعُ عَيْنَيَّ إِلَى الْجِبَالِ، مِنْ حَيْثُ يَأْتِي عَوْنِي!" مزمور 121 : 1
وهنا نتعلم درسا عميقا
الكثير من المؤمنين يشكون لي من عدم تركيزهم في الصلاة الفردية وذلك لأن أذهانهم تتشتت ولا يعود يذكر بم بدأ ويعود السبب إلى انشغال ذهن المؤمن بأموره الحياتية وهموم العمل والبيت والأولاد وبالطبع ينشط عدو الخير لتشتيت الذهن وقطع حبل التواصل مع الرب وتشتيت الفكر .
وهنا أنصح المؤمنين جميع بأن قبل بدء صلاته الخاصة أن يتلو التضرع للملاك الحارس الموكل من الله بحراسة نفوسنا وإبعاد عدو الخير عنا وأنصح أيضا قبل الصلاة الفردية بصلاة مسبحة يسوع قبل الصلاة العادية وذلك لقوة اسم يسوع الذي يحرق عدو الخير فيفر مبتعدا
وهنا أنبه جميع المؤمنين الآتين إلى القداس الإلهي بطرح كل همومهم أمام باب الكنيسة من الخارج وتصفية الذهن قبل دخولهم بيت الرب ليُركزوا كل حواسهم نحو الشرق ولقاء الرب والاتحاد به فهو يعرف ضعفنا وحاجاتنا قبل أن نطلبها منه
والرب يحفظ نفوسكم وأجسادكم ويصعد بعقولكم لمعاينة مجده الإلهي خلال الصوم الكبير المقدس ويمن عليكم بالرحمة والغفران
آمين
